أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل مشكلات البلاد تحل بالعراق أم في البيت الأبيض؟















المزيد.....

هل مشكلات البلاد تحل بالعراق أم في البيت الأبيض؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4263 - 2013 / 11 / 2 - 20:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ارتفع عدد قتلى الهجمات الإرهابية بالعراق إلى عدد مخيف، إلى المستوى الذي كان عليه في العام 2008 فوصل في شهر تشرين الأول إلى 964 شخصاً على وفق إحصاءات الأمم المتحدة والأرقام الفعلية أعلى من ذلك بكثير، إضافة إلى خمسة أضعاف هذا العدد من الجرحى والمعوقين، أو ممن يموت فيما بعد نتيجة الجراح التي أصيب بها. وارتفع العدد خلال عشرة أشهر من هذا العام إلى عدة ألاف شهيد وعدة أضعف ذلك من الجرحى والمعوقين يفوق ما بلغه في العام 2008. فما هي الأسباب الكامنة وراء تفاقم هذه الهجمات البربرية وتزايد عدد القتل والتخريب وتدمير البنية التحتية؟ وهل الولايات المتحدة، التي استنجد بها رئيس الوزراء العراقي في واشنطن قادرة على إيقاف نزيف الدم بالعراق حتى لو أرادت ذلك؟
علينا الإقرار أولاً بأن مشكلة الدم النازف بالعراق مسألة داخلية بامتياز، ومع ذلك فهي مرتبطة عضوياً بأوضاع المنطقة ومواقف الدول الإقليمية من الحالة العراقية. والمشكلة سياسية قبل أن تكون أمنية وعسكرية. وحين يجد المجتمع العراقي حلاً للمشكلة السياسية الداخلية، سيتوقف نزيف الدم، حتى لو أرادت الدول الإقليمية والعالم غير ذلك. إذ عندها سيتوحد الشعب العراقي لمواجهة قوى الإرهاب والاغتصاب والفساد، ويسقط دور الحماة للقوى التي تمارس الإرهاب حالياً ويتعاون كل الشعب على كشف القتلة. ولكن رئيس وزراء العراق يفضل أن يذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليستنجد بها لمعالجة مشكلات العراقية ويتحرى عن دعم وسلاح إضافيين بدلاً من السعي الجاد والمسؤول عن حلول عملية لمعالجة المشكلات عراقياً وسياسياً. وعلى هذا الأساس فإن نزيف الدم العراقي لن يتوقف وسيتواصل ما دام رئيس الوزراء قد ركب رأسه وسار على طريق صم بكم عمي فهو لا يفقهون! وقد نسى رئيس الوزراء العراق أن الولايات المتحدة الأمريكية تعيش إشكاليات كبيرة على صعيد الداخل ومع دول منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى أزمة التصنت على رؤساء الكثير من الحكومات في العالم وتدهور علاقاتها الدولية بسبب نهجها الأمني. ويبدو إن المالكي من مواقعه الأمنية السابقة مغرم أيضاً بالإجراءات الأمنية التي دأب على ممارستها ويعتقد بأنها الحل الوحيد والممكن لمشكلات العراق. وهذه وسيلته حتى في مواجهة مطالب واحتجاجات ومظاهرات الشعب.
إن قتل ما يزيد على ألف عراقي في شهر واحد وأكثر من 5000 جريح ومعوق تعتبر أرقاماً خيالية تعطي لكل المتتبعين الأوضاع المزرية التي يمر بها العراق، إذ يمكن وصف حالة العراق بكونها مأساة يعيش تحت وطأتها الشعب، ومسخرة الحكومة والدولة الهشة.
وقف رئيس الوزراء يتحدث عن إن التعاون مع الولايات المتحدة لم يعد وحيد الجاب، أي أمني وعسكري، بل سيتحول إلى اقتصادي واجتماعي أيضا! ولكن أوباما من جانبه ركز على القضية التي تشغل بال الغرب كله، مسألة استمرار تدفق النفط والنجاح في زيادة الإنتاج، وهو واحد من أهم الأسباب التي دفعت الإدارة الأمريكية بشن الحرب. ونسى باراك أوباما بأن الطاعون يجتاح العراق وشعب العراق، وأن الولايات المتحدة كانت السبب وراء هذا الطاعون، وإنها بحربها أبعدت الطاعون، الإرهاب الدولي، عن داخل الولايات المتحدة، وصدرته إلى العراق. فهل ينتظر العون من دولة ساعدت على إقامة نظام طائفي مقيت بالبلاد وكرسته رسمياً حتى قبل إسقاط الدكتاتورية والاحتلال والذي أدى، كما نرى إلى تشطير الشعب العراقي وتعميق صراعات أحزابه الطائفية وشق وحدة الشعب الضرورية لكل بلد يسعى إلى إقامة المجتمع المدني الديمقراطي والمواطنة الحرة والمتساوية.
إن نوري المالكي، الذي ركز كل السلطات التنفيذية والقضائية بيديه وتعاون على تجميد السلطة التشريعية مع رئيس مجلس النواب فعلياً، يدرك تماماً بأن الحل هو في التخلص من الطائفية السياسية ويدرك ضرورة المصالحة بين أتباع المذاهب الدينية ومع أتباع جميع الديانات بالعراق، ولكن هذا الهدف هو الذي لا يريده المالكي ويسعى إلى إبعاده، لأنه يدرك أيضاً بأن هذا الحل هو نهاية وجوده على رأس السلطة، بل ونهايته السياسية، وعلى الأرجح تقديمه للمحاكمة لما ستوجه له من تهم بسبب عرقلة الوصول إلى حلول عملية للمشكلات العراقية، وبسبب سياساته الطائفية اللعينة، وبسبب الإرهاب المستشري بالبلاد وعجزه عن معالجتها وهو المسؤول الأول عن حماية الشعب، وبسبب الفساد الذي يمارسه "أهل بيته الحزبي والسياسي" وحوارييه ومن لف لفهم.
إن حل مشكلات العراق يا رئيس وزراء العراق ليست في البيت الأبيض، بل بالعراق ومع الشعب العراقي ذاته. إن الحل يكمن في تخليك عن السلطة التي أصبحت ملتصقاً بها كما يلتصق "الأعمى بشباك العباس أبو رأس الحار وابن البدوية" يرجى الشفاء ولا شفاء له، الحل يكمن في تشكيل حكومة إنقاذ وطني تمارس سياسة التهدئة وتعيد النظر بالدستور العراقي وتجري استفتاء عليه وتهيئ لانتخابات نيابية جديدة حرة ونزيهة وبعيداً عن المؤسسات والحوزات الدينية التي لعبت دوراً سلبياً شديداً على امتداد العقد المنصرم والتي ساهمت في تكريس حفنة من الجهلة والمهرولين وراء "تمن وقيمة" التعازي الحسينية وأموال الناس البسطاء المدفوعة إلى الحوزات الدينية والتي تذهب لشراء القصور في بريطانيا وغيرها من دول العالم أو لبناء شوارع ومدارس في أماكن أخرى ولكن ليس بالعراق. هل سمعتم بالمرشحة للنيابة التي تقول بأنها ستأخذ بيد من ينتخبها إلى الجنة! يبدو إن مفتاح الجنة لم يعد بيد كبار رجال الدين فحسب، بل أصبح بيد من هب ودب أيضاً من أمثال السيدة المصونة!
أنت وحزبك يا رئيس الوزراء تمارسان الاستبداد والقسوة في التعامل مع العراقيات والعراقيين، سواء أكانوا في الداخل أم الخارج. هل سمعت يا رئيس الوزراء أن مساعدك في حزب الدعوة الإسلامية ووزير تعليمك العالي أغلق أخيراً الملحقية الثقافية في هولندا بكاملها، رغم الأموال الكبيرة التي صرفت لإقامتها، ونقل مسؤولها إلى العراق وطشر موظفيها وسرحهم من الخدمة لأنهم شاركوا في احتفال تكريم الصديق الكاتب والقاص والروائي والصحفي جاسم المطير الذي يعتز به العراقيون والعراقيات. هل تعرف يا رئيس الوزراء إن هذا التصرف يعتبر تجاوزاً فظاً على الثقافة العراقية وعلى حقوق الإنسان وعلى حق العمل وحق إبداء الرأي.
في الوقت الذي أدين هذا السلوك المشين لوزير تعليمك العالي البائس، أطالب بإعادة الملحقية الثقافية إلى سفارة العراق في هولندا وإعادة كل الموظفين الذين نقلوا أو فصلوا إلى وظيفتهم في هولندا.
إن إجراء وزير التعليم العالي العراقي يشبه تصرفك يا رئيس الوزراء حين قمت بإصدار قرار باعتقال محافظ البنك المركزي، الدكتور سنان الشبيبي، حال عودته من سفرة وظيفية خارج العراق، ثم اعتقال نائبه الدكتور مظهر محمد صالح ومحاكمته، وهو الشخصية التي يعتز بها العراقيون والعراقيات ولا يشرف أحداً قرار إحالته على المحاكمة بأي حال.
المعركة السياسية يا رئيس الوزراء أصبحت معكم ومع حزبكم حزب الدعوة الإسلامية، بشكل مباشر، لقد انفتحت المعركة السياسية على أبوابها الواسعة، وسيخذلكما الشعب بالمحصلة النهائية وعلى الأقل بسبب الخسائر البشرية المتعاظمة التي تسقط يومياً على أرض العراق. إن لم تذهبوا بأنفسكم، فسيقلعكم الشعب من أرض الرافدين كما اقتلع جبابرة غيركم في القرون والعقود المنصرمة.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة قِراءة في كتاب -جدار بين ظلمتين- لبلقيس شرارة ورفعة ال ...
- قراءة في كتاب السيدة بلقيس شرارة الموسوم -محمد شرارة من الإي ...
- الحزب الذي أصبح كارثة ورئيسه الذي أصبح طامة كبرى بالعراق!!!
- قراءة في مسرحية -ثور فالارس- للكاتب والصحفي ماجد الخطيب
- نقاش هادئ مع أفكار افتتاحية طريق الشعب في 10/10/2013
- هل من أخطاء فادحة ارتكبتها المعارضة السورية؟
- جرائم بشعة متلاحقة ترتكب يومياً بالعراق!!!
- قراءة في كتاب -نبوة محمد- للكاتب الدكتور محمد محمود
- الحذر ثم الحذر ثم الحذر من مخاطر التلويث الإضافي لبيئة عراقي ...
- قراءة في كتاب هروب موناليزا -بوح قيثارة- للشاعرة بلقيس حميد ...
- بشاعة الجرائم الدموية التي ارتكبت بمدينة الثورة ببغداد، فمن ...
- هل وقع حكام العراق على وثيقة شرف جديدة, أم إنها محاولة جديدة ...
- من المسؤول عن قتل وتهجير أتباع المذهب السني وآل السعدون في ا ...
- من المسؤول عن ضحايا المفخخات وضحايا السرطان يا وزير الإسكان ...
- لماذا يُعقد مؤتمر أصدقاء برطِّلة بالعراق؟
- من أجل محاكمة بشار وماهر الأسد أمام المحكمة الجنائية الدولية ...
- يواجه الشبك إرهاب القاعدة وغياب الحماية الحكومية بالعراق
- من يمارس القتل ضد مجاهدي خلق في معسكر أشرف بالعراق؟
- مع حركة الأنصار الشيوعيين العراقيين في مؤتمرهم السابع
- هل نسى نوري المالكي أن الشعب العراقي يمهل ولا يهمل!!


المزيد.....




- تسببت بوميض ساطع.. كاميرا ترصد تحليق سيارة جوًا بعد فقدان ال ...
- الساحة الحمراء تشهد استعراضا لفرقة من العسكريين المنخرطين في ...
- اتهامات حقوقية لـ -الدعم السريع- السودانية بارتكاب -إبادة- م ...
- ترامب ينشر فيديو يسخر فيه من بايدن
- على غرار ديدان العلق.. تطوير طريقة لأخذ عينات الدم دون ألم ا ...
- بوتين: لن نسمح بوقوع صدام عالمي رغم سياسات النخب الغربية
- حزب الله يهاجم 12 موقعا إسرائيليا وتل أبيب تهدده بـ-صيف ساخن ...
- مخصصة لغوث أهالي غزة.. سفينة تركية قطرية تنطلق من مرسين إلى ...
- نزوح عائلات من حي الزيتون بعد توغل بري إسرائيلي
- مفاوضات غزة.. سيناريوهات الحرب بعد موافقة حماس ورفض إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل مشكلات البلاد تحل بالعراق أم في البيت الأبيض؟