عُشَّاقُ لغَةِ الضَّاد، المقال التاسع ..بقلم الكاتب ماهر عبد الواحد

محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)

الحوار المتمدن-العدد: 4346 - 2014 / 1 / 26 - 20:32
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

انتهينا في المقال السابق إلى أقسام البلاغة ، وسنكملها اليوم :
5- الفواصل : وهى حروف متشابهة في المقاطع وقد تقع على حروف متجانسة، كما قد تقع على حروف متقاربة و يقع بها إفهام المعاني وفيها بلاغة ، وهى تابعة للمعاني ليست كالسجع يتبعه المعنى .

6- التجانس : هو بيان بأنواع الكلام الذي يجمعه أصل واحد ، وهو على وجهين : مزاوجة و مناسبة .
المزاوجة كقوله سبحانه وتعالى : " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " 194 (البقرة).
وقوله سبحانه : " ومكروا ومكر الله " 54 (آل عمران).
وكقول عَمْرو بن كلثوم :
ألا لا يَجْهلنْ أحدٌ علينا فنجهلَ فوقَ جَهْلِ الجاهلينا
وأما المناسبة فهى كقوله سبحانه وتعالى : " ثُمَّ انصرفوا صرف اللهُ قلوبَهمْ " 127 (التوبة).

7- التصريف :وهو تصريف الكلام في المعاني ، كتصريفه في الدلالات المختلفة ، كتصريف " الملك" في معاني الصفات ، فصُرِّفَ في معنى [ مالك – ملك – ذو الملكوت – المليك ... ] وفي معنى التمليك [ التملك - الإملاك - ...] وتصريف المعنى في الدلالات المختلفة ، كما كرر من قصة موسى في مواضع مختلفة [ حيث ذكرت في سور : طه – الشعراء ، وذلك لوجوه مختلفة من الحكمة].

8- التضمين : هو حصول معنى فيه من غير ذكره له باسم أو صفة هى عبارة عنه .
تضمين توجبه البنية ، كقولنا : معلوم يوجب انه لابد من عالم ، وتضمين يوجبه معنى العبارة من حيث لا يصح إلا به ، كالصفة بضارب ، على مضروب وقاتل على مقتول .
وذكر : أنّ " بسم الله الرحمن الرحيم " من باب التضمين ، لأنه تضمن تعليم الاستفتاح في الأمور باسمه على جهة التعظيم لله تبارك وتعالى ، أو التبرك باسمه .

9- المبالغة : هي الدلالة على كثرة المعنى ، وذلك على وجوه :
- قدر قادر ومنها قدير (فعيل) ، غفر غافر ومنها غفار ( فعال) شكر شاكر ومنها شكور (فعول).
- وقد يبالغ باللفظة التي هي صفة عامة كقوله سبحانه : " خالق كلِّ شىء" 62 (الزمر).

10- حُسْنُ البيـــان : ويقع على أربعة أقسام هي : كلام ، حال ، إشارة وعلامة .
بدأت سورة الرحمن بمدح الله للبيان ، فيقول : " الرحمن ، علم القرآن ، خلق الإنسان علمه البيان" 1-4 (الرحمن).
تنويه : البيان نقيضه العى ، ومنه قيل : أعيا من باقِل ، سُئل عن ظبية في يده ، بكم اشتريتها ؟ فأرادَ أن يقول : بأحد عشر ، فأشار بيديه مادًا أصابعه العشر ، ثم أدلع لسانه ، فأفلتت الظبية من يده ، بين دهشته وضحكات الأعراب ، فخرج لنا هذا المثل الظريف " أعيا من باقل " .
القرآن الكريم ، معجز بكامله ، ولذلك قال سبحانه وتعالى في محكم التنزيل " :
• هذا بيان للناس 138 ( آل عمران).
• تبياناً لكلِّ شىء 89 (النحل).
• بلسان عربي مبين 195 (الشعراء).
يقول ابن الباقلانى : القرآن أعلى منازل البيان ، وأعلى مراتبه ما جمع وجوه الحسن وأسبابه ، وطرقه وأبوابه ، من تعديل النظم وسلامته ، وحسنه وبهجته وحسن موقعه في السمع وسهولته على اللسان ، ووقوعه في النفس موقع القبول وتصوره تصور المشاهد وتشكله على جهته حتى يحل محل البرهان ودلالة التأليف ، مما لا ينحصر حسنًا وبهجة وسناءً ورفعة ( إعجاز القرآن ص 276).
وإلى الغد ان شاء الله
بقلم/ مـاهر عبد الواحـــــد (نشر بتصرف).

#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)       Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل