جوزفين كوركيس البوتاني
الحوار المتمدن-العدد: 4343 - 2014 / 1 / 23 - 05:40
المحور:
الادب والفن
حين ولد أبني الكبير دفنت حبله السري في باحة دير قديم لكي يبقى مشدودًا لأرضه وأهله. وعندما سقطت اسنانه اللبنية، حملتها هي الأخرى ودفنتها في مدرسة قديمة مهجورة لكي يصبح يومًا من حملة القلم. وحين شبَّ ابني، حمل قلمه ومضى لديار الغربة واصبح يكتب بلغة غير لغته ولم يعد يتذكر من لغة الأم إلا حروفها الأبجدية...
ومرت الأيام ولحق به باقي اشقاءه.. الواحد تلو الآخر.. ولم يتبقى منهم سوى حبالهم السرية واسنانهم اللبنية مدفونة في الأديرة والمدارس القديمة. لم يبقى هنا إلا أنا وأباهم المسكين الذي يمضي معظم وقته وهو يغرس شتلات التفاح والكروم في الحقل كل ظنه بأن ابناءه سيعودون يومًا حين يملون من الغربة.. أو حين تمل الغربة المنهم...
#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟