أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - رسالة من محاربة في خندق لا تعرفه














المزيد.....

رسالة من محاربة في خندق لا تعرفه


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 4299 - 2013 / 12 / 8 - 10:45
المحور: الادب والفن
    


أكتب إليك هذه االكلمات الموجزة أو لنقل إنها رسالة قصيرة موجهة لك. أكتبها بتردد. أود ان أخبرك كم انا تعبة وينتابني إحساس غريب فأتخيل نفسي محاربة جاءت مرغمة لتحارب وهي حتى لا تعرف من هو عدوها! ومع ذلك، تراني أحارب بشجاعة ولا أخاف الهزيمة التي طالما خفت منها. أكتب وأصوات غريبة تثقل أذناي فأتخيل نفسي في خندق وبجانبي رجل جريح يستنجد بيّ، وأنا أرفض اجلاءه للخلف. تراني غير مبالية أدون مشاعري الملتهبة، والرجل الجريح ينظر إلي باستغراب وكأنه يتسأل عن سبب تجاهلي له، ولماذا أتهرب منه؟ لقد تجمدت مشاعري ولم أعد أبالي فيما لو كان سيعيش أم لا. كل ما أعرفه هو ان عليه ان يستشهد. صحيح هو لا يعرف أي الطرفين على صواب، وهل يكون أحد على صواب مطلق؟ ولكن وجود الرجل الجريح يعلن عن أن كلا الطرفين على صواب، وما يجري هو اختلاف في وجهات النظر لا أكثر. قد تعتقد بأنني بدأت أهلوس في كلماتي هنا، ولكن أطلب منك ان تقرأ جيدًا ما دونته هنا- أنا عشيقتك التي لا تملك شيئًا كما تعرف. ولكن تهميشك لي جعلني أتمرد.. آه يا وطني.. آه يا حبيبي.. قل لي لما مجرد الأختلاف في وجهات النظر أعماك عني بهذا الشكل فلم تعد تراني؟ هذه العبارة قد تجعلني أقهقه بصوتٍ عالٍ، وهو أمر لا يصح والرجل الجريح بجانبي ينزف باستمرار وقد يفارق الحياة بأية لحظة! هذا طبعًا إذا كان قد ذاق طعم "الحياة"..
على كل حال، لقد نسيت ان ابلغك بكلماتي الموجزة التي أود إيصالها لك، وهي سبب كتابتي لهذه الرسالة. أود ان اقول لك: الهزيمة خير من ألف نصر زائف. بالمناسبة، يبدو بأن الرجل الجريح بجاني قد فارق الحياة! هل تقرأ ما يصل إليك مني يا وطني؟ أم ان أمرنا لا يهمك البتة؟ هل كل ما يهمك هو التخلص منا بحجة المقاومة؟ ها قد شارفت على التخلص من جميع عشاقك وأنا بدوري أقول لك: لقد أصبحنا جميعنا مقاتلون ومقاومون في آن واحد! أسفًا يا أيها الملقب بالوطن لقد أصبت أنا ايضًا وها أنا انزف بشدة في الخندق هنا ويبدو بأنني سأواجه نفس مصير الرجل الذي فارق الحياة بجانبي قبل قليل. ترى ماذا سيكون مصيرك أنت يا وطني؟

*كتبت بتاريخ الثامن من آب من عام 2003



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسك الختام
- إلى صديقي الوفي: القلم
- عطور الذاكرة
- طفلة الزقاق القديم
- لحظات مكسورة- الجزء الثالث
- لحظات مكسورة- الجزء الثاني
- لحظات مكسورة
- أشهد بأنني امرأة ساقطة
- حكاية ياسمين
- مرادفات
- أزهار منثورة
- غرفة السيد ناجي
- فلنتعلم من الغربة والغرباء
- إليكم عني
- قصص قصيرة جدًا
- قصيرة جدًا
- مرتين
- أنتحار آخر حمامة سلام
- رحيل عام ملعون وحلول عام العن
- حقل التفاح


المزيد.....




- إطلاق الإعلان الترويجي الأول للفيلم المرتقب عن سيرة حياة -مل ...
- رئيس فلسطين: ملتزمون بالإصلاح والانتخابات وتعزيز ثقافة السلا ...
- السباق نحو أوسكار 2026 ينطلق مبكرًا.. تعرف على أبرز الأفلام ...
- شاهد رجل يقاطع -سام ألتمان- على المسرح ليسلمه أمر المحكمة
- مدينة إسرائيلية تعيش -فيلم رعب-.. بسبب الثعابين
- اتحاد الأدباء يحتفي بشوقي كريم حسن ويروي رحلته من السرد إلى ...
- الناصرية تحتفي بتوثيق الأطوار الغنائية وتستذكر 50 فناناً أسه ...
- زهران بن محمود ممداني.. من صفعة ترامب بفوز -فخر الهند- والنا ...
- من غزة إلى عيتا الشعب.. حين يتحول الألم إلى مسرح
- الممثلة التركية فهريّة أفجين تتألّق بتصميمين عربيين في أبوظب ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - رسالة من محاربة في خندق لا تعرفه