أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بدل فقير حجي - يوميات سائق تاكسي في المانيا / الجزء السابع















المزيد.....


يوميات سائق تاكسي في المانيا / الجزء السابع


بدل فقير حجي

الحوار المتمدن-العدد: 4342 - 2014 / 1 / 22 - 22:57
المحور: الادب والفن
    



منذ اكثر من عشرة سنوات مضت وانا اعمل فيها بصفة سائق تاكسي في المانيا و بالتحديد في مدينة أولدنبورك و التي هي مركز لأحدى المحافظات الثلاث التابعة لولاية نيدرزاكسن و مركز عاصمتها هي هانوفر ، تقع اولدنبورك في الشمال الغربي من المانيا و على مقربة من الحدود الهولندية.

1.تقليل الوزن
زميل الماني في العقد الخامس من عمره ، متزوج من فلبينية ولهما ابنة تخرجت في السنة الماضية من اكادمية الشرطة واصبحت الان ضابطة ، جدير بالذكر انه يوجد في مدينة اولدنبورك اكادمية للشرطة الالمانية . الزميل هذا كان في السابق سمينا جدا ، ولكن بأرادته القوية واصراره تمكن من فقدان ستون (60) كيلوغراما من وزنه ، وبالطبع لغرض ذلك اتبع برنامجا غذائيا صارما . يقول : كنت مقيما في الفلبين لمدة طويلة وكان لدي عمل جيد هناك والذي كان يدرّ عليّ مبالغ جيدة . الزميل يتقن الانكليزية ايضا ، احيل الى التقاعد المبكر لأسباب صحية ويعمل في بعض الاحيان يومين في الاسبوع كسائق تاكسي ، ومن الزميل هذا علمت ان اسم الفلبين مشتق من اسم ملك اسبانيا فيليب الثاني .
زبونة تركية تعمل بصفة نادلة في احدى الحانات ، وفي بعض الاحيان تعمل ايضا في كافيتريا او دار استراحة احدى النوادي الرياضية والتي تعود ملكيتها ايضا الى نفس صاحب شركة التاكسي الذي نعمل فيه . هذه السيدة كانت واحدة من اسمن النساء الذين رأيتهم في حياتي ولكن هي الاخرى خفضت وقللت ربما اكثر من ستون كيلوغراما من وزنها ، وهي الان تبدو امرأة ممشوقة القوام وانيقة جدا .
2.اللغة الالمانية
هي لغة صعبة التعلم واداة التعريف هو اعقد شيء فيها ، وهي اللغة العالمية الاولى الذي يترجم اليها الكتب والرابعة عالميا الذي يترجم منها الكتب ، وفي تعليق لأحد الاخوة العراقين المقيمين منذ اكثر من خمسة وعشرين سنة في المانيا يقول : عندما تتحدث الناس في اوربا باللغة الالمانية فأنا استطيع ان افرقها من غيرها من اللغات .
احاول وبأستمرار تعلم المزيد من الكلمات ، كما اتصفح بعض الصحف الورقية والالكترونية باللغة الالمانية ، وللعلم يوجد الملايين من الامين في اوربا وكذلك في المانيا ايضا ، ولكن لايمكن مقارنة ذلك بنسبة الامية في اسيا وافريقيا او امريكا اللاتينية .
3.دفن الحيوانات
زميل الماني كان يعمل سابقا في مركز التاكسي لشركتنا ، وحاليا يعمل كسائق لدى حماته ، اذ يعود لها ملكية سيارتا تاكسي ، وفي الوقت نفسه للزميل هذا شركة دفن الحيوانات ( الكلاب والقطط ) ، اما اخاه فمختص بدفن الخيول والاحصنة ، وهم يقومون بتلاوة الادعية الخاصة على تلك الحيوانات اثناء مراسيم دفنها ، وذلك كله يكلف مبالغ كبيرة من المال وخاصة دفن الخيول والاحصنة كونها تنقل الى هولندا وتدفن في اماكن خاصة بها ، وهنالك غرامة مالية لكل من يدفن كلبا او قطة من تلقاء نفسه وفي غير الاماكان المخصصة لها ، اي في مقابرها ، وفي بعض الاحيان يتم حرق تلك الحيوانات وذلك حسب رغبة صاحبها .
4.طبيب غير محترم
في ليلة عيد رأس السنة يتعرض سائق التاكسي الى الكثير من الاجهاد والارهاق والازعاج والمشاكل ، بالاضافة الى ذلك كله فأن سيارتي التاكسي في ليلة عيد رأس السنة 2012/2013 لم تكن على مايرام واتعبتني كثيرا جدا , كان الوقت قد اقترب على الانتهاء من العمل ، وبينما انا عائد من احدى القرى المجاورة لأولدنبورك ، لاح زبون من على الشارع بيده ، فتوقفت له ودعوته للركوب ، كان الجو باردا جدا ، شكرني الزبون جدا وقال : لقد انقذتني ، وان اكثر من عشرة تاكسيات مروا بجنبي ولكنهم لم يتوقفوا ، لذا فأني سأكافئك بالكثير من البقشيش . من ثم قام الزبون بالتهجم على مدينة اولدنبورك واهلها ، وقال : اصدقائي وزملائي اكدوا لي بأنها مدينة سيئة ونصحوني بأن لا اسكن فيها ، ولكني لم اسمع كلامهم .
بعد ان اوصلته الى عنوانه قال : ليس معي نقودا ، سأذهب الى شقتي فوق لأجلب لك الاجرة مع المكافأة ، قلت له : حسنا ولكن اترك عندي تأمينا ( الهاتف او الهوية او غيرها من الاشياء ) و انا سأنتظرك ، قال بغضب انا طبيب وتقل لي اترك تأمينا عندي ، سوف لن افعل ذلك ، اجبته انا احترمك ولكن يجب ان تفعل ذلك ، قال : سوف لن افعل ذلك ، قلت له : سوف لن ادعك تنزل اذن وسأتصل بالشرطة . كان عنيدا وشرسا الى حد ما ، ثم قال بأستطاعتك ان تصعد معي الى الشقة في الطابق العلوي للبناية ، وافقت ، وفي الطابق الاول قال لي انظر الى هذا الشقة انها عيادتي وفي الشقة التي فوقها اسكن مع عائلتي ، ومن ثم قام بتوجيه كلمات نابية وغير محترمة ضدي وبحقي ، فلم احترمه انا ايضا وقمت بسبه وشتمه ، فتح الباب وقال لي اهدء ولنتصالح وتفضل بالدخول ، قلت لا اريد الدخول ، قال : رجاءا ادخل كي اعطيك اجرتك ، وفي ذلك الاثناء نهضت زوجته وقالت له ما هذا الضجيج ومن ثم ذهبت بهدوء . دخلت الشقة فرد عليّ اخرج في الحال ، انك لم تكن ذكيا عندما دخلت ، هيا اخرج ، اخرج وسوف لن ادفع لك ايضا ، قلت لن تدفع ؟! حسنا سأطلب الشرطة ، وبالفعل اخرجت الهاتف واتصلت بمركز التاكسي لطلب الشرطة ، فقال : حسنا خذ اجرتك ، ورماها على الارض كأهانة لي ، وارتاح كثيرا على فعلته وسلوكه المشين ضدي وتقدم نحوي ، فقلت في قرارة نفسي مادام تقول انك طبيب وهكذا تتعامل مع الاخرين ، فلأعطيك ايضا درسا ، احتراما لزوجته لم ارفع صوتي ، ولكني همست في اذنه موجها اليه اسوء واشد كلمات السب والشتم ، ومن ثم نزلت واشرت له بأصبعي الوسطى عدة مرات كأهانة له وقلت له لو كنت رجلا فأنزل لي الى الشارع لأعطيك درسا جيدا ، تركته وظل هو يلعن اولدنبورك واهلها .
5.قتل الغزلان
سبق وان قتلت غزالة بحادث سير ، وشرحت ذلك مفصلا في جزء سابق من يومياتي ، للاسف قبل مدة ثلاثة اشهر من كتابة هذا الجزء من اليوميات تقريبا قتلت غزالة اخرى وحزنت لذلك كثيرا ، فأثناء عودتي بالتاكسي ليلا من مدينة صغيرة تقع على بعد ستة او سبعة كيلومترات من اولدنبورك وفجأة رأيت غزالتين تدخلان الشارع ، بذلت قصارى جهودي لتفاديهما ، ولكن الامر كان مستحيلا ، فأما كنت سأقلب التاكسي مع احتمالية ان يكلف ذلك حياتي ، او كان لابد الاصطدام بأحداهن وبأبعد زاوية ، ماتت الغزالة وانتظرت الى ان وصلت الشرطة . في الليلة الذي تلاها سافرت الى مدينة تقع على بحر الشمال ، واثناء العودة عند الدخول الى الخط السريع شاهدت مجموعة من الغزلان تدخلن الشارع ، ولكن الحمد لله رأيتهم من بعيد وتمكنت هذه المرة من تجنبهن .
6.المحافظة التاسعة عشرة
علمت بقدوم احد اصدقائي لمرحلة الابتدائية والمتوسطة الى المانيا ، فأتصلت به في التاكسي ورحبت به لقدومه الى المانيا وتمنيت ان التقي به وان يزورني ، وبالفعل التقيت به فيما بعد .
اليكم موقفا طريفا وغريبا وصعبا وقع له ولمجموعة من اهل قريتنا مع ضابطين من ضباط الامن الاقتصادي في بغداد في فترة الحصار الغربي على العراق ، قال احد الاخوة منهم كنا نقوم كمجموعة من الاصدقاء بتهريب السيكائر الاجنبية من كوردستان الى بغداد وبكميات كبيرة ، اي بسيارات الحمل الكبيرة ( اللوري) ، وفي احدى الايام القي القبض على سيارتين من سياراتنا ، وكان الامر مصيبة لنا ، فتوسطنا لدى ابن شيخ عشيرتنا والذي كانت له علاقة ومعرفة بالكثير من الضباط والمسؤولين الاداريين والحزبيين في كل مدن العراق ، ومن ثم توجهنا معا الى بغداد وأقام مأدبة عشاء فاخرة وكبيرة في احدى النوادي الليلية لضابطين كبيرين من الامن الاقتصادي لكي يتوسطان لنا بالافراج عن بضاعنتا مقابل دفع مبالغ مالية جيدة لهما ، وفي سهرتنا بدءا بشرب الويسكي والبيرة وبدأت الاحاديث والنكات والتعليقات ، وقاما ذلكما الضابطين بسرد العديد من النكات على الكرد ولم يرد عليهما احد ، فنحن كنا على نار احر من الجمر ولانعرف ماذا سيكون مصيرنا ومصير بضاعتنا ، فضجرا ذلكما الضابطين وذلك لعدم تلقيهم ردا بالنكات على العرب وطلبا منا ان نرد عليهم ، بل الحا على ذلك ، فقلنا لهم : والله نحن اهل القرى ولانعرف العربية جيدا ، فقط صديقنا (صديقي القادم الى المانيا ) فلان خريج اعدادية السياحة في بغداد وهو يجيد العربية احسن مننا ، فليسرد لكم نكاتا على العرب ، فألحا عليه ، وقال هو الاتي :
سيدي في احدى الايام ذهب كوردي الى دكان للخضراوات والفاكهة لصاحبها العربي وقام بقلب وبعثرة اربطتها وثمارها على بعضها ، فأنزعج العربي وقال للكوردي :ها كاكا عن ماذا تبحث ، هل تبحث عن الحكم الذاتي بين اربطة الخضراوات وصناديق الفاكهة ، فأجاب الكوردي : لا والله انا ابحث عن المحافظة التاسعة عشرة ( في اشارة الى ضم الكويت الى العراق من قبل صدام وجعلها المحافظة التاسعة عشرة وما اعقبها من حرب مدمرة على العراق ) ، وهنا تجمد الكل وانهار وقام ابن شيخ العشيرة بتوجيه السب واشتم الى صديقنا وقال له : الم يكن هنالك غيرها لتقولها ، ما قلته كارثة وخراب بيوت وعقوبتها قد يصل الى الاعدام . الضابطان ايضا تجمدا ولم ينبسا ببت شفة ، ومسؤوليتهم كانت كبيرة وخطيرة ، فمن جهة تقع عليهم مسؤولية القاء القبض علينا بسبب ما تفوه به صديقنا ، ومن جهة اخرى هما كانا مدعوان عندنا ويأكلان خبزنا ، وهما اللذان الحا عليه ليقول النكات ، وما ذكرناه كله يعني الكثير لدى عامة الناس وابناء العشائر خاصة ، ومن ثم الوقت كان فترة حصار وهما كانا ايضا بحاجة الى المال وظروف العراق لم تكن مثلما كانت في سابق عهده، اي النظام كان ضعيفا ، والا لهلكنا جميعا .
7.العمل مع الكلاب
زبون الماني صعد للتاكسي ، قال اوصلني الى المكان الفلاني ، في الطريق قال لي اخشى ان تكون انت عميلا للشرطة والدولة ، لكن مع ذلك سأحكي لك عن عملي : انا اعمل لدى ثمانية معمرين ومعمرات ليس بصفة ممرض او معتني بالمسنين او منظف اوغيرها من الامور ، لكن واجبي هو اخراج كلابهم الى الحدائق والمتنزهات والشوارع لمدة ساعتين في اليوم ، ساعة في الصباح وساعة في المساء ، ومقابل كل كلب احصل على 250 يورو ، ولأني اريد راحتي قليلا وليس لدي المزاج الكثير للعمل ، لذا قمت بتأجير كلبين لشاب تركي ليقوم بالعمل نفسه بدلا عني . وعملي هذا طبعا غير رسمي ولا ادفع عليه الضرائب .
8.سيدة المانية في العقد التاسع من عمرها
هذه السيدة دائمة الاناقة والرشاقة ولاتستخدم العكازة او النظارات وتبدو دائمة في ابهى هيئة وشكل ، قالت : كنا نسكن في السابق في جنوب المانيا ، وتحول ابني الى اولدنبورك وطلب مني ان اسكن ايضا بالقرب منه ، فقلت له لو حصلت لي على شقة جميلة ومريحة بحيث تنال اعجابي فلأجلك سأفعل ذلك ، وها انا اسكن هنا منذ عدة سنوات ، وتقول تلك السيدة قدت وسقت السيارة لمدة ستين سنة من دون حوادث ، ثم قالت زوجي مات منذ مدة طويلة والسبب كان خطئا ارتكبته ممرضة في احدى المستشفيات ، اما فترة زواجنا فتعود الى الحرب العالمية الثانية ، اذ ان زوجته الاولى ماتت في الحرب وكان له ثلاثة اطفال ومع ذلك تزوجته وربيت اطفاله الصغار بالاضافة الى اطفالي الذين انجبتهم منه .
9.معالج نفسي
استلمت طلبية لنقل زبون من احدى الحانات ، الزبون كان يريد البقاء في الحانة ولكن النادلة كانت مصرة على ان يخرج منها ، لذلك اوصلته بنفسها الى التاكسي وقالت لي اوصله الى عنوانه ، الرجل كان ثملا الى حد ما ، وحسبما اعتقدت اني اوصلته في فترة سابقة الى عنوانه ولم يكن معه النقود فرجعته الى الحانة نفسها و التي دفعت لي اجرته كونه كان من معارفهم وزبون دائم لهم ، قلت للرجل : هل ظني واعتقادي في مكانه ، قال: كلا كلا ليس صحيحا ، قلت حسنا الى اين الان ؟ بعد تفكير وتأمل قصير قال : اوصلني الى مركز المدينة ، قلت حسنا ، بعد الوصول تبين انه ليس لديه نقودا ، فقال الى البنك ، ذهبنا الى البنك ومن ثم ارجعته الى وسط سوق المدينة واعطاني اجرتي . الرجل كان حزينا ، بل وبكى ايضا ، قلت له يا رجل ما هي مشكلتك ؟ قال مشكلتي هي ان ابني البالغ احدى عشرة سنة سيعيش من غير عائلة كوني طلقت زوجتي ، قلت له الا يسكن مع امه ولك الحق في زيارته او اللقاء به بين فترة واخرى ؟ قال : بلا ولكني كنت اريد واتمنى له ان يعيش في احضان عائلة مثالية ومستقرة وسعيدة ولكن القدر لم يشئ ذلك ، وانا كنت مثله الاعلى ، لم يكن ينقصنا شيئا ، كانت احلامه كبيرة وها هي ذهبت في ادراج الريح ، ثم قال : اني حزين ايضا لأن صديقتي التي كنت احبها جدا اصابت بالسرطان وماتت ، وقال : لماذا يايسوع المسيح لماذا قتلت هذه ولم تقتل الاخرى الشريرة لماذا؟!
بكى بحرقة قليلا ، ثم قال آسف يايسوع آسف . الرجل كان متشائما وخزينا ، فطلبت ورجوت منه ان يهدء من روعه ويرتاح ، حاولت التضامن معه والتفاعل مع معاناته الانسانية عبر احترامه وتقدير حالته ومواساته ، شكرني على موقفي وقال : ماتقوم به معي هو اختصاصي وانا افهلها مع الناس ، فأنا معالج نفسي ودرست في الجامعة لمدة ستة سنوات لذلك الاختصاص ، قلت حسنا لك خبرة في هذا المجال ولكن دعني اخبرك عن الاحوال والمعانات والمآسي والمشاكل والكوارث والمصائب التي تتعرض لها الناس في العراق وسوريا ، في اسيا وافريقيا وقارنتها مع معاناته ومشكلته ومع مدى ما يتمتع به الانسان من استقرار وامان وخدمات و وسائل راحة وترفيه في المانيا ، بالفعل كلامي اثر في الرجل وهدأ كثيرا وقال ذلك صحيح وشكرني على تعاطفي معه ، ثم طلب مني الايميل الخاص بي وقال سأكتب لك رسالة . كان قد قال قبلها لدي سلاح في البيت ، لذا قلت له انسى السلاح ولا ترتكب حماقة وفكر بأبنك وأبدأ ببناء حياتك من جديد وانسى الهم والحزن وكن قويا يارجل . جدير بالذكر ان ثقافة الرجل كانت اوربية مسيحية ولكن ملامحه كانت شرقية .
10.فلسفة امرأة المانية
زبونة المانية دائمية ، اوصلتها مرة الى بيتها ، قالت انها موظفة في احدى اقسام الشرطة التابعة لمدينة اولدنبورك ، وقالت: سلوكي وطبائعي ونفسيتي واهتماماتي كأنسانة انثى ليس كما لدى العامة من النساء ، فأما انا مجنونة وغير اعتيادية وأما ان البقية من النسوة مجنونات ، فما ذلك السلوك وكيف يمكن ان يفسر في ان تدخلن النسوة ساعات وساعات الى محلات العطور وأصباغ التجميل والكماليات والاحذية والملابس ، مرات تتجولن ساعات من دون شراء اية حاجة ، كل يوم موديل وماركة ، تبذير وتبذير ، ثم ساعات وساعات من اجل تسريح الشعر وصبغه وكذلك الاضافر وغيرها من المواضيع المتعلقة بالجنس الطيف ، انه جنون حقيقي ، بل ربما أنا المجنونة .
11.الصداقة والوفاء
صعد زبون ضخم البنيان والجسم الى التاكسي وقال : اوصلني الى عنواني ، يبدو ان الرجل كان شرقيا او يونانيا او ايطاليا ، في الطريق قال كاد ان يحصل لي الان مشكلة كبيرة مع اصدقائي و معارفي في الحانة وأنا في غنى عن هكذا مشاكل ، ثم قال اطلب مشاورتك ، فبماذا تنصحني ؟ قلت له تفضل ، قال زوجة صديقي تطلب مني وبأستمرار ان اضاجعها وهي جميلة ولديها طفلين صغيرين وتقول ان زوجها لم ينم معها منذ اكثر من سنتين ، فما هو احسن شيء افعله ، هل اخبر زوجها وهو صديق حميم لي ، ام ماذا افعل ؟ ثم قال : انا اقول لها ابحثي عن رجل اخر لكي يفعل معك ذلك ، اما انا فأخلاقي وضميري لايسمحان لي بذلك . قلت له : يبدو انك رجل شهم ومحترم ، ومن الافضل ان لاتخبر صديقك بذلك لأنه سيتسبب لهما المشاكل الكثيرة وربما سيطلقان وستكون انت السبب خاصة ان لديهما طفلين صغيرين ، من الافضل ان تحاول الابتعاد عنهما ، واذا هي ضغطت عليك لفعل ذلك ، قل لها دائما انسي الامر معي واجدي حلا لمشكلتك مع زوجك . ثم قلت له ايضا نصيحتي ان تبقى على موقفك الاخلاقي وان تحتفظ بضميرك الحي وان تكون فخورا بنفسك .
12.عارية
كنت واقفا في احدى مواقف التاكسي في وسط المدينة ، والذي على بعد خمسون مترا منه يقع احدى المطاعم الايطالية ، جائتني النادلة وطلبت مني ان اتقدم الى امام المطعم لدعوة احد الزبائن ، اعتقدت في الاول ان الزبون ربما رجل او امرأة مسنة او معوقة فتقدمت واذا برجل وامرأة مع نادل ونادلة يحملون معهم امرأة شابة ثملة جدا واركبوها التاكسي مستلقية في المقعد الخلفي وجلست زميلتها بجانبها وزميلها في المقعد الامامي ، ثم قالا لي توجه الى العنوان التالي حيث تسكن تلك المرأة ، وصلنا عنوانها ولكنهما لم يجدا مفتاح شقتها في حقيبتها . كان يصدر منها صوتا احيانا وربما يبدو وكأنها تضحك وهي شبه نائمة او فاقدة لوعيها ان صح التعبير ، كانت مرتدية لفستان سهر اسود اللون وزميلتها كانت محترمة وتحاول دائما ان تبقي فستانها مغطيا لجسمها ولم افهم بالاول سرّ ذلك ، بعدها قالا عد بنا ثانية الى المطعم لعلنا نجد المفتاح هناك ، عدنا ولم نجده ، قال الرجل حسنا فلتبت في شقتي هذه الليلة ، فتوجهنا الى شقته ، في الطريق كنت اخشى ان تتقيأ فتقع المصيبة لي وللتاكسي ، عند الوصول نزل الرجل وفتح باب منزله وفتحنا باب التاكسي لنحملها ، وكان الرجل سخيفا ولم يكن يعرف ان يقوم بذلك بطريقة حسنة فقلت حسنا انا سأرفعها من جهة رأسها وكتفيها وكل واحد منكم يحمل احدى ساقيها وما ان فعلنا ذلك حتى صعد الفستان من حافته الى الاعلى وحينها علمت سرّ قيام زميلتها المحترمة بواجبها الاخلاقي ، فالمرأة لم تكن مرتديتا للملابس الداخلية بل كانت عارية تماما ، المهم ادخلناها للشقة واستلقيناها عل سرير ومن ثم اوصلت السيدة الثانية ايضا الى عنوانها .
13.ممرض
ممرض او عامل صحة الماني ، وهو زبون دائمي لشركتنا ، يعمل في احدى مراكز رعاية المسنين في احدى القرى القريبة من اولدنبورك ، هو انسان محترم وطيب الاخلاق ، يغمغم ويدمدم ويتفوه بكلام غير مفهوم ، قليلة هي الجمل والعبارات والكلمات التي افهمها منه ، واثناء حديثه تصدر منه الاصوات التالية (عع ، حع ، عع ، حع ) يضحك ويواصل الحديث وكما قلت لا افهم منه الا القليل .
14.أم مكافحة
زبونة قالت انها ام ولديها ابن عمره 33 سنة ، وقبل 31 سنة تم تلقيحه بلقاح خاطئ وغير صحيح ادت الى شلله ، ومنذ ذلك الحين والى الان وهي مستمرة بالدفاع عن قضيتها العادلة لدى المحاكم ، وحسبما قالت يبدو هنالك ضوءا في نهاية النفق وربما انها ستربح قضيتها بعد كفاح مرير
15.ضمير موظف عراقي
في اوقات الاستراحة اما اذهب الى البيت لغرض ذلك او اتمشى في السوق لمدة ساعة او اذهب الى غرفة السواق في مركز التاكسي او ربما اذهب لزيارة احد الاصدقاء في بيته ، وحتى في بعض الاحيان الاصدقاء ايضا يزوروننا في محطة القطار او في مركز التاكسي ونتناول القهوة والشاي او بعض الفاكهة والحلويات ، في احدى المرات روى لي احد الاصدقاء وانا في زيارة الى بيته مايلي : عندما كنت موظفا في احدى دوائر الدولة في الثمانينات والتسعينات من القرن المنصرم ، كان معنا زميل من نفس اهالي المنطقة وكان دائما يقول لكل زملائه : يا اخوان ارجوكم ارجوكم لا احد يتكلم امامي او بحضوري بالسوء عن الرئيس او الدولة او الحزب او الرفيق مسؤول الدائرة ، فو الله انا مريض و لااستطيع الكتمان او السيطرة على نفسي ، بل سأوصل كل ما اسمعه وأراه الى السيد مسؤول الدائرة وانا لا اريد أذية احد منكم ، لذا ارجوكم قدروا حالتي وانتبهوا لأنفسكم ، لا اريد ان اسمع اي شيء غير ايجابي عن الرئيس والدولة او الحزب والا ذنبكم على جنبكم وقد اعذر من انذر .



#بدل_فقير_حجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات سائق تاكسي في المانيا / الجزء السادس
- يوميات سائق تاكسي في المانيا الجزء الخامس
- يوميات سائق تاكسي في المانيا الجزء الرابع
- يوميات سائق تاكسي في المانيا الجزء الثالث
- يوميات سائق تاكسي في المانيا . الجزء الثاني
- يوميات سائق تاكسي في المانيا
- اسنان الرئيس بارزاني
- ما بعد رحيل الرئيس جلال الطالباني


المزيد.....




- عيد البربارة: من هي القديسة التي ولدت في بعلبك و-هربت مع بنا ...
- تعزية إلى أفراد أسرة المرحوم الفنان مصطفى الزعري.
- صور| السوداني يفتتح الدورة الخامسة لمعرض العراق الدولي للكتا ...
- السوداني: الثقافة العراقية أولوية ودعم المثقفين مسؤوليتنا
- رقصة مميزة لفنانة روسية على بحيرة متجمدة (فيديو)
- اليونسكو تبحث إدراج الحنة وصابون نابلس وحلب في قائمة التراث ...
- متحف هيروشيما للفن يوثّق 35 عاماً من التعبير البصري الياباني ...
- -الذي لا يحب جمال عبد الناصر- وأبرز الإصدارات للقاهرة للكتاب ...
- 7 كتب عن تاريخ الصراع الفلسطيني ضد الاحتلال والإرهاب الصهيون ...
- لأول مرة في موريتانيا معرض دولي للكتاب مطلع 2025


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بدل فقير حجي - يوميات سائق تاكسي في المانيا / الجزء السابع