أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بدل فقير حجي - اسنان الرئيس بارزاني















المزيد.....

اسنان الرئيس بارزاني


بدل فقير حجي

الحوار المتمدن-العدد: 2167 - 2008 / 1 / 21 - 01:16
المحور: كتابات ساخرة
    


كلمة عظيمة و مفيدة و جميلة تبتدأ بها القرآن الا و هي أقرأ ، و لو كرمني الله بالنبوة لرجوت و طلبت منه ان تكون اول كلمة يكلف بها الوحي لأنزالها هي فعل الامر : (( نظف )) و ان تكون مايليها من كلمات الاية أو الاصحاح هي : .....أسنانك ثلاثة مرات في اليوم الواحد و كنت سأسمي الفصل الاول من كتابي المقدس سفر أو سورة الأسنان ..
ربما هنالك من يسأل تحت أي عنوان كنا سنقرأ كتابك ؟
اجيب و أقول : الأنسان و الطبيعة ..
بالتأكيد آخرون سيستعلمون عن سبب التركيز في أول آية و سورة على الأسنان ؟
أرد و اقول لعدة اسباب منها بايولوجية و صحية و وظيفية متممة و مكملة لدور و اهمية بقية اجهزة و اعضاء جسم الانسان و أخرى نفسية لها صلة بمظهره و شكله الخارجي .
بالطبع سيردون و يقولون : كان من الاجدر ان تعطي الاولوية لأعضاء اساسية و رئيسية و مركزية لها اهمية اكثر و اكبر للحياة !
أجيب : أنا احترم رأيكم و لست بالضد منه ، بل و أتفق أن كل أعضاء الجسم لها أهميتها و دورها و بخلاف ذلك لابد أن تحدث تحورات و تغيرات في هيئتها و تركيبتها و من ثم تنتفي الحاجة الى وظيفتها و بالتالي يمكن ان يضمحل العضو او يبقى له اثرا بسيطا ، وحتما ذلك كله لايجري الا بالتدريج و المرور بمراحل مختلفة و حسب الظروف البيئية و الطبيعية و التي ربما يستغرق مئات الالاف او الملايين من السنين ، و الامثلة على ذلك عديدة لسنا في صدد ذكرها ، اما اختيار الاسنان قبل غيرها من الاعضاء فكان ذلك لأسباب ذكرتها اعلاه ، اضافة الى دواعي و بواعث سياسية سنتطرق اليها في سياق المقال هذا ، و قبل الخوض بشيء من التفصيل لجملة تلك الاسباب لابد ان نذكر ان الانسان قضى اكثر من تسعة و تسعين بالمئة من حياته و تأريخه في طور الوحشية ، فلابد انه استخدم اسنانه في بعض تلك المراحل كوسيلة للدفاع و الهجوم و الانقضاض على الخصوم و الفرائس ايضا .
أما من الناحية العلمية و العملية فأن الاسنان تقوم بمهام قطع و مزق و طحن الأكل و خاصة الصلب و الجاف منه و بالتالي تسهل وظيفة و عمل بقية اعضاء الجهاز الهضمي و الذي يقوم بدوره في نهاية الأمر بأمتصاص و نقل الطاقة بكافة انواعها الضرورية الى دم الانسان .
قد يعاني الانسان الكثير من الالام و الاوجاع الحادة و القوية من جراء تسوس و تآكل و التهاب اسنانه و لثته و كذلك من ما يترتب منها من ضرورة زيارة الطبيب و اجراء الفحوصات و عمليات الغسل و التنظيف و الحشو و القلع و قطع الاعصاب و احيانا ملئ بعض الفراغات في الفك بمواد عظمية خاصة او تصويرها بالاشعة السينية او معالجتها بأشعة الليزر او أقامة الجسور في فكيه أو تركيب الأسنان الاصطناعية عليهما ، والعمليات هذه تكلف و قتا و انتظارا و احيانا مبالغ مالية كبيرة ليس في وسع و امكانية أي من كان توفيرها و تسديدها .
و أذا مافقد الأنسان أسنانه أو حتى بعضا منها لأسباب تتعلق بالأهمال و الكسل و عدم الوعي أو بالفقر أو بالوراثة أو بتقدم السن أو لنقص مادة الكالسيوم و الفلوريد في الغذاء و الماء الذي يتناوله و يشربه ، فلن يكون بمقدوره تناول العديد من أنواع الأكل بشكلها الطبيعي و المعتاد و بالتالي سيحرم من متعة التلذذ بها ، و من الجانب الآخر انه سيصاب بأضطرابات و عقد و امراض نفسية كالخوف و الشعور بالنقص و القلق أو التشرد الذهني و عدم التركيز و عدم الثقة بالنفس و ربما امراض نفسية آخرى ، والأمر هذا يتعلق بشريحة الشباب اكثر من غيرهم و خاصة العشاق منهم ، فكيف للشاب أو الفتاة ان تصور نفسها فاقدة و لو لبعض من اسنانها و خاصة الامامية منها و التي تشمل القواطع و الانياب ، بالتأكيد سيكون تأثير ذلك على شخصيتهم و نفسيتهم كبيرا ، فهم سيرون ان ذلك يعتبر تشوها لشكلهم و مظهرهم الخارجي و خاصة أبتسامتهم و هم بذلك محقين لأنها حقيقة واقعية و ليس اعتقادا او افتراضا او خيالا …
على العموم ان ذووي الاسنان السليمة و الصحية و النظيفة و الجميلة يمتازون بشخصية كاريزمية و بجاذبية خاصة ، كما انهم يتمتعون بفكر سليم و راحة نفسية و جسدية اكثر من غيرهم …..
مرة آخرى و كنبي مفترض أدعو جميع بني البشر في رسالتي النبوية الى أرتشاف معرفة و ثقافة نظافة الاسنان وحمايتها من مناهل كتابي المقدس المفترض و من المصادر العلمية الحديثة و المتنوعة ....
في شهر تشرين الثاني من العام المنصرم أختفى الرئيس بارزاني مسعود لبضعة اسابيع و تناقلت حينها بعض الصحف و الفضائيات و وكالات الانباء اخبار و روايات مختلفة و متضاربة عن أسباب أختفائه ، منها ماذكرت أنه أصيب بجروح بليغة اثناء محاولة أغتيال قام بها أفراد من حرسه الخاص و نقل على أثرها الى أوربا لغرض المعالجة ، و أخرى ذكرت عن قيامه بزيارة لأحدى الدول الاوربية للمشاركة في مفاوضات و محادثات سرية تجري بين امريكا و تركيا و حزب العمال الكوردستاني ، أما رئيس ديوان رئاسة الاقليم فلقد خرج على الملئ و صرح لشبكات و دوائر الاعلام بأن الرئيس في زيارة شخصية الى النمسا ، وقبل عودته بيومين أكد رئيس حكومة الاقليم البارزاني نيجيرفان بأن رئيس الاقليم البارزاني مسعود في زيارة شخصية لغرض اجراء فحوصات و علاجات خاصة بأسنانه ...
و بعدها ظهر الرئيس البارزاني مسعود للعيان في مطار أربيل و بصحة جيدة و على أحسن مايرام ليقطع بذلك دابر السبيل امام الاعداء و ليحبط و يخيب تلك الامال التي راهنوا عليها و لينفي بنفسه تلك الدعايات المغرضة و الخبيثة التي تناقلتها و ذهبت اليها تلك الاطراف المعادية و التي أستهدفت من ورائها اشعال نار الفتنة و دق اسفين التصدع و الانشقاق و العداء و الفوضى و من ثم نشر سمومها الصفراء في جسد الاقليم الكوردستاني و الذي يتمتع بأمن و استقرار نسبي جيد ، و في الوقت نفسه بعث البارزاني البهجة و السرور في نفوس الملايين من الشعب الكوردستاني بصورة عامة و لأتباعه و مريديه و مؤيديه بصورة خاصة ، ولكن بالتأكيد ان الكثيرين من اؤلئك و أن لم يعلنوها جهارا أخذوا على الرئيس و ذكروا في قرارة نفسهم : ماذا يقول سيادة الرئيس ؟!! الناس ظلت خائفة و قلقة ومرتبكة جدا نتيجة حرصها و خوفها على حياته من خطورة وجسامة الدعايات التي فبركتها و أشاعتها الجهات المعادية ، وها هو يصرح بكل راحة بال على أن موضوع الاختفاء و مارافقها من ضجة اعلامية لم تكن يتعدى فحوصات و علاجات خاصة بأسنان سيادته !!
ربما هنالك من علق بسخرية على الموضوع و أختزله بمعادلة اخرى بسيطة أحدى طرفيها ( شعب و قضية ) و طرفها الآخر ( رئيس و أسنانه ) !!!
ومما لامراء فيه ان نخب و شرائح و طبقات الساسة و المثقفين كانت لهم قرائتهم وتحليلهم الآخر المغاير تماما لتلك التي اعلنتها وسائل الاعلام ورأت بأنه كان هنالك أجندات و برامج سرية و خفية من وراء سفر الرئيس و أن ماطرح بصدد أسنانه لم يكن سوى موضوع ظل هدفه التمويه وأشغال الرأي العام به .
أما أنا شخصيا فلقد اعتراني و انتابني شعور مليء بالغبطة و الفرح عندما سمعت و علمت أنهم يختصرون الموضوع برمته بالأسنان ، و بالأسنان فقط و ليس غيرها ، بالطبع للاسباب التي بحثتها وتطرقت اليها في النصف الاول من المقال هذا ومن منطلق ان القادة و الساسة و الدبلوماسين ذووي الاسنان السليمة و الصحية فقط يستطيعون اداء مهامهم و واجباتهم بصورة جيدة و على احسن مايرام .....

و هنا لابد من طرح بعض الاسئلة و أولها : هل ان جماهير اقليم كوردستان ستتعلم من تجربة الرئيس البارزاني مسعود مدى الاهمية و القيمة الفائقة لدور ووظيفة الأسنان في حياة الأنسان و كيفية حمايتها و الحفاظ عليها ؟؟
وهل أن الرئيس نفسه سيبادر الى تبني برنامج خاص لنشر وتعميم تلك الثقافة السامية و النبيلة ذات الصلة بالأسنان بين الشرائح المختلفة للشعب و ذلك عبر تخصيص جزء من ميزانية الاقليم لغرض بناء وفتح مستشفيات متطورة وحديثة خاصة بالأسنان في كل محافظة و قضاء و ناحية مع توفير أجود و ارقى انواع الفرش والمعجون و بقية مستلزمات و مستحضرات الغسل و التنظيف و توزيعها مجانا ، وكذلك تقديم برامج توعية في القنوات الفضائية والمحلية مع اقامة و فتح دورات وتقديم محاضرات و ندوات من قبل المختصين و الفنيين و المعنيين و لنفس الغرض و الهدف ؟!
و في رأينا ان الأمر سيكون مفيدا و جميلا للغاية اذا ماكان الرئيسان الطالباني و البارزاني ضيفا شرف لبعض تلك البرامج التلفزيونية و ستكون الحالة افضل لو وافقا على أن يؤديا دورا رئيسيا لبعض الاعلانات العلمية الارشادية التوعوية الخاصة بنظافة الاسنان و حمايتها عسى أن يستطيعا من خلال ذلك النتاج و العمل الاخلاقي و العلمي و الانساني القضاء على البكتيريا و الجراثيم المجهرية الضارة التي تسبب تسوس و تآكل أسنان ابنائهم من الجماهير الكوردستانية طالما انهما لم يستطيعا تنفيذ الوعود التي قطعوها على انفسهم و التي هي ذات الصلة والعلاقة بالقضاء على الجراثيم و البكتيريا و الفيروسات الكبيرة و الخطرة جدا على جميع اجهزة و اعضاء الجسم والجسد الكوردستاني و المتمثلة بعصابات و مافيات الفساد المالي و الاداري في الاقليم الكوردستاني !!
وختاما... الكثيرين منا لايعرفون مدى ضخامة و عظمة دور اسنانه في حياته مالم يذق مرارة الامها و فقدانها ....و المثل الشعبي الكوردي يقول :(( لايعرف المرء قيمة واهمية قدميه مالم يقف على رأسه)) .




#بدل_فقير_حجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد رحيل الرئيس جلال الطالباني


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بدل فقير حجي - اسنان الرئيس بارزاني