أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محفوظ أ بوكيلة - الجيش وشؤن الحكم















المزيد.....

الجيش وشؤن الحكم


محفوظ أ بوكيلة

الحوار المتمدن-العدد: 4336 - 2014 / 1 / 16 - 12:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى العلاقة التاريخية بين الجيش المصرى وشئون الحكم والسياسية يمكننا ملاحظة ان هذه العلاقة قد إنفصمت نهائيا بعد إنتهاء حكم الفراعنه ووقوع مصر تحت الإحتلال البطلمى عام 332 ق.م ،وإستمرار الحكم الأجنبى لأكثر من ألفى عام لم يحمل مصريا خلالها سلاح ولم يتشكل لمصر اثنائها جيشأ مصريا وطنيا. إلا أنه بعد مائة وخمسةعشر عاما من إحتلال الإغريق لمصر وقعت معركة رفح سنة 217 ق.م عندما إستولى (انتيوخوس الثالث ملك السلوقيين) على كثير من المدن التابعة للبطالمة فى الشام، لم يجد بطليموس الرابع أمامه حلا فى مواجهة هذا الخطر سوى تشكيل جيش من المصريين، حيث كانت مصر البطلمية تمر فى ذلك الوقت بحالة من الضعف لم تمكن بطليموس الرابع من جلب مقاتلين وقادة من الإغريق، مما اضطره الى تشكيل جيش من المصريين ( جنود وضباط وقيادة ) مكون من فرقتين، وخرج على رأس جيش ضخم مكون من الفرقتين المصريتين وفرقة إغريقية إصطدم بالجيش السلوقى فى رفح ودمره بالكامل رغم هزيمة الفرقة الإغريقة وفرارها من أرض المعركة. وقد ترتب على نجاح القادة المصريين وظهور قدراتهم فى المعركة، إعلان تمردهم على البطالمة وسيطرتهم على إجزاء كبيرة من مصر وإعلان دولة مستقلة عاصمتها صا الحجر آخر عاصمة مصرية فرعونية. ولكن بطليموس تمكن من القضاء عليها بطريقه غامضة لم يسجلها التاريخ.
ولكن التاريخ قد سجل أن جميع غزاة مصر وحكامها الأجانب قد أستوعبوا الدرس ولم يشركوا المصريين على الأطلاق فى تشكيل جيوشهم. وقد كان جيش محمدعلى هو أول جيش مصرى (وإن كان بقيادات وضباط أجانب) تشكل بعد مرور 2035 عام على موقعة رفح ، وحقق به الإنتصار النهائى على قوات إبن سعود والوهابيين فى موقعة الدرعية بشرق الجزيرة العربية عام 1818 ، وزحف به حتى أبواب القسطنطينية مقر الخلافة العثمانية عام 1840.
وبدأ دخول المصريين فى سلك الضباط والترقى حتى رتبة بكباشى إعتبارا من عام 1854 فى عصر الخديو سعيد، وأزداد عدد الجيش فى عصر اسماعيل إلى أكثر من 30,000 جندى ومثلهم فى السودان، وفتحت الترقيات للرتب العليا.وعندئذ تصدى الضباط لكافة محاولات إنقاص أى حق من حقوق الجيش أو حقوقهم، وكونوا حزبا عسكريا سريا، واسقطوا الوزارة بمظاهرة عسكرية فى 18 فبراير 1879، وقاموا بالعديد من الحركات الإحتجاجية بلغت زروتها بهجوم عسكرى خاطف على قيادة القوات بقصر النيل لتحرير بعض قادتهم المحتجزين. وتهيأت الفرصة التاريخية لتلاقى أهداف قيادات الحركة الوطنية السياسية الدستورية والحركة الوطنية بالجيش، وبعد العديد من اللقاءات والمشاورات تم الإتفاق على العمل على إقامة حكم نيابى يسود فيه القانون، ونقل السلطة من الخديو إلى البرلمان، وانتهى الأمر بأن وضع الجيش نفسة لأول مرة منذ انتهاء حكم الفراعنة موضع المنفذ لإرادة القوى الوطنية. وتمثل ذلك فى مظاهرة عابدين يوم 9 سبتمبر 1881 التى قدم فيها الجيش مطالب الأمة إلى الخديو توفيق والقناصل الأجانب. وقد أسفر هذا التحالف التاريخى بين الزعماء السياسيين الدستوريين والجيش عن تاليف وزارة شريف الوطنية الدستورية، وانعقاد مجلس شورى النواب يوم 26 ديسمبر1881، وصدور دستور7فبراير 1882.
إلا ان التركيبة الذهنية العسكرية لرجال الجيش وافتقادهم للرؤية السياسية أدت بهم إلى عدم الإكتفاء بدور المنفذ لإرادة الأمة بل اتجهوا إلى إنتزاع الزعامة الوطنية من يد الزعماء الدستوريين والتطلع إلى السلطة. وأخذ الصراع على السلطة ينهى التحالف بين القوتين. ويفقد الجيش قاعدته الإجتماعية ويتحول عمله إلى مغامرة عسكرية قادته إلى الاستيلاء على الحكم فى 28 مايو 1882، مما أعطى الزريعة لبريطانيا أن تحتل مصر فى 11يوليو1882. وبعدها بخمسة أيام أصدر الخديوى توفيق مرسوما بحل الجيش وتسريحة. وحل البرلمان وإلغاء دستور 7 فبراير
وقد أسفرت التفاهمات بين الإنجليز والخديوى عن إنشاء جيش يتكون من ستة آلاف جندى من الفلاحين المصريين على أن تكون قيادته إنجليزية وضباطه أصولهم تركية، وحدد لورد دفرين رئيس البعثة البريطانية مهامه فى قمع المتعصبين الدينيين والدجالين الذين يخدعون الأهالى فى قرى مصر، ومواجهة الإضطرابات التى يحدثها البدو بإغارتهم على المدن والقرى بقصد سرقتها. وأوكل إلى قوات الإحتلال حماية الحدود.
وقد أستمرت تركيبة الجيش وعقيدته القتالية على هذا الحال مع بعض إستثناءات غير مؤثرة فى بعض الأحيان، إلى أن أسست معاهدة 1936 أوضاعا جديدة أهمها سحب جميع الموظفين والضباط البريطانيين من الجيش المصرى، وأصبحت مهمته مسؤلية الدفاع عن مصر. وقد أعادت الإتفاقية للجيش المصرى طابعه الوطنى الخالص بعد طول سيطرة أجنبية منذ أنشأه محمد على فى العصرالحديث عام 1818بعد 2035عاما من عدم حمل أى مصرى للسلاح.
وقد دفعت الأوضاع المحلية والإقليمية والعالمية الحكومات المتعاقبة إلى زيادة أعداد الجيش جنودا وضباطا ولكن فى ظل قصور شديد فى التسليح والتدريب بما لايتناسب مع حجمه وعقيدته القتالية (كما ظهر جليا فى حرب فلسطين عام 1948)، وإن كان هذا القصور قد أضعف القدرة القتالية للجيش ولكنه أشعل الروح الوطنية لضباطه ودفعهم للتمرد والإحتجاج وتكوين تنظبم الضباط الأحرار والإتصال بالقوى السياسية الوطنية، وتصدت القوات المسلحة مرة أخرى لتبنى مطالب الأمة منفذة لإرادة القوى الوطنية.
وقد أدى تسارع الأحداث وتشابكها وتفاعلها إلى قيام الجيش بثورة 23 يوليو 1952 رافعا مطالب القوى الوطنية المتمثلة فى مبادئ الثورة الستة : القضاء على الاقطاع – القضاء على الأستعمار- القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم – إقامة حياة ديمقراطية سليمة – إقامة جيش وطنى قوي – إقامة عدالة اجتماعية. وأنهى الصراع على السلطة العلاقة بين الجيش وكافة القوى السياسية وأعتبرت هذه القوى عدوة للشعب يتوجب عزلها وحرمانها من التواجد. وعندما هزمت ثورة يوليو بالاحتلال الأسرائيلى لسيناء فى 5 يونيو 1967، اجهض أول مشروع تنموي اقتصادى اجتماعى تنويرى ( تجلت أهم مظاهره فى الخطة الخمسية الأ ولى) لم تشهده مصر منذ إجهاض مشروع محمد على. وأسفر تطور الأحداث ( التى لايتسع المجال إلى تناولها ) منذ عام 1967 حتى 2011 عن سيطرة قوى عقيمة فاسدة مستبدة عل الحكم، أدت إلى تدهور نوعية حياة المصريين من زيادة فى نسب الفقر و تدهور الصحة العامة وإنهيار التعليم والبحث العلمى وتواصل إنتشار الأمية والبطالة والأحياء السكنية العشوائية، ومعايير بيئية فى منتهى التدنى. ناهيك عن تجريف وتدمير الحياة السياسية وإنتشار الثقافة الظلامية. ووصلت الأمور إلى مرحلة غير قابلة للإستمرار، مما دفع المواطنين للنزول إلى الشوارع والميادين فى 25 يناير2011 فى ثورة غير مسبوقة مطالبين النظام بالرحيل، وقد إستجاب الجيش لمطالب المواطنين وأسقط النظام الحاكم ولكنه تولى شؤن الحكم فى مرحلة مؤقتة رافضا تسليمه لمجلس رئاسى مدنى كما طالبت القوى السياسية، وانتهت هذه المرحلة بكارثة حيث مكنت القوات المسلحة جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها من الإستحواذعلى السلطة وتركت المواطنين العزل والقوى السياسية المدنية فى مواجهة جماعات مدججة بالسلاح ضمنها تنظيمات إرهابية شرسة. وعندما فشلت جماعات الإسلام السياسى فى إدارة شؤن الحكم وأنفض المواطنين من حولها ثم إنقلبوا عليها فى 30 يونيو 2011 فى ثورة ميادين وشوارع غير مسبوقة من حيث حجمها وتحديد مقصدها استنجدت بقوات الشعب المسلحة لتخليص الوطن من حكم جماعة الاخوان المسلمين وحلفائها المدججين بالسلاح الذين طالما هددوا وتوعدوا المواطنين.
من استعراض تاريخ علاقات الجيش المصرى بشؤن الحكم يتبين لنا ملاحظتين غاية فى الأهمية أولهما انه عندما تتشكل القوى الرئيسية للجيش من المصريين " جنودا وضباطا وقيادة " تتحول العقيدة القتالية فورا إلى عقيدة وطنية منحازة للشعب متبنية لمطاب الأمة وقيادتها السياسية، وذلك لأن انتماء المواطنين المصريين إلى أمتهم يعلو عن اى انتمآت عرقية أو طائفية أودينية أو جهوية فهم شكلوا أقدم دولة أقدم دولة عرفها التاريخ ويعيشون فيها معا منذ أكثر من خمسة آلافسنة ولذلك فإنه عندما يكون لهم جيشا يكون وطنيا بالضرورة ومعبرا عن كل الوطن وغير قابل للإنقسام. الملاحظة الثانية انه عندما ينحاز الجيش إلى الشعب ويتصدى للحكام وينجح فى إزاحتهم، يبعد السياسيين ويتولى حكم البلاد، ورغم ثقة المواطنين فى جيشهم وحبهم لقادته الذين ينجزون كثيرا من الأهداف الوطنية إلا ان حكمهم غالبا ماجلب الكوارث على الوطن، نظرا لأنه فى نظام الدولة الحديثة التى ترتكز على سيادة الدستور والقانون واستقلال السلطات والفصل بينها وكذلك على مجتمعات سياسية ومدنية نشطة وفاعلة أصبح لكل مؤسسة دورها وللسياسة رجالها .ويمرالوطن الآن بمرحلة مخاض عصيبة نامل الا تنتهى بكارثة.



#محفوظ_أ_بوكيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وللعولمة فوائد أيضا
- مستقبل التجربة الحزبية المصرية
- حل وسط تاريخى
- لماذا تفشل بوروندى وتنجح سويسرا ؟
- ثورة ثروت
- المجتمع المدنى بين الواقع والمنشود
- لكى لانعيد إختراع العجلة
- التدخل الحكومى فى أاقتصاد السوق


المزيد.....




- بوتين يؤدي اليمين لولاية خامسة في حكم روسيا: لا نرفض الحوار ...
- لافروف يؤكد مع نظيره السعودي ضرورة توحيد الجهود لحل الصراعات ...
- 1.5 ألف جندي ومدرعات غربية ومستودعات وقود.. الدفاع الروسية ت ...
- وسائل إعلام: -حزب الله- أطلق 6 مسيرات مفخخة من لبنان باتجاه ...
- يوم عالمي بلا حمية غذائية.. شهادات لأعوام في جحيم الهواجس ال ...
- ماذا نعرف عن -رفح-- المعبر والمدينة؟
- وزيرة الخارجية الألمانية تضيع ركلة ترجيح أمام فيجي
- -جدار الموت-.. اقتراح مثير لسلامة رواد القمر
- لحظة دخول بوتين إلى قصر الكرملين الكبير لأداء اليمن الدستوري ...
- معارك حسمت الحرب الوطنية العظمى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محفوظ أ بوكيلة - الجيش وشؤن الحكم