أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف علي الخلف - سوريا قبل المؤتمر سوريا بعد المؤتمر :الاحزاب والتشكيلات في الواقع السياسي السوري(الحلقة الثانية)















المزيد.....

سوريا قبل المؤتمر سوريا بعد المؤتمر :الاحزاب والتشكيلات في الواقع السياسي السوري(الحلقة الثانية)


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 1232 - 2005 / 6 / 18 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لجان احياء المجتمع المدني :العودة الى السياسة من باب آخر

شكل بين الـ (99) الذي صدر في 27/9/2000 ومن ثم "بيان الالف" في 10/1/،2001 بداية حراك في أوساط المثقفين السوريين ليتمخض بداية عما سمي« اصدقاء المجتمع المدني» ليتطور لاحقاً الى «لجان احياء المجتمع المدني » وصدرت الوثيقة التأسيسية الأولى لها في دمشق 14/4/ 2001، وقد أكدت هذه اللجان سواء في وثيقتها التأسيسية الأولى أو وثائقها اللاحقة بأنها ليست حزباً ولا تياراً معارضاً ولا جماعة ضغط ولا جمعية ولا منتدى وان هدفها الرئيس هو" اعادة انتاج السياسة في المجتمع " إلا ان اغلب مطالبها ليست هي مطالب سياسية بامتياز بل إن نشاطها الاساسي أو الكلي كان سياسياً وغاب ما هو اجتماعي في كل نشاطاتها بل انه وبسبب التراث السياسي للناشطين في هذه اللجان فانه يمكن توصيفها بأنها تجمع حزبي ذو طابع يساري قومي ومن يقرأ وثائقها الاساسية الصادرة حتى بمعزل عن تصريحات ومقابلات نشطائها يصل الى هذه النتيجة بوضوح فقد اهتمت هذه اللجان " الاجتماعية " في اطار نقدها للبنى التي انتجت الاستبداد بأنها " تمفصلت مع الأوضاع الإمبريالية والتجزئة القومية التي نجمت عنها. " كما أنها كأي حزب يساري عابر للقوميات لم تنس انت تعرج على أطلال المعركة مع (العدو الصهيوني وقوى النهب في الخارج) مؤكدة أن (الديمقراطية هي المدخل الضروري والسلاح الأمضى لكسبها) كما أنها رفضت التسويات المطروحة لتحرير الاراضي العربية المحتلة ودعت الى الوحدة العربية !!! " لـ (مواجهة المشاريع والأطماع الصهيونية والامبريالية، وتوجيه دفة الصراع مع العدو القومي في الاتجاه الذي يضمن استعادة جميع حقوق الأمة(...) لمواجهة تحديات العولمة الرأسمالية والاندماج الاقتصادي ومشاريع النظم الإقليمية المرتبطة بها.)
كما أن الوثيقة الاخيرة لهذه اللجان تحدثت عن كينونة تنظيمية وفكرية عبر صيغة الخطاب وعبر المحتوى الفكري لهذه الوثيقة لـ اللجان الاجتماعية التي ليست حزب ولا... (فلم نسلِّم رؤوسنا للأوهام التي غذتها الجماعات الإسلامية المتطرفة والتكفيرية التي عبأتها الولايات المتحدة بعد الغزو السوفييتي لأفغانستان؛ ولم نعتقد يوماً أن هذه الحركات الظلامية (...) بل كنا ولا نزال (...) اختلال التوازن في النظام الرأسمالي العالمي) ولم تنس هذه اللجان بأن تضع الى جانب اهدافها في مناهضة الاستبداد مناهضة الاستعمار والهيمنة والضغط والتدخل الخارجي و والغطرسة الصهيونية واسرائيل والعراق " والصومال ربما " كأي حزب قومي يساري شمولي معني اساسا باعادة انتاج خطابه بلبوس غير حزبية ويمكن الجزم أنه لوكان هناك حيز لممارسة النشاط السياسي للاعضاء الناشطين فيها لما ولدت هذه اللجان اساسا لانها تشكلت كمدخل الى العمل السياسي الممنوع سلطوياً إلا انه هذا لم يعفها بل كان سببا للهجوم الذي تعرض له الناشطون من قبل السلطة الذي بدأ كلامياً وانتهى باعتقال الناشطين العشرة في صيف 2002وتمت تسميتهم " سجناء ربيع دمشق " واطلقت عليهم السلطات دون تمايزات بين من كان ناشطاً في ومؤسساً لهذه اللجان ومن لم يكن كذلك وهم (عارف دليلة : أحد مؤسسي اللجان - د. وليد البني : أحد مؤسسي اللجان - د. كمال اللبواني - رياض الترك - حبيب عيسى - فواز تللو - حسن السعدون - حبيب صالح - مأمون الحمصي – رياض سيف) وقد استمر هجوم السلطات عليهم لفترة طويلة بعدها وصاحبه حملة تشويه لهذه اللجان و" دعاة المجتمع المدني " بالزعم بارتباطاتها مع السفارات وقد خاض في ذلك اضافة للمسؤولين السوريين والصحف الحكومية جريدة الدومري المستقلة وقد صدرت احكام بحقهم من قبل محكمة امن الدولة وتم الافراج عن بعضهم وبقي اخرين الى الآن
وقد تشكلت هذه اللجان من اشخاص ذوي خلفيات سياسية قادمة من احزاب شمولية سابقة اضافة الى بعض المهنينن والحقوقين، ولا زالت هذه اللجان تمارس النشاط المعتاد لكافة الاحزاب وتشكيلات الاطياف السياسية وهو اصدار البيانات

جمعيات حقوق الانسان : لكل ناشط وسياسي منظمة

مالذي يدعونا الى ادراج منظمات حقوق الانسان في سوريا تحت بند الاطياف السياسية في سوريا ويبدو الامر بدون عناء للاجابة هو خلط هذه المنظمات بين العمل الحقوقي المتعلق لحقوق الانسان وبين العمل السياسي كما ان اغلب ناشطو هذه المنظمات ومؤسسيها ارادو اختراق العمل السياسي تحت يافطة " حقوق الانسان " ويقتصر نشاط اغلب هذه المنظمات على موقعها الالكتروني والبيانات الصادرة عنها والموزعة الكترونيا الى الكتاب والصحف والمواقع الربية وتعاني هذه المنظمات من شخصنة العمل فيها ويتم اختزالها غالبا الى الناطق باسمها او رئيسها كما وتعاني من ضعف التمويل ومن ملاحقة السلطات للمنظمات البارزة فيها كـ «لجان الدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا» التي طاردتها السلطات واعتقلت رئيسها واغلب عضاءها وتعاملت معها كتعاملها مع الاحزاب المحظورة والمطاردة كـ " جماعة الاخوان المسلمين " و" المكتب السياسي " وتطال هذه الجمعيات تهم الارتباط بجهات خارجية وتهم تلقي تمويل خارجي وبعضها يرفض هذا التمويل وبعضها لا يرى ضيراً في ذلك، وتزج بعض هذه المنظمات نفسها في الاحداث السياسية في الساحة العربية كقضية احتلال العراق وتصدر بيانات شجب وادانة مثلها مثل الاحزاب ويعتري هذه المنظمات ما يعتري النشاط السياسي في سوريا بشكل عام من انقاسامات وتناحر وتعاني من ضعف التنسيق ومن طرائف هذه المنظمات ان احداها اصدرت بيان تطالب فيه بالافراج عن الكاتب جهاد نصرة عبر بيان لها ليصحح لها طالب سوري في اليابان هذا الامر مؤكدا لها انه تم الافراج عنه منذ زمن.
وقد تم تأسيس اول جمعية لحقوق الانسان في سوريا في العام 1962 تحت اسم « رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا» إلا انها ماتت دون أن تمارس نشاط يذكر وفي((عام1978 قام عدد من المحامين السوريين بتشكيل لجنة للحريات العامة وحقوق الانسان وذلك بموجب قانون مزاولة مهنة المحاماة الذي اجاز لنقابة المحامين تشكيل لجنة متفرعة عن نقابة المحامين تعنى بحقوق الانسان في سورية وكان من ابرز تحركاتها اصدار القرار رقم 1 في منتصف 1978 والذي طالب انذاك باطلاق سراح المعتقلين السياسيين من السجون السورية (...) وانحلت1980 بعد اعتقال رئيسها " رشاد برمدا – نقيب المحامين انذاك " حتى أن قانون نقابة المحامين الجديد بعد تعديله لم يعد يشمل على تشكيل مثل هذه اللجنة))*
أما المنظمات التي تعمل في اطار حقوق الانسان في سوريا فهي «اللجنة السورية لحقوق الإنسان : وليد سفور» ومقرها لندن, «اللجنة العربية لحقوق الإنسان : الناطق باسمها هيثم مناع » ومقرها في باريس والذي عاد الى سوريا قبل فترة قريبة بعد غياب طويل «المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سوريا: نزار نيوف» من باريس أيضاً وهو معتقل سابق افرج عنه خرج من سوريا بعد حملات لمنظمات حقوقية انسانية دولية.
أما داخل سوريا فقد نشطت المنظمات «لجان الدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا CDF : المحامي أكثم نعيسة » وقد تأسست في العام 1989, وقد نشطت بشكل واسع في الاوساط المسيسة إلا انها تعرضت بعد فترة وجيزة الى ملاحقة شديدة من الاجهزة الامنية ليسجن أكثم نعيسة1991 إلى 1998 كما تم اعتقال ابرز ناشطيها في عام 92 وماقبله وعندما خرج من سجنه أعاد ترميمها, لتعرف اليوم باسمها الحالي «لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا- ل.د.ح » ليعتقل مرة اخرى في ابريل 2004 على اثر مظاهرة امام البرلمان تطالب بالغاء قانون الطوارئ، وتم الافراج عنه في 16-8-2004 لتتم محاكمته امام محكمة أمن الدولة طليقا، وتصدر اللجان نشرة الكترونية تحت عنوان الصوت وعدد من المطبوعات، وأكثم نعيسة هو عضو فرد في الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان والشبكة الأوروبية المتوسطية والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب والتحالف الدولي لمحكمة الجنايات الدولية.... وكذلك تأسست في دمشق بتاريخ 2/7/2001 من قبل مجموعة من المفكرين والناشطين في الحقل العام «جمعية حقوق الإنسان في سوريا : المحامي هيثم المالح » وقد انعقد مجلس ادارتها منذ ايام لينتخب د.احمد فايز الفواز رئيسا لها، وهناك ايضاً«المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا: المحامي محمد رعدون » وهي عضو المنظة العربية لحقوق الانسان التي مقرها القاهرة وتصدر مجلة تحت اسم صوت الانسان ونشرة الكترونية بعنوان أطياف وقد اعتقلت السلطات رئيسها محمد رعدون بتاريخ 22/5/2005 «المنظمة السورية لحقوق الإنسان – سواسية : رئيسها الفخري د. صادق جلال العظم والناطق باسمها عبد الكريم الريحاوي » وقد أسسها كل من عبد الكريم الريحاوي ومهند الحسن وتضم في عضويتها عدد من المفكرين والكتاب السوريين، وقد تم مؤخرا انشاء مركز « حريات » للدفاع عن حرية الصحفيين برئاسة فخرية لفنان الكاريكاتير علي فرزات ورئاسة ميشيل كيلو/ وقد انخرطت لجان احياء المجتمع المدني وجمعيات حقوق الانسان السورية مع احزاب المعارضة السورية في تأسيس «لجنة التنسيق الوطني للدفاع عن الحريات الأساسية وحقوق الإنسان»



هوامش أخرى :

إضافة لكل ما سبق هناك تجمعات مؤطرة وغير مؤطرة من لجان نصرة العراق ولجان دعم الانتفاضة إلى لجان مقاطعة البضائع الامريكية وناشطو مناهضة العولمة، والجمعية الاهلية لمناهضة الصهيونية، لجان المجتمع المقاوم !! وكذلك المنتديات الثقافية التي نشطت في إطار ما اصطلح على تسميته بربيع دمشق، وقد انتشرت بسرعة قياسية للدرجة التي يمكن القول انه اصبح لكل " مثقف " منتدى في منزله او مكتبه وإذا كان اغلاق جميع هذه المنتديات يعفينا من ذكرها فإننا يمكن أن أن نذكر أن ابرزها كان منتدى الحوار الوطني الذي أسسه عضو مجلس الشعب رياض سيف، ومنتدى الاتاسي الذي لا زال مستمراً وتحفل خطابات هذه الجماعات بخطب سياسية محلية وقومية وعابرة للقومية حسب القضية التي يصدر من اجلها البيان وهي ككل التنظيمات الاخرى غير فاعلة في المجتمع ولا احد يدري بها سوى فيما يخص الاعتصامات التي تمت في بعض المدن السورية بخصوص شأن خارجي (انتفاضة – العراق) غضت السلطات الطرف عنه كونه يتوافق مع رؤيتها للاحداث السياسية


موجز في قراءة الفشل :

واذا كان يمكن لنا ان نتفهم الاسباب التي جعلت هذه الاحزاب والتجمعات والجمعيات في عزلة عن المجتمع فيما يخص الية عمل النظام بشكل عام الذي قام على تهميش وتفتيت الاحزاب التي انضوت بكامل ارادتها تحت لواء الجبهة الوطنية التقدمية وكذلك ملاحقة الاحزاب التي لم تدع اساسا لهذه الجبهة او التي خرجت منها واعتقال كوادرها وناشطيها وتحكم قبضة الاجهزة الامنية بشكل محكم على كافة نواحي الحياة إلا أن الانفتاح (النسبي) الذي حصل منذ نهاية التسعينات قد كشف جوانب اخرى لهذا الفشل لا تتحمله اليات عمل السلطة فقط فقد انكشف ضعف تأثير هذه الاحزاب والتجمعات على / في الواقع الاجتماعي السياسي السوري. لاسباب عديدة.. ليس فقط سببها ملاحقة السلطات لها ويمكن القول ان احد اهم اسباب عزلتها هو انطلاقها من القضايا المصيرية الكبرى وعدم الالتفات لقضايا تاسيسية يمكن البناء عليها وقد خلت الوثائق التأسيسية لـ "لجان احياء المجتمع المدني " مما يمكن تسميته التأسيس النقدي في حيزه الاجتماعي وانصبت قرائتها على تحليل الواقع السياسي السوري في فترة حكم البعث بشكل عام دون ان تجيب على سؤال رئيس هو لما استطاع البعث ان يحكم قبضته في سوريا (والعراق) بهذه الصورة بينما فشلت الاحزاب الشمولية في دول اخرى باكراً ولم تتحدث هذه الاحزاب المعارضة او جمعيات ولجان المجتمع المدني عن البنية الاقصائية المتشكلة في الوعي السياسي السوري لدى الجميع سلطة و" معارضة " بل ان تهم التخوين والعمالة والوشاية لم توفر احداً وتدور رحاها بين (وفي) هذه الاحزاب و" التجمعات المعارضة " كما انها وهي تطالب الحزب الحاكم بنقد للذات وتجربة الحكم لم تقدم أي مراجعة او نقد لتجربتها الطويلة والقصيرة في الحراك السياسي او المعارضة
و بعيدا عن شق الاسباب المتعلقة بالسلطة فان جزء كبير من فشل الاحزاب والجماعات والجمعيات في التاثير يعود الى بنيتها اساسا والبنية الفكرية لـ الاشخاص المتحركين في هذا الاطار اذ انهم نخب تحاول انتاج صورتها وليست معنية في غالب الاحيان الا امتطاء السياسي - الاجتماعي لتحقيق هذه الصورة وهذا في جزء منه امر مشروع ومبرر لكنه هو الطاغي على اغلب الشخصيات النشطة في الحراك السوري المتضائل والمتقلص حتى في هذه الضروف التي يصفها الجميع (سلطة ومعارضة) بانها مفترق طرق.
ولا تعود الانقسامات في صفوفها في كثير من الاحيان الى الاسباب المعلنة للخلاف الذي يدب في اوساط هذه الجماعات والاحزاب بل ان الاسباب المعلنة هي في غالب الاحيان تاتي لاسباغ الصفة الموضوعية على الخلاف، لان الاسباب المضمرة لا يمكن الحديث فيها علنا وغالبية الاسباب او اهمها هو الخلاف على الدور الشخصي للناشطين بدءا من الاحزاب الشيوعية إلى القومي السوري الى لجان المجتمع المدني مؤخرا إلى منظمات حقوق الانسان أخيرا
ولم تنشط هذه الاحزاب والمنظمات " الاجتماعية " في حقل العمل الاجتماعي الذي شكل واجهة لقيامها اساسا ولم " تتنازل "للعمل على القضايا الصغيرة (والهامشية ايضا (والتي تشكل مدخلا للعمل والنشاط غير المسقوف بسقف تحديدات السلطة اولا، و يحقق جملة من التوافقات ثانيا،والذي هو فعل حقيقي ينجز على الارض ثالثا، ويؤسس لمجموعة من تراكم تجارب وخبرات وفعل على الارض بل أن الوثائق التأسيسية لـ لجان احياء المجتمع المدني تستخف بالقضايا الصغيرة وحذَّر منذ البداية " من اختزالها إلى جمعيات غير حكومية تهتم بقضايا جزئية" ويعلن أنها ليست من اهدافها!!
واقتصر حضور هذه التشكيلة من الاطياف السياسية على الحضور الاعلامي والغياب عن المجتمع بل ان المجتمع الذي يتحدث الجميع باسمه ليس غائباً فقط عن نشاطهم واهتماماتهم بل انه وفي غالبيته ينتج رؤاه بالتضاد مع ما يقولون به ويعتقدون انهم معبرين من خلال هذا عن هذا المجتمع خير تعبير.
واذا كان غالبية هؤلاء النشطاء ينتمون في ارثهم السياسي الى اليساري و/ أو القومي فانهم لا يقرؤون كيف ولما يسير المجتمع السوري نحو الاسلمة المتواترة بدءا من امتناع المحلات عن تقديم المشروبات الروحية واغلاقها، وانتشار ظاهرة الحجاب التي تعطي مؤشراً ظاهرياً وواضحاً عليها إلى الاقبال على الكتب والمطبوعات والاشرطة الدينية وكذلك الفضائيات الاسلامية القادمة من خارج الحدود، وكذلك فأن جمعيات حقوق الانسان وهي تعيد في كل بيان لها أنها تسعى لاشاعة ثقافة حقوق الانسان في المجتمع لم تسع لرصد غياب الضمير الانساني لدى "المواطن " السوري والعربي بشكل عام الذي يصبغ ماهو انساني بما هو ديني وقومي فلا يستنكر الذبح والتمثيل بالجثث اذا كانت ضد الامريكان ولا يستنكر أي مذبحة ضد من يختلف معه في الدين او حتى الفكر بل يعتبرها مبررة ومشرعنة ويعلو صوته المستنكر فقط عندما تمس ما هو قومي ديني (اسلامي) لديه والامثلة والشواهد مستمرة منذ... إلى العراق
ويمكن القول ان هذه الاحزاب والجمعيات واللجان ستكون عاجزة وليس لديها ما تقدمه لو قامت السلطة بفتح باب التنظيم والنشاط والقول والحركة امامها... لكن الحذر والخوف والحسابات التكتيكية التي تحرك هذه السلطة يجعلها لا تغامر بكشف عجز هذه التجمعات والاحزاب والنشطاء برفع غطاء المنع الذي يخفي عجزها/ عجزهم. ان المفصل الاساسي لفشل هذه الجماعات والاحزاب وغربتها عن الشارع وعدم اكتراث الشارع بها وبمقولاتها هو نتاج المقولات الكبرى التي(تنط(اليها هذه الجماعات/ الاحزاب ان هذا(النط) الى هذه القضايا هو ما يخفي عزلتها عن الناس حتى الان لانها ستحتج بالمنع المفروض على نشاطها من قبل السلطة كما يمكن الاعتقاد ان الناشطين والسياسيين بصفتهم افرادا يدركون انهم معزولون عن الناس لذلك يكون اخر اهتماماتهم قضايا الناس الصغيرة والحياتية ويتم القفز الى اسقاط النظام سابقا لبداية العمل اللاحق اجتماعيا وسياسيا (المكتب السياسي / رابطة العمل / البعث الديمقراطي / الاخوان المسلمين / حزب التحرير الاسلامي) وحتى يمكن ادراج حراك " جماعة المجتمع المدني " فيما يشبه هذا الاطار ويمكن توصيفها انها ارادت ان تقود انقلابا ابيضا(وفق صيغة مبالغة متطرفة) اوتغيير بنية السلطة كما ترشح به وثائقها وخطاباتها المتعددة ويمكن لنا أن نذكر في النهاية ان الاقتراب من الناس وتقريب الشان العام لهم يتأتى من الانخراط في قضايا الناس مهما كانت صغيرة.. تلك التي يعتبرها المشتغلون في النشاط العام تافهة وملهية عن القضايا المصيرية الملحة للوطن....
ماذا تغير في سوريا بعد المؤتمر :
لاشيء.


---------------------

* تم الاستناد الى ميثاق الجبهة الوطنية التقدمية فيما يخص المواد المقبوسة منه
*- تم الرجوع في هذا البحث لأغلب مواقع الاحزاب والجمعيات (التي تتمتلك مواقع) على شبكة الانترنت للحصول أو تدقيق المعلومات وتمت الافادة من محركات البحث في عملية بحث مضنية فشكرا لبيل غيتس
*- جميع المقبوسات الواردة في ما يخص لجان احياء المجتمع المدني مأخوذة من وثائقها الثلاث المنشورة في موقعها الإلكتروني " المواطن "
*- انظر " جمعيات حقوق الانسان في سوريا... هاني نصر وجورج كدر – المحرر العربي 24122004
*- حول جمعيات حقوق الانسان تمت الافادة أيضاً من مقال "...مجتمعات مدنية... خارج المجتمع " – سعاد جروس – الكفاح العربي 21 52005 كما لابد لي من شكرها على المعلومات التي وفرتها بشكل شخصي عن احزاب الجبهة
*- يمكن أن نضيف ملاحظة أخيرة وهي ان هذه الورقة لا تدعي انها حصرت بشكل كامل الأطياف والجماعات والجمعيات " السياسية " في سوريا إلا اننا بذلنا أقصى ما نستطيع لتكون شبه شاملة كما أنها معنية بماهو قائماً وليست معنية بتأريخ من نوع ما للاحزاب والتجمعات والجمعيات



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا قبل المؤتمر سوريا بعد المؤتمر : الاحزاب والتشكيلات في ...
- البداية: تفكيك المقدس
- عصام المحايري حجاً مبروراً
- أعضاء مجلس الشعب : شرطة مرور
- نحن ضحايا الفكر -الدركي - سنرفع صوتنا...محتجين
- دفاعاً عن الرشوة : كي لا يبيع السوري كليته
- دروس في الاختلاف من ذاكرة مهشمة
- رغد وعبد الباري وعمي صدام
- المبادرة السورية لانقاذ مايمكن انقاذه
- رسائل سورية للعالم والإنقلاب الأبيض
- السيرة الإباحية لشاعر مكبوت
- إعلان توبة وطلب غفران
- أنا سبب هزائم الامة العربية
- أمريكا والذهنية العربية الجهادية
- نجلا بح والقرضاوي: وجهان لعملة واحدة
- القبر التاسع : ليكن للقتلة
- سوريا ولبنان امام استحقاقات اغتيال الحريري
- مذبحة في عيد الحب و تساؤلات محيرة
- احتلال الدول المتخلفة هل هو الطريق الوحيد للخلاص
- أيها اللبنانيون كفوا عن إيذائنا


المزيد.....




- بالأسماء.. أبرز 12 جامعة أمريكية تشهد مظاهرات مؤيدة للفلسطين ...
- ارتدت عن المدرج بقوة.. فيديو يُظهر محاولة طيار فاشلة في الهب ...
- لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب ...
- جرد حساب: ما نجاعة العقوبات ضد إيران وروسيا؟
- مسؤول صيني يرد على تهديدات واشنطن المستمرة بالعقوبات
- الولايات المتحدة.. حريق ضخم إثر انحراف قطار محمل بالبنزين وا ...
- هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأ ...
- هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة.. ويكشف عن مكانه
- Polestar تعلن عن أول هواتفها الذكية
- اكتشاف تأثير صحي مزدوج لتلوث الهواء على البالغين في منتصف ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف علي الخلف - سوريا قبل المؤتمر سوريا بعد المؤتمر :الاحزاب والتشكيلات في الواقع السياسي السوري(الحلقة الثانية)