اتحاد كرة القدم بين الهم والألم

فاروق الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 3 - 02:55
المحور: عالم الرياضة
    

زارني صديقي "المهاجر الحزين" الذي اخبرتكم عنه في مقال سابق، ولكن هذه المره كان فرحا" ومبتهج وبعد السلام والترحاب به والسؤال عن صحته ، تبين انه اقتنع بالواقع الجديد الذي هو فيه وكان فرحا"بجواز سفره لبلده الثاني وكأنه (زواج للمره الثانيه) و ان الامور تسير على احسن وجه والحمد لله. وبعد حديث طويل عن حياتنا اليوميه ،سألني بإبتسامه من هو فريقي المفضل في كرة القدم ،ضحكت وقلت له بان حالتي النفسيه لاتسمح لي بالتفكير بالرياضه وان همي الوحيد هو العراق وما يحدث هناك،وكان جوابه لي مملوء بنصائح كنت اقولها له عندما كان مكتئب وحزين لوجوده في الغربه ،ثم قال انه يتابع الدوري الهولندي بشغف وخاصة"ان فريق بلدته هو "ايكاس امستردام"وليس"اجاكس" كما نسميه نحن. اخبرني انه يسكن مسافة 400 متر عن ملعب أياكس ويذهب الى الملعب لمتابعة الدوري ،وبدأ يصف لي الملعب والتنظيم المتطور في الدوري الهولندي ،واخذ صاحبنا يتباهى بدوره الكروي الجديد،هو يتكلم بحراره وانا بداخلي اشعر بمراره،ليس غيرة" منه ولكن بدأت اتذكر شعب العراق الجريح الذي حرمه الفاسدين من ابسط الامور الترفيهيه وهي الرياضه.ا

تذكرت آخر الاخبار عن كرة القدم العراقيه وخاصة" تعليقه على "الفيس بوك" كتبها السيد "احمد عباس" الخبير في كرة القدم العراقيه والاداري الجيد الذي خدم كرة القدم لفتره طويله بكل جداره ،ولكنه تنحى عن ذلك لاسباب الفوضى التي اجتاحت اتحاد كرة القدم بعد 2003.تطرق السيد احمد الى التدخل الحكومي في اعمال الاتحاد والقرارات الغير مدروسه والتناقضات بين التصريحات التي يطلقها ممثلي الاتحاد والتصريحات الحكوميه المتمثله بوزارة الشباب .ومع الاسف اقول لكم ان وزارة الشباب ليس لها بالرياضه من شأن سوى التصدي للمخلصين للرياضه العراقيه امثال"حسين سعيد " وغيره من الكفوئين في مجال الانشطه الشبابيه ،او اعمال اخرى سلبيه لا اريد ان اذكرها لانها معروفه ومنشوره في الصحف المحليه وآخرها قضية أيتام طوزخورماتو .قلت مع نفسي الله يكون بعونك يااستاذ احمد ومن أمثالك وانتم تراقبون مايحدث للرياضه بحسره وألم.ا

كلنا يتذكر كيف كانت تدار الامور في اتحاد كرة القدم بما في ذلك من قسوه من قبل ابن القائد الاوحد الذي كان يجلد اللاعبين عندما يخسرون في لعبه دوليه حتى لو كان الفريق الآخر برشلونه، وبعدها يكرمهم ويحثهم على اللعب وهكذا دواليك ،ولم يكن هناك في الاتحاد شخص يتجرأ بالتعليق لما يحدث للاعبينا من ضيم وخاصة" هؤلاء الذين يقودون الاتحاد حاليا" ،وكانت النتائج بصوره عامه جيده والشعب فرحان بفريقه وخاصة اللاعبين المهاريين الذين يقود اكثرهم الان كرة القدم في الخليج . في غفله من الزمن يبرز علينا في الاتحاد اشخاص ليس لهم مقومات الاداره التي تتطلبها المرحله الراهنه ومزجوا الطائفيه والتحزب بالرياضه وانتجوا حاله من التنافر والتناحر بين الاعضاء ادى الى انخفاض المستوى الرياضي في البلد وجره الى الحضيض. ان المقابلات في البرامج الرياضيه على الفضائيات تبين لنا وبوضوح الخلافات بين اقطاب الاتحاد ونوع البشر الذي يقود اتحاد له سمعته بين العرب وآسيا ،وستسأل نفسك اين هم رجال الرياضه الاصلاء، وهم معروفون للقاصىي والداني،مما يجري الآن في اتحادنا ؟

اما حكومتنا الموقره ووزير شبابنا فانهما في واد بعيد عن الرياضه التي توحّد الشعب تحت رايتها.قبل ايام اقيمت مباراة بين فريقين مغربي واوربي وليتك ترى الملك محمد السادس ملك المغرب وهو فرحان باحتضان هذا الحدث بالرغم من معرفته مسبقا" ان فريقه خسران لقوة الفريق الآخر، ولكنه كاد ان يطير بضيوفه الاوربين لانه يعرف ان هذه اللعبه موحده للشعب وان حضوره في الملعب سيبهج الجمهور ،وملك الاردن مثال آخر يقتدى به بما يقدمه هذا الملك المحترم من اسناد لكرة القدم وترى ذلك من قفزته المشهوره عندما يحصل فريق بلاده على هدف. اعتبروا ياقادة البلاد وياقادة الرياضه في بلادي و تعلموا من تصرفات غيركم ان كنتم تجهلون ،وارسموا الفرحه على اوجه العراقيين جزاكم الله خير!!!!ا

سيقول قائل ما لك وكرة القدم ولماذا تنتقد شئ ليس لك به علم او فهم ؟ سأقول انك على صواب ولكن انه بلدي....بلدي ياناس واريد ان اراه بأبهى حال وليذهب برشلونه وريال مدريد وحتى اياكس الى الجحيم!!!!!ا

#فاروق_الجنابي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل