أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق الجابري - الوطن عند بائع الطيور














المزيد.....

الوطن عند بائع الطيور


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4320 - 2013 / 12 / 29 - 13:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


.
عصفت الحضارة، ومزقنا الكتاب العرب والعراقيون، فتحت ثورة الإتصال والفيس بوك عوالم خفايا اشخاص، تسوقهم البلادة والعواطف والطائفية وصدى افعال السياسية، حطمنا الفساد والإرهاب ودين لا يعبد سوى الكراسي ومتعة المأسي، يرسمنا صورة على جدران الحائط ضحايا كل يوم، يخرج من بين الأزقة وخلف الكواليس أدمغة تشبعت بالدكتاتورية وفكر القوة ولغة الإستلام والعبودية، أصوات لا تعرف ماذا تقول وأين يصل صوتها ويقع الكلام.
الأمة معترك للذئاب والوحوش وشهوات الخنازير وسراق بلا لثام، عند وجوه خلف قبعات الوطن وهمس المغانم والأنانية.
كنا نعتقد إن القيادات في العراق الجديد يقودون قطار ينتفض من ركام الماضي الى مستقبل مشرق، تبتعد عن صراعات الحكومات مع النخب المجتمعية، تبحث عن علاج داء الشعوب من حمى الدكتاتورية وعدوى التسلط والتفرد والقوة، تبتعد عن حب الذات ونظريات المؤامرة والخيانة، تضع الوطن في أحداق عيون المسؤولية بدرجات، قادرة على التمييز بين العدو والصديق، تسمع الى صوت الضعيف والفقيه والحكيم، تراجع صفحات التاريخ وتخرج من طوق أمتطائها صهوة المعارضة الى القيادة الواعية، تتعلم من مانديلا وجيفارا وغاندي بل لنا تاريخ الماضي والحاضر من يتفوقهم تضحية وطنية.
مناشير القضم السياسي ومنشورات الفيس بوك ووسائل الدعاية لا تنقطع، تديم مرحلة إنتقال بعض القوى من وسادة المعارضة الى أريكة الحكم، تأطر صور اسطورية للبطولات، تجابه أعداء قادة العصور السوداء.
الإنطلاق من مفهوم القوة الى السلطة، إستهانة بالعقل الجمعي، والتسلط عنوان الإدارة، كإن الوطن محتل من الغرباء، والرأي مؤامرة بيضاء، متخاذل من يؤمن بالحوار، والبطولة ملفات تستخدم عن الضرورة الشخصية، تحوي على صفحات من مقاطع اليوتبوب والوثائق، عن القاتل والممول ومنطلق التحرك.
تجهيل في عهود التبادل السلمي للسلطات ونظريات عقد الأصابع البنفسجية، تختزل الدولة بالسلطة والجيوش مملوكة؛ المرام قمة السلطة كالهرم على أكتاف العبيد، وملّوية مسار أقدام المترفهين على جثث الضحايا والشهداء.
قضية شعب ومصير تاريخ كامل، قطاره يوزع الوطن على مقاطعات، يسحق ابنائها الخوف من المجهول والشكوك بالنفس.
الوطن مهزلة فيه بائع الطيور مقاول التخطيط الستراتيجي، سبقته الحضارات ملايين السنين الضوئية، طموحه ان يجني ببغاء يقلد الأصوات، ومتعتة مستهجنة لا تمنح الإنسانية شيء، يتخزن الخوف من الصقور،وكلما يقلم مناقيرها واطرافها تنمو من جديد ولا تحمل الاّ صفة قيادة الصقور. الوطن يمر بالعصور كالقطار، إن لم يترك القادة الخير في كل محطة، لا تبقى سوى ذكريات صوته المزعج ودخان يتلاشى، تفرقة الغربان السوداء.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعران في زمن التكنلوجيا
- محاكمة المفسدين علنياً
- إنتحار مسؤول كبير
- المرشحون الى رئاسة الوزراء
- إستقالة اربعة وزراء
- تأجيل الموازنة والإنتخابات وتقسيم العراق
- إنتخاب دولة لا أشخاص
- الأديب والعبادي صراع على منصب المالكي
- نشرة الطقس السياسي
- بين أمريكا وإيران مَنْ يقرر بقاء المالكي؟
- عندما يصبح المزوّر مسؤولاً !!
- ضرورة تقرر المصير
- ادوات إنتخابية مغرية
- العلاقة بين الإبريق ورئيس الوزراء
- ضمان مستقبلك في نصف ساعة
- القانون فافون عند خضير الخزاعي
- العرب يفقدون بوصلة شعوبهم
- صخرة عبعوب تبكي اوباما
- صواعق إنتخابية تسقط الحكومة!!
- الربيع العراقي بعد المطر


المزيد.....




- تنامي الإسلام الراديكالي في بنغلاديش
- مصر تقضي بسجن إسرائيليين اثنين 5 سنوات للاعتداء على موظفين ب ...
- محافظ السويداء: الاتفاق مع وجهاء الطائفة الدرزية ما يزال قائ ...
- إيهود باراك يقارن بين قتال الجيش الإسرائيلي لحماس وقتاله لجي ...
- مصر.. سجن إسرائيليين بسبب واقعة -أحداث طابا-
- المصارف الإسلامية تحقق نجاحات كبيرة على حساب نظيراتها التقلي ...
- -الأقصر ولكن الأفضل-.. الرئيس الأوكراني يعلق على اجتماعه مع ...
- مصر.. فتاة ترفع الأذان داخل مسجد أثري يشعل  نقاشا دينيا
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUE EL-JANAH ...
- برازيليون يحولون نبات يستخدم في الاحتفالات الدينية إلى علاج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق الجابري - الوطن عند بائع الطيور