أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق الجابري - إنتحار مسؤول كبير














المزيد.....

إنتحار مسؤول كبير


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4314 - 2013 / 12 / 23 - 00:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


.
أقول بكل إصرار كما يقال: العرب واليابان تشابه البدايات وإختلاف النتائج، وإذا تحدثنا عن العراق نقترب أكثر من الواقع الملموس، في ماضي تجارب الحكم بعد الحرب العالمية وإنتهاء بالعراق الجديد. دكتاتورية إمبراطورية وحروب وضربات نووية، ثم إحتلال لليابان عام 1945-1952م، أنتفض بركان من كوامن الطاقة الى الثورة الصناعية التكنلوجيةاليابانية، تصيبك الدهشة حين المقارنة، تعتقد إنهم من كوكب لم يكتشف عند بعض قادة العراق الجديد.
تصدى للموقف السياسي الياباني خلال سبعة أعوام قادة، لم يستنكفوا أن يطلق عليهم عملاء من البعض، يبذلون جهودهم لإعادة بلادهم الى الواجهة، صادقين الأفعال بلا شعارات.
سقطت اليابان بعد الحرب العالمية الثانية بيد الإحتلال الأمريكي، بعد حروب مدمرة وقنابل نووية، لا تملك في وقتها بنية تحية، وليست من البلدان النفطية، حتى جاع الشعب وتظاهر ليعرف ماذا يأكل الإمبراطور والقادة، ولم يجدوا إختلاف عن طعام الفقراء. تلك القنابل أيقضتهم الى نهضة العقل الوطني، حتى أرسل الأف البعثات الدراسية وتطوير الشهادات، تطابق تفكير ساستها مع القيود الدولية بمنع صناعة السلاح واستيراده او عسكرة المجتمع، وتجوهة البوصله نحو التطور التكنلوجي الخادم لإقتصاد بلادهم والتنمية البشرية.
بعد 7 سنوات استطاعوا أن يقولوا للأمريكان لاحاجة لنا بكم؛ اليابان تم بنائها. قادة لم يكونوا معارضة في الخارج، ولم تأتي امريكا لإسقاط رأس النظام الإمبراطوري، لم يذوقوا مرارة الغربة والعيش مع معناة الفقراء والمحرومين قبل الإحتلال؛ كي يتقاسمهم الفقير رغيف خبر أطفاله، أسسوا للديمقراطية والتبادل السلمي للسطة. بعد 2003 م فاجئتنا تجاربهم وتطورهم خلال ما ينقل لنا بأجهزة الصناعات اليابانية.
عرفنا من حق أي مواطن أن يكون له الطموح السياسي، سمح الدستور للجميع ممارسة العمل سواء بالصوت الإنتخابي او الترشيح خدمة للوطن، نعتقدها من ثمار تضحيات كبرى على مذابح الحرية، شارك الرجال والنساء بجهاد لا مثيل له ضد الطاغوتية والإستبداد والتفرد والمصالح الفئوية؛ الإمهات المحرومات مرملات صابرات على فقدان الأبناء والأزواج، يتحملّن كدّ العيش في النهار وإيواء المجاهدين في الليل والسهر على راحتهم، بينما تنام المومسات حتى الظهيرة في سراديب المزارع الرئاسية ودهاليز القصور بعد الليالي الحمراء، تحمل سلاح رجولة الثمالى وتفرغ غرائز الخنازير.
من مساويء ترجمة الديموقراطية أن لايفرق بين الجهاد والرذيلة؛ حتى تعتقد الماجنات من حقها ان تشمل بمكرمة المعاناة السياسية ورد الشرف المباح، يسمح لبعضهن في فوضى الديموقراطية الترشيح لتكون برلمانية تعالج بواسيرها، او تصليح أسنانها المتأكلة من التدخين و المشروبات، تجمل وجه الماضي القبيح، وأنف يتشم به روائح الفساد الإدراي على خطى المنتفعين، تحتاج الى تبيض وتضيق ما عاد يصلحها ( الشب) ومستحضرات التجميل المستوردة، فتحت للرذائل والإنحاط كل ابواب الشرف، وفتح السماسرة لها صندوق أموال المحرومين و حصة مرضى نتائج الحروب والفقر.
اليابانيون يتبادلون التحية بالخضوع لبعضهم، وعند شعورهم بالغريب من بلد أخر تحيتهم أشبه بالركوع، ينتحر المسؤول حينما لا يكمل المشروع في سقف زمني يضعه لنفسه يساوي نصف الفترة المحددة، دفعوا شرف بلادهم الى الأمام، والفائض من الأموال يجمع لمساعدة الشعوب النائمة، برامجهم تطوير ودراسات وبناء مدارس ومستشفيات وقضايا إنسانية.
الشعب الياباني صنع قادة بهذا الطراز، إختار لدولته أن تكون مضرب أمثال لنا، يتضارب برلمانهم بالكراسي ( والبوكسات) حفاظاً على العملية السياسية الناجحة.
عشرة سنوات بعد سقوط الدكتاتورية، سباق على الرذائل، الرابح الوحيد، سماسرة تقودهم فتيات الظلام، بقاياهم اطنان نفايات يعتاش عليها ثلث شعب يعيش تحت خط الفقر، قتله دخان مخلفات البترول. الإقتصاد الياباني من بين الدول الثمانيةالأغنى، والكمبيوتر يقفز كل يوم مئات الخطوات، في وقت نعجز عن صنع قلم يعلم أطفالنا الكتابة، وبقدر حبة قمح إستطاع اليابانيون ان يسجلوا تاريخ أمتهم وتضحياتها العظيمة ورجالها على مرّ العصور، وإذا اردنا اللحاق باليابان، لابد ان نعد قائمة طويلة من المفسدين للإنتحارعلى أنفسهم.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرشحون الى رئاسة الوزراء
- إستقالة اربعة وزراء
- تأجيل الموازنة والإنتخابات وتقسيم العراق
- إنتخاب دولة لا أشخاص
- الأديب والعبادي صراع على منصب المالكي
- نشرة الطقس السياسي
- بين أمريكا وإيران مَنْ يقرر بقاء المالكي؟
- عندما يصبح المزوّر مسؤولاً !!
- ضرورة تقرر المصير
- ادوات إنتخابية مغرية
- العلاقة بين الإبريق ورئيس الوزراء
- ضمان مستقبلك في نصف ساعة
- القانون فافون عند خضير الخزاعي
- العرب يفقدون بوصلة شعوبهم
- صخرة عبعوب تبكي اوباما
- صواعق إنتخابية تسقط الحكومة!!
- الربيع العراقي بعد المطر
- العراق يُصنَعْ في الصين
- المالِكيّون خارج حسابات حكومة الحكيم
- نعمة السماء نقمة في العراق


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق الجابري - إنتحار مسؤول كبير