جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4314 - 2013 / 12 / 23 - 20:05
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
نعم اتكلم عن الطبيعة البشرية و اقول بانها لم تكن طبيعية ابدا - لاننا و منذ اللحظة التي تحولنا فيها الى بشر خرجنا من الطبيعة الى التجريد. لقد انحط علمنا من قدر سحر الارقام و احتقر رموزها و خرافياتها. كنا نؤمن بمعاني و رموز خفية في الارقام و لا نلتهي بتواريخ المواليد ماعدا عيد الميلاد و رأس السنة و كان الشرقي لا يعرف متى ولد بل يرمز اليه بعام الفيل و عام كذا و كذا و لكن و حتى بعد ادخال تأريخ الميلاد الشخصي في دفاتر النفوس و شهادات الولادة و الموت كنت ارى ان هناك علاقة وثيقة بينها و اذهب الى المقابر لاقرأ التواريخ السحرية و استنتج من تأريخ الولادة تأريخ الموت و كنت اصدق ما تقوله الناس عن سحر الارقام في الاديان.
ثم جاء الاحصاء و التعداد و المدارس و الحساب و العلم ليخرب علينا سحر الارقام و سماويتها و دينيتها و فكرتنا عن عالمنا و السماوات و الارض التي دامت لقرون عديدة و جعلها دنيوية ارضية حسابية منحطة و اصبحت الارقام لا قيمة لها لانها اصبحت توجد في كل مكان - في علم الفيزياء و الاحياء و الفلسفة و علم النفس و في الحسابات الخ.. تسمي الانجليزية الرقميات بـ discrete اي درجات منفصلة عن بعضها و هذا يعني انها تختزل المعلومات و تختصرها لاجل تحويلها الى رقميات. لم يكن الانسان بطبيعته رقميdigal بل تناظري analogue. كلمة discrete و discreet من اللاتينية discretus اي المنفصل عن البعض و يعتقد ان الكلمة العربية (رقم) دخيلة على العربية وكانت تعني الطرز.
اينما تذهب تجد سوقية الحساب المنحط في المطاعم و الفنادق و الاسواق و الكومبيوترات و التليفونات و بدأت الشركات تسجل رأسمالها في البورصة لتصدر الاسهم الى ان طغت القيمة النقدية الرقمية على جميع نشاطاتنا و اصبحنا نقييم اجوبة الطلبة في الامتحانات بالدرجات. لكل شيء اصبح وزن و قيمة رقمية الى ان دخلنا العصر الرقمي المنحط الذي حول كل شيء الى رقم و جندي مجهول. مبروك.
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟