أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - رقابة الشعب ورقابة السلطات














المزيد.....

رقابة الشعب ورقابة السلطات


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4310 - 2013 / 12 / 19 - 17:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ ُ تنصيب ملكاً للعراق بأِرادةِ بريطانية في الفاتح من عشرينات القرن الماضي من غير العراقيين , أهتزت ضمائر الوطنيين العراقيين لمراقبة أداء الجعبة الملكية المختارة من المحتل والعاملة تحت لوائه , قبل تواريخ تأسيس الاحزاب التي فضحت اتفاقات الدهاليز بعد عقدين من ترتيب الملفات لجني ثمارها التي حرًكت المياه التي أرادوها راكدة , فأنطلقت روائح عفونتها لتزكم الأنوف قبل أختراع كمامات المستعمرين الذين يديرون اللعبة في العراق وباقي البلدان التي أستهدفوها في مخططاتهم التي درًت عليهم الغنائم في القرن الماضي , قبل أن يطوروها بأساليبِ جديدة تتوائم مع عصر التكنولوجيا المتسارعة في الألفية الثالثة ليحافظوا على مناسيب أعلى للأرباح تتوافق مع شهيتهم الوحشية .
كانت حكومات العهد الملكي القابضة على مقدرات الشعب لصالح أسيادها المستعمرين , تعاني من القدرة العالية لطلائع الشعب العراقي المتمثلة بالأحزاب الوطنية والجمعيات الثقافية على أختلاف مشاربها الفكرية والعقائدية , على فضح أساليبها البوليسية في تنفيذ أجنداتها الخادمة للمستعمرين وأدواتهم, بالتواصل مع فطرة العراقيين عموماً التي لايغيب عن نواظرها أداء السلطات المكشوف في الشارع , الذي صاغ فعله الشعراء والقصاصون و مبدعوا النكات والفقهاء والمثقفون عموماً , حتى بات كل فعل للحكومات يقابله فعلٌ مضاد في الشارع , وباتت تلك معادلة تحسب لها السلطة ويقابلها حساب الشعب المستند لمراقبته لها .
وجاءت ثورة تموز لتقلب المعادلات وتحقق المكاسب للشعب على حساب كل المخططات التي كانت موكلة لحكومات العهد الملكي , وتصاعدت الأنجازات التي كان يحلم بها العراقيون عامة والفقراء منهم على وجه الخصوص , وتراجع الفساد والمحسوبية الى حدوده الدنيا , وعادت للعراقيين الطمأنينة على غدهم الموعودين به , وتراجع الى حد بعيد تصنيف الملكية بين المواطن والمسؤول , مما أسهم في تحول الرقابة الشعبية العامة ورقابة الطليعة الواعية الى المساهمة في شد أزر الحكومة ومساندة قراراتها المفضية الى تحسين ظروف الحياة للفقراء أولاً وعموم شرائح المجتمع بوتائر متصاعدة أغاضت اعداء الثورة وأسيادهم .
كل ذلك وغيره شدد الخناق على الفريق الآخر المتضرر من تصاعد الأداء , ممادفعه للأسراع في جمع شتات شمله الغريب الجمع , من عربِ وأجانب ليجهزوا على ثورة العراقيين في انقلاب شباط الأسود, ويعيدوا أوراق اللعب الى طاولتهم المنتصبة على الجماجم في أبشع دورةِ للدم تعرض بها أبناء الشعب الغيارى والوطنيين العراقيين الاصلاء الى حفلات قتل بشعة رفضها العالم بأسره , وليبدء اللعب من جديد على مصائر العراقيين حتى تموز 1968 الذي عاد به البعث , الفاعل الرئيسي لجرائم شباط 1963 ولكن بمكياج جديد لونه الظاهر متوافق مع روح عصره والوانه المخفية سوداء قاتمة .
في مرحلة البعث التي طالت أربعة عقود لم تقف مراقبة الشعب لاداء الحزب الفاشي , لكنها أختارت أساليب توثيقِ مختلفة تتناسب مع حجم ونوع القسوة المعتمدة من النظام ضد كل تعارض مع مناهجه التي كانت مدعومة أيضاً من نفس الدوائر التي دعمت الملكية في بدايات القرن الماضي مضافةً اليها سيدة العالم الجديد أمريكا , وقد بان حجم التوثيق لتلك المراقبة بعد سقوط النظام , حين تدفقت الحناجر بما جمعت وأفصحت الوثائق بما حفظت من ملاحم ومعلقات كان التكتم عليها يعادل القتال ضد عدو يستهدف العرض , قبل أن تلحق بطوفان من الأسرار التي حفظت للعراقيين تأريخُ قاسي تحت سطوة البعثيين القاسية .
الفاصل بين عقود البعث ومابعدهم هو فضاء الأعلام الذي وفر للشعب مستويات غير مسبوقة من أساليب المراقبة لأداء حكامه , وقد جاء ذلك بعد سقوط النظام السابق وأنفتاح فضاء الأعلام الذي لم يعد بالأمكان التحكم بتأثيره , وعلى ذلك تكون سلطة الأعلام فاقدة لخرائطها القديمة التي تتحكم في ادارة البوصلة المسؤولة عن نوعية الخبر ووقت بثه واسلوب توصيله لعقل المتلقي , وبات بأمكان المواطن الوصول للمعلومة التي يبحث عنها في الوقت الذي يحتاجها , وقد تبرز أمامه دون أن يخطط للوصول اليها , أي أن ماتقوم به الحكومة وهياكلها يكاد يكون عارياً لعموم الشعب , لأن الفعل الخاطئ مغري للتداول أسرع من غيره في مجتمعنا الذي خبر أساليب الحكومات المتعاقبة ولم يعد يثق بوعودها, وهذا يعني أن مراقبة الحكومة لأجهزتها لم تعد مقنعة لعموم الشعب الذي يراقبها بطرقه المتعدده عجزها وسوء أدائها ومنافعها على حساب واجباتها , والذي يكتشف فضائحها بأستمرار لأن تلك الفضائح هي واحدة من مسببات حرمانه من مستوى العيش الذي لازالت توعده به ولم تتحقق حتى بدايات تنفيذه .

علي فهد ياسين



#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سباق الأنتخابات بين ابن الشعب وابن السلطة ..!!
- مجلس النواب العراقي واستمارة كشف المستور ... !!!
- الانتخابات العراقية والتلميع بالطين ..!!
- أوراق على رصيفِ عراقي ..!! / 6
- العلاقة بين الأنتخابات القادمة وتصاعد العنف في العراق
- تماس كهربائي بفعل فاعل ..!!
- هروبان في الحلة
- مفتي السلطان ومصائب الأمة
- أوراق على رصيفِ عراقي
- مخاطر الغاء تأشيرة الدخول بين العراق وتونس
- بين كل زعيمين وسيط ..!!
- تزوير القيادات ..!!
- نزاهة المطر ..!!
- في بابل .. مُجَسًر ( نادر ) ضد الزلازل ..!!
- مبروك .. لقد اِستقال مستشار .. !!
- أوراق على رصيفٍ عراقي ..! -4
- المعادلة المقلوبة .. الشعب يحقق المكاسب لنوابه ..!!
- أضاحي أحزاب السلطة .. النحر خارج المنطقة الخضراء ..!
- أوراق على رصيفٍ عراقي ..! -3
- العيد في مستشفى أبن الهيثم للعيون ..!


المزيد.....




- ترامب يتوعد روسيا بعواقب وخيمة إذا لم يوافق بوتين على إنهاء ...
- محمد صلاح أو -الملك المصري-: كيف تحول صبي صغير إلى -رمز وطني ...
- دعما لغزة.. مناوشات وقنابل الغاز في فولوس خلال احتجاجات على ...
- حرائق غابات مستعرة في اليونان وسط انتشار سريع للنيران بسبب ا ...
- وفاة بشلل الأطفال في غزة تعيد القلق إلى سكان القطاع بعد عام ...
- بارقة أمل للعائلات المكتظة بالخيام.. شاحنة مياه تصل غزة وسط ...
- جوزاف عون يبلغ لاريجاني رفض لبنان أي تدخل خارجي في شؤونه
- على غرار -هند رجب-.. ناشطون يدعون المحامين العرب لملاحقة إسر ...
- بدرية طلبة تنفي اتهامات القتل وتجارة الأعضاء وتؤكد نيتها الل ...
- ضمن مجموعة -النساء الملهمات-.. دمية باربي جديدة لفينوس وليام ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - رقابة الشعب ورقابة السلطات