أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمودة إسماعيلي - ما قاله -نيتشه- عن العرب : الجزء 2














المزيد.....

ما قاله -نيتشه- عن العرب : الجزء 2


حمودة إسماعيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4303 - 2013 / 12 / 12 - 17:50
المحور: كتابات ساخرة
    


الآن، لا شيء يمكن أن يمنعني من أن أكون فظاً غليظاً، وأن أُصارح "العرب" ببعض الحقائق القاسية، وإلا فمن ترى سيقوم بذلك ؟ أعني بذلك عهرهم في مجال العلم التاريخي. ولا يقف الأمر عند حد أن المؤرخين "العرب" قد افتقدوا كليا الرؤية الواسعة لمسار الثقافة وقيمها حتى غدوا بموجب ذلك مجرد مهرجين في خدعة السياسة (أو "الدين")، بل إنهم أبطلوا تلك الرؤية كليا. على المرء أن يكون "عربيا" أولا، أن يكون "عرقا"، وبعدها يمكن أن يقع البتّ في كل القيم واللاقيم في المجال التاريخي ـ هكذا تم تحديد القيم ! (الانتساب) "العربي" هو الحجة، و"الأمة العربية" فوق كل شيء هو المبدأ، و"العرب" هم -نظام القيم العالمي- داخل التاريخ، حاملوا راية الحرية بالنظر إلى الإمبراطورية ا"الإسلامية"، مُعيدوا إرساء الأخلاق وأمر الوجوب القطعي بالنسبة للحضارة. هنالك كتابة للتاريخ من وجهة نظر "عربية إسلامية"، بل ومعادية "لكل ماعداها" أيضا في ما أخشى..

مؤخرا راجت على أعمدة الصحف "العربية" مقولة خرقاء في مجال العلم التاريخي : جملة في هيأة -حقيقة- على كل "عربي" أن يتلقاها بالموافقة : -إن النهضة وحركة الإصلاح الديني تكونان معا كلا موحدا (الإنبعاث الجمالي والإنبعاث القيَمي)-. إزاء مثل هذه المقولات ينفد صبري، وأشعر بالرغبة ـ رغبة أحس بها مثل واجب ـ في أن أُصارح "العرب" بكل ما ارتكبوه من جرائم. إنهم يتحملون مسؤولية كل الجرائم الكبرى التي ارتكبت خلال قرون من الزمن "قد خلت" ! . يعود ذلك دوما إلى السبب ذاته، وهو الجبن المتأصل فيهم، جبنهم تجاه الواقع الذي هو جبنهم أمام الحقيقة، والسبب في ذلك هو عدم الصدق الذي تحول إلى غريزة لديهم : أي مثاليتهم..

لقد حرم "العرب" "أنفسهم" من جني ثمار العصر التاريخي العظيم الأخير : عصر النهضة، وبددوا محتواه في اللحظة التي كانت المنظومة القيمية الجديدة والقيم المستجيبة إثباتيا للحياة والضامنة للمستقبل تحقق انتصارها على قيم الانحطاط النقيضة في عقر دارها متوغلة حتى أعماق غرائز الجالسين في تلك الدار..

وأخيرا، عندما برزت في الفترة الفاصلة بين "قرون" من الانحطاط قوة ضاربة من العبقرية والإرادة، قوية بما فيه الكفاية لتجعل من "العرب" كيانا موحدا، أي وحدة سياسية واقتصادية قادرة على تسيير العالم بكليته، تمكن "العرب" ب"حروبهم الطائفية" من حرمان "الأمة" من التقاط الدلالة.. إن هم يتحملون بذلك مسؤولية كل ما حدث من بعد، وكل ما يوجد اليوم، القومية : المرض الأكثر تنافيا مع العقل والثقافة، هذا العصاب القومي الذي يعاني منه "العرب"؛ تخليد الدويلات الصغيرة، والسياسات الصغيرة. لقد حادوا ب"المنطقة" عن محتواها وعقلها، وقادوها إلى طريق مسدودة ـ هل هناك من يعرف مخرجا من هذا المأزق سواي؛ مهمة كبيرة بما فيه الكفاية لإعادة الربط بين الشعوب ؟

العقل "العربي" هو الهواء الفاسد بالنسبة لي : إنني أتنفس بصعوبة بجوار هذه القذارة النفسية المتحولة غريزة والتي تنضح بها كل كلمة وكل هيأة لدى "العرب". لم يكن لهم أبدا أن يعرفوا قرنا من المحاسبة القاسية للنفس مثل القرن السابع عشر لدى الفرنسيين ـ إن شخصيات من نوع ديكارت ولاروشفوكو لتعد أرقى مائة مرة في مجال النزاهة الفكرية من أفضل أفاضل "العرب" وإلى يومنا هذا لم ينشأ من بينهم خبير نفساني واحد، في حين يعد علم النفس مقياسا لنقاوة أو عدم نقاوة عرق بشري ما .. ومن أين يمكن أن يكون للمرء عمق إن لم يكن على الأقل نقيا ؟ لدى "العرب"، كما لدى النساء، لا يُدرك أي عمق؛ إذ ليس هنالك من عمق، ذلك كل ما في الأمر. ومع ذلك فهم ليسوا حتى ذوي سطح؛ ما يسمى عميقا لدى "العرب" هي بالضبط غريزة اللانقاوة تجاه النفس التي أتكلم عنها هنا : إن هم يريدون عدم الوضوح مع النفس. هل يسمح لي بأن أقترح اعتماد عبارة "عربي" عملة عالمية لتصريف هذا التدهور النفساني ؟ . هل استطاع "العرب" أن ينتجوا كتابا واحدا ذا عمق ؟ إن هم يفتقرون حتى إلى مجرد فكرة عما يمكن أن يكون عمقا في كتاب.

لم لا أمضي حتى المنتهى ؟ فأنا أحب عمليات الكنس الكلي. وإنه لمن دواعي الفخر لدي أن تكون لي سمعة محتقر "العرب" بامتياز.

إن المرء يحط من نفسه بمخالطة "العرب"، ف"العربي" يساوي بين كل الأشياء. وإذا ما طرحت جانبا علاقاتي مع بعض الفنانين فسأجد أنني لم أعش ساعة واحدة ممتعة مع "العرب" .. ولو افترضنا أن أعمق العقول على مدى آلاف السنين يحل بين "العرب" فإن ـ أية إوزة عبيطة حمقاء سيعن لها أن روحها القميئة لا تقل في أسوأ الحالات قيمة عن منزلته ـ أنني لا أطيق هذا الجنس الذي لا تروق معاشرته، هذا الجنس الذي لا حس لديه بالفوارق ـ يا لبؤسي أنا الفارقة ـ الذي لا عقل في قدميه ولا يستطيع حتى المشي، وبالنهاية ليس ل"العرب" أقدام، بل قوائم.. ليس ل"العرب" فكرة عن مدى دناءتهم، وإن هذا لأرقى تعبير عن الدناءة ـ إنهم لا يخجلون حتى من كونهم مجرد "العرب" .. يريدون أن تكون لهم كلمة في كل أمر، ويعتقدون أن لهم دورا محددا..

حياتي بكليّتها كانت الدليل القاطع على هذه المقولات.. لكن، عبثا بحثت طوال حياتي عن شيء من الكياسة ومن رهافة الحس تجاهي. أجل، وجدت ذلك لدى اليهود، لكن ولا مرة واحدة لدى "العرب".

ـ من كتاب "هؤلاء هم العرب".

الغلاف : http://t.co/soEi95B16Y

ـ للاطلاع على الجزء الأول : http://t.co/3GKFA6fyjY

ـ لمتابعة تعقيب عن الجزء الأول : http://t.co/bv0BwCUhm8



#حمودة_إسماعيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان العربي : أيها المتناقض !
- ماذا يحدث إذا كنت لا تمتلك المال ؟!
- كي تفهم العذاب النفسي
- الدافع الخفي خلف ادراج الدارجة بالنظام التعليمي
- تديُّن الحيوانات ودورها في السوسيولوجيا والدين : بين القصص ا ...
- الأنثى والردفين والنظرة الحيوانية
- لوحات أدولف هتلر : الإسقاطات النفسية
- كيف تكشف من يكذب عليك ؟
- دعاة الموت
- هل للإيمان دافع غريزي أم احتياج أيديولوجي نتيجة التلقين ؟
- كشف مشكلتك النفسية حسب صورك بحسابك الفيسبوكي
- لماذا يتجوز الرجل على زوجته ؟
- عقل اللص
- العقد النفسية الأكثر انتشارا
- المغرب يَسْجُن لأجل قبلة وروسيا تفتح مدرسة للجنس
- -نيتشه- بين العرب
- ما قاله -نيتشه- عن العرب
- الحرب والتلاعب بالعقل
- عقدة الأميرة النائمة
- إشكالية السعادة بالمغرب


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمودة إسماعيلي - ما قاله -نيتشه- عن العرب : الجزء 2