أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - مليارات المرجعيه وجوع ملايين الشيعه














المزيد.....

مليارات المرجعيه وجوع ملايين الشيعه


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1223 - 2005 / 6 / 9 - 13:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بصراحة ابن عبود
مليارات المرجعيه، وجوع ملايين الشيعه

قبل ايام شاهدت بالصدفه اعادة لمقابله اجرتها فضائية عراقيه مع قائد فيلق بدر هادي العامري. الذي يسميه الاسرى العراقيون هادي كيمياوي بسبب تعذيبه، واستجوابه لهم لصالح المخابرات الايرانيه "اطلاعات" التي لا زال يحمل هويتها ويستلم راتبها. رد بسخريه فجه ينطبق عليها قول "من فمك ادينك" عن مصادر تمويل ميليشيات بدر، معلنا انه لا يعتمد على تمويل ايران فقط. وانهم ليسوا بحاجه لتمويل ايران "فالملايين" التي بحوزة ال الحكيم تكفي وتزيد.

اعادني هذا اللقاء الى اوائل سبعينات القرن الماضي عندما نشرت مجلة الف باء العراقيه، التي كانت تصدرحينها، ريبورتاج صحفي عن ثروات وكنوز مرقد الامام علي بن ابي طالب. ولازالت اتذكر صورة الكأس المرصع بالماس، والجواهر،والدررالثمينه، والمهدى من احد الملوك. والصحفي يكتب بفخر: "كنت امسك بيدى كاسا قيمته ريع مليون دينار". دينارمال قبل. اي مايزيد على المليون دولار وقتها. فكم سعره الان؟ وقتها شعرت بالفخر ان بلادي تملك هكذا ثروات ضخمه، وقيم اثريه، وحضاريه، ومراقد، ومزارات، ومواقع اثريه ذات اهميه دينيه، وتاريخيه لا تقارن. ويزورها الملايين من الناس سنويا. ينفقون ويهدون، ويمنحون الملايين من الدولارات. والى النجف وكربلاء ومرجعياتها تتدفق ملايين الدولارات سنويا، ويوميا من نذور، وهبات، وزكاة، وخمس..الخ. اذا اخذنا الخمس فقط، والمفروض على كل شيعي مهما كان فقيرا. فتصوروا، اي عدالة، ووفاء لمبادئ علي بن ابي طالب نعيش؟ ذلك الخليفه الذي كان يخيط نعله بيديه، ويقول لو سرقت فاطمه بنت علي من بيت المال لقطعت يدها. والقصه، ومعناها معروف للجميع. فمن يقطع ايادي لصوص اليوم من الدبب السمان؟؟؟!

تذكرت، ايضا، جارنا المعدم النازح من الريف هربا من ظلم الاقطاعيين. حيث سمح له والدي ان يعيش في بستان اقطاعي مجاور لبيتنا . كان والدي مسؤولا عنه. ورغم صعوبة الظروف، فكان والدي يساعده بين الحين، والحين. في احدى المرات مازحته قائلا: لماذا لا تطلب مساعده من "السيد" فلان الذي يعيش في قصر مجاور؟ فلم يجب. بعد ايام مر جارنا، واشاح بوجهه عني، على غير عادته. فاخذتني سوء النيه وتوقعت انه تلقى مساعده دسمه، اغنته، عن مجاملتنا، وجعلته يتعالى علينا "يشيل خشمه". فمازحته بخبث : ماغني الا الله! يبين السيد اغناك؟ فرد، مرغما، مهموما، وبه من الحزن، واللوعه، والانكسار ماحيرني: ياغنى يا بطيخ! ريتني ما سمعت حجايتك. لو ادري ما دكيت بابه. خنقته العبره . ولكنه واصل كلامه: ذهبت اليه، وليتني لم اذهب. قلت له: مولانه، الغنى من الله، والحمد لله، الله غانيك. الله يزيدك، ويعليك. و،و،و. وما ان فهم طلبي بالمساعده حتى تغيرت ملامحه، وتبدلت اخلاقه، وصرخ في وجهي: ولك حمار ابن الحمار. انه حسبالي جاي تطيني حصة جدي. النوب جاي تريد تاخذ مني. هو انه شعندي.هذا حقي. هو النبي جدك لو جدي؟! وسمعت من الشتائم، والكلمات البذيئه، ما لم اسمعه الا على السنة السكارى وابناء الشوارع. خصم الحجي طردني طرده محترمه.

تذكرت جارنا المسكين، وانا استمع لشكاوي فقراء الشيعه مقلدي، واتباع المرجعيه، ودافعي الخمس والزكاة لوكلاء آل البيت. وهم يتشكون من الجوع، والمرض، والفقر، والحرمان، والاهمال. ويعيشون في بيوت الصفيح، واطفالهم يموتون من الجوع، والمرض لانهم لا يملكون ما يكفي لاطعامهم بشكل جيد، او ثمن الطبيب والدواء. في حين ينام "ابناء رسول الله"، و"أحفاد اهل البيت" عى فرش الحرير، وياكلون افضل الاطعمه ويتعالجون عند الكفره "الخنازير" في الغرب. النجف، وكربلاء ومرجعياتها تقبع على ثروات هائله، ومليارات الدولارات في حين يتناول عامتها، وغيرهم من الشيعه في العراق الطحين، والشاي الممزوج بنشارة الحديد . حصتهم التموينيه، التي يستلموها من حكومتهم الشيعيه المدعومه من المرجعيه الثريه. التي لم اسمع يوما انها وزعت صدقات، او بنت مدارس، او اعانت عوائل معدمه كما تفعل الكنائس مثلا. فقراء الشيعه في البصره وغيرها يتطببون بلا مقابل في مستشقيات، وصيدليات مدعومه من تبرعات المسيحيين. في حين تتكدس مليارات الخمس في بنوك اوربا لزيادة غنى" وكلاء" اهل البيت. الا قليلا من الانصاف!

لم يكتف "السيد" بطرد جارنا المسكين بل، اراد معاقبته على جرأته تلك. فذهب الى معارفنا ملاك الارض وادعى على ابي انه يؤجرالارض ل"حراميه" في بستانهم، الذي أئتمنونا عليه. ولما جاء وكيلهم ليتقصى الحقيقه، لم يجد لا حراميه، ولا ايجارات بل شكر،وحمد، وامتنان لاهل الارض، ولمساعداتنا. بعد ايام جاءت زوجة الاقطاعي المتوفى، وهي تحمل ملابس، واطعمه، وزعتها على الفقراء. اعتذرت من ابي، وطلبت منه، ان يسمح لهم ببناء صرائف لائقه، وليس اكواخ وقتيه مهترءه. لابد من التوضيح هنا ان ملاك الارض كانوا من الطائفه السنيه، ومن الزبير بالتحديد. آمل ان لا يكون مغول البعث قد هجروهم فلقد سبق للطاغيه، ان استولى على قصورهم في كورنيش البصره.

اتمنى ان لا تغضب المرجعيه على فضائية الفيحاء، وتطالب مقلديها من فقراء الشيعه بمقاطعة القناة. او الفتوى بتحريم الشكوى من العوز، والفقر، والفساد الاداري. فتمنع "سنة" الخليج من ارسال المساعدات الى اشقائهم العراقيين لحين تفرج المرجعيه عن مليارات الخمس. التساؤل الاهم هو انني توقفت عن مرافقة والدي الى الجامع منذ ان سمعت حكاية جارنا مع "السيد". فهل يتوقف فقراء الشيعه عن دفع الخمس وغيره الى ذوي العمائم السميكه، والكروش المتهدله ذوي الانساب المزيفه؟؟؟

ولمذا لا يوزع الحكيم ملايينه على فقراء الشيعه بدل تحويلها الى هادي العامري، وميليشيات بدر؟؟؟



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار والديمقراطيه في العراق 2
- حول اليسار والديمقراطيه في العراق
- اين مظاهرات العراقيين ضد سوريا؟
- لباس الريس بي لوله
- توضيح لابد منه
- الكويتيون يشتمون شهدائهم علنآ
- مناضلو التقاعد المبكر
- وين تروح يا جعفري دربك على المهداوي
- القوى الظلاميه تمهد لسلطه دينيه فاشيه في العراق
- السعوديه تقضي على الارهاب العالمي دون حروب عالميه
- سلامآ شيخ النضال
- اريد رئيس جمهوريه مسيحي
- ولاية الفقيه في العراق امر واقع
- جماهيرنا العربيه الخانعه
- الكسله..... نورووز البصره الجميل
- مطران مسيحي، وسرسريه متأسلمين
- السفاره العراقيه في السويد
- نداء الى الثوره
- الشعب الكردي يريد ألأستقلال والزعماء ألأكراد يفضلون ألأنفصال
- بين خيمة الثوره وعباية المرجعيه ضاعت ألأنتخابات العراقيه


المزيد.....




- نتنياهو: لا أستبعد اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ...
- الخليل.. إسرائيل تخنق البلدة القديمة وتغلق المسجد الإبراهيمي ...
- الاحتلال يهدم غرفة زراعية ويواصل إغلاق مداخل سلفيت ومستعمروه ...
- المفتي قبلان: عدم التضامن مع إيران يعني خسارة العرب والدول ا ...
- بعد سنوات من الصمت.. “الجمل” يعيد الروح الرياضية للمؤسسة الع ...
- العراق يدعم اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في إسطنبول ب ...
- ريشون ليتسيون أول مستوطنة لليهود في فلسطين
- وزير خارجية إيران يدعو الدول الإسلامية للتحرك ضد إسرائيل
- هل عارض ترامب خطة إسرائيلية لقتل المرشد الأعلى الايراني؟
- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 على جميع ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - مليارات المرجعيه وجوع ملايين الشيعه