أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد فيصل السهلاني - مؤتمر جنيف الثاني- معاهدة اوباما -بوتين















المزيد.....

مؤتمر جنيف الثاني- معاهدة اوباما -بوتين


عبد فيصل السهلاني

الحوار المتمدن-العدد: 4294 - 2013 / 12 / 3 - 08:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مؤتمر جنيف الثاني
(معاهدة بوتين- اوباما)
يجري الاستعداد بصورة حثيثة الى عقد مؤتمر ما سمي (مؤتمر جنيف الثاني )في السنة القادمة كانون الثاني عام 2014، المخصص لدراسة الوضع في سوريا والحرب الدائرة في البلد الشرق الاوسطي ذا الموقع الجغرافي والسياسي المهم، وهو العنوان الوحيد المعلن من جدول عمل هذا المؤتمر، غير ان رؤية تأريخيه وسريعة لمجمل الاحداث التي ينعقد خلالها هذا المؤتمر وبحثا عن الحقيقة غير الظاهرة سواء في الحضور والتحضير، نستقرأ ان جدول العمل سوف لن يقتصر على هذا العنوان وحسب، فالكل يعرف جيدا الظروف التي احاطت في التخطيط لعقد هذا الاجتماع الهام وما سبقه من حوارات ولقاءات عديدة، كان اهمها مؤتمر الثماني الكبار الذي عادة ما يرسم السياسات الدولية، ومن ثم التهديدات الامريكية الاسرائيلية بالدخول بالحرب على سوريا ومساندة القوى المتطرفة ودعمها في كل الامكانيات في التسليح والدعم المالي واللوجستي في هذه الحرب على هذا البلد حتى وصلت الى توزيع القوات العسكرية للدول الكبرى في منطقة البحر الابيض المتوسط والتهيئة استعدادا لشن الحرب. والتي انتهت كلها من خلال موافقة الحكومة السورية على موضوع تدمير الاسلحة الكيمياوية السورية وما سمي وقتها الحفاظ على ماء الوجه للرئيس الامريكي باراك اوباما بعد تهديده ضرب سوريا او شن الحرب من قواعد الصواريخ عابرة القارات وعودته عن ذلك، ولكن الموقف الروسي ومن ثم المصري والايراني كان لهم الدور الحاسم في منع وقوع هذه الحرب، والبحث عن مخرج للإحراج الذي وقع به الرئيس الامريكي.
تلا ذلك موقف دول البريكس وعدد كبير من دول العالم وقد جاء بعد ذلك الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة وخطاب الشيخ حسن روحاني رئيس دولة ايران المنتخب قريبا بدلا من الرئيس السابق ( محمود احمد نجادي) الذي تعتبره امريكا والدول الغربية بالرئيس المتشدد.
وواضح ان انتخاب الشيخ روحاني جاء لضرورات سياسية ايرانية بحتة، من اهمها ملف إيران النووي وتطبيع العلاقات مع الدول الغربية وامريكا بشكل خاص، فليس صدفة في العلاقات الدولية ان يحدث تلفونا مفاجئ بين رئيسي دولتين لهما تراكم من العداء والخصومة اكثر من ثلاثين سنة بصورة معلنة، مهد الاتصال التلفوني السريع هذا الى لقاء وزيري الخارجية ، او هكذا بناء على رغبة قائدين او شخصين في دولتين تحكمهما مؤسسات رصينة ومعاهد تشكيل راي عملاقة ومن خلال تلفون بين الشخصين ومن ثم اجتماع بين وزيري خارجية الدولتين في نيويورك والذي لحقه الاتفاق في جنيف حول الملف النووي الايراني، وهو مؤشر الى تخفيف حدة التوتر بين الدولتين ، تبعه وصول إيران والخمسة زائد واحد والاتحاد الاوربي الى التقبيل وبوس اللحى في بروكسل والاعلان عن اتفاق ولكن بشروط لمباحثات استمرت اكثر من عقد، ومن ثم لحقه قيام بريطانيا بخطوة ابعد من خلال إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وقد رافق ذلك موقفا اسرائيليا شديد الرفض بدون ان يؤدي الى شيء، وقيام الدولة العبرية بعدة خطوات متزمتة ومن بينها الزيارة السريعة لرئيس وزراء اسرائيل الى موسكو وبدأ هبوب الرياح الباردة في علاقات الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة الامريكية . وعودة سريعة لمؤتمر الثماني الكبار في ايرلندا هذه السنة وما نجم عنها من موقف روسي وحيد متصلب للرئيس الروسي فلايمير بوتين، بحيث اطلق عليه مؤتمر سبعة زائد واحد.
وجاء الخرق الاكبر في الحالة السياسية في المنطقة برمتها من خلال فشل المشروع الإخواني في مصر وتمكن الشعب المصري من وضع حد له في المنطقة العربية بكاملها والذي تبعه تكشفت بعض الحقائق والاورق الخفية عن العلاقة التي تربط الاخوان المسلمين بالسياسة الامريكية، وعودة الدفيء للعلاقات المصرية الروسية من خلال زيارة هامة لزعيم الدبلوماسية الروسية وزير الخارجية ومعه وزير الدفاع الروسي للقاهرة والتي تعادل زيارة رئيس دولة.
ومن ثم اطلاق ايدي الحكومة السورية بملاحقة العناصر الارهابية فيها من مدينة الى اخرى ومن حي الى آخر في دمشق وحما وحلب، وتراجع الدور القطري والتركي في سوريا من خلال وقف دعم هاتين الدولتين للقوى المتطرفة في سوريا، هذا اولا ومن ثم إجبار الجميع وبدون شروط كما كانت تلوح المعارضة السورية التوجه الى جنيف بعد جهود روسية كبيرة جدا سواء التي قام بها الرئيس الروسي او وزير خارجيته سركي لافروف او نوابه بكدانوف وكاتيلوف، هذا الحراك كله وما دار من ترتيبات سرية وتوافقات دولية سوف يوصل محمولا الى جنيف 2
ان عدد كبير من الدول سوف يشارك في هذا المؤتمر الدولي الهام، وهي الدول المشاركة في جنيف الاول، ودول البريكس، والهند والبرازيل ومعظم الدول العربية قطر والسعودية والامارات العربية ومصر والدول المحيطة بسوريا الاردن ولبنان والعراق وحتى دولة عمان البعيدة تماما عن سوريا ولا يكاد يلحظ لها دورا معينا في هذه الحرب غير اللقطات السريعة عن ايصال الرسائل بين ايران والولايات المتحدة الامريكية بين الحين والاخر والاتحاد الاوربي ودولة جنوب افريقيا، حتى وصل العدد الى ثلاثين دولة ومنظمة عالمية.
. من كل هذا يمكننا بناء الاستنتاجات التالية.
اولا عدم قدرة الدول العربية او دول الشرق على حل مشاكلها بنفسها ويعني ذلك ان هذه الشعوب تحتاج الى من يدعمها ويساعدها في بناء نفسها ووضع صيغ معينة بالعلاقات فيما بينها.
ثانيا فشل المشروع الاسلامي السياسي المتطرف (الذي كانت تسعى له كل من تركيا بقيادة الاخوان و السعودية وقطر السلفية) وفشل هذا المشروع بالقتل والتكفير والتطرف بناء دول متحضرة تتناسب والتطور الحالي في العالم والمجتمع الدولي الحالي.
ثالثا وضع حد لدويلة قطر من فرض هيمنتها السياسية القريبة من المشروع الاسرائيلي في المنطقة . ومشروعها الاقتصادي المتمثل بمد انبوب الوقود الازرق الى اوروبا من خلال سوريا والتمهيد لذلك من خلال تسليم سوريا الى القوى المتطرفة المدعومة من قبلها بالمال والسلاح.
رابعا فسح المجال امام او اعطاء فرصة للدولة الفارسية في تحقيق اهدافها ليس من خلال مشروعها النووي وحسب، بقدر ما من خلال توسيع مشاركتها في توزيع المصالح الاقتصادية والسياسية، والذي سوف يتبعه سباقا للتسلح في كل المجالات وخاصة الاسلحة النووية في المنطقة ، ودعم ماكنة صناعة الاسلحة في الولايات المتحدة واوروبا.
و يبقى السؤال الاكبر، والاستنتاج الاهم، هل هذه هي الاهداف وهل هذا هو فقط جدول العمل لمؤتمر جنيف2 ، الذي سوف يحضره رؤساء اكثر من ثلاثين منظمة عالمية ووزراء خارجية معظم الدول المهمة في العالم؟
الذي اراه من خلال دراستي لأهمية الاحداث وما خلفته سياسة الثلاثي (بوش ووزيرة خارجيته هيلاري كلنتون ورامسفيلد وزير الدفاع المعروف بمواقفه المتشددة) والذي يرمز لهذه السياسة من خلال مفهومي (الفوضى الخلاقة ومشروع الحرب الاستباقية). انه مؤتمر إعادة ترتيب كامل أوراق المنطقة الشرق الاوسطية. ومن اولها إعادة النظر في( معاهدة سايكس بيكو) التي اعقبت الحرب العالمية الاولى ومانتج عنها من ترتيب للخريطة السياسية والاقتصادية لهذه المنطقة آنذاك، من جديد ولكن كيف ؟
معروفا ان توزيع المنطقة بعد سايكس بيكو 1915 جاء بناءا على رأي المنتصرين اولا وبني على اساس مفهوم الدولة القومية الذي فرض نفسه في اوروبا منذ نهاية القرن التاسع عشر وسيادة الافكار القومية ولذلك انبعثت الدول العربية والدولة الفارسية والتركية ولم تستطع القومية الكردية والقومية البلوشية من استنشاق رياح الدولة وجرى توزيعهم بصورة مجحفة على الدول المحيطة .
ان هذا المؤتمر سوف يدرس ترتيب اساس المنطقة بكامله وسوف يتدارس ان لم يكن قد انتهى من وضع اساس ينطلق من المعاهدة المارة الذكر مع تعديلات على اساس الحالة الاثنية والطائفية والقومية وليس العامل الاخير الذي بينت عليه سايكس بيكو الاولى، مع الاخذ بعين الاعتبار الجوانب الاقتصادية، وسوف نشهد بدايات ووعود لانبعاث الدولتين الكردية والبلوشية ،ووضع خطة لتوزيع للاجئين الفلسطينيين الذين يشكلون قلقا للدول التي يتواجد فيها هؤلاء اولا ومن ثم لدولة إسرائيل ، وبنفس الوقت حجر عثرة في تطبيع العلاقات بين هذه الدولة العبرية وجيرانها من العرب والمسلمين، وكذلك الاخذ بعين الاعتبار التوزيع الاثني بين الشرائح الدينية الموجودة في المنطقة إسلاميا ومسيحيا ويهوديا ومن ثم الدخول بالعمق الاكثر حساسية العمق الطائفي( الشيعي السني).
وبالتأكيد سيكون الهدف الآني هو ترتيب وضع سوريا، وما لحق بها من ضرر سياسي واقتصادي ولكن ما اهمية حضور مندوبي الدول العربية المختلفة في هذا المؤتمر ، ان من المؤكد ان الفريق المفاوض السوري والروسي سوف يطرحان موضوع إعادة إعمار ما خربه الارهاب المسوق من الدول الشقيقة والمحيطة بالشعب السوري الذي كان ضحية لهذا الارهاب الاعمى لذلك اقتضى الحال لدعوة هذه الدول المتخمة بمال النفط لا اكثر ولا اقل.



#عبد_فيصل_السهلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لدي حلم
- نقاشا على (عالم القطب الواحد وشعوبنا)
- العالم بالقطب الواحد وشعوبنا الى اين؟
- هل تعلم الحكام العرب من التاريخ . التجربة مع العراق
- الفساد في العراق ، فساد المفوضية المستقلة للانتخابات في العر ...
- منظمات المجتمع المدني وتكريم العراقيات المبدعات عبير السهلان ...
- من يجب ان يستقيل اولا وزير الداخلية ام رئيس الوزراء
- رئيس وزراء التسوية حكومة تسوية
- رسالة الى زعماء العملية السياسية في بغداد
- مؤتمر الشعب العرااقي الانتخابات الوطنية
- الانتخابات البرلمانية مسؤولية وطنية أم انتهاز فرص
- رسائل عيد رمضان
- خطوات في الزمن الصاعد ضوء في طريق التيار الديمقراطي
- بيان لقوى ديمقراطية
- نبوءة فريدمان زيارة دي كشيني للعراق
- مرة أخرى يفرض العراقيون إرادتهم
- بطل من بلادي علي خليل (ابو ماجد)
- فشل الاحزاب الاسلامية فشل بامتياز
- تيار الوسط الديمقراطي الخاسر الوحيد في مؤتمر اربيل
- من يتحدى من


المزيد.....




- اصطدمت بسيارة أخرى وواجهته بلكمات.. شاهد ما فعلته سيدة للص س ...
- بوتين يوعز بإجراء تدريبات للقوات النووية
- لأول مرة.. دراجات وطنية من طراز Aurus ترافق موكب بوتين خلال ...
- شخصيات سياسية وإعلامية لبنانية: العرب عموما ينتظرون من الرئي ...
- بطريرك موسكو وعموم روسيا يقيم صلاة شكر بمناسبة تنصيب بوتين
- الحكومة الروسية تقدم استقالتها للرئيس بوتين
- تايلاند.. اكتشاف ثعبان لم يسبق له مثيل
- روسيا.. عقدان من التحولات والنمو
- -حماس-: اقتحام معبر رفح جريمة تؤكد نية إسرائيل تعطيل جهود ال ...
- مراسلنا: مقتل 14 فلسطينيا باستهداف إسرائيلي لمنزلين بمنطقة ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد فيصل السهلاني - مؤتمر جنيف الثاني- معاهدة اوباما -بوتين