أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد فيصل السهلاني - العالم بالقطب الواحد وشعوبنا الى اين؟















المزيد.....


العالم بالقطب الواحد وشعوبنا الى اين؟


عبد فيصل السهلاني

الحوار المتمدن-العدد: 3725 - 2012 / 5 / 12 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العالم بالقطب الواحد وشعوبنا
الى اين؟
نبذة تأريخية :-
الاحداث العاصفة التي جرت والتي لا زالت تجري رحاها في المنطقة العربية ،وبالتأكيد ستتمدد الى منطقة الشرق الاوسط بكاملها ، تأريخية بكل معنى الكلمة ، زلزال عميق ،لربما يشبه الثورة الفرنسية في نهاية القرن السابع عشر، شمل كل الانظمة التي كانت تحكم تحت مسمى (الجمهوريات الوطنية) والتي جاءت عبر انقلابات قام بها ضباط أحرارا، حاز هؤلاء الضباط الاحرار ومن خلالهم حصلت هذه الانقلابات على تأييد جماهيري كبير،سميت في وقتها ثورات شعبية ، يعود سبب هذا التأييد الى نوع العلاقة التي كانت تربط الانظمة الملكية السابقة والتي سميت بالانظمة البائدة ، بحكومات الدول الاستعمارية الغربية آنذاك ، حيث كانت علاقة تبعية اكثر منها علاقة قائمة على اساس المصالح الوطنية والمسؤولية الوطنية العليا تجاه شعوب البلدان المتحررة وليس حتى على مبدا المصالح المتبادلة بل ان اغلبها حدث من خلال الانتصارات التي حققتها هذه الحكومات المستعمرة في الحربين العالمية الاولى والثانية. من جهة ومن جهة أخرى للحراك اليساري الذي كان يحرض عليه الاتحاد السوفيتي ويدعو اليه من خلال نشاط القوى الاشتراكية والقوى القومية التي إستطاعت تحريك الجماهير من خلال شعارات التحرر الوطني والقومي التي كانت تدعوللتخلصمن تبعية الاستعمار والقوى الغربية الغاشمة التي قامت بنهب ثروات هذه الشعوب وفرضت عليها وصاية غير نزيهة ، وحاولت بل عملت بقوة على تذكير هذه الشعوب بصورة دائمة بعدم قدرتها على إدارة نفسها بنفسها، اي ان العلاقات هذه كانت علاقات ناقصة وحتى خالية من المعايير الانسانية الحقيقة ، فلو ان هذه الحكومات وهذه الشعوب قدمت مساعدتها هذه المزعومة من خلال نوايا سليمة وطيبة وانسانية لما تشكلت هذه النزعات المعادية لها واستطاعت بقوة وحتى بقسوة طردها من اراضيها، وبعد ذلك نشأت علاقات غير ودية بين حكوماتهااولا ومن ثم بين شعوب الدول المستعمرة والدول المتحررة حديثا.
من هذه المقدمة السريعة جدا يستنتج المرأ إن النظام الدولي الذي أقامته الدول المنتصرة بالحربين العالمية الاولى والثانية لم يكن نظاما إنسانيا عادلا ولا تحكمه العلاقات الدولية والانسانية الحقيقية ، فكل ما نجم عنه لم يكن إنسانيا قط، بل نظاما مع الاسف الشديد قام على أساس إضطهاد شعوب الدول المستعمرة ونهب ثرواتها لصالح شعوب أخرى تحت إدعاء مساعدة هذه الشعوب ورفع مستواها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، اي إنها بصدق حقيقي فرضت شكل من العلاقات أدى وسوف يبقى يؤدي الى شعور الشعوب التي رزخت تحت نير الاستعمار والعلاقات غير الانسانية ، بالغبن الطويل وحتى الشعور بالدونية ،وحسب ماتوصل اليه علماء النفس ( فإن من السهولة أن ينسى الظالم ظلمه ولكن يستحيل إزالة مشاعر الغبن والظلم من نفسية المظلومين). ولهذا أرى ان ثلثين العالم الان يرزخ تحت هذا الشعور وهذه الاشكال من المهانة ، التي سببتها أجيال أوربا الغربية السابقة ضد شعوب هذه البلدان . قبل اكثر من ثلاث سنوات نزل في شوارع بيروت عدد من شباب شعوب اوربا الغربية ،وهم يرفعون شعارات يطلبون بها (الاعتذار عن سلوك حكوماتهم خلال فترة الاستعمار)، وهذا يدلل على ما ذهبت اليه في هذه المقدمة ، اي إستمرار الشعوب بالمظلومية وكذلك إعتراف الاجيال الجديدة في دول الاستعمار بظلم الانسانية، فما بالك بالشعوب المظلومة نفسها.
العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية:-
كل الانظمة الجمهورية والملكية التي تاسست بعد الحرب العالمية ِالثانية جاء أغلبها كرد فعل للحالة التي نشأت بسبب سلوك الدول المستعمرة أومفروضة من الخارج أو مساندة من الدول المستعمرة . واهدافها الاستراتيجية لم تكن منبعثة من عمق الاوساط الشعبية او من خلال الثقافة والتاريخ الوطني لهذه المجتمعات . صحيح ان اوربا نفسها هي التي انتجت ما يعمل به البعض الآن من لوائح حق الشعوب في تقرير مصيرها وحقوق الانسان وحق المساواة بين الجنسين المرأة والرجل وغيرها من اللوائح والتشريعات الدولية الراقية التي تسود العالم الان، والتي ربما جاءت او تطورت بسبب صراعات حزبية ومجتمعية داخلية لهذه الدول اي إنها حاجة داخلية اولا، وليس حبا بشعوب الدول المتحررة جديدا من هذه التبعية الثقافية والاقتصادية. إن تمكن المجتمعات الغربية من الامساك بناصية التكنلوجيا وقدرتها على تحويل الطاقة الى حركة وما رافق الثورة التكنلوجية من تطورات هائلة وسريعة جدا وعدم قيام دول اوربا الغربية بالذات على مد يد العون الصادقة واكرر الصادقة الى شعوب البلدان النامية جعل الهوة تزداد بصورة كبيرة وسريعة بين المجتمعات التي يتكون منها مجتمعنا الارضي والكوني ، بحيث ان هنالك شعوب متخمة واخرى تتضوع جوعا، شعوب تنعم بكل انواع الترف وأخرى لازالت تشرب الماء الآسن ، شعوب تنعم بالامان واخرى تموت بسبب التفجيرات والحروب، والتي تدلل الابحاث لحد الان بأنه المجتمع الوحيد في هذا الكون او على الاقل في مجرتنا الارضية، مما دفع حكومات الدول الغربية الى استغلال وسائل جديدة للاستمرار في إستغلال الشعوب.
مرحلة القطبين :-
وفي زمن نظام القطبين الامريكي الغربي من جهة والاتحاد السوفيتي وحركة التحرر الوطني من جهة اخرى، هذه الحركات التي تمكنت من التخلص من الانظمة الاستعمارية السابقة التي كانت تقودها المملكة المتحدة ( بريطانيا) وفرنسا والمانيا ،حيث معروفا تخلي هذه الحكومات عن هذه التركة، واورثتها في بداية الستينات للولايات المتحدة الامريكية .
لقد قامت بهذه الانقلابات والثورات والجهود العظيمة لتخفيف الهيمنة الاستعمارية المهينة في هذه الدول، قوى إجتماعية إقتصادية نمت وتبلورت وذاقت مر الاهانة الاستعمارية، تمثلت في التيار القومي العربي وقوى وطنية محلية في كافة أرجاء المعمورة مثلت الطبقة الوسطى من المجتمع التي بدأت تنمو بصورة سريعة ومذهلة ممثلة لكل شرائح المجتمع ،بدأ من منطقة الشرق الاوسط حتى أفريقيا وأمريكا أللاتينية، بدون الانتباه الى من يمثل هذا التيار التحرري ، ومن مفارقات الصدف ان يتصدى لهذه المهمة في اكثر الاحيان الاقليات( التي ذاقت مر الاضطهادين الخارجي والداخلي) والاحزاب القومية في مرحلة كان العامل المحرك هو التخلص من الاستعمار والتبعية المهيمنة فلم ينتبه الناس آنذاك لموضوع الاقلية والاكثرية القومية او الاثنية) بل الهم الاكبر هو الخلاص من نير القوى المستعمرة التي لم تقدم البديل الصحيح للآلية وقوى التغيير هذه بل إنها سعت كما هو الان الى تسليم ملف التغيير الى قوى تتعارض وضرورات التحولات المطلوبة، مما جعلها ومن خلال فترات زمنية لابأس بها من التأثير في إتجاهات التطورات التأريخية وتجبر الزمن على الانحراف او التوقف عن التطور ، وهذا أدى الى خلق بيئة جديدة وعوامل إنتاج مجتمعية جديدة مرة أخرى تتخالف وتتعاكس مع ضرورات التطورات التاريخية الحديثة التي يمكن ان تسرع في وتيرة التطور والتقدم المجتمعي والاقتصادي ولعل واحد من اسبابها هو محاولة تصدير دول اوربا الحالية او حكوماتها ، أزمة وإنحراف وفساد حكوماتها الى الخارج وكلنا يعرف أزمة البطالة العنيفة التي تعيشها بلدان هذه الشعوب . مارست هذه الانظمة (المسماة انظمة وطنية)في البلدان المتحررة حديثا وسائل رديئة جدا في الحفاظ على السلطة من خلال استخدمها الاجهزة الامنية والقمع المستمروالبوليس السري سئ الصيت ، واستخدمت كل وسائل التآمر من أجل تغيير مسار التطور الاجتماعي في أوطانها. كما ان هذه الانظمة لم تتورع في إستخدام أبشع الوسائل للحفاظ على سلطتها . والذي اشهده من خلال نشاطي السياسي ان هذه الاحزاب المتسلطة بسبب قهرها وإرهابها للقوى المعارضة الطبيعية في تلك المرحلة من قوى وطنية منسجمة وخارجة من رحم المجتمع والضرورات التأريخية، مما أوصل الحال في المنطقة الى الوضع الحالي ، وبذلك نشأت هوة سحيقة بين الانظمة هذه والجماهير العريضة والواسعة إما بسبب طول فترة تسلطها دون الانتباه للمتغيرات في العالم من عولمة الى انتشار واسع للاعلام أو بسبب الصحوة لدى الاغلبية الواسعة من الشرائح الاقتصادية- الاجتماعية التي أبعدت عن ممارسة السلطة حيث حلت قوى إقتصادية _ إجتماعية غير منسجمة مع قوانين التطور الاجتماعي ولا مع التطور التاريخي في المجتمعات .وبذلك خلقت حالة جديدة من التعارض ليس فقط بين قطاعات المجتمع ولكن ايضا مع آليات التطور التأريخية الطبيعية .
الهبات الجماهيرية :-
في التطورات الاخيرة في المنطقة العربية لي رأي متواضع اطرحه للنقاش او الحوار . كما هو واضح ان للدول الغربية والولايات المتحدة الامريكية دور مهم في ماسمي الانتفاضات العربية ، بصورة مباشرة او غير مباشرة من خلال الاعلام الموجه او غير المباشر او من خلال حاجة الماكنة الغربية للتغيير في المنطقة لخلق حالات من الحروب والمعارك المحلية لاهداف غير إنسانية ولتحقيق الاهداف الاقتصادية. والملاحظة الثانية هو ان القوى السلفية والاسلامية بين المتطرفة والمعتدلة هي البديل للسيطرة على السلطة بهذه الدول ، علما ان كل هذه الاحزاب والقوى لها تاريخ طويل مشحون بالعداء للدول الغربية وامريكا، ولكن كل المؤشرات تشيرالى ان هنالك حالات من التناغم بين هذين النظامين الغربي والقوى التي إستفادت من هذه الانتفاضات والتي سيطرة على هذه الانظمة او التي مهد لها الطريق لملئ الفراغ او الاستحواذ على حركة الجماهير التي جميعها ذاقت مر الانظمة الجاثمة على صدر الشعوب سنوات طويلة تحت شعارات الوحدة العربية والقضية المركزية . ربما الامر ينطوي على مبدأ رد الجميل ، حيث لعبت القوى الاسلامية وعلى رأسها الوهابية في السعودية دورا مهما عندما التقت مصالحهم مع المصالح الامريكية في الحرب في افغانستان ضد الاتحاد السوفيتي لذلك تبرعت القوى الوهابية في السعودية بالرجال والمال كما يقال والولايات المتحدة بالسلاح والاليات، وعقدت اتفاقات بين الطرفين الولايات المتحدة من خلال الادارة وجهاز المخابرات والقوات المسلحة الامريكية وقيادات هذه الاحزاب السلفية والاسلامية .
الصراع الحالي الان في المنطقة بدأ أكثر وضوحا في الاهداف والنوايا . وواضح جدا أن القوى الغربية ومعها الولايات المتحدة الامريكية والطابور الخامس العربي ممثلا بدولة قطر ومن بعيد المملكة العربية السعودية ،إنهما يريدون ان يجرا المنطقة الى صراع طائفي مذهبي اولا ،ومن ثم القوى اليمينية في الولايات المتحدة الامريكية واوربا الغربية تريد ان تصل الى هدف الحرب الدينية المقدسة حسب ما منصوص عليه في الكتب السماوية التي بدأت النخب الحاكمة في هذه المجتمعات فى العودة إليها. لقد تناقلت التقارير السرية والاعلامية والكثير من البحوث وفي المقدمة منها بحوث كسنجر ومراكز البحوث في هذه البلدان ومذكرات بعض الزعماء ومنها شعوذة ودجل الرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش وإدعائه بأنه ممثل النبي يسوع أو إختاره الله في هذه المرحلة ليقود العالم . واضح جدا ان حسب مايقال ( ان هنالك أحداثا تخلقها أمريكا وأحداث تنشأ تلقائيا ولكن امريكاتتعامل معها لمصالحها الدولية والاقتصادية .......الخ) ، الاحداث العاصفة وما ترتب عليها من نتائج تشير الى ان الوجهة العلنية تسليم الانظمة الحاكمة الى التيار الاسلامي المعتدل والسلفي كما الحال في تونس ومصر وليبيا ولكن الواقع يشير الى إن التيار المتطرف هو الاوفر حضا في القفز الى السلطة من خلال دعم ومساندة وتحرك الفاعل الصغير في المنطقة دولة قطر . فتشير كل التقارير الى عقد إتفاق بين المؤسسة الحاكمة ( آل ثاني أميرا ورئيس وزراء) وقوى القاعدة في المنطقة ، ولكن السؤال المهم ومن خلال السلوك والدور الذي يلعبه النظام القطري خلال المراحل السابقة فهو نظام قام بالاساس على قاعدة الغدر في اقرب الناس عندما إستولى الامير الحالي على السلطة في قطر عبر إتهام والده بالجنون وإبعاده الى تركيا وسلب السلطنة من أشقائه الاكبر من خلال التحالف بين الامير وزوجته الحالية (موزة) ورئيس الوزراء ووزير الخارجية (بن ثاني) ، السؤال هل ان هذا ألفريق الحاكم ومن خلفه العائلة السعودية يقوم بدور مكلف به من قبل قوى اكثر مصلحة وقدرة على إستخدام هذه الملفات وتسخيرها لاهداف ابعد ؟ أو أنه دورا قطريا ذاتيا يهدف ايضا الى إبعاد التهمة عنه ومنع التطورات الحاصلة بالمنطقة من العصف بنظامهم التسلطي ؟وهنا اضع هدفين سوف توصل هذه الاحداث لها :-
الاول:- هو تطبيع وتهذيب قوى القاعدة الاسلامية المتطرفة لكبح تطرفها وتهيأتها لادارة السلطات في البلدان الاسلامية ، وكسب ودها بالاخير.
الثاني :- التهيأة لما يسمى الحرب الدينية المقدسة الذي يدعوا اليه اليمين المسيحي الذي يدب بالسيطرة على السلطة في الدول الاوربية والولايات المتحدة الامريكية بالتدريج والهدوء الكامل
ثالثا:- الهدف الاكثر واقعية إحتمال التحقيق هو خدمة الماكنة الاقتصادية الغربية والامريكية من خلال نشوب حروب محدودة في المنطقة بين القوى التي سوف تسيطر على السلطات في المنطقة والتي تختلف في فلسفاتها لادارة الحكم ،حروب طائفية محدودة جدا، وحروب عرقية قومية بين مكونات المجتمع في المنطقة،رغم محدوديتها ولكنها سوف تستهلك الكثير من الاسلحة والسكراب من ترسانة اسلحة الناتو، لتحقيق هدف بيع الاسلحة وتشغيل مصانع السلاح في هذه الدول وخلق فرص عمل لمجتمعاتها لتجاوز ازمة إقتصادية محدقة باقتصادات هذه الدول، وإبقاء المنطقة في حالة من التردي والتراجع المستمر والمستدام وتركها تغرق بنزيف دم لكي تبقى رئة دائمة لتنفس هذه البلدان وتجنيبها الازمات الاقتصادية والاجتماعية .
كل الانتفاضات التي جرت في المنطقة فجرتها قوى ليبرالية ووطنية وتجمعات شبايبة ،أما الذي قفز الى صدارة الحكم والقرار فهو القوى الاسلامية السلفية لا بل المتطرفة منها وبذلك تحول الربيع بصورة سريعة الى خريف سوف يلهب المنطقة الى فترة طويلة في معارك ونزاعات صغيرة. وهنا سؤال مهم لماذا مارست الدول الغربية والولايات المتحدة هذه السياسة؟
اولا:- المطالبة بالطاقة النووية :-
ليس خافيا ان حلفاء الدول الغربية من الانظمة العربية وعلى راسها نظام حسني مبارك وزين العابدين بن علي والامارات العربية، وحتى الملك العبد الثاني ، كانوا قد طالبو في خطاباتهم الاخيرة قبل هذا الخريف طالبوا بالاستفادة من استخدامات الوقود النووي لإنتاج الطاقة الكهربائية. ولعلنا نتحدث بهذا الموضوع ونناقشه بصورة علمية صادقة غير منحازة ونعتمد الوثائقية ،
لم يجف بعد حبر خطاب مبارك عندما طالب بالحصول على هذه التقنية او في وقتها الوقود النووي للحصول على الطاقة الكهربائية ،ونفس الامر مع القذافي . لم تندثر بعد الذاكرة حول تغيير نظام شاه إيران الخادم المخلص للولايات المتحدة وبريطانيا العظمى عندما نوى فقط شراء أسلحة من جيكوسلوفاكيا. ان الامر لايقصد منه إيران بل مصدر الاسلحة وتحريك إقتصاد هذه الدول مثل الجيك او كوريا الشمالية أو روسيا،أثناء فترة الحرب الباردة، ولولا ان جنوب أفريقيا قد أدركت اللعبة من اليوم الاول لظل نظام الابرتايد الى هذه اللحظة مستمرا ومسيطرا على شعب جنوب افريقيا، غير أن ماديبا نلسون مانديلا ادرك هذه المعادلة وتعامل معها بكل ذكاء. ان بيع الاسلحة للدول( الهملانة النامية) لخلق بؤر حرب ومعارك محدودة فيما بينها ،هو مجال عظيم لتشغيل الالة الامريكية والغربية ، وكلنا يعرف أن أي سياسي في البلدان الغربية والولايات المتحدة ،لم يتمكن من الفوز بالانتخابات إذا لم يخفض نسبة البطالة في بلده ، فكيف يمكن ان تخفض البطالة ويجري غلق مصانع الاسلحة او إختفاءها، او صحوة الدول( الهملانة) التي تشتري هذه الاسلحة لتقتل شعوب بعضها البعض بالنيابة . إن خطاب جورج دبليو بوش حول نظرية ( الحرب الاستباقية) وعلى ما يبدوا ان شعار الحرب الاستباقية لم تقتصر فقط على غزو دول العالم عبر الآلة العسكرية بل ايضا عبر العملية الاقتصادية او عبر تصدير موضوع البطالة وخلق فرص عمل لدولهم على حساب المساكين من شعوب الدول (الهملانة) التي لم ولن تمتلك خطة ستراتيجية لمعالجة ملفاتها المتراكمة وليس عبر ردود الافعال . ان شعوب الدول( الهملانة) هذه بحاجة الى قادة بقامات وهامات عالية وذات نظرة ستراتيجية تتجاوز المصلحة الشخصية المحدودة والحزب والطائفة والدين بل النظر للعالم بكامله بنفس العين . لا نريد ان نذهب بعيدا ، ما الذي منع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها من دول الغرب المتوحش ان ينتصر في أزمة سوريا اعوام 80 و81 وعندما دكت حلب بالمدفعية من قبل رفعت الاسد وسرايا الدفاع دكا . الان تخرج علينا الجزيرة والشيخ المكرش حمد بن ثاني ( عذرا حما) . أن العالم بحاجة الى مصارحة حقيقية ،(إن الانسان اين ما كان هو إنسان )، اسودا أم أصفر، أبيضا أم أسمر . كلنا شركاء في هذه الارض ، وجميعنا لنا نفس الحقوق وبالاخير علينا ايضا نفس الواجبات تجاه ارضنا وإنسانيتنا ألتي يجب أن نحافظ عليها. هل نحن الان بحاجة الى عظام مثل غاندي ومثل نلسن ماندلا وهؤلاء الكبار(ألآباء) الذين تجاوز عقلهم وتفكيرهم ليس فقط مصالحهم الشخصية والحزبية والوطنية بل تعدى ذلك الى العالم والانسانية والتاريخ حتى. نحن مع الاسف أمام مشهد، كل القيادات لاترى ابعد من ارنبة انفها وليس فقط غير الفوز بالانتخابات هنا او هناك.
ثانيا:- دمقرطة انظمة الحكم في الكرة الارضية :- هل حقا ان المتغيرات الاخيرة تقود الى أنظمة ديمقراطية ،وتقضي بصورة كاملة على القمع المنظم من قبل الاجهزة الامنية للسلطات الحاكمة المستبدة في شعوبها ويصبح حكم الشعب للشعب وتصبح القرارات ملكا للشعوب وصولا الى الحكم العادل الرشيد في كرتنا الارضية بصورة حقيقية. وبعد ذلك اي من خلال هذه الانظمة الديمقراطية الحقيقية التي ترغب بها بلدان الغرب المتطور ان تحصل الشعوب على الطاقة النووية والتي سوف تستخدمها فعلا لخدمة إقتصاداتها وتطور مجتمعاتها وليس للتهديد بإستخدامها ضد المجتمعات والشعوب الاخرى. وبذلك نفني ارضنا بدلا من ان نطورها ونبنيها، كما تدعي الولايات المتحدة والغرب ألآن؟
إن الحروب التي نشاهدها هنا وهناك في افغانستان وفي البحر الاصفر والعراق وسوريا والصومال والباكستان ونمور التاميل وفي ايران وحتى التوترات الحدودية بين الدول ، في قتلها للبشر والاستخدام الهائل للاسلحة والتخريب المستمر للبيئة في موضوع سباق التسلح وغيرها من الانشطة الحربية ، اكثر من ضحايا وآلام حرب عالمية كبرى. إن نظرة إنسانية بسيطة لما يجري اليوم في العالم من رصد للاموال على سباق التسلح صناعة وشراءا يقضي بصورة كاملة على ظواهر الفقر والمرض التي تفتك بالناس في افريقيا او آسيا او أمريكا اللاتينية لسنوات طويلة.
من هذا كله نصل الى حقيقة ان الاحداث او ما سمي ربيع عربي عار عن الصحة ومبدأ الفوضى الخلاقة الذي تدعو اليه وزيرة الخارجية الامريكية كلنتون او مبدأ الرئيس الامريكي جورج بوش الابن ( الحرب الاستباقية)، كل ذلك لن يوصل الى انظمة ديمقراطية بل الى ضياع جديد ومرحلة من الجمود والتراجع الاقتصادي وبناء الدول التي تعاني من هذه الفوضى. وبذلك يفرض علينا ان وضع تصورات سياسية وبرامج للخروج من هذا التيه الجديد.



#عبد_فيصل_السهلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تعلم الحكام العرب من التاريخ . التجربة مع العراق
- الفساد في العراق ، فساد المفوضية المستقلة للانتخابات في العر ...
- منظمات المجتمع المدني وتكريم العراقيات المبدعات عبير السهلان ...
- من يجب ان يستقيل اولا وزير الداخلية ام رئيس الوزراء
- رئيس وزراء التسوية حكومة تسوية
- رسالة الى زعماء العملية السياسية في بغداد
- مؤتمر الشعب العرااقي الانتخابات الوطنية
- الانتخابات البرلمانية مسؤولية وطنية أم انتهاز فرص
- رسائل عيد رمضان
- خطوات في الزمن الصاعد ضوء في طريق التيار الديمقراطي
- بيان لقوى ديمقراطية
- نبوءة فريدمان زيارة دي كشيني للعراق
- مرة أخرى يفرض العراقيون إرادتهم
- بطل من بلادي علي خليل (ابو ماجد)
- فشل الاحزاب الاسلامية فشل بامتياز
- تيار الوسط الديمقراطي الخاسر الوحيد في مؤتمر اربيل
- من يتحدى من
- رسالتين
- رسالة الى اصداقاء
- رسالة للدكتورميثم الجنابي


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد فيصل السهلاني - العالم بالقطب الواحد وشعوبنا الى اين؟