أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلطان الرفاعي - الآلهة لا تستقيل---بل (تعتزم)














المزيد.....

الآلهة لا تستقيل---بل (تعتزم)


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1222 - 2005 / 6 / 8 - 10:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في اجتماع الآلهة، لا يجوز إعلان الاستقالة، فالإله الخالق، العليم، المرزوق، المنتقم، لا يمكن أبدا أن يتخلى عن خلائقه، فمن بعده سيقوم بعملية الخلق، ومن بعده سيجمع الغلال، ومن بعده سيبني القصور، والدور، ويعشق الحرائر والبدور، هل سمعتم في حياتكم أن أحد الآلهة قد استقال؟؟ أو تنازل عن عرشه، وهو الجبار القهار.

فرق كبير بين (يعتزم) و(يستقيل) فكلمة يعتزم تعني أنه يريد أن يرتاح قليلا، وأن يستعد لتولية أحد أبنائه مكانه، وأن ينصرف لكتابة مذكراته، وإجراء تعداد لأمواله، ونقل بعضها، واستثمار بعضها، وكل ذلك في خدمة الوطن.لأن هذا الوطن لا يكفيه فقط تواجد الإله على عرشه، بل عليه أن يفرح وينتظر أحد أبناء الإله العظيم.

أن يستقيل الإله، أعوذ بالله وبالبوش وبالبوتين. انه الكفر.



وغدا سيعتزم اله آخر التنازل عن عرشه!!!

وبعد غد سوف يعتزم اله آخر أضناه العمر والشوق إلى القبر !!!!!!!!

الآلهة لا تستقيل، الآلهة تعتزم التنازل؟؟؟؟؟؟؟؟



إذا ما أراد الإله أن يكون صادقا مع نفسه يوما ما، عليه أن يكف عن (التمثيل) في حياته. ولكن كي يتمكن من ذلك يجب أن يعي الدور الذي انتقاه لنفسه. لقد قيل إن كلا من الآلهة يسير في رياض سمائه، تتقدمه(لافتة) كُتب عليها ما يقدمه للشعب ، وما قدمه، وعلى أساس تلك اللافتة يُعامل. ما هو عجيب في الأمر، أن المواطنين البشر يحسنون قراءة (لافتات الآلهة) والتي هم بجلالة قدرهم يكونون غير واعين تماما لما كُتب عليها.



الآلهة تحاول إخفاء ذلك لأنها تخشى إدخال المواطنين إلى حقيقة ما هي عليه، لأن الآلهة ساعتها تفقد القدرة على (التمثيل)، فكأنهم وقتها قد خلعوا البرقع الذي يغطي حقيقة ذواتهم ويعريهم مما يؤمن لهم طمس مخاوفهم وإخفاء ضعفهم وقلقهم.





يمر الإله، من وقت إلى وقت، في شعور بالوحشة والعزلة؛ انه فراغ مؤلم من الداخل، يتحول إلى سجن لا يطاق. فهو يحس بغربة عن الآخرين، عزلة عن الجماعة، في وحدة موحشة. وهذه الوحشة، ككل ألم، تركز انتباه الإله على ذاته.



إن فراغ وحشة الآلهة لن يملأه سوى حب الشعب. والشعب يكره إلهه المتسلط، وبالتالي ينتقل الإله من وحشة إلى أخرى أشد مضاضة.

أيها الإله لن تشعر بأنك مهم إلى أن تشعر بحب شخص لك.

وعلى جميع الآلهة أن تتعلم تلك الحقيقة المخيفة التي تشير إلى أن مقدرات سمو الإله ليست كلها في يده، بل تبقى، إلى حد بعيد، رهن حب الشعب له، أو إحجامهم عن هذا الحب. أو كرههم ومقتهم لذلك الإله وأفعاله.



ماذا لو تركنا مصير الآلهة بيد الشعب؟



هل تستطيع الآلهة أن تكتب بصدق ما فعلته بشعوبها؟



لنتخيل ذلك الإله واقفا أمام آلة كشف الكذب، لأنه من المستحيل أن يقبل الوقوف في الحضرة الإلهية، فهو مساو لإله، إن لم يكن يفوقه، في كثير من الأمور الشنيعة.



الآلة: أيها الإله المعظم، أنت تتكلم دائما عن القمع والبطش والتعذيب. لماذا لا تتكلم عن شيء آخر.

الإله المعظم: لأنه لا وجود لشيء آخر سوى القمع ---القمع--- القمع---




#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وتوكلت على الله--وقررت بأن أركب الشعب-----من الآن الى يوم ال ...
- آخر فرسان القومية العربية؟؟؟؟؟؟
- الأثنين 30-آيار-السادسة مساء-بوابة الصالحية---لا تنسوا اصطحا ...
- وصل القمع إلى حد أن عصابة الأخوان المسلمين استنكرته!!؟؟قدرنا ...
- تنبيه الأمة وتنزيه الملة-------لشيخ الاسلام محمد حسين الغروي ...
- Mission impossible---------مهمة مستحيلة
- انهضيييييييييييييييييييييييي1--------------------الليبراليون ...
- عزيزي الدكتاتور---اهتم بالقطنيات بعد اليوم!!!!!!!!!!!!!!!!!! ...
- تعابير انسانية-----أعدمها حكم الحزب الواحد---المساواة1
- حرام عليكم---كله أكل عيش يا شباب!!!!!!!!!
- ما يطلبه المواطنون-------------!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
- الاخوان المسلمون --------لماذا تعادون السلطة وتغضبون ربكم؟؟
- اقتراح عيد----يوم الرقيب الأمني العربي!!!!!
- -------الامبراطور بوشام الثاني يستعد لغزو وادي بردى
- أم المتسكعين---------------------ج2
- من أم المؤمنين---الى أم المتسكعين---والله أعلم
- ستار--آكاديمي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
- جرمانا مدينة سورية---تشرب من الصهاريج---وتختصر قصة فساد دولة ...
- لا يمكن للبعض أن يتحملوا التفكير بإنسان لامع------- لأنهم يش ...
- نبيل فياض : ضع الوطن ---بين عينيك---وفي قلبك--


المزيد.....




- أفغانستان بعد أربع سنوات من استيلاء حركة طالبان على السلطة
- 31 دولة عربية وإسلامية تدين تصريحات نتنياهو وخطة الاحتلال ال ...
- وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية يدينون تصريحات نتنياهو و ...
- -إسرائيل الكبرى-.. 31 دولة عربية وإسلامية تصدر بيانا مشتركا ...
- فلسطين تحذر من هجمة إسرائيلية -غير مسبوقة- على الكنائس
- حركة طالبان الأفغانية تحيي الذكرى الرابعة لاستيلائها على الس ...
- 31 دولة عربية وإسلامية تهاجم تصريحات نتنياهو وخطط الاستيطان ...
- في ذكرى السيطرة على أفغانستان.. زعيم طالبان يُحذّر من أن الل ...
- الرئاسية العليا: الاحتلال يستهدف الكنيسة الأرثوذكسية في القد ...
- إسلاميون أجانب يطالبون الدولة السورية بمنحهم الجنسية


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلطان الرفاعي - الآلهة لا تستقيل---بل (تعتزم)