-------الامبراطور بوشام الثاني يستعد لغزو وادي بردى

سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1195 - 2005 / 5 / 12 - 11:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يحكى أن الملك بوشام الثاني ، وصفت له أرض من التخوم العربية ، بحسن المنظر وطيب الهواء وكثرة البساتين ، ووصف له أهل تلك البلاد بعظم الجسوم وشجاعة النفوس وحب لأوطان فشرهت نفس بوشام الى تملك تلك الأرض ، فسأل عن ملكها ،وعن أهلها ------------
قال:
فجمع بوشام الثاني وزراءه وقواده وأعلمهم أن نفسه تائقة الى تملك تلك الأرض -------- وعرفهم صفات أهل تلك الأرض ، ومحبتهم لأوطانهم----------- ونبل أخلاقهم. فاجتمع رأيهم على أن ينتدب لاستفساد أهل تلك الديرة رجالا يحسنون نصب الدعوات وخراب الدول .

قال:

فاخترع لهم جمعا وفكرا يحذون عليه----------------- فامتثلوا لما أمرهم به--------------- وتفرقوا في تلك المملكة وأعمل كل منهم قوته فيما انتدب له ------------- واحكموا امرهم في خمسين عاما!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! وبثوا الدعوة في تلك المدينة وغيرها من القرى والرساتيق والمعاقل والثغور ------------- واستمالوا قلوب الرعية ، ثم كتبوا بذلك الى بوشام ------------------ فاحضر رئيس أركانه وأمره بالتجهز اليها ------------ فلما أخذ ذلك الزنجي في الاعداد والحشد ----------- كتب الى ملك تلك البلاد عيونه يخبرونه بخروج الزنجي اليه .

ثم ظهر النفاق ببلاده وهمس الناس فيه ------------- فانتبه من غفلته----- وبحث عن الأمر ---------- فوقف على حقيقته، وشعر وقتها ----------أن الخطر الحقيقي قد حل بالبلاد منذ خمسين سنة وليس الآن-------------- وكان أمر مملكته يدور على عدة أشخاص .
فجمعهم الملك وأطلعهم على ما انتهى اليه من فساد البلاد وتجهيز جيوش بوشام الى جهتهم ----------- وامرهم بالنظر في ذلك وامعان التفكير فيه فجلسوا لادارة الرأي.

قال أحدهم:

الرأي أن يستصلح الملك رعيته فيملأ أيديها رغبات (وقلوبها آمالا) ويوفر لها العربات-------- والتي كانت حكرا على رجال البلاط. فان العدو اذا علم ذلك كان حريا به أن يجبن عن الاقدام ----------- وان اقدم لقيناه بكلمة مجتمعة وقلوب سليمة ..---

وقال آخر:

الرأي أن يضرب الملك بمن صلح من الرعية من فسد منها --------------حتى ترجع راغمة منقادة ------------ ثم نلقى عدونا بمن لا نخاف دغله-------------
قال الحكيم: هذا أنفع لعدوك من جيشه وأدعى الى طاعته من دعاته لأن نعلم أن رعيتنا لاتخلوا من عاقل محروم لم يمنعه من سل سيفه إلا الخوف ، وإذا فعل الملك ما أشرت به فقد أباح له سل سيفه ،وإذا سله لم يسله لنا وإنما يسله علينا ويتبعه الجمهور لما قد طبعوا عليه من التعصب للضعفاء



وقال الثالث: الرأي أن يطلب الملك تعيين من فسدت طاعته من الجواسيس ----------- فإذا تعينوا عوملوا بما تقتضيه أحوالهم من قلة أو كثرة
. قال الحكيم : إن البحث الآن عن هذا خطر لأنه لابدأن يفطن له -------- وإذا فطن --------- خاف المريب فحذر ، ثم لايخلو أمره بعد ذلك من حالين : إما أن يتحرك الى جهة عدونا فيعتمده بالنصائح والدلالة بالعورات ، ثم يقاتل معه على بصيرة ليست للعدو لأنه يطلب العود الى وطنه وأهله وماله --------- وأما أن لا ينفصل عنا ولايرهبنا بل يكاشفنا بالعداوة --------ويكثر علينا باشكاله من الرعية فينصرونه علينا --------------- وإن لم يكونوا على مثل رأيه لأن في الرعية من أحقده الحرمان ومن أحقده القمع ----------- وجمهور الرعية يتعصبون على الأجناد------------ لأنهم لم يعدموا منهم أذى وقمع ، فإن سومحوا أفسدوا المملكة ...

قال رابع : إن الرعية قليلة النظر في العواقب غير متحفظة من المعاطب --------وقد دب فيها سم الفساد ------------ ومكاشفتها الآن خطر والظفر بها وهن في الملك ----------------- والعدو قوي الطمع شديد الحرص مستشعر بالظفر ولايرضيه إلا الغلب ------------- ولا مندوح لنا عن محاربته --------------- فأن رأي الملك أن يصرف همته أولا الى الاستظهار باتخاذ معقل حريص ------------- يأمن فيه على أهله وخاصته وذخائره ...

فسر الملك برأي ذلك الوزير ووقع اجماعهم على ترجيحه ، ثم ركب الملك في خاصته وحماته حتى أتى ذلك المعقل ...

#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات