أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلطان الرفاعي - الانفجار العظيم ---بين الالحاد والدين














المزيد.....

الانفجار العظيم ---بين الالحاد والدين


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1187 - 2005 / 5 / 4 - 09:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الملحد: فيما مضى وجدت فكرة الآ لهة لكي يستعان بها على تفسير كل أشكال الظواهر الفيزيائية ، كالريح والمطر وحركة الكواكب . وحين تقدم العلم ، تبين أن العوامل فوق الطبيعيعة (الخارقة) هي افتراضات زائدة لتفسير الحوادث الطبيعية . فلماذا تلحون على الاستشهاد بآلهة لتفجير الانفجار العظيم.

المؤمن: ان علمك غير قادر على تفسير كل شيء فالكون مليء بالاسرار ، وحتى أكثر البيولوجيين تفاؤلا ، على سبيل المثال، يسلمون بأنهم حائرون أمام أصل الحياة.

الملحد: أتفق معك على أن العلم لم يفسر كل شيء ، ولكن هذا لا يعني أنه غير قادر على ذلك ،ولكن المؤمنين كانوا يتحينون الفرص دائما للتمسك بكل قضية لا يستطيع العلم تفسيرها في ذلك الزمن ، ويدَعون أن الههم لا يزال ضروريا لتفسيرها . على أن الههم أخذ يضمحل شأنه بعد ذلك مع تقدم العلم . لذلك يجب تعلم الدرس القائل: ان اله الفجوات هذا هو فرضية غير موثوقة . اذ ان هذه الفجوات التي تعطي مبررا للاله، تتناقص شيئا فشيئا مع أصل الحياة . وان كنت أسلم بفكرة أن أصل الكون مسألة يصعب تفسيرها . ولكن، اذا كنا قد وصلنا الآن الى مرحلة الفجوة الوحيدة الباقية، وهي كما يبدو الانفجار العظيم ، فمن غير المرضي أبدا اللجوء الى مفهوم كائن فوق طبيعي سبق أن أُزيح عن مكان آخر كان يحجم هذا الخندق الأخير.

المؤمن: لا أدري لماذا . فحتى لو رفضت فكرة أن الاله يمكن أن يؤثر مباشرة في العالم الفيزيائي فور خلقه ، فان مسألة المنشأ الأول لهذا العالم لم تندرج في فئة مختلفة كليا عن مسألة تفسير الظواهر الطبيعية بعد أن يكون قد وجد.

الملحد: ولكن، ما لم يكن لديك أسباب أخرى تدعوك للاعتقاد بوجود اله، فمجرد تصريحك بأن ( الاله خلق العالم) يعني أن الاله وجد
لهذا الغرض فحسب، فتصريحك ليس تفسيرا على الاطلاق ، بل ان افادتك هذه، هي بالاصل خالية من المعنى فعلا ، لأنك تعًًرف الاله فحسب بأنه تلك القوة التي تخلق العالم. فهمي للامور لم يتقدم خطوة بهذه الوسيلة . بل هناك سر وحيد ( أصل الكون) فُسر بدلالة سر آخر ليس الا . وأنا باعتباري عالما ، أستعين بسيف أوكام الذي ينص على أن فرضية الاله يجب أن ترفض لأنها تعقيد غير ضروري .وختاما أكتفي بالسؤال : من خلق الاله؟

المؤمن: الاله لا يحتاج لخالق . -انه واجب الوجود- يجب أن يوجد . ولا خيار في الأمر .

الملحد: ولكن يمكنك أيضا أن تؤكد أن الكون ليس بحاجة الى خالق . فمهما كان المنطق المستخدم لتبرير ضرورة وجود الاله ، فانه يمكن أن يطبق ، وبالقوة نفسها ، بل مع مزيد من كسب البساطة على الكون نفسه . ( أي دون فروض زائدة ، لا نفع فيها . وهذا ما قصده الفيلسوف غيوم أوف أوكام بضرورة التخلص من كل فرض زائد لا نفع فيه . )

المؤمن: من المؤكد أن العلماء يتبعون في أغلب الأحيان التفكير نفسه الذي أتبعه، لماذا يسقط الجسم؟ لأن الثقالة تؤثر فيه . ولماذا تؤثر فيه الثقالة؟ لأن هناك حقلا ثقاليا ؟ لماذا؟ لأن الزمكان منحن ، وهكذا يجري التفكير ، فتستعيضون عن وصف بآخر . والآخر أعمق ، ولكن الغرض منه هو تفسير الشيء الذي بدأت به ، وأعني سقوط الأجسام . فلماذا تعترض اذا عندما أتوسل باله . باعتباره تفسيرا أعمق للكون واكثر اقناعا؟؟؟؟؟؟؟؟

الملحد: ولكن الأمر مختلف هنا ، فأية نظرية علمية يجب أن تعني أكثر بكثير من الوقائع التي تحاول تفسيرها . والنظريات الجيدة تزودنا بصورة مبسطة عن الطبيعة ، اذ تثبت وجود روابط بين ظواهر كانت تبدو حتى الآن منفصلة . فنظرية نيوتن الثقالية مثلا ، برهنت وجود رابطة بين حركة المد والجزر في المحيطات وحركة القمر . أضف الى ذلك أن النظريات الجيدة تقنترح اختبارات حسية يمكن مشاهدتها . من ذلك ، التنبؤ بوجود ظواهر جديدة . وهي تزودنا أيضا بشروح آلية مفصلة تبين بكل دقة ، وبدلالة مفاهيم النظرية ، كيف تحدث فيها السيرورات الفيزيائية ذات الشأن . ففي حالة الثقالة، ارتبطت شدة الحقل الثقالي عبر مجموعة من المعادلات بطبيعة المصادر المتحاذية ، فهذه النظرية تعطيك آلية دقيقة واضحة لكيفية
عمل الاشياء . وعلى خلاف ذلك، فالاله الذي تنشده لتفسير الانفجار العظيم فحسب، سيفشل في المعايير الثلاثة كلها . وبدلا من أن تبسَط فرضية الخالق نظرتنا الى العالم ، تُدخل معها خاصة تعقيد اضافية ، هي ذاتها بلا تفسير . وعدا ذلك، لا توجد طريقة نستطيع أن نختبر بها الفرضية تجريبيا ، ولا يوجد سوى مكان واحد يتجلى فيه هذا الاله ، هو الانفجار العظيم ، وهذا كل شيء ، انه شيء تم وانقضى. واخيرا تفشل الافادة الجافة ((الاله خلق العالم)) . بتزويدنا بأي تفسير حقيقي ما لم ترفق يآلية مفصلة ، فالانسان يود أن يعرف على سبيل المثال: أي خواص نسبغها على الاله . وبالتحديد ، ما لم يكن بامكانك أن تقدم دليلك بطريقة غير هذه على أن هذا الاله . وبالتحديد، كيف يشرع بخلق العالم ، ولماذا كان للعالم الشكل الذي هو عليه ،----وباختصار ، ما لم يكن بامكانك أن تقدم دليلك بطريقة غير هذه على ان هذا الاله موجود ، أو تعطينا رواية مفصلة تبين كيف صنع العالم ، لكي يستطيع الملحد مثلي عندئذ أن ينظر بطريقة أعمق وأبسط وأكثر ارضاء ، فليس لدي أي سبب للاعتقاد بمثل هذا الكائن.

المؤمن: ومع ذلك، ان وضعك الخاص هذا لا يرضي ابدا، لأنك تسلًم بأن سبب الانفجار العظيم خارج عن نطاق العلم ، فرأيت نفسك مجبرا على القبول بأصل الكون كواقع خام لا يوجد له تفسير على مستوِ أعمق.

الملحد: بل أفضل بالاحرى أن أسلم بوجود الكون كواقع خام على أن أسلم باله كواقع خام . وعلى كل حال، يجب أن يوجد كون لكي نوجد هنا ونتجادل حول هذه الاشياء.



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي دين أعظم من هذا-----انها الليبرالية
- سلسلة النظافة من الايمان----3 وعود عرقوبية---وآماني اصلاحية
- سلسلة النظافة من الايمان------2 الاصولية المتحجرة
- سلسلة النظافة من الايمان-----ج1--القضاء
- العنقاء ---والغول-----والخل الوفي---وإصلاح هذه الأمة
- الفاظ وتعابير((تخدش الحياء)) نقلتها الفضائيات اللبنانية--وتع ...
- علم الساعة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- وأصبح الصراع بين الإنسانية والإرهاب الإسلامي حتميا، حينما اع ...
- مزار!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
- مسيحيوا العراق-----هولاكو الرحيم---والزرقاوي اللئيم---والمسل ...
- بناء على الأوامر الشريفة المقدسة النبوية المستظهرية---اذبحوا ...
- قليل من الليبرالية يفرح القلب-2--أحسنت جهاد نصرة---أفرجوا عن ...
- قليل من الليبرالية ---يفرح القلب--1
- وحوش ارهابية---زادها المخدرات ---والفتاوى----
- بتصرف المؤتمر القطري العاشر المزمع انعقاده الشهر المقبل----- ...
- مقتطفات من مجلة --كانت موالية--وتم منعها--في سوريا
- يوم دراسي--في مدرسة ارهابية---نسائية!!!!!!!!!
- بين الجحشنة والتجحيش---حل عصري
- عفوا--الحقيقة ليس لها الا وجه واحد--الارهاب له كتاب وقدوة وف ...
- عفوا--الحقيقة ليس لها الا وجه واحد--الارهاب له كتاب وقدوة وف ...


المزيد.....




- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس
- إيران تعلق على مواقف دول عربية وإسلامية متفاوتة بالشدة والله ...
- المسيحيون قي سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس
- مصر.. ساويرس يعلق على فيديو رفع صليب في سوريا بمظاهرات بعد ه ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة للأطفال الجديدة TOYOUR EL-J ...
- الجيش اللبناني يعلن توقيف أحد أبرز قياديي تنظيم الدولة الإسل ...
- بعد إغلاقهما 12 يوما.. إعادة فتح المسجد الأقصى وكنيسة القيام ...
- إعادة فتح أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين
- بزشكيان: القواعد الأمريكية تسعى لزرع الفتن بين الدول الإسلام ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلطان الرفاعي - الانفجار العظيم ---بين الالحاد والدين