جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4287 - 2013 / 11 / 26 - 23:43
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
و الى ربك يومئذ غير المستقر
يميل الانسان الى الاستقرار ( والى ربك يومئذ المستقر) في عالم و توقعات جوية غير مستقرة فهو يبحث عن وظيفة طويلة الامد و حب ابدي (رغم ميل الرجل الى التغير) و بيت ثابت و دين يعبده و ربما حزب ينتمي اليه و وطن معترف به دوليا و لغة تحمل ثقافته لانها تعبر عن هويته. يريد الانسان ان يعرف الى من و الى اين يعود.
يريد الانسان ان يستقر في الشباب و الصحة الدائمية و يدجن نفسه و الحيوانات و النباتات باعطائها اسماء. بعض الثقافات لا تكفيها الاسماء فتتجه الى الكنية و الالقاب. عدم وجود اسم يعني ضياع الهوية و لكن لماذا لا استطيع ان اسمي الكلب كلبا و القطة قطة و انادي زوجتي: يا امرأة.
ليس الانسان انسانا اذا لم يتمرد فهو يتمرد على المستقر و يهاجر او يزور اماكن اخرى و تجبره الاوضاع الاقتصادية على البطالة و البحث عن وظيفة جديدة و تجبره الطلاق البحث عن شريكة جديدة و تجبره الامراض ان يغير نظرته و لايهتم فقط بالمال. يثور مثلي الجنس على العلاقات التقليدية و تثور المومسة على حب دائمي مقابل المال و يثور الطالب على المعلم و يثور الشعب على الحاكم و يثور الابن على ابيه و تثور البنت على امها. في الاستقرار سكون و هوية و موت و في الحركة ثورة و تجديد و حياة بهويات متعددة.
و لكن في عالم البيع و الشراء و قياس كل شيء بالمال يعجبني عندما اسمع: هذه اللوحة بدون ثمن ليست للبيع. انها لوحة الحبيبة لا يمكن الافراط بها حتى اذا تعرضت حياتي للخطر لانها هويتي. لا اريد ان اضحي بمبادئ انسانية اؤمن بها مهما كان الاغراء المالي لانها هويتي. لست دائما متقلبا رغم اني من برج الميزان.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟