هفوة الفنانة التشكيلية العظيمة تمام الاكحل .. ابو زيد حموضة

ابو زيد حموضة

الحوار المتمدن-العدد: 4283 - 2013 / 11 / 22 - 20:17
المحور: الادب والفن
    

بالأمس في سهرة الأربعاء استضاف مقدم برنامج" بيت القصيد " زاهي وهبة على قناة الميادين الفنانة المبدعة اليافاوية تمام الأكحل زوجة الفنان المرحوم والمبدع أيضا إسماعيل شموط .. وشكل كلاهما جناحا فلسطين وحلقا بها فلسطينيا وعربيا وعالميا لاهمية وروعة الجداريات التي تقاسما رسمها او انفردا بها.
كانت طلة الأكحل براقة ومذهلة لأناقتها وطلاوة لسانها وعمق تجربتها وغزارة إنتاجها وسعة ثقافتها في تخصصها وانتمائها الذي لا يعرف حدود ليافا ولفلسطين ، وفي قرارة نفسي لعنت قصر برنامج " بيت القصيد " ووددت ان يكون طول البرنامج 10 ساعات لاستفيد من تجربتها النادرة .
في المنتدى التنويري بنابلس، زملائي وأنا حصلنا على الفلم الوثائقي " السيرة والمسيرة " الذي اخرجه نجلها بلال حيث تحدثت وزوجها شموط عن الجداريات التي رسمتها وكان اخراج الفلم أكثر من رائع كونهما تقاسما الأدوار في الشرح التفصيلي لكل جدارية والتي ناف عددها عن العشرين.
لروعة الفن التشكيلي الذي ورد استعراضه بالفلم تعاونا مع وزارة التربية والتعليم وقمنا بعرض الفلم في المدارس الاعدادية، وتم ذلك ، واثناء العرض كدنا نسمع دبيب النمل للالتزام الحديدي للطلاب اثناء العرض مما يدلل على روعة الفلم وبضاعته السوبر ممتازة التي عرضت. وعلى أهمية الفلم الذي لا يقل عن قصص غسان كنفاني ولوحات العلي وشعر درويش.
والاهم أننا عرضنا الفلم وسط مدينة فدوى طوقان في خيمة الاعتصام المتضامنة مع الأسرى وكان المشهد مؤثرا لدموع الامهات اللواتي تاثرن بالفلم وللقاء كل الفعاليات السياسية والمدنية والشخصيات الوطنية، وكان المشهد ايضا سرياليا لجمعه الأضداد السياسيين الذين شاهدوا الفلم حتى دقائقه الأخيرة رغم طوله.
في مقابلة السيدة تمام كان لها هفوة كان لا بد التعليق عليها حول الشق السياسي .. عندما اعتبرت كل التنظيمات تعمل بدافع خارجي .. فالتعميم هنا لا يجوز .. وهذه أكثر من هفوة كونك تحملين هموم الوطن .. فهل ابراهيم طوقان الليبرالي عندما تحدث عن بياعي الارض وسماسرتها كان استمد فكره من الخارج؟
وهل يمكن وضع كل الفلسطينين في سلة واحدة، هل يستوي الاوسلوي مع غيره وهل يتساوى مخاتير روابط القرى مع غيرهم
وهل من يتبنى الفكر القومي يتبناه بدافع خارجي؟ أم جيناته مدغومة بهذه الامة .. التوجه الوحدوي رائع وممتاز وكل وطني غيور يسعى للمصالحة وجسر هوة الانشقاق التي شرذمت القضية .. لكن عندما نتحدث علينا فصل القمح عن الزوان علما أنهما من نفس النبتة ونفس الارض ..
وكونك عزيزتي فنانة هل يمكن التساوي بين ليلى والذئب فيما اردت أن تجسدي اللوحة فنا .. فليلى تبقى طفلة بريئة .. والذئب لا استطيع أن اسميه باسمه كونه التهم مئات الاطنان من لحم الخراف .. فالفنان الحقيقي الذي يرج اليقين .. ويفضح بفنه حقيقة المتلاعبين .. فالنقد مهم لانه الصابون الذي يغسل الجسم من الاوساخ. وعلينا أن نمارسه بكل جرأة وموضوعية، ففي المسائل الوطنية لا مجاملات لانه لا يمكن مساواة الذين يعلمون مع الذين لا يعلمون، والمجاملات هي التي تعطي نتائج كارثية على قضيتنا الوطنية. سئل كونفوشيوس عندما كان ضيفا على ولاية " وي " عن الخطوط الاولى التي سيفعلها اذا طلب أن يراس الحكومة فأجاب:
" سأقوم بتسمية الاسماء بأسمائها كخطوة أولى "
فارتبك صاحب السؤال بينما تابع كونفوشيوس يقول: لماذا لم تفهم ؟ " إن الاشياء إذا أعطيت أسماء مغلوطة تجعل بيانات الحكومة مضللة، وعندما تصبح بيانات الحكمومة مضللة يصعب عندئذ تحقيق أي شيئ "
هناك هفوة اخرى في فلم السيرة والمسيرة، لا احملها لك، وربما وقعت سهوا في افتراض حسن النية، لكنها هفوة لافتة، فعندما زار المرحوم اسماعيل مدينة اللد مسقط راسه .. عدد جل اسماء العائلات فيها دون أن يذكر أن هناك عائلة لقائدا فلسطينيا تاريخيا مثل جورج حبش ولد فيها.
ولا ندري أهي مقصودة أم لا
احببنا النقد البناء ليكون العمل أقرب للكمال
مع كل التقدير والاحترام لجهدك وكفاحك
اقبلي نقدنا المتواضع
وأكملي كتابك .. ونشكرك على حفظ لوحاتكما واهدائهما للمتحف الوطني الفلسطيني الذي سيرى النور أيضا بجهدك
اتمنى لك طول العمر
وأمل من الجميع مشاهدة لوحاتك والتعمق بألوانها
ابو زيد

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل