أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد حمزة - تأملات في العلم و المواطنة : الدمقرطة و المشروع الانساني















المزيد.....

تأملات في العلم و المواطنة : الدمقرطة و المشروع الانساني


محمد حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 4281 - 2013 / 11 / 20 - 09:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


جميع المغامرات الإنسانية كانت صراعا مع القدر الزائف للطبيعة فترويض الناس والمحافظة على الحياة وخاصة حياة الأطفال يبعدنا عن الأسباب التي تجعل منا أجساما طبيعية فهذه الطاقة الصراعية هي أساس كرامة الإنسان .
للحد من الأسباب التي تعيدنا إلى " الطبيعة"يجب انجاز البرنامج"الإنساني" الذي يأخذ بعين الاعتبار الظروف التي لا مفر منها والمفروضة من الطبيعة ولا يبحث في الطبيعة عن الدروس التي توجه اختياراتنا.
لرفع البس عن جملة"سارتر"الشهيرة "الجحيم هو الأخر" يقول "البير جاكار "انها لا تترجم وجهة نظر الكاتب بل هو استنتاج لإنسان استقبل في "الجحيم" فلو استقبل في" الجنة" لقال الجنة هي الأخر .فإذا تابعنا حياتنا الأرضية فسنستنتج أن "الجحيم" هو رفض" الأخر" لنا.إن "الأخر"ليس جحيما لأنه "الأخر"بل يخلق جحيما لما يرفض التواصل معنا.
فلا يجب الخلط بين اللامساواة الطبيعية واللاعدل فاللامساواة الجينية مثلا فهي لاعادلة ولا ظالمة بل جزء من التنوع البشري يجب أن لا ننسى إن ضد كلمة "تساوي" لا تعني "أعلى"أو "أدنى"بل مختلف.فليس هناك لا عدل إذا كان البعض قصيرا أو طويلا فاللاعدل يظهر لما تعطي مجتمعاتنا اعتباطيا مقاما أحسن لهذا أو لذالك على الآخرين.
فمن الواضح أن للرجال والنساء مزايا مختلفة لكن مجتمعاتنا هي التي حولت الاختلاف إلى تراتبية.
إن نفي حقوق المرأة ليس نتاج تصور لطبيعة المرأة بل هي الرغبة لتبرير المصير الذي أرغمت عليه والذي أدى إلى إعطائها هذه "الطبيعة"فالفرو قات بين المرأة والرجل الكثير منها ذو أصل اجتماعي .ثقافي وتختلف من مجتمع إلى آخر وتتغير في كل حقبة تاريخية .إن البشرية هي في المقام الأول التي أجازت تحدد الأدوار والفرو قات في السلوكيات والتعبير عن الاختلاف بين المرأة والرجل .بحيث أصبحت القيمة المجتمعية لكل الأدوار التي يقوم بها الرجل عالية وسلطوية في حين أن ادوار المرأة أعطيت لها قيمة دونية.
فإذا لم يتمكن المجتمع من توفير السعادة لكل فرد فبإمكانه أن يحد أو يقلل من أسباب التعاسة بالرفع من سلطة المهمشين وتغير العلاقات غر المتساوية وتلبية المصالح الإستراتيجية للفئات الغير المحفوظة باعتماد تنمية عادلة.ان القانون جب أن يكون للجميع وبالجميع بوضع آليات (دستور ديمقراطي انتخابات تمثيلية حقيقية....)لإعطاء الكلمة للجمع وإشراك الجميع.
ان الحرية لست شيئا مكتسبا بل يجب تحيين مفهومها باستمرار وترسيخها وتقربها لعالم تغر من حولنا باستمرار
نعم إن التغييرات الكبيرة تبقى في بعض الأحيان من الصعب هضمها وتقبلها وتتطلب مجهودات كبيرة حتى تترسخ في أذهاننا .فإذا ما اقترحت على الشباب الذي هو اقل محافظة وتحنطا"بديهيات"تصبح حقيقة راسخة على المجتمع أن يختار وبوضوح الآليات التي تساعد على حلال مشاكل .فالديمقراطية واحترام الأخر هما الركيزتان الأساسيتان.ان دولة الحق والقانون تسمح لمجموعة كبيرة من الأشخاص ببناء هياكل مندمجة ومنظمة.
ا ن إشراك مواطنات ومواطني هذا البلد هو أحسن تعبير للبناء الذات للهياكل المندمجة.فالديمقراطية تساهم ف هذا البناء الذاتي بخلق قنوات
يلتزم الجميع باحترامها.
إن الديمقراطية"الحقيقية"تستدعي من كل فرد المساهمة على قدر المساواة ومع الجميع في القرارات الهامة.
إن الحقيقة المطلقة شيء بعيد المنال .لكن الذي يهم البشر هي الحقيقة الداخلية لخطابنا .فالعلماء يفصلون استعمال كلمة "انسجام" على لفظ حقيقة لان هذه الأخيرة وفي اغلب الأحيان مشحونة بالأوهام وليس مهما أن يكون خطابنا"حقيقة" بل المهم أن يكون صادقا أصيلا ومنسجما للامساك المؤشرات المناصرة للإنسانية الراشدة.
كيف يمكننا أن نقلب المعاير حينما نكون ف زوبعة البحث عن الذات؟ فالتحول الجوهري هو نظرتنا لهذا العالم المحط بنا والذي نحن جزء منه عالم فيه الحياة دائمة التغيير.فالعقيدة السمحة دور أساسي في تحويل الخوف إلى أمل وحياة أكثر تنظيما بين الناس .
إن النظام التربوي أساسي للامتداد الثقافي والارتقاء بالهوية.بينما نظامنا التربوي عاش في حلقة مفرغة.لقد حان الوقت لتغيير مستمر للسياسة التعليمية.فلا تحول ارتقائي لدهنياتنا بدون تعميم التعليم.إن مجتمع "اقرأ"هو المجتمع الديمقراطي الذي يسمح بالتساؤلات المدهشة أمام الخالق والكون والإنسان والوعي وكذا الوعي بالذات...
إذا كانت الفلسفة معركة ضد الجهل فلا يمكننا تجاهل العلم فهناك ترابط وثيق بينهما إن فعل "تفلسف" يعني الرجوع إلى العقل .بهذا التعريف فجميع الأعمال الثقافية هي ذات طبيعة فلسفية .فعلى مر العصور كانت الفلسفة مرآة للقنابير وكما هي القنابير فالعقول الشابة محتاجة إلى التنوير والنور .فالفلسفة خلقت أجنحة للتحليق إلى الضوء وبموجب هذا التقليد أعطت..........
نحن في حاجة إلى تعليم يناسب احتياجاتنا الجديدة لتجاوز أزمة "النموذج"والخوف الذي يلازم شبابنا من المستقبل المجهول نحن محتاجون لتعليم يمكننا من التأهيل وتحضير نقط تسمح بلقاء جديد لإنجاح مجتمع الغد مجتمع التواصل والمعرفة والتضامن والمساواة والأخوة وتجديد الجديد.
ان الجوهري في الإنسان أساسه النظام التربوي فالإمكانات الجينية لا تعطي سوى "المعلومة"الأولية لبناء شخص واع بوجوده لابد من علاقة منسجمة مع الآخرين أي بناء شخص مندمج في نظام تعليمي يؤهل لبرنامج ديمقراطي إنساني وتضامني.
إن مشاكل الأسلحة الفتاكة (النووية’الجرثومية’الكيماوية...)والتناسل الطبي (الاستنساخ...)والتلوث والحروب الأهلية والمجاعة وتسليع كل شيء كشعار للرأسمالية المتوحشة وبرمجة الأدمغة البشرية ...جمعاء.فالإنسانية محتاجة الآن إلى قواسم مشتركة أكثر من أي وقت مضى لكي لا تشتعل المدينة .فلا مكان اليوم لأخلاق محلية بمعزل عن أخلاق كونية.على البشرية’إذن إيجاد نواة موحدة لجميع الثقافات والحضارات ’فالعولمة والتواصل الثقافي والتبادل التجاري الحالي يحتم هذه النواة فتجنب صراع الحضارات وخلق علاقة احترام وصداقة وتضامن بين الشعوب هو أيضا مشروع الإنسانية الراشدة .
إن التشبث بالاختلاف هو منبع غني للجميع ’لكن يجب أيضا تسطير بعض القوانين المحترمة من طرف الجميع.فإذا كان التبادل بين الشعوب مبنيا على التسلط وعدم التكافؤ’فالنتيجة ستكون حتما كارثية للجميع.فهدف المجموعة البشرية جمعاء لا يمكنه أن يكون عطاء مقتصرا على دولة بعينها أو بضع دول أو مجموعة من الأشخاص الأكثر تأهيلا ودراية ’بل يجب أن تكون هناك مساهمة الجميع .فالمرغوب فيه هو جعل شعار"الإنسانية الديمقراطية المتضامنة "واقعا عينيا.
في أواخر هدا القرن تغيرت عدة مفاهيم علمية (الحتمية’الزمان ’التوليد...)فعلى البشرية تغير أشياء أخرى(التراتبية’الحرية’العلاقة بين الشعوب والعلاقة مع الأخر...)
فالعلم لا هو غربي ولا هو شرقي بل إنساني’ويبقى هو الإطار الذي يمكن إن تتوحد داخله جميع الثقافات بنفس الصرامة العلمية.ففي هذا الإطار يمكن تفعيل اللقاءات كلما اعترضت البشرية مشاكل.
إن إيجاد أخلاق عالمية موحدة تبقى مستحيلة وكذلك غير مرغوب فيها’لكن القاسم المشترك لمجموع الأخلاق أساسي ومرغوب فيه لانسجام الأسرة البشرية التي تعيش وسط عالم أصبح بمثابة قرية صغيرة من خلال وساءل الاتصال وعالم المعرفة وهذا القاسم المشترك يمكنه أن ينبني على تأكيد احترام حقوق أي إنسان .فهذا ما يوصي به الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.



#محمد_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعجاز العلمي في بورصة التفسير العصري
- تأملات في العلم و المواطنة : التركيب و التنوع
- اعتقال الصحفي أنوزلا يسائل التأويل الديمقراطي للدستور المغرب ...
- التعليم العالي العمومي المغربي : من التأزيم إلى التفويت و ال ...
- النقابة الوطنية للتعليم العالي و ملحاحية البرنامج النضالي ال ...
- ثورات «الربيع العربي» وسؤال العقلاتية السياسية
- الحاجة إلى ابن رشد أم الحاجة إلى مجتمع المعرفة
- الحاجة الى عولمة ديمقراطية اشتراكية متحضرة
- الثورة المصرية و مخاض الانتقال الديمقراطي
- العدل و الإحسان و سؤال الحكمة الإنسانية
- من اجل جبهة وطنية للدفاع على الجامعة العمومية
- المطالب الديمقراطية لحركة 20 فبراير و شعار إسقاط الفساد
- العلم و المواطنة و دحض فكر-الكل لغز -
- الإصلاحات الديمقراطية و مجتمع العلم و المواطنة .
- إضراب هيئة التدريس و البحث و سؤال الجامعة الوطنية العمومية
- اليسار و أزمة المهام النضالية
- علم و مواطنة : تأملات حول العدالة و القانون
- حُراس الهيكل (تاج السر عثمان نموذجاً )


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد حمزة - تأملات في العلم و المواطنة : الدمقرطة و المشروع الانساني