أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد حمزة - الإعجاز العلمي في بورصة التفسير العصري














المزيد.....

الإعجاز العلمي في بورصة التفسير العصري


محمد حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 4265 - 2013 / 11 / 4 - 09:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



اتسع نطاق التفكير الغيبي في بلادنا مع اكتساح ما سمي بفكر "الصحوة" للفضاء العمومي و بدأت ظاهرة هروب بعض المثقفين و أساتذة جامعيين إلى رحاب الغيبيات . و بدأت معها اجتهادات تحاول التوفيق بين هذا الفكر و العلم و التكنولوجيا .
فكر" الصحوة " الغيبي هو استخدام للمعايير المزدوجة في فهم الخرافة و الحقيقة خصوصا في مجتمع ما أيسر أن تتحول فيه الخرافات إلى حقائق و ما أيسر أن تنقلب فيه الحقائق إلى خرافات.
العلم الزائف ك "الإعجازا العلمي" هو الأخر رسخ المعاش الخرافي ، وما يستتبعه من ممارسات غير علمية. فالخرافة - بالعلم الزائف - تأتي الآن ومعها مؤيدون يربطون نصوصها بالعقل بأدلة واهية و بالدين حتى لا يتركوا مجالاً لأحد أن يشكك في دعواهم. وبهذا نخلق الخرافة ونقحمها على العقل ثم نجعل لها سنداً دينياً .فمع خرافة الإعجاز العلمي كعلم الزائف نعيد إنتاج الاعقلانية الأوربية للقرن 18.
و فكر " الإعجاز العلمي " المصاحب لفكر " الصحوة" " اختصاص جديد " بدون أداء معرفي -;- هو ابن شرعي للفلسفة اللاعقلانية المبنية على تراث الشك الابستمولوجي الذي نشأ في أوربا في القرنين 17 و 18 و الذي كانت تمثله الكنيسة الكاثوليكية في القرن التاسع عشر في حركة فلسفية بالغة الزخم يمثلها " لامينيه " و " دوبونال " في كتاب اشتهر كثيرا في أواخر القرن التاسع عشر تحت عنوان " دليل الطبيعة على وجود الله و الشريعة " .فقضية الإعجاز العلمي في الكتب المقدسة هي قضية قديمة , فكل ديانة تحاول أن تثبت أن كتابها الديني يتحدث عن " حقائق علمية ".
إن انتشار فكر " الإعجاز العلمي" يحرض على الكسل الثقافي, و يوهم الناس أنه بمقدورنا استخراج قوانين علمية من النص القرآني , بتحميل النص ما لا يطاق و إعادة إنتاج عدمية معرفية هوياتية سميت " اسلمة المعرفة " بإرداف النعت الإسلامي بمجالات شتى من الحياة لا يتبادر إلى العقل السليم إطلاق الصفة الإسلامية عليها , من الاشتراكية الإسلامية إلى المجتمع الإسلامي إلى الدولة الإسلامية مرورا بالطب الإسلامي و الاقتصاد الإسلامي و علم الاجتماع الإسلامي , ناهيك عن التوظيف الإسلامي للأموال. و كما أن الاقتصاد الإسلامي في فكر الصحوة اقتصادا ليس كالاقتصاد و المجتمع الإسلامي مجتمعا ليس كالمجتمع , و الدولة الإسلامية دولة ليست كالدولة , و أن جعل النعت الإسلامي لعاديات الحياة و لعمليات الحس و الوجدان نعتا يفوق صفات الحياة و العقل و يتعالى عليها و كأن هناك فائض معرفي يرجى من النعتين الإسلامي للمعرفة كما لفروعها كالطب و الاقتصاد .
إن تثبيت إسلامية المعرفة نتاج لفكر "صحوي" يفترض المجتمع كاملا متكاملا مكتملا منذ بدايته , مستقرا في قراءة كيانه على مطابقة المتطلبات الشرعية و أنه يمكن بالتالي قراءة المجتمع عن طريق قراءة مجتمع "يثرب" بحسب رواية خيالية لتجربة هذا المجتمع وبواسطة قراءة "الشريعة" التي يفترض وهميا أنها تمثل حقيقة ممارسة " الأمة " .إن نقض المعارف غير الإسلامية يقوم على ضرب من العدمية المعرفية تنفي الصفة العلمية عن العلوم الاجتماعية باستخدام مفهوم بدائي خلاصي للعلم و استخدام القرآن كمصدر للمعارف التاريخية بدون مراعاة الوقائع التاريخية للنص/ موضوع الاستخدام.
إن فكر "الإعجاز العلمي" المصاحب لفكر "الصحوة" يسقط التدين على العلم بالتوفيق الإرادي بين موضوع الدين الذي يرتبط بالإيمان في مقابل التجريب الخاضع لبناء علمي ولأسس علمية . ففي مجال الدين نجد رجل الدين ,الفقيه ,المفسر والمحدث و كل هؤلاء ينطلقون من نصوص واضحة سواء في مجال العقيدة أو في مجال الشريعة . أما في مجال البحث العلمي , فإننا نجد الباحث الذي لا يملك نصوصا و لا قضايا يجزم بأنها صحيحة , بقدر ما يمتلك أدوات منهجية يخضع من خلالها مجموعة من الظواهر الطبيعية للافتراض و التجريب , فهو لا يمتلك حقائق مسبقة بقدر ما أنه يبني هذه الحقائق بناءا علميا .
إن سلعة "الإعجاز العلمي" أصبحت تجارة رائجة في العالم كله , زادها نفط الخليج وفضائيات نفط الخليج (أو الفضاعيات حسب نعت صديقي الصحفي الصيدلاني مولاي إدريس أبو زيد) زادها رواجا .و أصبحت لهذه السلعة اللاعقلانية مؤتمرات ممولة بالريع النفطي ، هذه العدوى انتقلت إلى المغرب و كأن فكر الإعجاز العلمي هو الدواء الشافي لداء الأمة التي تعيش أسوء مراحلها التاريخية . فجميع التقارير الدولية تصنفها في المراتب الأخيرة , و خصوصا على مستوى التعليم و البحث العلمي . فتجاوز تأخرنا العلمي لن يتأتى بالعودة إلى الكتاب و السنة لاستخراج النظريات العلمية , و لا بنشر وهم لدى العامة بأن النظريات التي يستخلصها الغرب في مختبراته موجودة في القرآن والسنة .
ما هي إذ المجهودات التى سنجنيها علميا أو ستجنيها كليات العلوم من هذه المجهودات ونحن نستورد كل المنتوجات العلمية من الغرب و نتلقى المعارف منه و ندرس "نظرياته" من الابتدائي إلى العالي .و هل يمكننا المساهمة في بناء الصرح العلمي الحديث و الانخراط علميا في المتاح للبشرية جمعاء عبر تأصيل نظريات الغرب من خلال ربطها بآيات قرآنية و أحاديث نبوية ؟ فالعيب ليس في عقد مؤتمرات في فكر "الإعجاز العلمي" , و إنما في أن تعقد في مدارس للمهندسين و كليات العلوم.



#محمد_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في العلم و المواطنة : التركيب و التنوع
- اعتقال الصحفي أنوزلا يسائل التأويل الديمقراطي للدستور المغرب ...
- التعليم العالي العمومي المغربي : من التأزيم إلى التفويت و ال ...
- النقابة الوطنية للتعليم العالي و ملحاحية البرنامج النضالي ال ...
- ثورات «الربيع العربي» وسؤال العقلاتية السياسية
- الحاجة إلى ابن رشد أم الحاجة إلى مجتمع المعرفة
- الحاجة الى عولمة ديمقراطية اشتراكية متحضرة
- الثورة المصرية و مخاض الانتقال الديمقراطي
- العدل و الإحسان و سؤال الحكمة الإنسانية
- من اجل جبهة وطنية للدفاع على الجامعة العمومية
- المطالب الديمقراطية لحركة 20 فبراير و شعار إسقاط الفساد
- العلم و المواطنة و دحض فكر-الكل لغز -
- الإصلاحات الديمقراطية و مجتمع العلم و المواطنة .
- إضراب هيئة التدريس و البحث و سؤال الجامعة الوطنية العمومية
- اليسار و أزمة المهام النضالية
- علم و مواطنة : تأملات حول العدالة و القانون
- حُراس الهيكل (تاج السر عثمان نموذجاً )


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد حمزة - الإعجاز العلمي في بورصة التفسير العصري