أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ميثم الجنابي - المثلثات الهمجية - برمودا الانحطاط العراقي 1 من 6















المزيد.....

المثلثات الهمجية - برمودا الانحطاط العراقي 1 من 6


ميثم الجنابي
(Maythem Al-janabi)


الحوار المتمدن-العدد: 1220 - 2005 / 6 / 6 - 10:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من مفارقات التاريخ العراقي المعاصر أن يتحول الرمز الهندسي فيه الى رمز الخراب والتخريب. فمن المعلوم ان الهندسة اشتقاق لغوي زاوج في التاريخ والثقافة فكرة التبادل الثقافي والتناسق في العمارة. وهو تزاوج يعبر عن حقيقة المهمة الذاتية للهندسة بوصفها ارقى الاشكال المعقولة للعمارة والتعمير. ومنهما ظهرت فكرة العمران بمعناها المدني والفلسفي. والرموز والاشكال الهندسية جميعا هي النمودج الاكثر دقة وجمالا للتناسق والوحدة. اذ لا تنافر ولا خلاف ولا صراع في الاشكال الهندسية. من هنا تساويها بالقدرة على ابداع الجميل.
غير ان تاريخ العراق الحالي اظهر لنا بعدا يتعارض مع الجمال والحقيقة، الا وهو تحول "المثلث" الى رمز الخراب والتخريب. حقيقة اننا نعثر على مقارنات تبتدعها الطبيعة ويحولها البشر الى رمز ولكن من اجل تجنب الوقوع فيه، كما يقال عن مثلث برمودا. لقد اراد الانسان من وراء ذلك القول بان هندسة الموت الطبيعية تحتوي في اعماقها على مؤشر قادر على ان يقدم لنا دليلا هندسيا للخروج من الموت نفسه. وهي نتيجة تؤكد صحة الفرضية القائلة بان العلم الطبيعي هو عاصم لحقائق الوجود، بما في ذلك حياة البشر. اما في العراق المعاصر فان القضية تبدو اكثر تعقيدا بحيث تجعل من الضروري احيانا اعادة البرهنة على اكثر الامور بديهية من اجل اثباتها! وهو امر ان دل على شئ، فانه يدل على منافاة ابسط مقومات العقل والعدل. وبالتالي هو مؤشر على عمق الانحطاط الشامل في العقل والوجدان والضمير، وعلى سعة الانتهاك "المنظم" لابسط قواعد العلم والعمل العقلانية.
اذ لا يعني ظهور رمز "المثلث السني" والمثلث الارهابي" و"مثلث المقاومة" ثم "مثلث الموت" وما شابه ذلك في العراق سوى الصيغة التي تجعل من اكثر الاشكال هندسية ودقة ووضوح محل خلاف واختلاف لا يكتب حروفه ولا يمسحها سوى الدم. وعندما يصبح سيان من كان ساكبه شرطا وحيدا للبرهنة والتدليل على "المواجهة" و"التحدي" و"المقاومة"، فان ذلك مؤشر دون شك على واقع انحطاط القيم والمفاهيم والرموز، ومن ثم خراب وتخريب اساليب الوعي والممارسة الاجتماعية والسياسية.
ان هذا الانحطاط والانتهاك، شأن كل خراب واستعداد على التخريب له مقدماته التاريخية ونماذجه "الملهمة". فهو بشير عموما الى واقع الانقسام والتجزئة المتفسخة في بنية الوعي الاجتماعي والاخلاقي، كما انه يشير الى انحلال بنية الفرد والمجتمع والدولة والثقافة. بمعنى انحلال الحد الضروري الذي يكفل لكل منهم حق الوجود والفعل ضمن معايير المصلحة العامة. وهو انحلال رفعته التوتالتيارية البعثية والدكتاتورية الصدامية الى مصاف "المرجعية" المتحكمة في كل جزيئات ومسام الوجود الاجتماعي.
طبعا، إن الانقسام والتجزئة سواء بمعناها الاجتماعي والسياسي والطائفي والقومي والجهوي في العراق ظاهرة لها جذورها ومقدماتها التاريخية. ويمكننا ارجاعها من الناحية التاريخية الى ما بعد سقوط بغداد في منتصف القرن الثالث عشر حتى بداية ظهور العراق الجديد في بداية القرن العشرين، أي بعد سبعة قرون من الغيبوبة والخمول. وهي مرحلة تاريخية هائلة أدت إلى تفتيت قواه الداخلية وإنهاك قواه الذاتية. بحيث أرجعت العراق بما في ذلك "جغرافيا" إلى ما قبل الطوفان السومري. الا انها أبقت من الناحية الشكلية على معالمه المحفورة في الذاكرة والتاريخ والجغرافيا، بوصفه موطن ووطن الساميين القدماء والجدد (العرب)، بمعنى الإبقاء على وحدة سومر وبابل ونينوى. وهي الحدود التاريخية والطبيعية الأولية، التي تشكل الأساس المادي والمعنوي لوحدة وجوده الثقافي والسياسي والقومي أيضا. بمعنى أن كل ما تشكل من مآثر وإنجازات كبرى مادية وأثرية وثقافية في تاريخ المكونات الدولتية للعراق منذ القدم هي الجزء الحيوي منه وله. وهي حقيقة رسختها تقاليد الخلافة العربية الإسلامية. وكل ما جرى بعد ذلك هو مجرد حالات عارضة.
وهو الامر الذي جعل من حقيقة العراق وكيفية تكونه التاريخي هوية ثقافية وليست عرقية. وفي هذه الحقيقة كان يكمن استعداده لان يكون موطن الائتلاف الممكن والتمازج الثقافي والانفتاح الفعلي على النفس الآخرين. وهي حقيقة يمكن تتبعها ورؤيتها في كل الإبداع النظري والعملي لتاريخه الثقافي. ولم تغير حقيقته هذه بما في ذلك حقبة القرون السبعة المظلمة من تاريخه. فهي الحقبة التي جعلت من الانحطاط اسلوب وجود الزمن فقط، مما افرغ العراق من تاريخه الذاتي. وهو انحطاط ترسخ في التجزئة المفتعلة ليكنونته العربية. ولعل مفارقة الظاهرة تقوم في ان العرب الذين صنعوا تاريخ المنطقة وقوام وجودها الفكري والروحي اصبحوا في العراق افلاكا تتحكم بها مراكز التركية العثمانية والفارسية الصفوية. ومع ان هذا الصراع لم يكن قوميا ولا طائفيا بالمعنى التقليدي والمعاصر للكلمة الا انه اتخذ هذه الصيغة المتخلفة في العراق الحديث . بحيث تحول المركز (العراقي) الى اطراف، والاطراف (فارس وتركيا) الى مراكز. وهي حالة مخزية تعيد انتاج نفسها بعد سقوط التوتاليتارية والدكتاتورية.
فقد ادت التوتاليتارية والدكتاتورية، وبالاخص في مجرى العقدين الأخيرين إلى استفحال التجزئة الجهوية والقومية والطائفية للعراق والعراقيين في مختلف نواحي ومستويات الحياة. مما أعطى لهذه التجزئة أبعادا مركبة ومتشابكة في الاجتماع والاقتصاد والسياسية والفكر والأيديولوجيا ونمط الحياة والنفسية الاجتماعية. وهي تجزئة اخذ حجمها بالتوسع في مجرى التغيرات الراديكالية التي رافقت سقوط التوتاليتارية والدكتاتورية.
فقد وقف العراق امام امتحان صعب للغاية يقوم فحواه فيما اذا كان قادرا بالفعل على تذليل هامشية وجوده الذاتي بالاستناد الى فكرة الوطنية العراقية. بمعنى هل هو قادر فعلا على تذليل تقاليد التركية الفارسية (العثمانية الصفوية) وذيولها التاريخية والمذهبية في التجزئة المفتعلة لعرب العراق بوصفهم هوية واحدة في الجوهر، وتذليل تقاليد التوتاليتارية البعثية والدكتاتورية الصدامية في تجزئتها المفتعلة للكينونة العراقية عندما زاوجت بصورة فجة ومدت خطوط الموازاة المسطحة للجغرافي والقومي والطائفي في تقييمها وتصنيفها لعرب العراق، اي كل ما ادى قبيل سقوطها وبعده الى ظهور ما يسمى بالمثلث السني والشيعة. وهو تقسيم وتقييم يعيد انتاج التجزئة المفتعلة لحقيقة العراق بوصفه كينونة رافيدينية عربية اسلامية. بمعنى اعادة خلخلة حقيقة مكونه العربي. فعرب العراق هم هوية واحدة في الجوهر. وهم اصل العراق وجذره، كما انهم كينونته التاريخية والثقافية ومظهر وجوده الفعلي. الا ان بروز "المثلث السني" فيه على خلفية انحلال الدولة المركزية وصعود الاطرافية والطائفية وتجسدهما السياسي و"القانوني" في "مجلس الحكم الانتقالي" واستمرار المعاصر في مختلف الاشكال والاصناف والمستويات يشير الى استمرار بنية الانحطاط المادي والمعنوي للعراق وقواه السياسية بالاخص.
اننا نقف امام واقع انحطاط وتخلف للبنية الاجتماعية من جهة، وتصدع الفكرة الوطنية العراقية من جهة أخرى. واذا كان من الممكن الاقرار نظريا بانه انحطاط وتصدع قابل للرأب، باعتباره نتاجا لحالة سياسية أولا وقبل كل شئ، بلغت ذروتها في سياسة التوتاليتارية والدكتاتورية المقبورة، فان الاحداث التاريخية في مجرى السنتين التاليتين لسقوط الدكتاتورية، والاشهر التالية للانتخابات، تشير الى استمرار واعادة انتاج واقع التجزئة بصورة "منظمة" و"منظومبة".
فالتجزئة الهائلة التي احدثتها التوتاليتارية والدكتاتورية في الكينونة العربية للعراق من خلال استفراد اطرافه (عوجة تكريت) التي تحولت الى مركز العراق بما في ذلك "حق" تمثيل العروبة، هو الذي أدى في نهاية المطاف إلى ظهور ما يسمى "بالمثلث السنّي" في العراق. تماما كما نرى الان استفراد اطراف جديدة (النجف والسليمانية!) التي اخذت تتحول الى مراكز العراق، هو الذى ادى وسوف يؤدي الى تعميق الشرخ الفعلي في التجزئة العراقية، ومن ثم ظهور "المثلث الشيعي". وهو مثلث اخذ في "التكامل" من خلال تحوله الى صيغة ايديولوجية وعلنية في اعلاء فكرة الطائفية السياسية والطائفية القومية ووضعها في صلب المواقف العملية تجاه اشكاليات العراق الكبرى والصغرى. وهو توجه يساهم اكثر من غيره في تفتيت الهوية الوطنية والعربية للعراق.
فمن حيث حقيقة الهوية العربية والوطنية لا يوجد في العراق "مثلثا سنيّا" لا بالمعنى الجغرافي ولا بالمعنى الثقافي ولا بالمعنى الطائفي، كما لا يوجد "مثلثا شيعيا" فيه لا بالمعنى الجغرافي ولا بالمعنى الثقافي ولا بالمعنى الطائفي. فكلاهما "مثلثا" التخلف والانحطاط، الذي يمكن وصفه "بالمثلث الهمجي" في التاريخ العراقي المعاصر. وهو "مثلث" فعلي وقائم بذاته وله حدوده الخاصة به التي جرى "أدلجتها" و"دمجها" في "بنية السلطة" الصدامية، التي يجري اعادة انتاجها في صدامية جديدة.
اننا نقف امام "مثلث شيعي" (النجف – كربلاء – الكوفة) و"مثلث كردي" (سليمانية – اربيل – دهوك)، أي امام "مثلثات" تعيد انتاج الصدامية التي صادرت هوية العراق العربية والوطنية من خلال طائفية سياسية جهوية وجدت تعبيرها الدعائي في تجزئته الى "محافظات الغدر والخيانة" و"محافظات الولاء والوفاء"، بطائفية مذهبية وعرقية تمتثل لرذيلة النفسية الصدامية. وهو الامر الذي يعطي لنا امكانية القول، بأن الذي تغير في المعادلة اطرافها لا غير وبقي المركز العراقي، اي حقيقة الهوية الوطنية خارج مضمون التحول المنشود من التوتاليتارية الى الديمقراطية. وهي استعادة تكشف عن حقيقة القوى الانتقالية في "مرحلة الانتقال" هذه، بوصغها قوى هامشية بالمعنى السياسي والاجتماعي والتاريخي. وهي قوى لا يمكنها نقل العراق فعلا الى ميدان الديمقراطية الاجتماعية والدولة الشرعية والنظام المدني. انها قوى قادرة فقط على انتاج "مثلثات" همجية جديدة. وهو الامر الذي يجعل منها قوى مثلث برمودا العراقي، اي مثلث الانحطاط الخطير. ومن ثم مثلث الموت الفعلي ومبتلع من يسير اليه.
*** *** ***



#ميثم_الجنابي (هاشتاغ)       Maythem_Al-janabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصولية والعنف في العراق – عنف بلا اصول
- الشرع والمرأة – حق الانتخاب ام انتخاب الحق
- اهانة القرآن بين الفضيحة والادانة
- الحجاب - غطاء لغنيمة الجهاد والاجتهاد الذكوري
- العلاقة الشيعية الكردية – زواج متعة ام حساب العد والنقد
- إشكالية الحزب والأيديولوجيا في العراق المعاصر
- من جلالة الملك الى العم جلال
- فلسفة الثقافة البديلة في العراق 4 من 4
- فلسفة الثقافة البديلة في العراق -3 من 4
- فلسفة الثقافة البديلة في العراق 2 من 4
- فلسفة الثقافة البديلة في العراق - 1 من 4
- فلسفة الثقافة البديلة والمثقفين في العراق
- هل العراق بحاجة إلى قضية كردية؟
- العمران الديمقراطي في العراق (4-4) فلسفة الثقافة البديلة
- العمران الديمقراطي في العراق (3-4) المجتمع المدني ومهمات بنا ...
- انتخاب الطالباني: مساومة تاريخية أم خيانة اجتماعية للقيادات ...
- العمران الديمقراطي في العراق (2-4) الدولة الشرعية - البحث عن ...
- العمران الديمقراطي في العراق (1-4) التوتاليتارية والدكتاتوري ...
- الإصلاح والثورة في العراق – البحث عن توازن واقعي
- الراديكالية العراقية - التيار الصدري وآفاقة المسدودة - الحلق ...


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ميثم الجنابي - المثلثات الهمجية - برمودا الانحطاط العراقي 1 من 6