أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ميثم الجنابي - العمران الديمقراطي في العراق (4-4) فلسفة الثقافة البديلة















المزيد.....

العمران الديمقراطي في العراق (4-4) فلسفة الثقافة البديلة


ميثم الجنابي
(Maythem Al-janabi)


الحوار المتمدن-العدد: 1163 - 2005 / 4 / 10 - 12:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أدى سقوط التوتاليتارية البعثية والدكتاتورية الصدامية إلى ظهور شروط جديدة أمام تطور الدولة والمجتمع، ومن ثم تضافر وتنافر مختلف المكونات الفاعلة في آفاق البدائل السياسية والاجتماعية. إذ يقف العراق اليوم أمام احتمالات متنوعة لتجسيد مختلف البدائل المتعلقة بالنظام الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. وإذا كان هناك إجماعا خفيا حول ما يمكن دعوته "بالبديل الديمقراطي" عند الأغلبية الساحقة من المجتمع، فان ذلك لا يشكل بحد ذاته ضمانة لتحقيق الديمقراطية السياسية والاجتماعية بمعناها السليم. كما انه لا يحتوي بذاته على حلول عقلانية. أما الشيء الوحيد المؤكد فهو الإمكانية الواقعية لتحقيق هذه البدائل في حال صياغة فلسفة خاصة بمرحلة تأسيس الدولة الشرعية والنظام الديمقراطي والمجتمع المدني في العراق المعاصر.
وهي فلسفة تفترض الانطلاق من واقع العراق المعاصر وإشكاليات وجوده المشوه بعد خروجه من دهاليز العقود المظلمة الأربعة للتوتاليتارية والدكتاتورية، ومبنية على مكونات مترابطة تؤسس لكل من الاستعراق والاعتدال العقلاني والمرجعية الثقافية. وهي مكونات تشكل الأضلاع الثلاثة الضرورية لفلسفة البدائل في العراق المعاصر. ففلسفة الاستعراق هي أسلوب بناء الهوية العراقية، وفلسفة الاعتدال العقلاني هي أسلوب تذليل الذهنية الراديكالية، وفلسفة المرجعية الثقافية هي أسلوب تذليل مختلف أصنام المرجعيات.
وإذا كانت الأولوية هنا "للتذليل"، فلأنه الشرط الضروري لتأسيس الرؤية النقدية والعقلانية في تجاوز الخلل التاريخي الهائل في البنية الاجتماعية والذهنية السياسية والمزاج الثقافي للعراق. كما انه الشرط التاريخي والواقعي لإرساء أسس ما ادعوه بمعاصرة المستقبل في العراق. وهي معاصرة لا يمكن تحقيقها دون تربية الرؤية والمواقف الاجتماعية العاملة على تعميق وترسيخ وعي الذات الاجتماعي والسياسي. فهو الأسلوب الوحيد القادر على بناء منظومة قادرة على تحصين المجتمع من إمكانية السقوط ثانية في أوحال الدكتاتورية والاستبداد، وتحفزه في نفس الوقت على صياغة وخوض تجارب البدائل الواقعية لتطوير المجتمع والدولة في كافة الميادين.
وتشكل الثقافة بهذا الصدد المكون الروحي لما ادعوه بفلسفة البدائل الثقافية. إذ يستحيل تحقيق فكرة البديل الشامل من حيث كونه إمكانية واحتمال عقلاني وواقعي دون فلسفة للثقافة تناسب هذه الرؤية. وذلك لان التحول التاريخي العاصف الذي مس ويمس بنية الدولة والمجتمع ويرافق مجرى إمكانياته الداخلية، يعطي للثقافة أهمية جوهرية بالنسبة للبدائل واحتمالاتها المتنوعة. والقضية هنا ليست فقط في أن الثقافة هي المكون الروحي الضروري للدولة والمجتمع، بل ولأنها الأسلوب الذي لابد منه لترتيب البنية الاجتماعية والذهنية السياسية في منظومة معقولة ومقبولة للأغلبية، ومستجيبة لمتطلبات المعاصرة. وليس هناك من صيغة فعلية قادرة على الاستجابة لمكونات المعقول والمقبول التاريخية في ظروف العراق الحالية، اكثر مما يمكن دعوته بفلسفة الالتزام الثقافي.
والقضية هنا ليس فقط في أن الالتزام بحد ذاته موقف، وانه أسلوب وجود الأشياء، بل ولأنه الصيغة المعبرة عن مستوى إدراك الحرية. وقد كان النفرّي على حق عندما قال "كل جزيئة في الكون موقف". مما افترض بدوره أن يكون المرء مسئولا أمام كل شئ وفي كل شئ، بدءا من الحرف وانتهاء بالمطلق. فعندما قال النفرّي مرة "جيم جنة، جيم جهنم"، فانه أراد القول، بان الحرف يمكن أن يوصلك إلى الجنة والجحيم بقدر متساو. وإذا كان بإمكان حرف أن يوصلك إلى أطراف متناقضة ومتباعدة في أبعادها من حيث المعايير والقيم والنتائج، فان الأمور الأكثر تعقيدا هي اشد خطورة. مع أن المضمون الجوهري للفكرة يبقى كما هو. بمعنى أن الالتزام الحقيقي حقيقي في كل شئ. إذ لا أمداء صغيرة وكبيرة في الالتزام، لان كل منها يستتبع الآخر. وهي حقيقة ينبغي وضعها في صلب مضمون الالتزام المعاصر تجاه الثقافة ومهماتها العملية.
وهو الأمر الذي يضع أمام المشروع الثقافي المعاصر في العراق أولوية رفع مبدأ الالتزام إلى مصاف المرجعية العملية الدائمة. والمقصود بالالتزام هنا ليس التأييد الجزئي أيا كان شكله ومحتواه وميدانه وأسلوبه، بل الإبداع الحر المقيد بمنطق ومعايير الحق والحقيقة، أي بمنطق الرؤية المتجردة عن كل شكل من أشكال الحزبية الضيقة. فمن الناحية المجردة هو منطق الالتزام الحر النابع من رؤية متسامية عن النفس والآخرين، ومن الناحية الواقعية هو منطق الالتزام الحر بقيمة الاستعراق بوصفه أسلوب بناء الهوية الوطنية العراقية المعاصرة، ومن الناحية العملية هو التمسك الدائم بقيم الاعتدال العقلاني بوصفه أسلوب بناء الدولة الشرعية والمجتمع المدني.
وهو التزام يستحيل تحقيقه دون استكماله بما يمكن دعوته بثقافة الواجب، التي تفترض في ظروف العراق الحالية تجسيدها وتحقيقها ضمن حلقات الانتقال الديناميكي من الأخلاق إلى السياسة ومن السياسة إلى الثقافة، بوصفها سلسلة الالتزام العملي للثقافة تجاه الإشكاليات الكبرى التي تواجه العراق بعد مرحلة التوتاليتارية والدكتاتورية.
ويمكن تجسيد هذه الحلقات من خلال تحقيق ثلاث مهمات كبرى على مستوى الأفكار والأعمال وهي:
أولا: ألا تتحول الثقافة إلى أداة لسحق الحقائق وتحويلها إلى مساحيق لتغطية تجاعيد السلطة وتجميلها. وفي ذلك تتجلى حقيقة المهمة الأخلاقية للثقافة.
ثانيا: نقد "قدسية" الواقع والقيم والأفكار أيا كان مصدرها وشكلها. وفي ذلك تتجلى حقيقة المهمة السياسية للثقافة.
ثالثا: التأسيس النظري والعملي للبدائل والالتزام الشخصي بالاستنتاجات المترتبة عليه. وفي ذلك تتجلى حقيقة المهمة الثقافية للمبدعين.
إن تحقيق هذه المهمات هو الأسلوب الكفيل بصنع أسس ما يمكن دعوته بثقافة الخيال المبدع، بوصفها الغاية الفعلية من مشروع فلسفة الثقافة البديلة. وليس المقصود بالخيال المبدع هنا سوى الاستعداد الفعلي والقدرة الواقعية على تجسيد مهمات الواجب الثقافي والالتزام الحر بتحقيقه على كافة المستويات وفي كافة الميادين. لاسيما وانه الأسلوب الوحيد الحقيقي لبناء ثقافة راقية تخدم إرساء العقلانية والاعتدال والنزعة الإنسانية في بنية الدولة والمجتمع.
فالخيال المبدع بهذا المعنى هو خيار الاجتهاد الدائم. إذ فيه فقط يمكن أن تتجسد وتتحقق فكرة الاحتمال الديمقراطية ونبضاتها الاجتماعية. وفي هذا فقط يمكن للفضيلة والجمال أن يتعايشا حتى في أشد أشكالهما اختلافا وتنوعا. والمقصود بالاجتهاد الدائم هنا هو الاستجابة العقلانية والإجابة الواقعية على الإشكاليات الفعلية التي تواجه مهمات التقدم الاجتماعي والتطور المتجانس للدولة والأمة. وفي ميدان الثقافة لا يعني هذا سوى الخروج من حيز الانتماء الحزبي الضيق أيا كان شكله ومحتواه إلى فضاء الانتماء الوطني والقومي العام في الموقف من هذه الإشكاليات.
فالتجارب التاريخية للأفكار والمدارس والأيديولوجيات تثبت بان البقاء ضمن المعايير الحزبية والمذهبية الضيقة يؤدي بها بالضرورة إلى التحجر والاندثار. ثم يقفل عليها حتى إمكانية الاندماج في نسيج الوعي الذاتي التاريخي. بينما يشكل هذا الاندماج أو الذوبان "المصير" الأمثل لتاريخ الأفكار والمدارس والأيديولوجيات. وفيه تتجلى قيمتها "الأبدية". والقضية هنا ليس فقط في أن هذا النمط من المواقف يتعارض مع حقيقة الإبداع بوصفه معاناة فردية وذاتية في تمثل وتمثيل الحق والحقيقة، بل ولخطورة تحوله إلى جزء من "تركيبة" و"طريقة" خالية من نوازع ومعاناة الإبداع الفردي. مع ما يترتب على ذلك من إفراغ الخيال المبدع من محتواه الذاتي، بوصفه بحثا دائما عن الحقيقة ونسبها المتنوعة والمتبدلة. وهو الأمر الذي يحدد قيمة الخيال المبدع بوصفه تمثلا لإرادة الفكر الحر. وهي علاقة ضرورية. ففي زوال حكم التمثل زوال عين الإبداع. وهي الحالة التي كانت تطبع واقع الثقافة والمثقفين والإبداع والمبدعين في عراق التوتاليتارية والدكتاتورية.
فالإبداع من الناحية الذاتية هو خيال. والخيال هو فضاء الحرية. وهي علاقة تعطي لنا إمكانية القول، بأن الإبداع حرية كما أن الحرية إبداع. إذ يفترض كل منهما وجود الآخر بقدر متساو. والتاريخ الإنساني بمجمله من حيث كونه مسار الحرية أو ملكوت العقل يصيب في الواقع في اتجاه البرهنة الدائمة على ضرورة هذه النسبة، التي لا يمكن تحديدها بشيء غير الإخلاص لقيمة الحرية باعتبارها الدافع الجوهري للإبداع. فالإبداع العظيم هو حرية كبرى. وعلى قدر الحرية يتوقف حجم الإبداع بشكل عام والثقافي بشكل خاص. من هنا جوهرية الفكرة القائلة بضرورة الحرية التامة، أي "حرية بلا ضفاف"، انطلاقا من أن الحرية الحقيقة هي المنظم الأكبر والأعرق والأجمل لكل فعل فردي واجتماعي.
***
إن الثقافة بنيان. وشأن كل بنيان هي بحاجة إلى أركان قوية من اجل بناء صرحها القويم. ولا تعني الاستقامة هنا السير في طريق لا حياد عنه، بقدر ما تعني السير ضمن إدراك الحاجات الكبرى والجوهرية المتعلقة ببناء الذهنية العقلانية والديمقراطية. وهي حاجات تتكامل في مجرى العمل الاجتماعي المعقد الذي يرافق الآن مهمات العمران الديمقراطي في العراق. وهو عمران مترابط من حيث مبادئه وغاياته. مما يفترض بالضرورة سيادة الرؤية المنظومية تجاه كل الحلول المقترحة لإشكالياته المعاصرة والمستقبلية. وهو أمر ينطبق على بناء الدولة والمجتمع والثقافة بقدر متساو.
من هنا فان الفلسفة البديلة للثقافة تفترض الانطلاق من الحالة الثقافية المعاصرة والنظر إليها ضمن التاريخ الذاتي (العام). بمعنى الانطلاق من واقع الإشكاليات الفعلية التي تمخض عنها تاريخ العراق الحديث. وهي إشكاليات مركبة ومتداخلة، أعطت لها العقود الأربع من سيطرة التوتاليتارية والدكتاتورية أبعادا مشوهة للغاية. ولعل التشويه الأكبر يقوم في انعدام الثقافة الحرة والحية. ومن الممكن أن نعثر على صيغة نموذجية لهذه الحالة في إجابة أحد النحاتين العراقيين الذي كان "متخصصا" في صنع تماثيل الطاغية في مقابلة تلفزيونية، على سؤال فيما إذا كان يشعر بالأسى من رؤية تدمير ما كان ينحته، قائلا "لا! انها مشاعر الناس! والفنان ينبغي أن يحترم مشاعر الناس!". وهي إجابة لا تتسم بغرابة ليس لها مثيل، بل وبنموذجيتها الخالصة المعبرة عن واقع الثقافة العراقية في ظل التوتاليتارية البعثية والدكتاتورية الصدامية. بمعنى تشوه المبدأ فيها والغاية والأسلوب والمنهج وفقدان الحس والإحساس والذوق الجميل والمعنى. مع ما يرافق ذلك من مساع حثيثة لتجميل القبيح. لقد كان الفنان ينحت أصناما، إضافة إلى كونه لا يؤمن بها! وكانت الثقافة ككل تصنع أصناما لا تؤمن بها. وهي حالة يرثها العراق ويقف أمام إشكالياتها وبالأخص أمام تحديد حدودها ومكوناتها وآلية فعلها وأساليب أدائها وغايتها واستمرارها وكيفية تذليلها.
إذ لم تكن الثقافة عموما سوى ابتذال دائم للقيم الإنسانية والاجتماعية وترديد ممل وكريه ومرذول بمعايير العقل والشرع كما كان يقول أسلافنا. بمعنى انها كانت تعبيرا فعليا عن كيفية الانحطاط الممكن في الذات الإنسانية وأفعالها، مع ما يترتب على ذلك من انحطاط في عوالمها الداخلية، أي في صنع الثقافة المستترة للرذيلة.
فقد كانت الغاية الأساسية للثقافة التوتاليتارية هي تصنيع الرذيلة بمختلف أشكالها ومستوياتها من عبودية وخنوع واستسلام وتملق وتحذلق وزيف وتزييف وابتذال شامل لقيم الروح الاجتماعي والأخلاقي والإنساني. ولم يكن انهيارها السريع والفاضح أمرا غريبا، على العكس، انه يبرهن من جديد على أن الثقافة بنيان تتوقف قوته على مكوناته ومواده ومن يخطط له ويبنيه. وعلى ذلك تتوقف من حيث الجوهر إمكانية وكيفية تذليل بقايا ورواسب الثقافة التوتاليتارية البعثية في العراق.
وهي مهمة ممكنة التحقيق من خلال صياغة وتنفيذ منظومة من البدائل تشمل كل مكونات الثقافة في العراق من فكر وفن وأدب وسينما ومسرح وتلفزيون. وذلك لان المشروع البديل بهذا الصدد هو المشروع الواقعي، الذي ينطلق من إشكاليات التاريخ العراقي بهذا الصدد ويستشرف آفاق المعاصرة فيه. بعبارة أخرى، إن أي مشروع أصيل في الثقافة يفترض به أن يكون واقعيا من حيث منطلقاته، وغير متناه من حيث غاياته. إذ لا غاية نهائية للثقافة سوى تكاملها الديناميكي في مسار الحرية. وهي عملية ممكنة في ظل تأسيسها الفلسفي المبني في ظروف العراق الحالية على ثلاثة أركان كبرى، الأول هو تأسيس ثقافة العقل النقدي الفعال.
فهي الثقافة التي ينبغي أن تولف بين العقل والنقد والفعل في تأسيس منطلقاتها وغاياتها النهائية. على أن تكون الواقعية هي منطلق الثقافة، أما غايتها فبحسب المكمل الضروري لها. ففي مجال الثقافة العقلية ينبغي أن تكون منطلقاتها واقعية وغايتها عقلانية، وفي مجال الثقافة النقدية ينبغي أن تكون منطلقاتها واقعية وغايتها ليبرالية، وفي مجال الثقافة الفعالة ينبغي أن تكون منطلقاتها واقعية وغايتها التزام حر.
إن دفع مكونات العقل والنقد والفعل إلى نهايتها المنطقية يفترض بدوره أن تكون فلسفة الثقافة في ركنها المشار إليه آنفا جزء من تاريخ وعي الذات القومي والعالمي. فالثقافة في نهاية المطاف هي الحصيلة النظرية والعملية لتجارب الأمم. وبالتالي فان حدودها فيها. بمعنى انها ليست منطقا مجردا. وبالتالي لا تتصف تصوراتها وأحكامها وقيمها ومفاهيمها بطابع شمولي وكوني. وهو إدراك ينبغي أن يوضع في صلب الرؤية الثقافية في ميدان المواقف العقلانية والنقدية والعملية.
وفي ظروف العراق الحالية والمستقبلية، لا تعني الإجابة القومية سوى ضرورة الانطلاق من إشكاليات وعي الذات القومي الحالي ودفعه بالطريقة التي تخدم تكامل وحدته الثقافية ضمن حدود الوطنية العراقية، أو ما ادعوه بالاستعراق. انطلاقا من انها الوطنية القادرة على رفع مكونات وعي الذات القومي إلى مصاف الرؤية الثقافية وليس القومية الضيقة والعرقية. لاسيما وأنها الفكرة التي تشكل من حيث الجوهر صلب المكون التاريخي الثقافي للعراق وهويته الذاتية.
ففي هذه الوحدة الثقافية للقومي والوطني في العراق يمكن للثقافة أن تتنافس بصورة حرة في ترسيخ وتعميق الروح العقلاني والنقدي والعملي الفعال من خلال توحيد همومها المتنوعة والمختلفة والجزئية في هموم وطنية كبرى. فهو الطريق الفعلي لصنع ثقافة متنورة وحية ومبدعة. كما أنه الأسلوب الواقعي لتراكم وتعميق وعيها الذاتي. لاسيما وأنه أسلوب إرساء وتوسيع وعي الذات المتجانس والحر، أي الوعي المنظومي. وفيه فقط تتوفر شروط التفاعل الحر والمتجانس مع حصيلة الثقافات الأخرى. حينذاك يجري تحررها الفعلي من الاستلاب ويعطي لها إمكانية المشاركة الفاعلة في صنع "المصير العالمي". آنذاك يمكن للهموم القومية أن تكون جزءا من الهموم العالمية. وعندها فقط تصبح الثقافة العالمية ثقافتنا نحن أيضا.



#ميثم_الجنابي (هاشتاغ)       Maythem_Al-janabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمران الديمقراطي في العراق (3-4) المجتمع المدني ومهمات بنا ...
- انتخاب الطالباني: مساومة تاريخية أم خيانة اجتماعية للقيادات ...
- العمران الديمقراطي في العراق (2-4) الدولة الشرعية - البحث عن ...
- العمران الديمقراطي في العراق (1-4) التوتاليتارية والدكتاتوري ...
- الإصلاح والثورة في العراق – البحث عن توازن واقعي
- الراديكالية العراقية - التيار الصدري وآفاقة المسدودة - الحلق ...
- الراديكالية الشيعية المعاصرة وآفاق البدائل السياسية في العرا ...
- الاعلام العربي وإشكالية الأمن والأمان والحرية والاستبداد في ...
- الراديكالية والرؤية المأزومة في العراق – 2-4
- الرؤية السياسية - لا الرؤية الحزبية
- الراديكالية العراقية - الطريق المسدود 1-4
- المرجعيات الثقافية لفكرة الإصلاح في العراق
- الصحافة العربية المرئية والمسموعة وظاهرة الصحّاف والتصحيف
- المغزى التاريخي للانتخابات العراقية الاخيرة
- الصورة والمعنى في الصراع العربي – اليهودي
- اليهودية – الصهيونية في روسيا
- السياسة والمقدس أو التاريخ الفعلي والزمن الضائع في العراق – ...
- السياسة والمقدس أو التاريخ الفعلي والزمن الضائع في العراق – ...
- السياسة والمقدس أو التاريخ الفعلي والزمن الضائع في العراق - ...
- السياسة والمقدس أو التاريخ الفعلي والزمن الضائع في العراق - ...


المزيد.....




- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ميثم الجنابي - العمران الديمقراطي في العراق (4-4) فلسفة الثقافة البديلة