أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهار رضا - حبال الوهم















المزيد.....

حبال الوهم


بهار رضا
(Bahar Reza)


الحوار المتمدن-العدد: 4278 - 2013 / 11 / 17 - 21:59
المحور: الادب والفن
    


بكل تأكيد لم تكن نسمة اجمل نساء الكون ..لكن الجمال في عين ناظره كما يقال .
التقت به أول مرة وكانت هي بصحبة صديقة للعائلة في الشارع الرئيسي للمدينة الصغيرة والذي لا يتجاوز طوله الكيلو متر الواحد .حديثه معها لم يتجاوز أكثر من طول الشارع اي دقائق معدودة بينما كانت صديقة العائلة تتحدث الى شخص ثالث . تركها وهي في حيرة من امره. لم يكن بالرجل الوسيم ولم يعّرف حتى عن اسمه ,جل ما تحدث به هو مغامرة لا تعنيها .حتى المغامرة كان على عجل من سردها بدون أي أسف او حسرة على خسارة حب سكنه يوماً. وكانه يروي نشرة اخبار ليوصل رسالة .
ــ فريدة . من يكون هذا الشخص الذي كان بصحبتك؟
ــ تسألين باستغراب! ما الذي حدث
ــ لا أبداً ..لكن أول مرة التقي به وكأنه يعرفني ,لا بل هو بالفعل يعرفني ! لقد تحدث الي بأسمى .والاغرب من هذا بدأ يحدثني عن سبب هجرته .
تعجبت فريدة
ــ غريبة ! وما هو سبب هجرته ؟
ــ فريدة ,انت تعرفين وجدان وأخواتها ! بعد ان نوه لي بمعرفته للنسابة التي تجمعني بها ,تحدث عن علاقة كانت تربطهم لفترة هو ووجدان, وكانت خلالها توقد هي, له شمعة من شباك غرفتها المطل على الشارع عند عودته من العمل. وقد طلب من والدته أن تذهب لخطبتها من أهلها ورفضت الوالدة لاسباب لم يتطرق لها .وما كان منه الاّ هجر البلد بمن فيه!
ــ بالفعل غريبة ألتقيه كل يوم وأتعامل معه على أساس الام والمرشدة ولم يحدثني هو ولم انتبه حتى انه يعاني من أزمة
كنا قد وصلنا للبيت في تلك الاثناء وروت نسمة لوادتها ما حدث ,سألت الوالدة فريدة عن الشاب ومن يكون. واجابت فريدة
ــ أنه ابن ....
ــ تعرفينه مامي ؟
ــ نعم وانت تعرفي اخوه الاكبر,لقد زارنا بصحبة عائلة أبو احمد قبل فترة
تذكرة هي قبل مدة زارتهم عائلة بيت أبو احمد وكان بصحبتهم شاب لطيف وكان من الواضح الزيارة كانت مشروع خطبة وتحدثت وتتذكرحديث والدتها اللبق موصلة رسالة عدم قبول الزيجة .
مر على الموضوع سنين لتتزوج نسمة بمن كانت تنوي الارتباط به .
يوم ولادة ابنتها البكر وهي ما زالت في المشفى رنّ جوال الزوج وكانت المتصلة قريبة الزوج
ــ مبروك وحمداً على سلامة الام والطفلة
ــ شكراً
ــ انا أيضاً في مشفى للولادة في مدينة ....زوجة علاء هي ايضاً خلفت اليوم ..انت تعرف علاء ! هي أيضاً وضعت بنتاً وسيسميها على اسم زوجتك أتصور من العدل ان تسمي ابنتك على اسم زوجته
ــ أسم زوجتي سيضل اجمل الأسماء ولولا معارضة زوجتي للموضوع لكنت اسميت ابنتي على اسمها .أما بالنسبة لاسم زوجته فهو أسم قديم لا يروق لي وقد اخترت أسماً للمولودة . شكراً على التهنئة
استغربت هي! بعد كل هذه السنين ان يتابع شخص لم تلتقيه أكثر من دقائق معدودة أخبارها ويعرف موعد ولادتها ويحادثها بصورة غير مباشرة ليوصل لها انه سمى مولودته تيمناً بأمسها .
سنوات عدة مرت على موقف المشفى الموقف الذي ما عادة تذكر له ملامح. كانت هي والعائلة في حفل عائلي عندما جاءتها ابنتها الشابة وقد تملكت معانيها كل الحيرة والحزن.
ــ ماما ..ممكن تساعديني بتعديل زينتي في الحمام
ــ ولكن مكياجك لا يحتاج الى تعديل !
ــ أرجوك ماما اريد ان أكون مطمئنة
ذهبت للحمام مع ابنتها الشابة التغيير زينتها وهي متأكدة ان الموضوع بعيد عن الزينة .
ــ هاتي ما عندك هل ترى لك شبحاً ؟؟
ــ لا ماما او نعم ...لقد أخذ رجل بيدي وكانت بصحبته ابنته الشابة بعد أن أخبرني انها أعز اولاده وبأنها عزائه الوحيد في هذه الدنيا حيث تتقاسم معي تاريخ والولادة واسم والدتي. أخذنا وانا وأبنته الى الطاولة التي يجلسن عليها خالاتي وبدأ موجهاً الحديث لخالتي الكبرى
ــ ما الذي يميزهُ عني ؟؟ قولي لي انت ! لماذا ارتبطت به ورفضت حبي لها ؟
تابعت الكلام بعتب
ــ ماما أحزنني منظر الشابة اكثر من منظره ومن صدق مشاعره .هي ترى أب يتوسل للمستحيل مفضلاً امرأة رفضته على والدتها! لا بل يتباهى بقدره, الذي جعل يوم مولدنا واحد. لكن ماما لماذا لم تتقبلي حب هذا الطيب؟
ــ يا اللهي ..صدقيني لم أرى هذا الشخص في حياتي ! المرة الوحيدة التي التقيت فيها به كان هو عاشق ..اليوم فقط أعرف أنه كان قد عشقني قبل ان يتعرف علي. ولا أعرف مصدر كل هذا الهيام .رجل لم يلتقيني يوم ولم يلتقي بأحد التقاني يوم .أي نعم زارنا أخوه, زيارة لا تتعدى الساعة ولم اتحدث خلالها ,لم يسمع همسي حتى وأعرف انه لم يطول النظر لطلتي البهية .ولم يتقدم لخطبتي ! وأعلن استسلامه دون أي محاولة.صدقيني يا ابنتي لا اعرف هذه الناس.
ــ وهل يعرف بابا بهذا الموضوع
ــ بالتأكيد .يوم ولادتك ,أخبرته قريبة له .
عادتا الى الطاولة لتفاجئ به وهو بصحبة الزوجة والبنت الشابة ليتعرف لها ولزوجها
ــ أبنتي ...وزوجتي
فضولها دفعها الى الطاولة لتتعرف على المرأة التي يعيشون كعائلة بتوقيتها . كانت عيونها تحمل معاني الاسى , تحكي عن أشياء دون صوت ، لكن صداها العميق وصل وجدان "نسمة" ودخل في مسمها وصلت الأسئلة كشفرات تحمل مرارة كبيرة. هل أكرهك؟ هل أخفيك غيرتي! هل أغار منك حقاً؟ أعرف لم يكن لك وجود حقيقي في حياته! لكن بالمقابل اعرف حجم ظلك على جسده وروحه وقد اختار ان يبقى في ظلك رغم خيبته .
بالمقابل كانت شفرات "نسمة" لهذا الشابة المتوسطة الجمال والقوية الشخصية الكثير من التعاطف والاحترام. ما كان صعباً على نسمة ان تتفهم كيف يمكن لطرف من الأطراف ان يتقبل الاستمرار في زواج تحكمه ظروف قاهرة كانت تعرف بحكم عملها كيف يمكن لتلك الزيجات الاستمرارية وهي تراقب هذه المواضيع بحكم عملها منذ سنين.
مشكلة كلاسيكية هي اقامتها في هذا البلد منوطة بتلك الزيجة وبعد ان تستقر وتؤسس اسرة .تتعود الأمان والحرمان .تأتي بعد هذا المرحلة مرحلة خسارة النجاحات التي حققت وخوف الشعور بالفشل عدا نظرة المجتمع الذي يحملها الاخطاء اكثر من الرجل على اساس مسؤولية تحمل الاسرة والأولاد تقع على عاتقها هي
أحياناً كانت نسمة تصاب بالإحباط حيال عدم قدرة البعض على تغيير وضعهم لكن بالنهاية تلتمس لهم الاعذار وهذا ما تم بينها وبين المرأة الأخرى.
بدء هو بتقديم زوجته
ــ أعرف من تكون زوجتك فهي كانت جارتنا واخت عزيزة. لكن ابنتك رائعة علاء
ــ اسمها نسمة
ــ أعرف ..خير ما اخترتم من أسماء! موجهاً كلامه للزوجة دون ان يدعيهم الى الجلوس .
بعد ان حست نسمة بثقل الهواء ابتسمت للمرأة وقبلت الشابة اليافعة نسمة, ولتنهي الموقف السخيف أعلنت من جانبها
ــ فرصة سعيدة وكل سنة وانتوا طيبين .
واضح سنين مضت وهو ما زال معلق في حبال من وهمه وستأتي سنين أخر وهي تنتظر عودته ,هذا اذا لم تمل الانتظار.



#بهار_رضا (هاشتاغ)       Bahar_Reza#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حب من طرف واحد (أغنية الملحن عمر هادي ,ما لحگنة )
- جمعة مباركة
- دهشة الله وصفين
- الرجل ذو الكرش الكبيرة
- مفردة الحب والمنطق
- بين قرابين الاديان الابراهيمية والنرجسية .
- غائيهم حتى يعود (بغداد ابنتي الغائبة)
- نحتاج بين الحين والآخر أن نبوح بأوجاعنا لشخص غريب. كي يحملها ...
- يوم وأربع رجال.
- بهشته وروح الله (قصة قصيرة)
- 31 اب لم يعد وجود لهزائم أقبح لصنعها.
- نقول للدودة الوحيدة طوبى لك يا أشرف خلق الله
- لا تحرگوهم بالنفط ، لأن النفط بسرعة يشتعل حرگوهم بالزيت
- دونية الاكراد وذوي العاهات والمحارفين.
- والدتي ،زوجي وضرتي
- حملة جمع تواقيع لهدم الوثن القاطن في ساحة الشكر (التحرير ساب ...
- الى برواز حسين
- To be´-or-not to be human
- كان زقاق الحلواني (قصة قصيرة)
- ( ربي إجعلني بقرة في عيون الرجال) Some dance to remember, so ...


المزيد.....




- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم -
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم .
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهار رضا - حبال الوهم