أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهار رضا - بين قرابين الاديان الابراهيمية والنرجسية .














المزيد.....

بين قرابين الاديان الابراهيمية والنرجسية .


بهار رضا
(Bahar Reza)


الحوار المتمدن-العدد: 4229 - 2013 / 9 / 28 - 18:45
المحور: الادب والفن
    


الاتصال المباشرة مع الناس في أحيان كثيرة يكون أكثر الهاماً وفائدة من قراءة كتاب.
أعماق الانسان عوالم قصيّة ولذيذة في نفس الوقت...متهات تتحمل الغوص دهور وليس دهر واحد. لهذه الرحلة هناك قوانين. ليس أهمها الحصول على التأشيرة .. لا ..قوانين السير، التقرب من الأماكن المحضورة ،أماكن تفتقد الدليل السياحي .لا اشارات ولا لوحات تحذير ،هنا، الحذر يجب ان يكون اكبر حجماً ،من الدهشة.
علينا ان نتذكر أضداد النفس. النفس التي تشبه ادغال كثيفة تسكنها اليراعة والوحوش. لكن المغامرة ممتعة ومفيدة. اقصد مغامرة الغوص في أعماق الاخرين. اضافة الى اليراعات والوحوش نصطدم بذاتنا اثناء محاولة الغوص هذه. ولأننا نظرتنا للحياة تتغير ببطيء لا ننتبه لهذا التغيير الا من خلال الصدفة والاصطدام عند محاولة التوغل هذه.
في احدى رحلاتي الى أعماق النفس قال لي أحدهم بأني نرجسية! كانت مفاجئة لي. هذه الصفة التي هي بعيدة كل البعد عن بهار التي اعرفها ويعرفها الاخرين. حاولت ان اتعمق واعيد النظر في دواخلي. لأجد تفسيراً.
انتبهت... ما زلت اعمل ما لا يقل عن تسع ساعات يوميا. أضف عليها أعمال المنزل التي تقع على عاتقي من التسوق حتى رمي كيس الزبالة في حاوية القمامة! واراعي زوجي وبناتي. لم يتغير الكثير في حياتي، لون شعري شكلي حتى قياس ملابسي منذ ان بلغت سن الرشد وليومي هذا لم يتغير. بعد إعادة النظر والتدقيق تبين لي ان كل شيء على رتيبته المعهودة. لكن الذي تغير نظرتي الى ما حول الرتيبة. بدأت ان استغل انعطافات حياتي الصغيرة لأحسن يومي. واستبدلت اللهي باله للأشياء الصغيرة. تعلمت من ركوب الطائرات وطريقة شرح حالات الطوارئ ان أنقذ نفسي اولاً لكي أستطيع انقاذ بقية افراد اسرتي.
مجتمعاتنا تحمل من الخلل حجماً كارثياً كافي لتدمير مجرة درب التبانة بأكملها. ثقافة القربان التي توارثناها عن الأديان الابراهيمية كونت نسيج نفسي رخوًا، مترهل، أجوفَ بلا حياة، ازدواجي، قمعي وقاسي بولّد في نفس كل فرد من أفرادها دكتاتورا، وكل فرد فيها ومهما شكا من الاضطهاد يكون مهيئ سلفاً لأن يمارس هذا القمع ذاته حتى على نفسه. تسخر جميع الطافات لإخماد أجمل الاحاسيس المشاعر والخيال وتحويلها الى طاقة سلبية مدمرة. محاولات البعض منا لحماية بعض خصوصياته تنسب للنرجسية، التفاؤل وحب الحياة عند بلوغ مرحلة عمرية معينة يسمى بالمراهقة المتأخرة !! مصطلح غبي! لا توجد مراهقة متأخرة، المراهقة حماقة وغرور، يعتقد المراهق انه يعرف كل شيء في حين من تقدم بهم قطار العمر وصلوا الى قناعة بأن العالم أكبر من يكون يقين. يجعلهم ان يدركوا ان السعادة تكمن في الحقيقة ولا أحد يملك معيار الحقيقة غير الأطفال فيعودوا بمرح الأطفال لا صبيانبتهم بل للمرح.
تعلمت من الحرب التي عايشتها كفلم صامت اسود وابيض، حيث منفاي طهران. التي كانت بعيدة عن القصف، تعلمت من خلال شوارعها الباردة التي تغيرت اسماءها الى أسماء من كانوا يحلمون بحياة وحب فيها. ومن خلال نسوة بشادر اسود. نسوة يشبهن والدتي الارملة الشابة وهن في طوابير بطاقات الحصة التموينية. ان أكون سوية مع اقداري وان اتصالح مع الموت بعد ان أهدتني قساوة الزمن، تعويذة زرقاء تحصصني ضده. . حصنتني ضد موت زارني وعائلتي مرة اخرى في مطار بودابست، عندما كشف امر جوازنا المزور ونحن في طريقنا في طلب اللجوء في احدى البلدان الاوربية. اصرت السلطات تسليمنا لحكومة بغداد واحتجزنا في مطار عسكري ليتم ترحيلنا وتسليمنا الى نظام بغداد. كنت ضجرة ولأني احمل التعويذة كنت فقط ضجرة. كان الوقت يمر ببطيء شديد كأنما صار جوفه خاوياً. ساعات تفصلنا عن وطنن لطاما هزنا الشوق اليه. سيرموننا في فرامة لحم ونكون غذاء لأسماك نهر دجلة.
بعد ان مرت العاملة لتبيع لنا بعض الكعك. استبدلت بقة الدولارات بالعملة المحلية ,وصار بأماكني اللهو بالهاتف العام الموجود في المطار الخالي الا منا .وقعت عيني على رقم هاتف كتب بالعربية والى جنبه(أبو شذى) عدت مسرعتاً الى اختي وطلبت منها ان نتصل بالرقم وتكون آخر محاولة لنا، او على الأقل احد سيعرف قصتنا. بالفعل اتصلنا وكان الرقم لمقر الحزب الشيوعي العراقي في هنغاريا وبعد ان تعرفوا الينا ساعدونا لنواصل مسيرتنا. تكرار مواجهتي والموت جعل الأشياء تأخذ حجماً وبعداً اخرين في حياتي. لا شيء يضاهي لحظات التأمل بعد نهار طويل من الكفاح.
اليوم وبعد هذا العمر وجميع التجارب أقول باني لا ابالي ببركة او لعنات الاخرين هذا ان كان لديهم على من سلطان. اليوم انا متكاملة من الداخل، اما ما هوّ خارج عني لن ينال مني. متت عدة مرات وولدت أكثر وتجددت مع كل ولادة. لأصل الى قناعة



#بهار_رضا (هاشتاغ)       Bahar_Reza#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غائيهم حتى يعود (بغداد ابنتي الغائبة)
- نحتاج بين الحين والآخر أن نبوح بأوجاعنا لشخص غريب. كي يحملها ...
- يوم وأربع رجال.
- بهشته وروح الله (قصة قصيرة)
- 31 اب لم يعد وجود لهزائم أقبح لصنعها.
- نقول للدودة الوحيدة طوبى لك يا أشرف خلق الله
- لا تحرگوهم بالنفط ، لأن النفط بسرعة يشتعل حرگوهم بالزيت
- دونية الاكراد وذوي العاهات والمحارفين.
- والدتي ،زوجي وضرتي
- حملة جمع تواقيع لهدم الوثن القاطن في ساحة الشكر (التحرير ساب ...
- الى برواز حسين
- To be´-or-not to be human
- كان زقاق الحلواني (قصة قصيرة)
- ( ربي إجعلني بقرة في عيون الرجال) Some dance to remember, so ...
- أنا وطبيبي المُثلي
- آني شرحت ليش ما أخون زوجي وانت ما شرحت ليش خنت زوجاتك..(قصة ...
- حواء وآدم والتفاحتين. (قصة قصيرة)
- كيفما تكون نساءكم تكون حضارتكم
- صومعة أحلامي
- أعِدُّواْ مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّة.


المزيد.....




- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهار رضا - بين قرابين الاديان الابراهيمية والنرجسية .