أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سائس ابراهيم - نادين البدير وعودة البنت الضالة إلى الحضن الوهابي















المزيد.....

نادين البدير وعودة البنت الضالة إلى الحضن الوهابي


سائس ابراهيم
باحث في الأديان

(Saiss Brahim)


الحوار المتمدن-العدد: 4276 - 2013 / 11 / 15 - 23:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العنوان مُسْتَوْحى من كتاب "عودة الإبن الضال، لِـ أندري جيد"
Le retour de l’enfant prodigue / André GIDE


اعتبرت اليوم الذي قرأت فيه موضوع نادين البدير "أنا وأزواجي الأربعة" يوم عيد وفرحة. يومها تحاكينا، أنا وزوجتي طويلاً. وقلنا : ها هي الأرض العاقر قد بدأت تعطي الزرع والرياحين، وقلنا وأعدنا بأن زميلات ورفيقات نوال السعداوي السعوديات بدأن يُبَرْعِمْن كالورود، وتتعالي هاماتهن كالأطواد، ويتكاثرن كأزهارالربيع، وأسعدني أكثر من ذلك تلك الصرخات الحاقدة والشتائم المقذعة والكتابات المليئة لحد التقزز بالأخطاء الإملائية وأخطاء الأسلوب في الردود على مقالتها، وقلت آنذاك : الصراخ على قدر الألم، ومشرط الطبيبة الجراحة البدير سيساهم بإزالة الدمامل المملوءة صديداً من العقول المتحجرة، ولن يكون إلا فيضاً من نور يطرد خفافيش الظلام. وأحصيت عدة مرات –ويدي على قلبي- عدد قراء كل موضوع من موضوعاتها فرأيت والفرحة تغمرني بأن عددهم لم ينزل أبداً عن اثنى عشر ألف قارئ لكل موضوع. وهكذا تابعت كآلاف من القراء مسيرتها ككاتبة وامرأة حرة شجاعة جريئة، ورددت مع كثير من الأصدقاء بأن شعوبنا تملك هي الأخرى مالالا، وأيان هرشي علي، وتسليمة نسرين في نماذج كاتبتنا القديرة التي تماثل نوال السعداوي ومنى حسين ورندا قسيس وغيرهن كثير كثير كثير
في بداياتها كتبت عن السعودية مقالاً عنوانه : "ميليشيا الشرطة الدينية.. قريباً"، ما يلي : فى البلد الذى يسوده حكم دينى الطابع، نضطر كمواطنين لتحمل ممارسات (جهاز حكومى) ينتشر أفراده بصورة إرهابية مطابقة للشرطة الدينية السوداء التى انتشرت بأفغانستان زمن طالبان، تلك الصورة المعتمة كانت مقتبسة بالطبع من جهاز الهيئة السعودى. نضطر لتحمل صراخ هؤلاء الملتحين ولعناتهم وإهاناتهم للمواطن بشوارع وطنه : غطى وجهك.. أقم الصلاة
قيودهم عتيدة، ورقابتهم فاقت وتفوقت على رقابة المباحث والاستخبارات، تربصوا للمكتبات كأنها دور دعارة، حجموا الفكر، عاملوا المثقفين كتجار المخدرات، منعوا السينما، منعوا الفن، أحرقوا ملايين الصور والأشرطة والكتب وورود الحب الحمراء، سيطروا بالكامل على جهاز التعليم ومناهج التدريس التى ولدت الإرهاب، تحكموا بالتلفاز وجميع وسائل الإعلام، حددوا زى المواطنات الرسمى وتُعاقب من تخالفه، وآخر صيحاتهم مصادرة آلاف العباءات الملونة من محال البيع لأنها ليست سوداء قاتمة

لكن منذ مدة قصيرة تحولت مائة وثمانين درجة نحو الفكر الوهابي، وانقلب حلمي البديري إلى كابوس، وأي كابوس هذا

فقد صدرت للكاتبة تِبَاعاً مقالات "تفضح فيها وتندد" بما نفهم أنه احتلال بغيض للوطن الوهابي "الوادع والمتسامح؟؟؟" من طرف الإخوان المتطرفين.
وهكذا خلقت نادين البدير المعجزة : أدخلت الجمل في سم الخياط، في محاولة منها لإيهام قراء الحوار المتمدن بأن قلب الوهابية البغيض محاصر من طرف جحافل الإخوان. وأن الشر كل الشر نابع من هؤلاء الأخيرين وبأن مملكة الشر الوهابية عرفت قبلهم التفتح والتعدد، كتبت : " كثيرون يتهموننى بأننى أشير للإخوان كسبب وحيد للتخلف فى السعودية. تأكدوا أن الوهابية كانت، ولاتزال، موجودة، والسلفية التى أصفها بالتخلف كانت منتشرة، لكنها لم تكن لتؤثر على صناعة القرار السياسى مطلقا
عمل الإخوان على أسلمة الإعلام. مثلما استهدفوا أسلمة ميكى ماوس ذات مرة. أسلمة التليفزيون وأسلمة الراديو والبرامج والصحف والمجلات والإعلانات التجارية والمسلسلات التى تختصر لعدد من الحلقات المبهمة، كله وفق شريعتهم، حتى كانت لهم برامج أسبوعية مخصصة لنشر أفكارهم ومعتقداتهم
فيما كان والداى (زمن الفكر الوهابى) مستمتعين بمتابعة مسرح التليفزيون، حيث يغنى المطربون ويحضره عامة الجمهور وينقل الحفل على الهواء، واجه جيلى تحريما ومنعا لكل منافذ الحياة بعد شيوع الفكر الإخوانى"

ثم تستنجد بحكام السعودية لكي يواجهوا الغزو الإخواني : " فماذا ينتظر النظام السعودى ؟ ماذا ينتظر النظام السعودى ليعلن الحرب المعلنة لا المبطنة ؟ ومتى يعرف أن الصمت ليس دائما حكمة ؟
أكثر من أنهم عاثوا فسادا فى الأرض الخليجية والسعودية بالتحديد.
لن نتوقف عن المطالبة بحملة تطهير خليجية سعودية تزيح كل عناصر الإخوان عن القيادات والمناصب التعليمية والإعلامية وكل المجالات الأخرى. ولتبدأ رحلة المحاكمة. جميعنا سنتفرج وسنفرح بعودة الوطن لأهله من جديد"

تطالب النظام وخاصة الوزراء بتحرير البلد من الاحتلال الإخواني، ولا أدري لِمَ لَمْ تُوسع نداءها ليكمل شيوخ "التسامح والتوادد والتعاطف" كالعريفي "فتوى جهاد النكاح" والبراك "الذي أصدر فتوى أجاز بها قتل من يستبيح الاختلاط بين الجنسين وذلك في ميادين العمل والتعليم واصفا من يقوم بهذا العمل بالإنسان المرتد الكافر الواجب قتله بعد إقامة الحجة عليه" والعثيمين وصالح الفوزان... وأن تطلب بركات الأب الروحي عبد العزيز بن باز : "فمن زعم خلاف ذلك وقال إن الشمس ثابتة لا جارية فقد كذّب الله و كذّب كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد
ومن قال هذا القول فقد قال كفرا و ضلالا لأنه تكذيب لله، وتكذيب للقرآن و تكذيب للرسول لأنه صرح في الأحاديث الصحيحة أن الشمس جارية وأنها إذا غربت تذهب و تسجد بين يدي ربها تحت العرش كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أبي ذر وكل من كذب الله أو كذب كتابه أو كذب رسوله فهو كافر ضال مضل يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافراً مرتداً و يكون ماله فيئا لبيت مال المسلمين كما نص على مثل هذا أهل العلم. دون أن تنسى رأس الحية محمد بن عبد الوهاب

ها هي جان دارك السعودية تحمل قلمها بدل السيف مدافعة عن مملكة الشر الوهابية في محاولة بائسة لتجميل وجهها القبيح.

هل نُدْرِجُ كتاباتها هاته في باب الغفلة، أم نقول الحقائق التي تصرخ أمام أعيننا : إنه التواطؤ الفكري الذي يجب فضحه وإدانته على كل المنابر، وهذا ما أفعله الآن.

وأقول لك بالفم المليان : سيدتي الجليلة، إن كل مساحيق الأرض لن تنفعك لتجميل الوجه العفن للوهابية



#سائس_ابراهيم (هاشتاغ)       Saiss_Brahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعلمون الكبار للماركسية، المرأة وإحصائيات الحوار المتمدن
- إسفاف القرآن وغرابة التفاسير : -وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ...
- مملكة الشر الوهابية : الداعية الإسلامي وقتل البنات
- تُقتل المرأة في الإسلام لأنها تنظم شعراً / تُقتل المرأة في ب ...
- إِسْفَاف القرآن، القَسَم : سورة -العاديات- نموذجاً
- هذه المرة، دفاعاً عن بشار وعن الشعب السوري
- العبيد في موريطانيا حالياً والمذهب المالكي الإسلامي
- كذِبَ محمد فَكَذِبَ أتباعه الملائكة تقاتل في سوريا ضد قوات ب ...
- ما لا يُعلّم في مدارسنا ولا جامعاتنا، مقتطفات من هنا وهناك
- قصائد للربيع الحقيقي القادم
- الصحراء الغربية ودرجة الصفر في الشوفينية المغربية
- الرأسمالية هي الرأسمالية والطبقة العاملة هي الطبقة العاملة
- ليس دفاعاً عن بشار
- صمتاً إنهم يضطهدون المرأة
- مداخلة السيد جميل المجدلاوي، حضور التأريخ وغياب التحليل
- القرامطة، شعاع نور في تاريخ الإسلام الأسود
- العنصرية والإسلام هل النجمة الصفراء نازية ألمانية، أم أن أصل ...
- هل حقاً أن القرآن لا يأمر بضرب النسوان ؟
- رد طلعت خيري على كامل النجار : شتائم وجهل وكذب قبيح..
- الربيع -العربي- يستحيل خريفاً .. الدين واليسار والصراع الطبق ...


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سائس ابراهيم - نادين البدير وعودة البنت الضالة إلى الحضن الوهابي