أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سائس ابراهيم - ليس دفاعاً عن بشار















المزيد.....

ليس دفاعاً عن بشار


سائس ابراهيم
باحث في الأديان

(Saiss Brahim)


الحوار المتمدن-العدد: 3655 - 2012 / 3 / 2 - 00:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقديم

وافق مجلس الأمة الكويتي اليوم (2 مارس 2012)، على قرار، يدعو الحكومة إلى تسليح المعارضة السورية وقطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق بشكل كامل. ودعا القرار دول الخليج إلى "دعم الجيش السوري الحر بالسلاح"
أطلق مسؤولون في كل من السعودية وقطر دعوات لتسليح معارضي نظام الرئيس بشار الأسد
شاعت أخبار في الصحف المغربية عن إرسال محمد السادس ورئيس وزرائه الإسلامي عبد الإله بنكيران لضباط جيش مغاربة وأفراد القوات الخاصة للمشاركة في عمليات عسكرية سرية إلى جانب المعارضة ضد قوات الرئيس السوري
أعلن المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا عن منحة قدرها 100 مليون دولار للمعارضة السورية

تدخلات وقحة إجرامية في سوريا، وأكيد ليس حباً في سواد عيون السوريين

نشرت صحيفة "الحياة" السعودية الصادرة في لندن أن قوات النظام السوري تمكنت من قطع طريق إمداد سري إلى حي بابا عمرو بمدينة حمص (سؤال غير برئ : من يعطي هذه الإمدادات ؟ ومن يمولها ؟ وما هي طبيعتها ؟)

جل الأخبار المتداولة عن سوريا تأتي من وكالات الأنباء الأمريكية والبريطانية والفرنسية زيادة على الإعلام الوهابي في كل من قطر "النجم الصاعد في خدمة أمريكا" والعربية السعودية "النجم الآفل، شبه المغضوب عليه من طرف أسياده الأمريكيين لتورط هذا النظام الظلامي في تمويل عصابات القاعدة وطالبان والشباب في الصومال والسلفيين في نيجيريا.."

ما مقدار الحقيقة في هذا الشلال الهادر من الأخبار المفبركة حول سوريا من طرف ألد أعداء الإنسانية، الأمبرياليات الغربية والأمريكية والأنظمة الظلامية العشائرية الخليجية والسعودية. هل نصدق ونبتلع كأغبياء الشهادات المفبركة والمبالغ فيها إلى حد الغثيان من طرف عصابات السلفيين الجدد في سوريا الذين يخدمون مخططات الأمبريالية من أجل أن يسيطروا على الحكم بدورهم لخدمة أسيادهم الأمريكيين والأوروبيين

الكذب الإعلامي وسيلة فعالة من وسائل الحرب منذ عرفها الإنسان، لنتذكر تاريخنا القديم، فقد كان القائد الأموي المهلب بن أبي صفرة قبل خروجه إلى أية معركة ضد الخوارج، يفبرك مجموعة من الأحاديث ينسبها لنبيه محمد ضد التيار الخارجي. وقد عرف الخوارج خطورة تأثير تلك الدعاية الدينية وفبركة الأحاديث على عقول العامة، ولهذا اشتهرت عبارتهم التي حفظها التاريخ، إذ قبل أية معركة معهم، كانوا يقولون عنه : راح يكذب

واقعة ثانية في العصر الحديث تبيِّن نجاح الخداع القائم على الدعايات لتحطيم معنويات العدو : بعد الإنقلاب الدموي للجنرال بينوشي في الشيلي، وفي اليوم الثاني للإنقلاب، بدأت بوادر تجمعات طلابية وعمالية لمواجهة العسكر، حينذاك بدأت مجموعة من الإذاعات المحلية التي كانت تحت سيطرة الأمريكيين وبعض فصائل الكنيسة الشيلية ببث أخبار زائفة عن زحف عسكري على العاصمة الشيلية بقيادة جنرال متعاطف مع الرئيس سالفادور أليندي ومع اليسار الشيلي، وأعطيت تفاصيل مختلقة عن قوة الزاحفين وموعد وصولهم إلى العاصمة بعد يومين أو ثلاثة، كما روجت أخبار عن تناقضات "تَبَيَّن فيما بعد أنها مختلقة" داخل القادة العسكريين للإنقلاب
كانت النتيجة الفورية أن سكان العاصمة بطلابها وعمالها ومناضلاتها لزموا بيوتهم وتوقفوا تماماً عن أي عمل نضالي ضد الإنقلاب في انتظار الخلاص المرتقب، مما أعطى الإنقلابيين فرصة ثمينة وفسحة من الوقت للإنتشار الواسع في الأحياء والقيام بمداهمات البيوت مع آلاف الإعتقالات والإختطافات والإغتيالات التي نعرفها جميعاً. لم يكن نشر تلك الأخبار آنذاك إلا وسيلة بارعة لشل حركة الجماهير في انتظار تكملة السيطرة على مقاليد الأمور (تحليل حول الدعاية الأمبريالية في الحرب قرأته آنذاك في إحدى المجلات السوفياتية، وأحكيه من الذاكرة)

واقعة ثالثة حدثت في رومانيا، ويعرفها الكل، إذ قبل سقوط نيكولاي تشاوشيشكو في رومانيا، قام بعض عملاء الغرب بإخراج عشرات الجثث لموتى دفنوا حديثاً في مقابر مدينة تيميشوهارا، وبتنسيق مع وكالات الأنباء الأوروبية والأمريكية، صوروا الجثث بعد أن ألبسوها ملابس عادية، وقدموها في نشرات الأخبار وفي التلفزيون على أنها أجساد مواطنين سقطوا صرعي مجزرة رهيبة قامت بها قوات نظام الرئيس الروماني. ولم يعرف العالم حقيقة الخدعة إلا بعد سقوط نظام الحكم وقيام صحفيين مستقلين بكشف المسرحية الكاذبة

لا يجب أن يفهم من مقدمة مقالي أنني أصور نظام البعث السوري على أنه مجموعة من الحملان الوديعة، إنه نظام برجوازي صغير قمعي تسلطي، ولكنه -بالنسبة لي- أفضل مليون مرة من الظلاميين، غلمان الوهابيين

تدخلت قوات درع الجزيرة بقيادة السعودية في البحرين لقمع انتفاضة الجماهير هناك ضد الحكم العميل، وصمت العالم الغربي وتلفزيون الجزيرة ووكالات الأنباء صمتاً مخزياً عما ارتكب من مجازر دموية بحق المدنيين العزل. كما صمت الجميع إزاء انتفاضة الجماهير اليمنية طوال شهور، ولم ير لا الأمريكان ولا الأوروبيين ولا السعودية ولا الكويت، قمعاً ولا انتهاكاً صارخاً لحقوق البشر

عملت الأنظمة العشائرية في الخليج والسعودية بتنسيق مع أسيادها الأمبرياليين على احتواء غضب الشارع اليمني بوضع مكان صالح مرشح واحد ووحيد هو أحد نوابه، مع ترك أسرته وأولاده في مواقع الهيمنة على مقاليد السلطة والإقتصاد والجيش. لكن نباحهم علا حتى بلغ عنان السماء ضد سوريا ونظامها

إن الظلاميين المتحكمين في مصائر السعودية والخليج وتونس وليبنا والمغرب ومصر يصفون حساباتهم مع آخر الأنظمة القومية القريبة من الإشتراكية والعلمانية
لهم ولكم أقول بالفم المليان، إنني لا أدعو ولا آمل بسقوط نظام بشار الأسد من أجل فتح طريق سيَّار للذئاب الإسلامية إن الشعب السوري واقع الآن بين مطرقة القمع الأسدي وسندان الوهابيين الجدد، ووحده الشعب يدفع ثمن جنون هذا وذاك، ولا يسعني إلا أن أقول : دعوا الكواسر تتصارع فيما بينها مع الأخذ بعين الاعتبار أنه في حالة نجاح السعودية وقطر والامبرياليات الاوروبية والأمريكية في فرض عبيدها على الشعب الشقيق، فسوف تعيش سوريا هي الأخرى ليلاً ظلامياً حالكاً، وإذا حدث هذا فسوف أبكي بحرقة مع النساء والعلويين والأكراد والمسيحيين السوريين الذين سيعانون كل ويلات الظلم والطغيان. وفي انتظار ألا يحدث هذا، تصبحون على وطن خال من قمع الإثنين.



#سائس_ابراهيم (هاشتاغ)       Saiss_Brahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صمتاً إنهم يضطهدون المرأة
- مداخلة السيد جميل المجدلاوي، حضور التأريخ وغياب التحليل
- القرامطة، شعاع نور في تاريخ الإسلام الأسود
- العنصرية والإسلام هل النجمة الصفراء نازية ألمانية، أم أن أصل ...
- هل حقاً أن القرآن لا يأمر بضرب النسوان ؟
- رد طلعت خيري على كامل النجار : شتائم وجهل وكذب قبيح..
- الربيع -العربي- يستحيل خريفاً .. الدين واليسار والصراع الطبق ...
- الجيلاني الهمامي ومداخلته : ملاحظات، ملاحظات
- السيرة الذاتية لسياف عربي... لنزار قباني
- أيمكن وصول لهيب الثورة إلى الجزائر والمغرب ؟
- قذافيات
- كل ثورة وإحنا دايماً فرحانين
- محمد، أبو لهب وشتائم الله


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سائس ابراهيم - ليس دفاعاً عن بشار