أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سائس ابراهيم - السيرة الذاتية لسياف عربي... لنزار قباني














المزيد.....

السيرة الذاتية لسياف عربي... لنزار قباني


سائس ابراهيم
باحث في الأديان

(Saiss Brahim)


الحوار المتمدن-العدد: 3516 - 2011 / 10 / 14 - 14:40
المحور: الادب والفن
    



1

أيها الناس :
لقد أصبحت سلطانا عليكم
فاكسروا أصنامكم بعد ضلال ، واعبدونى...
إننى لا أتجلى دائماً...
فاجلسوا فوق رصيف الصبر، حتى تبصرونى
اتركوا أطفالكم من غير خبز
واتركوا نسوانكم من غير بعل .. واتبعونى
إحمدوا الله على نعمته
فلقد أرسلنى كى أكتب التاريخ،
والتاريخ لا يكتب دونى
إننى يوسف فى الحسن
ولم يخلق الخالق شعرا ذهبيا مثل شعرى
وجبينا نبويا كجبينى
وعيونى غابة من شجر الزيتون واللوز
فصلوا دائما كى يحفظ الله عيونى
أيها الناس :
أنا مجنون ليلى
فابعثوا زوجاتكم يحملن منى...
وابعثوا أزواجكم كى يشكرونى
شرف أن تأكلوا حنطة جسمى
شرف أن تقطفوا لوزى وتينى
شرف أن تشبهونى...
فأنا حادثة ما حدثت
منذ آلاف القرون...

2
أيها الناس :
أنا الأول والأعدل،
والأجمل من بين جميع الحاكمين
وأنا بدر الدجى، وبياض الياسمين
وأنا مخترع المشنقة الأولى، وخير المرسلين...
كلما فكرت أن أعتزل السلطة، ينهانى ضميرى
من ترى يحكم بعدى هؤلاء الطيبين ؟
من سيشفى بعدى الأعرج، والأبرص، والأعمى...
ومن يحيى عظام الميتين ؟
من ترى يخرج من معطفه ضوء القمر ؟
من ترى يرسل للناس المطر ؟
من ترى يجلدهم تسعين جلدة ؟
من ترى يصلبهم فوق الشجر ؟
من ترى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر ؟
ويموتوا كالبقر ؟
كلما فكرت أن أتركهم
فاضت دموعى كغمامة...
وتوكلت على الله...
وقررت أن أركب الشعب...
من الآن.. إلى يوم القيامة...

3
أيها الناس...
أنا أملككم
كما أملك خيلى .. وعبيدى
وأنا أمشى عليكم
مثلما أمشى على سجاد قصرى
فاسجدوا لى فى قيامى
واسجدوا لى فى قعودى
أولم أعثر عليكم ذات يوم
بين أوراق جدودى ؟
حاذروا أن تقرأوا أي كتاب
فأنا أقرأ عنكم...
حاذروا أن تكتبوا أي خطاب
فأنا أكتب عنكم...
حاذروا أن تسمعوا فيروز بالسر
فإنى بنواياكم عليم
حاذروا أن تدخلوا القبر بلا إذنى
فهذا عندنا إثم عظيم
والزموا الصمت، إذا كلمتكم
فكلامى هو قرآن كريم...

4
أيها الناس :
أنا مهديكم ، فانتظرونى
ودمى ينبض فى قلب الدوالى، فاشربونى
أوقفوا كل الأناشيد التى ينشدها الأطفال
فى حب الوطن
فأنا صرت الوطن.
إننى الواحد، والخالد ما بين جميع الكائنات
وأنا المخزون فى ذاكرة التفاح، والناى،
وزرق الأغنيات
إرفعوا فوق الميادين تصاويرى
وغطونى بغيم الكلمات
واخطبوا لي أصغر الزوجات سناً...
فأنا لست أشيخ...
جسدى ليس يشيخ..
وسجونى لا تشيخ...
وجهاز القمع فى مملكتى ليس يشيخ
أيها الناس :
أنا الحجاج، إن أنزع قناعى تعرفونى
وأنا جنكيز خان...
جئتكم بحرابى .. وكلابى.. وسجونى
لاتضيقوا -أيها الناس- ببطشى
فأنا أقتل كى لاتقتلونى...
وأنا أشنق كى لا تشنقونى...
وأنا أدفنكم فى ذلك القبر الجماعى
لكيلا تدفونى...

5
أيها الناس :
اشتروا لى صحفاً تكتب عنى
إنها معروضة مثل البغايا فى الشوارع
إشتروا لى ورقا أخضر مصقولاً كأعشاب الربيع
ومدادا .. ومطابع
كل شىء يشترى فى عصرنا .. حتى الأصابع...
إشتروا فاكهة الفكر .. وخلوها أمامى
واطبخوا لى شاعرا،
واجعلوه، بين أطباق طعامى...
أنا أمىٌّ.. وعندى عقدة مما يقول الشعراء
فاشتروا لى شعراء يتغنون بحسنى...
واجعلونى نجم كل الأغلفة
فنجوم الرقص والمسرح ليسوا أبداً، أجمل منى
فأنا، بالعملة الصعبة، أشرى ما أريد
أشترى ديوان بشار بن برد
وشفاه المتنبى، وأناشيد لبيد...
فالملايين التى فى بيت مال المسلمين
هى ميراث قديم لأبى
فخذوا من ذهبى
واكتبوا فى أمهات الكتب
أن عصرى عصر هارون الرشيد...

6
يا جماهير بلادى :
ياجماهير الشعوب العربية
إننى روحٌ نقىٌ جاء كي يغسلكم من غبار الجاهلية
سجلوا صوتى على أشرطة
إن صوتى أخضر الايقاع كالنافورة الأندلسية
صوّرونى باسمًا مثل الجوكندا
ووديعا مثل وجه المجدلية
صورونى...
وأنا أفترس الشعر بأسناني...
وأمتص دماء الأبْجدية
صورونى
بوقارى وجلالى،
وعصاى العسكرية
صورونى...
عندما أصطاد وعْلاًً أو غزالاً
صوروني...
عندما أحملكم فوق أكتافى لدار الأبدية

7
أيها الناس :
أنا المسؤول عن أحلامكم إذ تحلمون...
وأنا المسؤول عن كل رغيف تأكلون
وعن الشعر الذى -من خلف ظهرى- تقرأون
فجهاز الأمن فى قصرى يوافينى
بأخبار العصافير .. وأخبار السنابل
ويوافينى بما يحدث فى بطن الحوامل
أيها الناس : أنا سجانكم
وأنا مسجونكم.. فلتعذرونى
إننى المنفي في داخل قصري
لا أرى شمسا، ولا نجما، ولا زهرة دفلى
منذ أن جئت الى السلطة طفلا
ورجال السيرك يلتفون حولى
واحد ينفخ ناياً...
واحد يضرب طبلا
واحد يمسح جوخاً .. واحد يمسح نعلاً...
منذ أن جئت الى السلطة طفلا...
لم يقل لى مستشار القصر : كلا
لم يقل لى وزرائى أبدا لفظة : كلا
لم يقل لى سفرائى أبدا فى الوجه : كلا
لم تقل إحدى نسائى فى سرير الحب : كلا
إنهم قد علمونى أن أرى نفسى إلهًا
وأرى الشعب من الشرفة رملا...
فاعذرونى إن تحولت لهولاكو جديد
أنا لم أقتل لوجه القتل يوما...
إنما أقتلكم .. كى أتسلى..



#سائس_ابراهيم (هاشتاغ)       Saiss_Brahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيمكن وصول لهيب الثورة إلى الجزائر والمغرب ؟
- قذافيات
- كل ثورة وإحنا دايماً فرحانين
- محمد، أبو لهب وشتائم الله


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سائس ابراهيم - السيرة الذاتية لسياف عربي... لنزار قباني