الحلقة الحادية عشر بعد المئة من ثورة 14 تموز

وصفي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4276 - 2013 / 11 / 15 - 20:51
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

كيف كان فيصل ينظر إلى هذه الأمور
أما حول كيف كان فيصل نفسه ينظر إلى هذا كله , فإن الرسالة الآتية من مدير الشرطة السياسية البريطانية إلى المستشار البريطاني لوزير داخلية العراق , كافية لإلقاء الضوء على تفكير فيصل و طريقة تصرفه :
(( في الثاني من آذار ( مارس ) [ 1928 ] , استجابة لرسالة برقية , قام أمين جلبي الشرشفجي بزيارة القصر , حيث بقي ثلاث ساعات . ولدى عودته رفض إخبار أيٍ كان بما جرى باستثناء أنه حظي بمقابلة جلالة الملك فيصل الذي اقسم على عدم اشاعة ما جرى بينهما .
ولكنه اخبر الحاج حسين العلاوي , في 3 ـ 3 ـ 1928 , بالمقابلة وبقسمه لصاحب الجلالة الملك , ولكنه قال إنه لن يمانع في إخباره بما جرى لثقته به . ثم قال انه بعد المجاملات المعتادة , قال الملك أنه مهما حدث في السابق فإنه مقتنع بأنه ـ أي أمين الشرشفجي ـ ذو ادراك واضح وأنه يحب (( البيت المقدس عليه السلام )) . ( وقال الملك ) أنه لم يصدق أبداً أنه كان ضده وأن نشاطاته , وإن كانت ضد مصالح العرش , فقد جاءت عن حسن نية , . وشكر أمين الشرشفجي جلالته لهذا , وطمأنه إلى أن المطلوب منه , كمسلم , أن يؤيده كسليل للرسول . ورد جلالته بأنه كان يعرف هذا , وهو ما جعله يعتمد عليه , وبعد أن جعله يقسم على (( ولاية أمير المؤمنين )) بعدم اشاعة ما جرى بينهما إلا لأشخاص يثق بهم ثقته بنفسه , قال إن العراق يواجه خطراً كبيراً من جهة الاخوان الذين هم أعداء مريرون لأسرته وللشيعة . وبعاطفة جياشة أظهر كيف أن الإخوان كانوا يسعون إلى ازالة الأماكن الإسلامية المقدسة وحتى أسماء أهل البيت من العالم , وأن الوزارة الحالية التي يرأسها عبد المحسن السعدون , لن تدافع عن البلاد للأسباب الاتية :
( 1 ) ليست هنالك قوة كافية .
( 2 ) أنه يؤيد في السر , مع كل آل السعدون , ابن سعود ويعتقدون سراً بالمذهب الوهابي .
( 3 ) البريطانيون يدعمون ( الإخوان ) , وفي الواقع , وفي الواقع فإنهم هم الذين تسببوا في الهجوم الخير على العراق . ولو لم يكن الأمر كذلك لكانوا سمحوا للعراق أن يسيطر على جيشه أو كانت قواتهم الجوية ـ وقبل ذلك ـ تعاملت معهم بشكل كامل .
(( وقال ( الملك ) إن البلاد تواجه خطراً كبيراً , وإنهم مسؤولون أمام الله ورسوله عن سلامة أضرحة اللأئمة المقدسين , ولذلك فإن عليهم أن يتخذوا خطوات فورية لحماية ما تعتمد عليه حياة دينهم ووطنهم .
(( وقال أمين الشرشفجي إنه تأثر كثيراً بما قاله صاحب الجلالة وسأله عما يقترح فعله . فقال جلالته ان عليه أن يعتبر هذا الأمر منتهياً وأن يستشير العلماء , ولكنه حثه على ضرورة اللجوء إلى أكبر حذر ممكن .
(( ثم تحدث عن البريطانيين وقائلاً انهم ضد تقدم البلاد وأعطى تفاصيل عن الصعوبات التي واجهها عندما كان في لندن نتيجة لموقف ومعارضة السير هنري دوبس الذي أعلن ـ كما قال ـ أن شيعة العراق وحزب النهضة يعارضون الملك ويؤيدون البريطانيين . وقال ( الملك ) إنه مدرك تماماً أن البريطانيين كانوا السبب في كل ما حصل من احتكاك , وأن تعامله ( تعامل أمين ) مع المقر ـ المقر هو مكان اقامة المندوب السامي ـ وأطال في الحديث بعض الشيء ثم أوضح أن البريطانيين فشلوا في تحقيق وعودهم للشيعة .
(( وقال إن السير عبد المحسن , الذي لن يعترض على أي شيء يفعله البريطانيون , وافقهم على انتخاب مجلس نيابي موالٍ للبريطانيين لتسهيل السياسة البريطانية ......
(( وفي ما يتعلق بالحاضر الراهن , فإن أمين الشرشفجي اكتفى ـ على حد علمي ـ بنقل ما ورد أعلاه إلى الحاج حسين علاوي , الذي أخبر بدوره عميلي , الذي لابد من اخذ العناية الأكبر لمنع اكتشافه ........)) .

#وصفي_أحمد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل