أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلمان مجيد - ( الشخصية التآريخية ) و مدى آنصاف ألتأريخ لها















المزيد.....

( الشخصية التآريخية ) و مدى آنصاف ألتأريخ لها


سلمان مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 4272 - 2013 / 11 / 11 - 22:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نحن هنا في سياق موضوعنا ، هل نحن متغيرون بذواتنا ام هناك من يعمل على تغيرنا ، ومنهم ( الانسان التأريخي )، فأولآ من هو الانسان التأريخي ؟ وهل كل انسان يتخطى زمنه و بعدها يصبح انسانآ تأريخيآ ، طبعآ هذا ليس بصحيح بألتأكيد ، لان مفهوم الانسان التأريخي سوف لا يكون له معنى ، لذلك لابد ان تكون هناك معايير تعطي لذلك الانسان مكانته الخاصة في التأريخ ، حيث تجعله متميزآ ، بل قد يكون متفردآ في تلك المكانة ، وهذه المكانة لابد ان يكون لها و عاءآ يحتويها حتى لا تتشتت و تضيع معالمها ، و الوعاء هنا هو المجتمع الذي يحوي ذلك الانسان ، و ان فعل ذلك الانسان حتى يكون تآريخيآ ان يعمل على تغيير ذلك المجتمع تغيرآ واضحآ نحو جهة تجعل ذلك المجتمع يتجه نحو البوصلة التي يحددها ذلك الانسان ، وهذا التحول ليس بألضرورة ان يتحرك بألأتجاه الذي يحدده ذلك الانسان التأريخي ، بل قد تتولد ردود أفعال متعارضة او متوافقة مع أتجاه التغير ، وقد تكون بالسرعة المطلوبة أو أبطأ أو أسرع ، مما قد يؤدي الى أرتباك في عملية التغيير ، فعملية التغيير الذي يقوم به الانسان التأريخي لابد له من وسائل و ادوات ، وان هذه الادوات و الوسائل ممن يحددها هو المرحلة الحضارية التي يعيشها ذلك الانسان التأريخي ، فقد تتمثل بالأمكانيات الطبيعية الذاتية و الموضوعية التي يستثمرها الانسان التأريخي في عملية التغيير ، و يجب ان تكون طبيعة تلك الوسائل و الادوات بنفس طبيعة ما يراد تغييره ، فما تريد تغييره ماديآ لابد ان تستخدم وسائل مادية في تغيره اما ان كان التغيير فكريآ لابد من استخدام الفكر في تغييره ، والا سيسود الارباك و الفوضى في عملية التغيير ، وان تبين ان هناك مظاهر تبين ان هناك مظاهر للتغيير بهذه الاساليب المتعارضة ، الا انها تغيرات ظاهرية و ليست جوهرية ، ففي القوة و العنف انت غير قادر على تغيير الفكر ، فقد يتراى لك أنه قد حصل التغيير المطلوب ،بل بالحقيقة ان كان هناك تغيير فأنه تثبيت و ترسيخ لما أريد تغيره ، وقد يتطور ذلك الثبات و الرسوخ الى عملية جبارة في دحض عملية التغيير التي اريد لها .
ومن الادوات الاخرى التي قد تكون متاحة لأنجاز عملية التغير هي الصفة المجتمعية لعملية التغيير ، فأحينآ مهما وصل الانسان التأريخي من أمكانية فكرية او طبيعية فأنه غير قادر بأمكانياته تلك على أحداث التغيير ، الا ان يكون هناك ثلة مجتمعية قد تتميز بجزء مما يتميز به الانسان التأريخي ــ على ان تبقى زمام الامور بيده ــ حتى تتحقق وحدة الفعل الذي ستتشكل بمجموعها زخمآ جبارآ بوتيرة متصاعدة دومآ الى ان تتم عملية التغيير .
مع كل الذي تقدم لايعني ان يكون ذلك الانسان التأريخي ان ما يقوم به من أستثمار لخصائصه التأريخية ، أنه يريد تغيرآ أيجابيآ يصب في مصلحة مجتمعه ، بل أحيانآ تكون تلك العمليات التغيرية تصب عكس مصلحة المجتمع ، كأن تكبح عمليات الغيير الايجابية ، بل قد يصل الامر بأن يعمل ذلك العامل على التغيير أن يبيد أمة بكاملها ، أن كان ذلك من الناحية المادية او الفكرية فقد يعمل البعض من هؤلاء التاريخيين الى تغيير عقائد و افكار مجتمعاتهم او مجتمعات اخرى ، و التي قد تكون موجودة لديهم لقرون لا تعد ولا تحصى ، اما البعض منهم قد يزيل أممآ و اقوام عن الوجود ، وان لم يزيلهم كليآ فقد يرجعهم الى قرون سيحقة من الزمن تلك التي عاشها اجدادهم على مدى عمق الزمان ، و قد يصدق مثل هذا الامر على التوقع الذي توقعه انشتاين عندما سؤل عن نوع الاسلحة الفتاكة التي ستستخدم في الحرب العالمية الثالثة فقال : لا اعلم الا اني اعلم بأن الحرب العالمية الرابعة ستكون أسلحتها العصا و الحجر .
بعد كل ما تقدم لابد من العودة الى القسم الثاني من الموضوع وهو التأريخ ومدى أنصافه فيما دونه عن هؤلاء الذين نطلق على احدهم ( الانسان التأريخي ) ، و أول ما يتطلب منا هو : ماهو التأريخ و ما هو المعيار الذي يحدد بموجبه الزمن بأنه تاريخآ او ليس بتأريخ ، أضافة الى ضرورة معرفة من يدونون التأريخ ، وهل دائمآ هؤلاء المدونون يتسمون بألصدق و الامانة ، لاشك انه لأ يكون هناك تأريخ بدون زمن ، و الزمن ما أصبح زمنآ الا بعد الحركة الاولى للكون ــ التي اوعز الله تعالى للكون ان يتحرك ــ حيث بدآ التأريخ ، ولكن ما يهمنا من التأريخ هنا هو تأريخ الانسان وليس تأريخ الكون فأن لهذا أناس أخرون ، فاذن أن أي حدث و فعل يقع في المجتمع يعد تأريخآ ما دام يتحرك ضمن الزمن بمساراته الثلاث : الماضي و الحاضر و المستقبل ، الا انه ليس من العملي أن يدون ألتأريخ كل ما يحدث بين جنباته من أحداث الصغيرة منها و الكبيرة ، وان ما يستحق ان يدون من الاحداث ما يمكن ان يغطي الغالبية من المجتمع ، حتى يكون حدثآ تأريخيآ ، لذلك اصبح للتاريخ مثابات و اضحة و مابين مثابة و اخرى مراحل ، اما ان تكون تمهيدية لتلك المثابات او تكون متفاعلة مع تلك المثابات الى ان تستوعبعها و تتقبلها لتمهد نفسها لمثابة اخرى ، لذلك و بهذا الامر أصبح للتأريخ اثرملموس قد يصل الى انه يمكن تجسيده ماديآ ، متمثلآ بألاثار التي تركها الانسان التأريخي و التي بعضآ منها لم تعرف اسراره ليومنا هذا ، و هناك البعض لم يكتف بهذا الكم من الاحداث و المثابات و الاثار ، لكي نقول أنه هناك تأريخ ، ولقد اجاب علماء الخيال العلمي الواسع بأن مفردات التأريخ محفوضة و في مأمن عليها بين ذرات الكون و الوجود ، فهؤلاء الخياليون يتوقعون أنه بأمكان العلم المستقبلي ان يعيد أي حدث تأريخي من خلال تفعيل المحيط الذي حدث فيه الحدث ، وكأنك تفعل ( قرص مدمج ) و بأمكانك ان تعيد ه مررآ متى شئت .
هذا الذي مر كله لاشك في امكانية حدوثه ما دام ان هناك امكانية لحدوثه ، ولكن المشكلة بألنسبة الينا ، هل من الممكن ان يصل الينا و الى الاجيال اللاحقة كل الذي حدث و الذي لم يحدث ، ان هذا الامر يتعلق بمن يعمل على ايصال مفردات و احداث التأريخ ، و هنا يبرز سؤال : من هو الذي يوصل لنا التأريخ و مفرداته ؟ ، ما يتبين لنا انه دائمآ ان من يدون التأريخ هو المنتصر ، كان عادلآ ام غاشمآ ، و ان ما يعول عليه في صدقية التأريخ هو ان يكون مدون التأريخ عادلآ ، وما دام ان العدل على مدى تأريخ الانسان مغلوب على امره ، فأن هناك شك في معظم ما جاء في التأريخ من احداث ، ما دامت دولة الظلم هي السائدة في السياسة و الاقتصاد و الاجتماع ، اذن وعلى اساس هذه القاعدة لم ينصف التأريخ الانسان التأريخي الايجابي ، بل احط من قدره ورفع من لايستحق التقدير ، و المسؤول عن ذلك كله ليس التأريخ ، بل من يدونون التأريخ من الطغاة و الجبابرة على مدى تأريخ البشرية و حتى يومنا هذا ، حيث تتزاوج السياسة مع رأس المال ، حرصآ على مصالحهم الانانية و على حساب المصلحة الانسانية .
( تم )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#سلمان_مجيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم ( الخدمة الجهادية ) و قانون التقاعد الجديد
- ( الحياة ) هي الاصل
- هل كان ( علي بن ابي طالب ) أشتراكيآ
- مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد / محمد باقرألصدر : ألقس ...
- (( ألتوقف عن ألكتابة )) ألأسباب و ألنتائج :
- مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد : محمد باقر الصدر / الق ...
- مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد / محمد باقر الصدر القس ...
- مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد محمد باقر الصدر
- السياحة و السواح
- السياحة و انواعها
- لحظات ما قبل ( النوم ) او ما بين ( اليقظة ) و ( النوم )
- لو اختفى البشر عن الارض
- (( الكوسموبوليتية و منظومة هارب )) و اخافة الشعوب
- (( التفاح )) و الفرز الاجتماعي و تداعيات اخرى
- (( الدين )) الفطرة و الحاجة
- (( السرعة و التسارع )) و نقيضيهما ، واثرهما في مستقبل الامم ...
- (( شاي العروس )) و ثنائيات الحياة .
- (( الماء )) وطبائع البشر
- اشكالية (( الفقر ))
- (( غيبوبة ))


المزيد.....




- للحانات البريطانية قواعدها الخاصة.. إليك ما تحتاج لمعرفته قب ...
- انتقام إيران.. ما قاله ترامب محذرا إياها من الرد على الضربة ...
- شاهد.. دمار -واسع النطاق- وسط إسرائيل بأول موجة صاروخية إيرا ...
- السعودية تعلق على الضربة الأمريكية بإيران واستهداف المنشآت ا ...
- الجيش الإسرائيلي يهاجم أهدافا عسكرية غرب إيران
- الضربة الأميركية لإيران.. هل ربحت إسرائيل المعركة؟
- بلومبيرغ: 5 أسئلة عما سيحدث لو أغلقت إيران مضيق هرمز
- البيت الأبيض ينشر صور من غرفة عمليات استهداف المواقع النووية ...
- -أمريكا بلا منازع حقًا-.. كلمة نتنياهو الكاملة بعد ضربة الول ...
- نتنياهو بعد ضرب المنشآت النووية الإيرانية: لقد تحقق الوعد وت ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلمان مجيد - ( الشخصية التآريخية ) و مدى آنصاف ألتأريخ لها