أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلمان مجيد - مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد / محمد باقرألصدر : ألقسم ألرابع ( نظرية ألمعرفة في فلسفتنا )















المزيد.....


مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد / محمد باقرألصدر : ألقسم ألرابع ( نظرية ألمعرفة في فلسفتنا )


سلمان مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 4069 - 2013 / 4 / 21 - 17:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لعلي قد تأخرت كثيرآ عن أستكمال ما أخذت به على نفسي في تعريف بعض أراء ألشهيد محمد باقر ألصدر ، وذلك من خلال مطالعتها و نقل ما فيها من فكر ــ أجده فريدآ من نوعه ــ أخذآ على نفسي بأن لا أزيد أو أنقص من تلك ألأراء ألجديرة بألأطلاع ، و بعد أن أستكمل مطالعة كتاب ( فلسفتنا ) أمل أن أنقل مطالعتي لكتاب أخر من كتب ( ألشهيد ) وهو كتاب ( أقتصادنا ) , ألذي يعد بشهادة مفكرين عرب و عالمين فتحآ جديدآ في فهم و تحليل أهم ألنظريات ألأقتصادية ألتي عاشت و لازالت على مدى أكثر من قرن من ألزمان ، وخاصة ألنظرية ألأشتراكية في فهم ألأقتصاد ، متجسدة في نظريات ( ماركس ) و ( أنجلز ) و أخرين من اساطين ألفكر ألأشتراكي ، المهم احاول ألأستمرار في مطالعاتي لكتاب ( فلسفتنا ) في قسمه ألرابع و ألذي يتناول : ( نظرية ألمعرفة في فلسفتنا ) ، و ألمدخل لهذا ألموضوع يشير ألكتاب بأنه قد أستخلص من خلال دراسته للمذاهب ألفلسفية ألمعروفة و نقدها ، مذهبه ألذي يمكن تلخيصه في خطوات ثلاث : أولها / أن الادراك يقسم الى ( ألتصور ) و الاخر ( ألتصديق ) . أما ألخط ألثاني : حيث يتمثل بألمعارف (( ألتصديقية جميعآ ألى معارف اساسية ضرورية ، لايمكن أثبات ضرورتها بدليل أو ألبرهنة على صحتها ، و أنما يشعر ألعقل بضرورة ألتسليم بها و الأعتقاد بصحتها )) و من تلك المعارف التي ينطبق عليها هذا المعيار هي :مبدأ عدم التناقض و مبدا ألعلية ، و مبادئ ألرياضة ألأولية ، و يرى ألكتاب أنه على هدى هذه ألمبادئ و ألمعارف تقام المعارف ألتصديقية كافة ، كالمعارف ( ألميتافيزيقية ) الرياضيات و الطبيعيات ، مع أن ألطبيعيات تختلف في ضرورة تحقيق ( التجربة ) في سبيل ألحصول على ألمعارف تلك ألتي لا تحتاج فيها ألرياضيات و الميتافيزيقيا لتلك ألتجربة ، لذلك ترى (( أن نتائج ألميتافيزيقا و ألرياضيات و ألرياضيات نتائج قطعية في ألغالب ، دون ألنتائج ألعلمية في ألطبيعيات )) و يحاول ألكتاب في تأكيد نظريته هذه ، بأن يضرب ألأمثلة ألعملية ، فمثلآ أنه يتخذ من ( ألحرارة ) كموضوع لتأكيد هذه الفكرة ، و ذلك من خلال تطبيق تلك ألمبادئ ألعقلية على ألأسباب ألطبيعية للحرارة . و يستمر ألكتاب في هذا ألمنهج الى أن يصل ألى حقيقة مفادها : أنه لابد للعالم ألطبيعي ان يستعين في دراساته على (( ألمبادئ ألضرورية ألعقلية )) و منها مثلآ (( ألمبدآ القائل : بأستحالة أنفصال ألشئ عن سببه ، و يدرس على ضوء هذا ألمبدأ تلك الطائفة من الاشياء ألتي يوجد بينها ألسبب الحقيقي )) للاشياء .و على أساس ما جاء به ألكتاب في هذا ألموضوع يصل الى : (( أولآ ــ ان المبادئ ألعقلية الضرورية هي ألأساس ألعام لجميع الحقائق العلمية ............. ثانيآ ــ أن قيمة ألنظريات و ألنتائج ألعلمية في ألمجالات التجريبية موقوفة على مدى دقتها في تطبيق تلك ألمبادئ ألضرورية على مجموعة ألتجارب ألتي أمكن ألحصول عليها . ))
ألخط الثالث : مدى التطابق بين الصورة ألذهنية و ألواقع ألموضوعي ، و يرى ألكتاب ان تلك ألصورة التي نكونها عن ألأشياء في أذهاننا (( فيها ناحيتان : فهي من ناحية صورة ألشئ و وجوده الخاص في ذهننا ، ولابد لأجل ذلك أن يكون ألشئ متمثلآ فيها ، و ألا لم تكن صورة له ، ولكنها من ناحية أخرى تختلف عن الموضوعي أختلافآ أساسيآ )) و ذلك لعدم أمتلاكها ألخاصائص ألتي يتميز بها ألواقع ألموضوعي لذلك ألشئ ، (( فألصورة الذهنية ألتي نكونها عن ألمادة أو ألشمس او الحرارة مهما كانت دقيقة و مفصلة لا يمكن أن تقوم بنفس الأدوار ألفعالة ألتي يقوم بها الواقع ألموضوعي لتلك ألصور ألذهنية في ألخارج )) و بذلك ــ و كما يشير ألكتاب ــ بانه قادر ان يفرز ألناحية الموضوعية للفكرة عن ألناحية ألذاتية .
ألنسبية ألتطورية // بعد أن أستعرض ألكتاب مختلف ألمذاهب ألفلسفية في نظرية ألمعرفة ، فأنه يعرج على ( ألديالكتيك ) و دوره في هذه ألنظرية ــ نظرية ألمعرفة ــ حيث أن ألماديين ألديالكتيكين حاولوا أبعاد فلسفتهم عن ألشك و ألسفسطة ، وعلى أساس ذلك فأنهم رفضوا كل من ألمثالية و ألنسبية ألذاتية ، فأنهم (( أكدوا على أمكان ألمعرفة ألحقيقية للعالم )) و على أساس ذلك يعتبرون هم من عمل على أظهار ( نظرية ألمعرفة ) متيقنين فلسفيآ على صحة هذه ألنظرية ، معتمدين في ذلك على مرتكزات ألنظرية ألحسية و ألمذهب ألتجريبي ، وذلك تفنيدآ للمثالية ، من خلال ( ألتجربة ) و رفضهم للنسبية ، اعتمادآ على ( الحركة ) .
ألتجربة و ألمثالية / وفي هذا ألموضوع يستشهد الكتاب بما ذهب أليه أساطين ( المادية ألديالكتيكية ) كأنجلز و ماركس ، و أورد هنا بعض ما جاء به ألكتاب من أراء كل من ( أنجلز ) و ( ماركس ) في هذا ألصدد ، حيث يقول عن رأئ ( أنجلز ) في ألمثالية ما نصه : (( أن اقوى تفنيد لهذا ألوهم ألفلسفي ....... هو : ألعمل و ألتجربة و ألصناعة بوجه خاص ... )) أما بألنسبة ألى ( ماركس ) فأنه قال : (( أن مسألة معرفة ما أذا كان بوسع ألفكر ألأنساني أن ينتهي ألى حقيقة موضوعية ، ليس بمسألة نظرية ، بل انها مسألة عملية ........ )) و يرى ألكتاب أن هذه ألنصوص أنما تريد ألبرهنة على أهمية ألتجربة بالنسبة للواقع الموضوعي ، أضافة ألى العمل على حل ألمشكلة ألكبرى في ألفلسفة ، وهي : مشكلة ألمثالية و ألواقعية ، و ذلك بواسطة ألأساليب ألعلمية ، و يعيب ألكتاب على هذه العملية ألتي هي عبارة عن عملية خلط بين ألفلسفة و ألعلوم ، أما بالنسبة لمشكلة ألتصارع بين ألمثاليين و ألواقعيين (( هي تلك المشاكل ألتي لا يمكن أعتبار ألتجربة ألمرجع ألاعلى فيها ، ولا اعطاؤها الصفة ألعلمية ، لأن ألمسألة ألتي يرتكز عليها ألبحث فيها هي مسالة وجود واقع موضوعي للحس ألتجريبي . فالمثالي يزعم أن ألاشياء لا توجد ألا في حسنا و أدراكاتنا ألتجريبية ، و ألواقعي يعتقد بوجود واقع خارجي مستقل للحس و ألتجربة )) ، و بعد ان يضع الكتاب ( الحس ألتجريبي ) تحت طائلة ألأمتحان ، حيث يصل في ذلك ألى أن ألأحساسات (( ما دامت مجرد تصورات فلا تبرهن على الواقع ألموضوعي و دحض ألمفهوم ألمثالي . )) و كبديل عن ذلك فأن ألكتاب يرى أنه (( يجب علينا أن ننطلق من ألمذهب ألعقلي ، لنشيد على أساسه ألمفهوم ألواقعي للحس و التجربة ، فنؤمن بوجود مبادئ تصديقية ضرورية في ألعقل ، وعلى ضوء تلك ألمبادئ نثبت موضوعية أحاسيسنا و تجاربنا ))، و تأكيدآ لهذا ألمبدأ ألذي اخذ به ألكتاب فأنه أتخذ ( مبدأ ألعلية ) لتأكيد ألواقع ألموضوعي للأحساسات و ألمشاعر، حيث أنه لكل حادث سببآ خارجآ عنه ، و بذلك قد أستطاع ألكتاب أن يبرهن على موضوعية ألحس و ألتجربة مستندآ في ذلك على ( مبدأ ألعلية ) ، و ألذي لاتقبل به ( ألماركسية ) ، و يرى ألكتاب أن عدم ألقبول هذا يعود الى :
أولآ / أن ( ألماركسية ) (( لا تؤمن بمبادى عقلية ، فليس مبدأ ألعلية في عرضها ألا مبدأ تجريبيآ تدل علية ألتجربة ، فلا يصح أن يعتبر أساسآ لصدق ألتجربة و موضوعيتها ))
ثانيآ / (( ان ألديالكتيك يفسر تطورات ألمادة و حوادثها بألتناقضات ألمحتواة في داخلها ، و ليست الحوادث ألطبيعية في تفسيره محتاجة ألى سبب خارجي )) و هذا ما لايقره ألكتاب حيث يعمل تفنيده ، باعتبار أنه لو (( كان هذا التفسير ألديالكتيكي كافيآ لتبرير وجود الحوادث ألطبيعية ، فلماذا نذهب بعيدآ ؟ ! و لماذا نضطر ألى افتراض سبب خارجي و واقع موضوعي لكل ما يثور في نفوسنا من ادراك ؟ ! بل يصبح من ألجائز أن تقول ألمثالية في ظواهر ألأدراك و ألحس ما قاله ألديالكتيك عن ألطبيعة تمامآ ، و تزعم أن هذه ألظواهر في حدوثها و تعاقبها محكومة لقانون ( نقض ألنقض ) الذي يضع رصيد ألتغير و التطور في ألمحتوى ألداخلي )) و بموجب ما تقدم فان ألكتاب يرى بان ألديالكتيك سيحجبنا عن سبب خارج ألطبيعة ، بل عن الطبيعة ذاتها ، (( و عن كل شئ خارج دنيا ألشعور و ألأدراك )) و يورد ألكتاب بعض من النصوص ألماركسية ( لروجيه جارودي ) و ( لينين ) و ( جورج بوليتزير ) ، و التي حولت المشكلة تلك بما لا يتفق مع طبيعتها و طابعها ألفلسفي .
ومن الموضوعات ألتي حاربتها ألماركسية موضوعة او فكرة ( ألشئ لذاته ) و التي عرضها ( كانت ) في بعض اشكالها ، أضافة ألى محاربتها ( ألأفكار ألتصورية ألمثالية ) ، و يحاول الكتاب أستعراض أو النظر في أسلوبها عن ذلك ، من خلال ما قاله ( جورج بوليتزير ) عن ( صفات ألشئ ) و ( ألشئ في ذاته ) و يرى بأن ألتمييز بينهما هو (( تمييز أجوف ، فاذا عرفنا كل صفات شئ ما عرفنا ألشئ ذاته )) أضافة الى انه يرى بأن ألصفات مستقلة بذاتها عنا ، و تاكيدآ لذلك يرى ( جورج بوليتزير ) بأن ألمعرفة متاحة للواقع ألموضوعي (( فمن ألسخف أن نقول ــ مثلأ ــ شخصيتك شئ و صفاتك و عيوبك شئ اخر )) لأن ألشخصية ماهي ألا مجموع ألصفات و ألعيوب ألتي تتصف بها ألشخصية ، ثم يضرب مثلآ أخر ــ تأكيدآ لوحدة ألواقع ــ و ذلك من خلال ألربط بين ( ألصور ) و ألرسامين و ألألوان و ألأساليب ........ ألخ ، و مع أن بعض ألصفات قد تكون غير معروفة أو مختفية ، ألا أنها ستظهر للعيان من خلال ( ألجدل ) ، حيث تلك ألصفات ألمختفية (( تكشف عن نفسها نتيجة للصراع ألباطن للأضداد )) ، ثم يسترسل ( جورج بوليتزير ) في ضرب أمثلة أخرى ، :حالة ألسيولة و غيرها ، (( ومن هنا قال ( لينين ) : لايوجد و لا يمكن أن يوجد أئ فارق مبدئي بين الظاهرة و ألشئ في ذاته ، وليس ثمة فرق ألا بين ما هو معروف و بين ما يعرف بعد )) و بموجب هذا ألنص يحاول ألكتاب دراسة ( ألماركسية ) ، على أنه يمييز بين أثنين من ألمعاني لموضوعة فصل ألشئ في ذاته عن ألشئ لذاته : فألمعنى ألأول يتمثل في أن (( ألعلم ألبشري لما كان يرتكز ــ في نظر ألمبدأ ألحسي ألتجريبي ــ على ألحس ، و ألحس لا يتناول ألا ظواهر ألطبيعة ولا ينفذ ألى ألصميم و ألجوهر ، فهو مقصور على هذه ألظواهر ألتي يمتد أليها ألحس ألتجريبي ، وتقوم بذلك هوة فاصلة بين ألظواهر و ألجوهر فألظواهر هي ألأشياء لذاتها ، لأنها ألجانب ألسطحي ألقابل للأدراك ، و ألجوهر هو ألشئ في ذاته ، ولا تنفذ أليه ألمعرفة ألبشرية . ))
أما ألمعنى ألثاني : فأنه يتمثل في (( أن ألظواهر ــ ألتي يمكن أدراكها و معرفتها ــ ليست هي في مداركنا و حواسنا كما هي في واقعها ألموضوعي . فألثنائية ليست هنا بين ألظاهرة و ألجوهر ، بل بين ألظاهرة كما تبدو لنا ، و ألظاهرة كما هي موجودة بصورة موضوعية مستقلة )) و يتساءل ألكتاب عن مدى أستطاعة ( الماركسية ) في أن تقضي على تلك ألثنائية ــ أعلاه ــ ، و يجيب ألكتاب بألنفي (( ما دام ألأدراك في ألمفهوم ألمادي عملآ فزيولوجيآ خالصآ . )) و يستمر ألكتاب في تفنيد ( ألماركسية ) في ذلك ألأمر من خلال ( ألمادية ألألية ) و ( ألمادية ألديالكتيكية ) سوية ، ويخلص ألكتاب ألى أن ( ألمادية ألألية ) غير قادرة على أن تجيب على ألسؤال ألتالي : (( هل يوجد في الأحساس شئ موضوعي ...؟ )) و ذلك (( لأنها أذا أثبتت وجود شئ موضوعي في ألأحساس لزمها أن تبرر كيفية أنتقال ألواقع ألموضوعي ألى ألأحساس ألذاتي )) و كذلك بألنسبة ألى ( ألمادية ألديالكتيكية ) فأنها غير قادر على كشف ألعلاقة بين ألشئ و ألفكرة ، غير ألعلاقة ألسببية ، و ذلك (( نظرآ ألى أن تحول ( ألحركة ألفيزيائية ) للشئ ألى حركة فيزيولوجية ــ و بألتالي ألى حركة نفسية ــ ليس هو ألمفهوم ألصحيح أو ألتفسير ألمعقول للحس أو ألفكر )) و ذلك لأن ألتحول معناه فناء فيزيائية ألحركة ألى شكل أخر ، ويضرب ألكتاب أمثلة على ذلك كحركة ( ألمطرقة و ألسندان ) ، حيث تتحول حركة ألمطرقة من حركة ألية ألى حرارة (( و ألحرارة و ألحركة ألألية شكلان من أشكال ألحركة ))
ألحركة ألديالكتيكية في ألفكر / يشير ألكتاب في هذا ألصدد ما تناولته ألماركسية فيما يتعلق ب ( ألمذهب ألنسبي ) فأعتبرته ــ أي ألماركسية ــ بأنه نوع من ألسفسطة ، معللة ذلك في أن ألنسبية هي : من تغير ــ بتشديد ألياء ــ ألحقائق من ألناحية الذاتية ، حيث (( أوضحت فيه تغير ــ بتشديد ألياء ــ ألحقائق طبقآ لقوانين ألتطور و ألتغير ــ بتشديد الياء ــ في المادة ألخارجية .)) و ما تذهب أليه ألماركسية : في أن ألفكر ألأنساني لايعد حقائق مطلقة ، و أنما تلك ألحقائق ألمدركة أنما هي نسبية دائمآ ، فما يعد من تلك ألحقائق ــ في وقت معين ــ خطأ قد يكون غير ذلك في وقت أخر . و تأكيدآ لذلك يورد ألكتاب نصآ ل (لينين ) جاء فيه (( أن ألمرونة ألتامة ألشاملة للمفاهيم وهي : ألمرونة التي تذهب ألى حد تماثل ألأضداد ، ..........أن هذه ألمرونة إذا أستخدمت على نحو ذاتي تفضي ألى ألأنتقائية و ألسفسطة ، و ألمرونة ألمستخدمة موضوعيآ يعني بكونها تعكس جميع جوانب حركة ألتطور ألمادية و وحدته ، أنما هي ألديالكتيك .... )) و يضيف ألكتاب نصآ أخر قد ينسجم مع ما ذهب أليه ( لينين ) وهو ( ل كيدروف ) حيث يقول (( ولكن قد توجد ثمة نزعة ذاتية ، ليس فقط حينما نعمل على أساس ألمنطق ألشكلي بمقولاته ألساكنة ألجامدة ، ــ و أنما أيضآ ــ حينما نعمل بواسطة مقولات مرنة متحولة ..... )) و يرى الكتاب أن تلك ألنصوص ــ أعلاه ــ أنما تريد بها ألماركسية أن ترفع معتقدها ألفلسفي ، وهذه ماهي ألا محاولة منها لتطبيق قانون ( ألدايلكتيك ) على ألحقيقة .
و يخلص ألكتاب من خلال ألنصوص تلك ــ بعض ألنصوص لم نأت عليها للطبيعة ألمختصرة للموضوع ، وحتى ألتي ذكرت أنما هي مختصرة لذات ألسبب ، فألذي يريد ألأستزادة ، عليه ألرجوع ألى ألكتاب ( فلسفتنا ) ــ ألماركسية ألى ثلاثة أراء مرتبطة مع بعضها ، وهي : ألاول / أن نمو ألواقع و تطوره ما هو ألا أنعكاس لنمو و تطور ألحقيقة . ألثاني / (( أن ألحقيقة و ألخطأ يمكن أن يجتمعا ، فتكون ألفكرة ألواحدة خطأ و حقيقة )) أما ألرأئ ألثالث / يذهب ألى (( أن أي حكم مهما بدت ألحقيقة فيه واضحة فهو يحتوي على تناقض خاص ........ )) فمن خلال هذه ألأراء ألثلاثة ألتي أستخلصها ألكتاب من خلال أستعراض ألنصوص ألماركسية ألتي جاء بها ألكتاب فأنه ــ أي ألكتاب ــ يطرح عددآ من ألأسئلة وهي :
أ / (( هل ألحقيقة ألقائمة في فكر ألأنسان تتطور و تتكامل حقيقة ؟ ))
ب / (( هل يمكن للحقيقة أن تجتمع مع ألخطأ ؟ ))
ج / (( هل تحتوي كل حقيقة على نقيضها ، و تنمو بهذا ألتناقض ألداخلي ؟ ))
وهذه ألأسئلة هي ألتي يريد ألكتاب أن يتبينها من خلال ألأجابة عليها :
أ / تطور ألحقيقة و حركتها : يحاول ألكتاب قبل كل شئ أن يعرف ألحقيقة ، فابتداءآ يرى بأن ألحقيقة هي ألفكرة ألمطابقة للواقع و أنها مماثلة له ، بأعتبار أن أي تفكير ما هو ألا أنعكاس للواقع و أدراكه ، أضافة ألى أنه يرى بأن (( لفظ ( ألحقيقة ) قد أستحدثت له عدة معان أخرى ، تختلف كل ألاختلاف عن مفهومها ألواقعي ........ )) و منها ألمعنى ألفلسفي ألذي جاء به ( وليم جيمس ) ضمن مذهبه ألجديد في المعرفة ألأنسانية : و ألذي يعرف ( بألبراجماتية ) أو ما يعرف أيضآ ( بألذرائعية ) ، و يلخص ألكتاب مفهوم ( ألبرجماتية ) في أنه : ذلك ألمذهب ألذي يقدم معيارآ جديدآ (( لوزن ألأفكار و ألفصل فيها بين ألحق و ألباطل ، وهو : مقدرة ألفكرة ألمعينة على أنجاز أغراض ألأنسان في حياته ألعملية . فأن تضاربت ألأراء و تعارضت ، كان أحقها و أصدقها هو أنفعها و أجداها )) ، ومن ألذين أورد عنهم ألكتاب مساهمتهم في تفسير ( ألحقيقة )( برغسون ) ، حيث عرفها (( بأنها أختراع شئ حديد ، و ليست أكتشافآ لشئ سبق وجوده )) ثم يضيف ألكتاب تعريفات أخى لكل من ( شلر ) و ( دوي ) .
و خلاصة كل ماتقدم ، يرى ألكتاب أن هذا ألمذهب يخلط بين ألحقيقة ذاتها و بين (( ألهدف ألأساسي من محاولة ألظفر بها )) و يرى ألكتاب على كل ما تقدم في أنه : (( أولآ ــ أن أعطاء ألمعنى ألعملي ألبحث للحقيقة ، وتجريدها من خاصة ألكشف عما موجود و سابق ، أستسلام مطلق للشك ألفلسفي ألذي تحارب ألتصورية و ألسفسطة لأجله . وليس مجرد ألأحتفاظ بلفظة ( ألحقيقة ) في مفهوم أخر للرد عليه أو ألتخلص منه .
ثانيآ ــ أن من حقنا ألتساؤل عن هذه ألمنفعة ألعلمية ألتيي أعتبرت مقياسآ للحق و ألباطل في ( ألبرجمانزم ) :: أهي منفعة ألفرد ألخاص ألذي يفكر ؟! أو منفعة ألجماعة ؟ ومن هي هذه ألجماعة ؟ و ما هي حدودها ؟ وهل يقصد بها ألنوع ألأنسان بصورة عامة أو جزء خاص منه ؟ وكل من هذه ألأفتراضات لاتعطي تفسيرآ معقولآ لهذا ألمذهب ألجديد . ))
ب / أجتماع ألحقيقة و ألخطأ : يذكر ألكتاب ومن خلال ألنصوص ( ألماركسية ) ألمذكورة ــ سابقآ ــ في أنها ــ أي ألماركسية ــ تعيب على ( ألمنطق ألشكلي ) أعتقاده بألتعارض بين ألخطأ و ألحقيقة تعارضآ مطلقآ ، (( مع أنهما يجتمعان ما دام ألخطأ و ألحقيقة أمرين نسبيين ، و ما دمنا لا نملك حقيقة مطلقة )) ، ويرى ألكتاب أن هذه ألفكرة ( ألماركسية ) ألتي تذهب ألى أجتماع ألحقيقة مع ألخطأ ، أنما تعتمد على فكرتين : أولهما : أن ( ألماركسية ) عن تطور ألحقيقة و حركتها أنما تعود ألى : (( أن كل حقيقة تتحرك و تتغير بصورة مستمرة )) ، أما ألفكرة ألثانية / و ألتي تقول بها ( ألماركسية ) هي : (( أن ألحركة عبارة عن سلسلة من ألتناقضات .......... )) و أن نتيجة تلك ألفكرتين ــ حسب معتقد ألماركسية ــ (( أن ألحقيقة و الخطأ يجتمعان ، وليس بينهما تعارض مطلق ........ )) و يرى ألكتاب في أكثر من مكان في ألكتاب ، خطأ ألفكرة ألأولى ألتي تقول بتحرك ألحقيقة و تغيرها بصورة مستمرة ، أما بألنسبة لموقف ألكتاب بألنسبة للفكرة ألثانية ، فأنه يؤجلها ألى أن يتناول ( ألديالكتيك ) بألدرس في الموضوع ألقادم و المتعلق ( بألمفهوم ألفلسفي للعالم ) ، حيث سيتبين ــ لاحقآ ــ (( الخطأ و ألأشتباه في قوانين ( ألديالكتيك ) بصورة عامة ، وفي تطبيقه على ألفكرة بصورة خاصة )) حيث يرى ألكتاب أنه من ألواضح أن تطبيق قوانين ( ألدايلكتيك ) على ألحقائق و ألأفكار سيؤدي ألى تهديم ألقيم ألمؤكدة لكامل ألمعارف و ألأحكام ألعقلية ، حتى لو كانت واضحة و بديهية ، ومنها ألأحكام و ألمعارف ألمنطقية ، كألرياضيات ألبسيطة ألتي أيضآ ــ ستأخذ طريقها بموجب تطبيق قواعد ( ألديالكتيك ) على ألأحكام ألعقلية و ألمعارف ــ ستأخذ طريقها ألى ألأنهيار ، و يضرب ألكتاب مثالآ على ذلك ألأنهيار ، نظير : ( 2 + 2 = 4 ) و كألجزء أصغر من ألكل ، و كل ذلك كون أن قوانين ( ألديالكتيك ) ترى بأن ألحقائق و ألأحكام ألعقلية و ألأفكار ، أنها متحركة و متغيرة بصورة مستمرة ، و أن ألحركة عبارة عن سلسلة من ألتناقضات .
خلاصة ألقول من ألدراسة ألسابقة عن ألحقيقة و ألخطأ أن ألكتاب يرى :
أولآ / (( أن ألحقيقة مطلقة و غير متطورة ، و أن كان الواقع ألموضوعي للطبيعة متطورآ و متحركآ على ألدوام ))
ثانيآ / (( أن الحقيقة تتعارض تعارضآ مطلقآ مع ألخطأ ، فألقضية ألبسيطة ألواحدة لايمكن أن تكون حقيقة و خطأ ))
ثالثآ / (( أن أجراء ( ألديالكتيك ) على ألحقيقة و ألمعرفة يحتم علينا الشك ألمطلق في كل حقيقة ما دامت في تغير و تحرك مستمري ، بل يحكم على نفسه بألأعدام و ألتغير أيضآ ، لأنه بذاته من تلك ألحقائق ألتي يجب أن تتغير بحكم منطقة ألتطوري ألخاص . ))
ـــ أنتهى ـــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحضات //
1/ ما جاء بين (( ............... )) منقول نصآ عن ألكتاب ، ( فلسفتنا )
2 / ألموضوع ألقادم : ( ألمفهوم ألفلسفي للعالم )



#سلمان_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (( ألتوقف عن ألكتابة )) ألأسباب و ألنتائج :
- مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد : محمد باقر الصدر / الق ...
- مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد / محمد باقر الصدر القس ...
- مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد محمد باقر الصدر
- السياحة و السواح
- السياحة و انواعها
- لحظات ما قبل ( النوم ) او ما بين ( اليقظة ) و ( النوم )
- لو اختفى البشر عن الارض
- (( الكوسموبوليتية و منظومة هارب )) و اخافة الشعوب
- (( التفاح )) و الفرز الاجتماعي و تداعيات اخرى
- (( الدين )) الفطرة و الحاجة
- (( السرعة و التسارع )) و نقيضيهما ، واثرهما في مستقبل الامم ...
- (( شاي العروس )) و ثنائيات الحياة .
- (( الماء )) وطبائع البشر
- اشكالية (( الفقر ))
- (( غيبوبة ))
- عناوين ثقافية
- (( محمد النبي (ص) والواقعية السياسية )) القسم الثالث / السيا ...
- (( محمد النبي (ص) و الواقعية السياسية ) القسم الثاني / ثالثل ...
- (( محمد النبي (ص) والواقعية السياسية )) القسم الثاني / ثانيا ...


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلمان مجيد - مطالعات في كتاب (( فلسفتنا )) للشهيد / محمد باقرألصدر : ألقسم ألرابع ( نظرية ألمعرفة في فلسفتنا )