مهند الكاطع
الحوار المتمدن-العدد: 4265 - 2013 / 11 / 4 - 10:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الدولة القومية ذات الطابع الأحادي في بلد متعدد القوميات والاثنيات هي بدون شك سبب لإثارة النزعات القومية و هضم حقوق الآخرين و بروز الصراعات و ازدياد الاحتقان و ارتفاع وتيرة الريبة والشك بين مكونات الشعب .كما أن صهر الآخرين في بوتقة القومية الواحدة لن يزيدنا إلا تخلفاً و تأخراً عن مواكبة الأمم المتقدمة والمتفرغة لحقول العلم والمعرفة بعد استقرارها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
بنفس الوقت يرى الآخرين بأن الحل الأمثل للدول التي تتمتع بتنوع قومي هو الفيدرالية ، على اعتبار انها تهتم بجميع القوميات على قدر من المساواة وتمثل اداة للتعايش السلمي والتواصل الاجتماعي في اطار دول القانون والديمقراطية.
أنا مدرك تماماً أن الخيار الثاني لا يمكن تحقيقه في سوريا بسبب التداخل الكبير ديموغرافياً و جغرافياً بين المكونات والقوميات المتباينة في سورية ، الأمر الذي يدفعني للقول بأن الحل الأمثل في سوريا هو الدعوة لتأسيس دستور يقر بالحقوق والحريات العامة لجميع مكونات وقوميات الشعب السوري ، كما يساوي بينها جميعاً في الواجبات .
نحن بحاجة لمفهوم المواطنة في مجتمعاتنا ونبذ التعصب ، فعندما يتم تطبيق مفهوم المواطنة الذي يعامل الناس على قدم المساواة دون السعي لتذويب الأقليات العنصرية والطائفية بالأكثرية العنصرية والطائفية عندها فقط سنصل للوحدة الاجتماعية الحقيقية التي لا تمحي أي شعور بالاضطهاد من قبل أي مكون .
صحيح أن المجتمعات الشرقية متأخرة عن مواكبة هذا المفهوم الذي بفضله توحدت القارة العجوز (أوروبا) فيما بات يعرف بالاتحاد الاوربي كما تشكلت عدة تكتلات اقتصادية في جنوب شرق اسيا وأنحاء أخرى من العالم ، لكن بكل تأكيد نحن نسير على درب توحيد الجهود والمصالح المشتركة على مستوى الشرق الأوسط ، لكن بعد إزالة رواسب الاستبداد الذي انتهجته حكومات الشرق على مدى قرون من ناحية و كذلك إزالة المعوقات التي تضعها بعض أقطاب العالم ممن لا يزال ينظر للشرق على أنه مزرعة يستمد منها قوته ، ولا يتحقق ذلك بطبيعة الحال إلا بتفتيته وتكريس انقسامه الاقتصادي والجغرافي والسياسي.
#مهند_الكاطع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟