أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مهند الكاطع - الرد على ماجاء في مقال السيد اسماعيل حمد الجبوري















المزيد.....


الرد على ماجاء في مقال السيد اسماعيل حمد الجبوري


مهند الكاطع

الحوار المتمدن-العدد: 1630 - 2006 / 8 / 2 - 11:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لقد قمت بقراءة مقال السيد اسماعيل حمد الجبوري المنشور بتاريخ 28/7/2006 م على صفحات الحوار المتمدن في العدد 1625 ، ورأيتني أضحك مما جاء في مقال السيد اسماعيل حمد الجبوري الذي يدعي أنه يمثل الفكر العلماني ويدعو له ، وما أثار ضحكي ليس الأستنقاص من شخص السيد أسماعيل الجبوري فالرجل لا يوجد بيني وبينه أي سابق معرفة لكن الشئ المضحك هو أن يتحول المثقف العلماني العربي إلى ببغاء يردد كل ما يتعلمه من جديد العبارات الأمريكية !!
فكل ما جاء في مقال السيد اسماعيل حمد الجبوري نسمعه من الساسة الأمريكيين حيث أستشهد في مقالته فقط بتصريحات السيدة رايس وزيرة الخارجية الأمريكية والمحلل السياسي توماس فريدمان ، أضف إلى أشادته بما أسماه زعيم الأدارة الأمريكية الرئيس جورج بوش حيث بشجاعته وجدارته ! وللأسف أصبح الكثير من المثقفين والكتاب العرب وخصوصاً الذين ينتمون للبلاد الواقعة تحت الوصاية المغولية الأمريكية أبواقاً للأدارة الأمريكية الجديدة مقابل بعض الأمتيازات السياسية أو حتى الأمتيازات المادية ، في وقت توظف فيه الأدارة الأمريكية مليارات الدولارات لتحسين صورتها ونشر أفكراهاعبر عملائها ، هذه الأفكار التي لم تجلب لشعوبنا حتى هذه اللحظة سوى الدمار والخراب والأجرام وأكبر شاهد على ذلك هو مايحدث في العراق ولبنان وفلسطين ، فكل بلاد زارتها الديمقراطية الأمريكية تحولت لحمامات دم برئ ينزفها الشعب العربي في العراق وفلسطين ولبنان ، في وقت تكالبت عليه القوة الغربية بعد أن تآمر البعض أيضاً من أبناء الشعب العراقي واللبناني لذبح البلاد وتدمير بنيته التحتية والأقتصادية مقابل كما ذكرنا بعض الأمتيازات والجدير بالذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في مؤتمر صحفي مع الرئيس الأمريكي في لقائهما الأخير قال بأننا بروسيا نرفض أن تكون لدينا ديمقراطية كالديمقراطية الموجودة في العراق أشارة إلى نزيف الدم العراقي بأسم هذه الديمقراطية العفنة . .
ويرى السيد اسماعيل الجبوري في مقالته الآنفة الذكر التي حدثنا فيها عن أستقرار الشرق الأوسط وكيف ان سر أستقرار الشرق الأوسط يكمن بأزالة النظام السوري والنظام الأيراني اللذان شكلان عائقاً امام الديمقراطية الأمريكية في المنطقة حسب رأيه ، كما يؤكد السيد الجبوري على أن النظام السوري والنظام الأيراني ومنذ اليوم الأول لأستيلائهما على السلطة بدؤوا بالتدخل السافر في شؤون الدول الأخرى والتآمر عليها ! تحت شعارات قوموية واسلاموية ، فالسؤال هو هل عبرت أيران وسوريا المحيطات للتدخل في شؤون دول مستقلة ؟؟ كما فعلت الولايات المتحدة في العراق من نشرها للدمار والخراب والجرائم تحت غطاء وذرائع شتى منها نشر الديمقراطية ومكافحة الأرهاب !!
وجاء في مقال السيد الجبوري الآتي : ( ان النظامين السوري والإيراني زائدا صنيعتهم واداتهم حزب حسن نصر الله الارهابي(حزب الله اللبناني) اصبحوا الأن مشكلة في المنطقة كلها، ومركزا للارهاب الاقليمي والدولي وتتواجد على اراضيهما مكاتب وقيادات للمنظمات والأحزاب الارهابية،ويجسد حزب الله اللبناني السياسة السوريةـ الإيرانية على اراضي الدولة اللبنانية بالضد من ارادة الشعب اللبناني وحكومته المنتخبة.وليس حسن نصر الله سوى رجل ايران وسوريا بدون منازع ولم يكن يوما رجل لبنان، وهو مجرد دمية في يد هذين النظامين واداة تنفيذ مخططاتهم ومصيره مرتبط بمصيرهم)
فنقول للسيد اسماعيل الجبوري ماجاء في كلامك هو عبارة عن ترديد ما صرحت به الأدارة الأمريكية وماصرح به رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع الأسرائيلي قبيل وبعيد الحرب التي يشنها العدو الإسرائيلي بمباركة أمريكية ضد الشعب اللبناني ، ثم لا أفهم ماهو المنطق الذي يجعل السيد اسماعيل نفسه من خلاله وصياً على الشعب اللبناني متحدثاً بأسم اللبنانيين على أنهم ضد سياسة حزب الله في الدفاع عن أراضيه ؟!! في حين أظهرت آخر أستطلاعات الرأي في لبنان أن اغلب الشعب اللبناني مع حزب الله اللبناني في الدفاع عن أرضه ، وهذا شئ طبيعي لأن الدفاع عن الأرض من بوادر الكرامة والعزة والذي يسلم أرضه للغزاة ويترك سبيل المقاومة ويساعد المحتل على نهب بلده كما حدث من بعض الفئات في العراق فهؤلاء الأسم المناسب لهم هو الخونة والعملاء والأنبطاحيين ، إذ أنه كيف يمكننا أن نميز بين الصالح والطالح وبين المقاوم والعميل وبين الشريف والخائن إلا في هذه الساعات الصعبة التي تمر بها كل من العراق وفلسطين ولبنان تحت نيران الغزاة المحتلين ؟؟ ثم يحسم السيد اسماعيل الجبوري نتيجة المعركة بين الأحتلال الصهيوني وبين الكقاومة اللبنانية وبنبرة متشائمة بقوله (. واليوم قام السيد حسن نصرالله بزج لبنان وشعب لبنان الحبيب في معركة خاسرة مع اسرائيل وجلب الدمار والخراب لهذا الشعب الطيب الذي عانى الكثير من ويلات الحروب العبثية وبفعل ذلك اصبحت لبنان ساحة لتصفية حسابات دولية لاناقة للشعب اللبناني فيها ولاجمل)
وهنا أقول للسيد اسماعيل أن المعركة لم تنته لا بالعراق ولا بلبنان مادام هناك طلقة تطلق ضد الغزاة وضد المحتلين ولا أدري كيف قام السيد اسماعيل الجبوري بحسم نتيجة المعركة سلفاً وهي في بدايتها رغم الخسائر الفظيعة التي لحقت بالبنية التحتية اللبنانية ورغم الضحايا التي وقعوا جراء الغارات العدوانية الأسرائيلية على الشعب اللبناني وهنا قام حزب الله بالدفاع عن أرضه وأرض لبنان ولم يزج بلده بحرب لكن فرضت عليه حرب وعدوان والواجب على أي شريف أن يدافع عن وطنه ، أما الفكر الأنبطاحي العفن الذي يدعو للتسليم بالأمر الواقع ويدعو للتخاذل والتطبيل والتزمير للقوى الكبرى على أنها قوة لاطاقة لأي شعب بمجابهتا فنقول لأصحابها أن أمتنا مازال بيها كرام لا يقبلون الذل والعار ، وطالت الحرب أم قصرت وطال الغزو ام قصر فالنتيجة محسومة بأن فجر الحرية لابد منه وهذه هي تجربة الشعوب كلها والتي وقعت تحت الغزو بما فيها الدول العربية التي لم تنل الأستقلال إلا بدفع الدماء وهنا نذكر ما قاله الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حين قال : (( ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة )) .
ثم يتابع السيد اسماعيل الجبوري مسترسلاً أتهاماته الباطلة للأحزاب الشريفة المناضلة في عالمنا العربي والإسلامي كحزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين وحركة المقاومة ضد الغزاة في العراق ويصفها بأنها عبارة عن ميليشيات متطرفة ومارقة لا تريد تطبيق الديمقراطية !! وهذا شئ فعلاً مضحك عندما يصدر من شخص يدعي أنه مثقف أو علماني !! فمعروف للعالم تاريخ حركة حماس ونضالها ضد المحتل الصهيوني ونزاهتها وأنها وصلت لسدة السلطة في فلسطين بالطرق الديمقراطية وبالأنتخابات وجائت معبرة عن رغبة الشعب الفلسطيني بالمقاومة وأستعادة الحقوق المغتصبة فقامت الدنيا ولم تقعد ضد هذه الحركة عندما فازت بالأنتخابات ! ورفض كل المزمرين والمطبلين والذين يرفعون شعارات الديمقراطية الصهيوأمريكية فوز هذه الحركة وأعتبروا بأن الديمقراطية هنا حالة أستثنائية يمكن الأستغناء عنها ، ليتضح لنا المفهوم الأمريكي للديمقراطية على أنه الشئ الذي يوافق السياسة الأمريكية فقط فهو ديمقراطية وكل شئ ضد السياسة العنصرية البربرية الأمريكية فهو أرهاب دولي منظم وخروج عن الديمقرطية ودعما لتنظيمات أرهابية !
ويستشهد السيد الجبوري بقول المحلل والسياسي الأمريكي توماس فريدمان في الشرق الأوسط بقوله ((نحن نرى زهور الديمقراطية الفضية اليافعة التي جرى غرسها في كل من العراق ولبنان وفلسطين تدوس عليها وتسحقها احذية الميليشيات الاسلاموية المدعومة من قبل كل من سوريا الرافضة للممارسة الديمقراطية الحقة وإيران المستميته في تحريم الحداثة على المنطقة ))
وكأن كلام السيد توماس فريدمان منزل من السماء ليقوم السيد الجبوري بالأستشهاد به بكل ثقة متحدياً بذلك أرادة الشعوب العربية والأسلامية قاطبة والتي خرجت بمظاهرات في أغلب الدول معبرة عن دعمها لحزب الله وحركة حماس ونهج المقاومة ضد المحتل والتحرر من الغزاة،
وقد تحدث السيد اسماعيل الجبوري عن النفوذ الأيراني في العراق والذي أوصل المعممين لسدة الحكم وهذا لا أريد الخوض فيه والتعليق عليه لأنني هنا لست مدافعاً عن السياسات الأيرانية أو النظام السوري لكنني اتكلم بالشأن العام والمفهوم العام الذي يتهجم السيد من خلاله على النظامين المذكورين واصفاً بأن كل ما يحدث في العراق من وراء هذين النظامين الشريرين كما عبر هو مردداً ما جاء على لسان بوش بأن هذين النظامين هي من محاور الشر في الشراق الأوسط ، وهنا أقول للسيد الجبوري الذي تناسى جرائم الغزاة الأمريكيين ، وتناسى مافعله الأمريكيين لنشر ديمقراطيتهم في أبو غريب وفي بقية السجون الأمريكية ، وقد تناسى السيد الجبوري ما آلت إليه الحال بعد الأحتلال الأمريكي السافر للعراق من تدمير للبنية التحتية والمجازر الجماعية بحق العوائل والأطفال والنساء والشيوخ ، ونسي بأنه القوات الغازية هي التي تتحمل مسؤولية الأمن في البلاد وان القوات الأمريكية تتعمد وتشارك في زعزعة الأمن في العراق لنشر الفتن الطائفية حتى يصبح الشرطي الأمريكي الملجئ الأمن والحضن الدافئ للمواطن العربي الغارق في حمامات الدم الطائفية والعرقية وبذلك ليستمر العدوان بنهب الخيرات والثروات وليستمر التخلف الأقتصادي والحضاري والعلمي والثقافي في البلدان الواقعة تحت الأحتلال ، فما الجديد الذي جائنا به السيد الجبوري حول دور سوريا المزعوم في العراق سوى ما جاء من أتهامات سافرة وجهتها الأدارة الأمريكية لسوريا حول دعمها للأرهاب في العراق وهي كما قلت مجرد أتهامات وأكذوبات ولو كانت الأدارة الأمريكية جادة لأستطاعت ضبط الحدود البرية التي تربط سوريا بالعراق بالجيش العرمرم الذي تملكه في العراق والذي سينتهي لا محاله تحت ضربات المقاومة الحرة في العراق والتي كبدت الجيش الأمريكية خسائر وأثمان باهظة .
ويتهجم السيد الجبوري بكل همجية على النظام السوري ويتهمه بقمع وتدمير الشعب السوري ليضع نفسه مرة اخرى موقع المدافع عن الشعب السوري وكأننا نحن السوريين أوكلنا له التحدث بأسمنا حول مآسينا من النظام الحالي !! ويتابع الجبوري قائلاً بأن النظام السوري له سجل أسود في أحتلاله للبنان ؟ ناسياً كعادته أو متناسياً ان سوريا دخلت لبنان بناء على طلب رسمي لبناني وأستطاعت وقف حمام الدم في لبنان وأستطاعت أن تكون حاجزاً لمنع دخول القوات الإسرائيلية للبنان بعد أن ألحقت المقاومة الإسلامية في لبنان والمتمثلة بحزب الله خسارة فادحة بإسرائيل وارغمتها على الأنسحاب من الجنوب اللبناني عام 2000 م وبعد أنسحاب القوات السورية من لبنان تمثلأ للقرارات مايسمى (( مجلس الأمن )) سرعان ما بدء العدوان اللأسرائيلي عدوانه الغاشم على شعب لبنان وعلى أرض لبنان ، ويستمر السيد الجبوري بأتهاماته العارية عن الصحة والمستبقة للأحداث بأتهام سوريا بمقتل الرفيق الحريري وآخرون كجورج حاوي وتوني جبران وغيره متناغماً بذلك مع الأتهامات الأستباقية التي قامت بها إسرائيل وأمريكا عملائهما المتمثلين بجنبلاط وأعوانه في لبنان والذين أيضاً لعبوا دوراً في أثارة زوبعات ضد سورية أضافة للعملاء المتمثلين بالمرتزقة الذين يروجون للسياسة الأمريكية في المنطقة ،و أنا كسوري أعتبر أن السيد الجبوري تجاوز الحدود بهذه الأتهامات الباطلة والتي لم يثبت منها شئ كما واجد كمواطن سوري بأن ما جاء به هو تدخل سافر بشؤون سورية تحت شعار الحرية ، متجاهلاً بأن حرية الشخص تنتهي عند بدء حرية الآخرين ، ويضيف السيد الجبوري قائلاً : ((فالنظامان السوري والايراني، نظامان مارقان وخارجان على القانون الدولي كما تصفهم الادارة الامريكية ، بالاضافة الى كونهما نظامان فاشيان وشموليان يتعذر تماما إصلاحهما وتحولهما الى انظمة ديمقراطية كما يعتقد الكثير من السذج ، وأن السلوك الدبلوماسي لا يمكن ان يلقي أي إستجابة او اهتمام من قبل هذه الانظمةالشموليةالبوليسية الغارقة بالأجرام بحق شعوبها، . فالداء الوحيد لهذه الانظمة المتعفنة هو القوة وكما حصل مع النظام الصدامي المقبور والذي قبر بنفس الايادي التي جاءت به للحكم بعد ان استنفذ دوره التاريخي، فالحديد لا يفله الا الحديد،)) وقد صدق السيد الجبوري حينما وصف القوة التي تعالج بها القوات الغازية صمد الأنظمة ومقاومتها للسياسات الأمريكية العفنة بأنها (داء) حين قال:( أن الداء الوحيد هو القوة) !! وأظنه واهماً بما كتب واعتقد أنه قصد القول : ( الدواء الوحيد لهذه الأنظمة هو القوة) !
وأذا كان هذا ما قصده السيد الجبوري فأقول له آن الآوان لفكرك المتقوقع أن يخرج من دائرة الترويج لأمريكا وآن لك أن تتخذ موقفاً خارج نطاق أن تكون بوقاً للمحتل والغازي ، لا بل ويتعدى الأمر ذلك بأن تدعو لأحتلال ودمار دول عربية وأسلامية أخرى كما حدث في العراق والأسوء من ذلك وذاك أن تعتبر ذلك أنتصاراً وتحريراً !!
ويتابع السيد الجبوري كلامه قائلاً : (( يشكل هذان النظامان واخطبوطيهما المنتشر بالمنطقة كالسرطان يشكلان عائقا جديا أمام عملية دمقرطة الشرق الاوسط ومشروع الشرق الاوسط الكبير وامام التجديد والاصلاح والحداثة))
وكلنا بات يعرف مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي ذكرته السيدة رايس دون تفاصيل لكن موقعاً عسكرياً أمريكياً على شبكة النت سرب معومات بخصوصه ، وهو عبارة عن تقسيم الوطن العربي حسب الطائفية والعرقية والقومية ببناء كيانات غريبة على الوطن ، الأمر الذي يسمح لإسرائيل بأن تكون كيانا ودولة ضمن كيانات ودول متنوعة الهوية والقومية وبعيداً عن أي شئ أسمه أرض او دولة عربية لأن ذلك يعتبر عنصرية وشوفينية وقومجية أعرابية من وجهة نظر السيد الجبوري وأمثاله ، لكن قيام كيانات عنصرية كإسرائيل وكردستان وما إلى ذلك فهو أصلاح وديمقراطية واصلاح كما يذكر السيد الجبوري وهذا بحد ضاته تناقضاً واضحاً لما جاء في مقال السيد الجبوري !!
ويتابع السيد أسماعيل الجبوري قائلاً : ((واليوم تقع على الولايات المتحدة الامريكية ودول اوربا وكل دول وشعوب العالم الحر مسؤولية تأريخية وأخلاقية ، وهي العمل وبيد واحدة مع الشعبين الايراني والسوري للأطاحة بهذين النظامين من خلال دعم قوى المعارضة الجادة بالتغير في كلا البلدين وتوحيدها وتوحيد خطابها وبرنامجها السياسي وأبعاد قوى الاسلام السياسي التي لاتؤمن بالعلمانية والديمقراطية وفصل الدين عن الدولة وعدم تكرار التجربة الخاطئة في العراق التي تهيمن علية قوى الاسلام السياسي المعادية اصلا للديمقراطية والتي تحاول تفريغ العملية السياسية من محتواها الديمقراطي ومن داخلها))
بعد هذه المناشدات تبدء صورة الخطاب الذي ينتهجه السيد الجبوري وأمثاله اوضح فأوضح ، فهو بمقدمته الهجومية عما سماه أحزاب وحركات متطرفة وأسلاموية وبأسترساله بالهجوم على النظامين في سوريا وأيران واللتان تثيران قلق أسرائيل وأمريكا في المنطقة وبالتالي قلقه بأعتبارهما كما تزعم الولايات المتحدة الأمريكية داعمان للحركات اأرهاب (حزب الله وحركة حماس ) في المنطقة !! وتتحدث بأسم الشعب الأيراني السوري وكأنك وصي على هذه الأمة تتحدث بأسم أي جزء وأي شعب من شعوبها متى أردت !! فحبذا لو علمت يا سيدي الفاضل بأن الوضع بسوريا يختلف كثير عما هو في العراق ،وأنا هنا أحدثك كمواطن سوري ، وحبذا لو علمت بأن الفئات التي تتحدث عنها كمعارضة والمتمثلة بمحاورها الثلاث ( السيد عبد الحليم خدام والأخوان المسلمين والأحزاب الكردية المتطرفة ) فهذه الأصناف الثلاث لا تلقى أي دعم او اي قاعدة في المجتمع السوري لأسباب بسيطة : فبالنسبة لتيار عبد الحليم خدام المنشق فهو بنظر جميع السوريين عميل حين ينقلب على النظام والوطن لأنه فقد بعض الأمتيازات المشبوهة والتي كانت متاحة له حين كان الفساد منتشراً فحين جائت مسيرة الأصلاح لتقصي معظم وجوه النظام السابق عن الساحة ولتستمر بالأصلاح وتكافح الفساد قرر السيد خدام بأن يعادي الدولة رافعاً أيضاً شعار السيد جبوري ألا وهو الحرية والديمقراطية والأصلاح ( وبالنكهة الأمريكية طبعاً ) ، أما بالنسبة للأخوان المسلمين فنحن كمجتمع سوري لا نرى بأن من يدعو للعدوان على بلده لأغراض أستلام السلطة وقلب نظام الحكم أضف إلى ذلك تعاملاتها مع الأنظمة المعادية لدولتنا وترفع شعار الدين الأسلامي الذي لاتملك منه إلا العنوان لا نجد بأن هذه الحركات مؤهلة لتكون العمود الفقري لدولة سوريا ، أما الصنف الثالث المتمثل بالأكراد فهذا لا يستحق التعقيب لأن مطالب الأكراد معروفة وهي عنصرية تدعو لأقتطاع أراضي من سوريا لبناء كيان كردي عنصري مستقل بدون الأخذ بالأعتبار رأي السكان الأصليين للمنطقة والمتمثلين بالعشائر العربية والسريان حيث قدم عليهم الأكراد فارين من ضربات الأتراك عام 1926م ولعدة أسباب أخرى سياسية وأقتصادية ، فهذه حركة لا تدعو للأصلاح والديمقراطية بل تدعو بشكل علني للعنصرية ونبذ الآخر وتتلقى بشكل علني دعماً مادياً من البيت الأسود اضف إلى أن هذه الحركات المشبوهة قامت بأجراء أجتماعاتها ومؤامراتها في أمريكيا بحضور أسيادهم من مؤسسة البنتاغون والذين بدورهم يرسمون لهم المخططات ضد بلدانهم مقابل أمتيازات كالتي منحها الغزاة للدمى المتمثلة بالحكومة العراقية الحالية والأمتيازات الممنوحة للمتآمرين والمتخاذلين والأنبطاحيين في الشمال والجنوب . في حين أن المعارضة الوطنية في سوريا والتي نؤمن بها هي التي تنبثق من داخل الوطن والتي تدعو للأصلاح لا إلى الأستيلاء على السلطة والتي تطالب بمطالب عادلة دون الأستقواء بالخارج والتي تصف في خندق النظام عندما يتعرض الوطن لخطر يهدد حياة مواطنيه ، فالقوة التي يريد السيد الجبوري لأستخدامها ضد الأنظمة في سوريا وأيران والتي أسقطت النظام العراقي نجد أنها لم تقضي على النظام وحده بل قضت على الشعب العراقي باسره ، وهذا الذي سيحدث لو أنه لا سامح الله تعرضت بلادنا للغزو المباشر وللعدوان لا قدر الله ن لكن كما أشرنا سابقاً فالوضع في سوريا يختلف عن الوضع في العراق والشعب السوري ملتف حول قيادته بغض النظر عما نؤمن به من فساد حاصل يجب أصلاحه لكن كما يقال : لكل مقام مقال .
أخيراً : يصل السيد الجبوري وبكل ثقة إلى عدة نتائج وتحولات ستحصل بسقوط النظامان في سوريا وايران وهي بأختصار يعبر عنها بعدة سطور وأنقل منها الآتي يقول السيد الجبوري
وانا على قناعة تامة ان اسقاط هذين النظامين سيؤدي الى
1- تحرير الشعوب الايرانية والشعب السوري الشقيق من انظمة استبدادية مرعبة وبشعة.
2- فتح المجال امام شعوب هذه الدول من كل القوميات والاديان والاعراق ممارسة الديمقراطية والمساهمة في صنع القرارات وتقرير مصيرها بنفسها والسيطرة على ثرواتها . (أشارة الكاتب للأكراد والمناطق الغنية بالنفط في العراق وسريا التي تريد السيطرة عليها بحجة أنها جزء من كردستان المزعومة ))
3- سيبرز دور القوى الديمقراطية ومنها بالذات القوى اللبرالية لقيادة التحولات الديمقراطية والتجديد والاصلاح والحداثة وبناء انظمة ديمقراطية دستورية متسامحة.
4- • سيؤدي الى إضعاف وانهيار الاحزاب والحركات الدينية وكل قوى الاسلام السياسي والاحزاب والحركات القومانية العروبية والميليشيات والشبكات المخابراتية والارهابية والتجسسية التي بنتها هذه الانظمة في دول الجوار او في الدول الاخرى في العالم
5- وستلغى منظمة الجامعة العربية والتي ليست سوى مؤسسة عنصرية
6- وستتحرر هذه الشعوب من وهم الوحدة العربية
7- وسوف تتحرر هذه الشعوب من كل وصاية قوموية عروبية
8- هذين النظامين سيؤدي الىانهيار قوى الارهاب البعثي الصدامي وصنيعتهم القاعدة في العراق
9- سيتحرر الشعب اللبناني من الوصاية السورية والايرانية وسينتهي الدور العسكري والسياسي لحزب الله اللبناني وتتوفر الظروف المناسبة لتكوين دولة المواطنة
10- سيحفز شعوب المنطقة للنضال ضد انظمتها الاستبدادية، إما بأسقاطها او اجبارها للاسراع بعمليات الاصلاح والتجديد ودمقرطة الحياة السياسية.
11- • ستتوفر الظروف الملائمة لشعوب المنطقة للحوار والتفاهم مع شعوب العالم الحر وارساء علاقات انسانية اساسها التسامح والاحترام المتبادل مما يهئ الارضية لبناء علاقات تعاون ثقافي واقتصادي وصناعي.....الخ
12- ستتوفر الارضية المناسبة لدجذب الاستثمارات العالمية لهذه المنطقة الغنية بمواردها الطبيعية والبشرية مما يؤدي الى نهوض هذه الشعوب من تخلفها الاقتصادي والسياسي والثقافي والالتحاق بالركب العالمي.

13- سيضعف دور قوى الاسلام السياسي في فلسطين مثل حماس والجهاد والقوى السيايسة المتطرفة الاخرى والرافضة لعملية السلام مع اسرائيل مما سيسهل حل القضية الفلسطينية وسيجبر المجتمع الدولي وبالذات الولايات المتحدة الامريكية واوربا اسرائيل للاسراع بحل هذه المشكلة وتكوين دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل وسيعم السلام في الشرق الاوسط
** وهنا أود أن أضيف تعليقاً بسيطاً وهو ان السيد الجبوري يعتبر مقاومة الأحتلال الصهيوني هو تطرف وأرهاب وبالمقابل لم يعلق بحرف واحد على الجرائم التي تنتهك الآن على مر عينيه بحق الشعب الفلسطيني واللبناني والعراقي من قبل إسرائيل وأمريكيا ويعتبرها أرهابية برفضها للسلام مع الصهاينة الغزاة !!

أخيراً يصل السيد الجبوري بنا إلى النقطة الأخيرة والأهم وهي :
14- ستنتصر العلمانية في الدول الاسلامية ويتقوض نفوذ الاسلام السياسي بالعالم ويختفي تدريجيا ويتفرغ رجال الدين لشؤون العبادة وينحصر دورهم في المساجد ودور العبادة.
وهذه النقطة الأهم عند السيد الجبوري .
ويختتم السيد الجبوري مقاله المبارك بما أسميه مسخ الختام :
((وانا على يقين سيكون هناك نهوض حضاري سريع في العالم الاسلامي والعالم كله واعتقد جازما ان سقوط هذين النظامين الفاشيين سيكون فاتحة خير في المنطقة وسوف تتغير موازين القوى في المنطقة والعالم ،وارى القيادة الحالية للأدارة الامريكية بزعامة الرئيس جورج بوش تتوفر فيها الجدارة والشجاعة لتهديم هذه الانظمة الاستبدادية، وأن لا فأن المنطقة ستغرق بالحروب الاهلية والطائفية والارهاب والخراب والتخلف والفقر طالما هذين النظامين جاثميين على صدور شعوبهم وشعوب المنطقة))
أذاً فمشكلة العالم اليوم الأقتصادية والسياسية والأجتماعية بما فيها الجوع في الصومال والأيدز بجنوب أفريقياً والتصحر في المغرب العربي والصراع العربي الإسرائيلي والحدود الأمريكية المكسيكية والمخدرات في الفيتنام ومشكلة المسلمين في جنوب تايلند وكل شئ متوقف فقط على سقوط النظامين في سورية وأيران .
كلام سخيف وهراء لايرتقي بمستوى المأساة والمعاناة التي يعيشها الشعب اللبناني والشعب العراقي والشعب الفلسطيني الذي ما كان ليحدث لولا وجود القوات الأمريكية الغازية في المنطقة ولولا وجود عملاء وادوات يطبلون ويزمرون لما يسمونه الديمقراطية الأمريكية التي أوقعت مئات الألاف من الشهدداء في العراق ومئات المجنيين الأبرياء في لبنان وهجرت أكثر من مليون لبناني معظمهم في سوريا التي أحتضتهم وأسقطت أكاذيب الملفقين التي تصور بان السوريين نظاماً وشعباً ضد اللبنانيين ، وهكذا نجد بأن الصراخ على قدر الألم ، فصراخ عزة يدعو للوقوف وقفةعزة ضد العدوان في لبنان وفلسطين والعراق دفاعاً عن الكرامة والمقدسات وصرخات ذل وعار يتبناها من يذوق مرارة الهزيمة والخسائر التي يتكبدها أسياده من الأمريكان والأسرائيليين . فحسبنا الله ونعم الوكيل وسيزال الضباب لنرى فيما إذا كانت شمس الحرية والعزة والكرامة ستشرق أم سيدوم ظلام الذل والعار والعداون



#مهند_الكاطع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مهند الكاطع - الرد على ماجاء في مقال السيد اسماعيل حمد الجبوري