أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مهند الكاطع - الفيدرالية ... رفضها في سوريا .. وقبولها في اليمن !














المزيد.....

الفيدرالية ... رفضها في سوريا .. وقبولها في اليمن !


مهند الكاطع

الحوار المتمدن-العدد: 4244 - 2013 / 10 / 13 - 10:53
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


يتم تناول الحديث عن يمن شمالي ويمن جنوبي في الفترة الأخيرة بوتيرة منخفضة لم ترقى لمستوى الوتيرة التي تسعى الاحزاب الكردية في سورية الترويج لها عن الفيدرالية الكردية في سوريا ! ، و يتساءل بعض الأخوة الاكراد لماذا لا يتحدث العرب عن مطالبات الجنوبيين في اليمن بفيدرالية على أنه "حالة انفصالية" بينما التهمة جاهزة فقط لنا نحن الأكراد ؟ هل لأن اليمنيين عرب أقحاح لا يتم اتهامهم ؟
طبعاً هذه كلها تندرج تحت مسمى "ذر الرماد في العيون" ، وتحاول دائماً تلك الأصوات اللعب على الوتر القومي ، و التصوير لجماهيرها بأنهم مستهدفين "عرقياً" و أن جميع الشعوب تكرههم ، و تساهم في سلبهم "حقوقهم" دون النظر والتحقيق في ماهية تلك الحقوق ، أو الفصل بين الحقوق وبين التعدي على حقوق الآخرين .
إن التعريج على هذه المقارنة بين الحالة اليمنية والحالة السورية و دون تناول موضوعي لتاريخ كل منطقة على حدى ، فضلاً عن تناول طبيعة المطالب في كلا الحالتين ، لا شك بأنه خطأ فادح ، تترتب عليه نتائج وتصورات خاطئة ، وبالتالي ردود افعال عكسية . فاليمن قبل الوحدة كان عبارة عن مملكة متوكلية في الشمال ودولة الجنوب العربي ، قامت على انقاضها ايضاً جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عاصمتها عدن والجمهورية العربية اليمنية عاصمتها صنعاء . و الجنوب العربي نال استقلاله سنة 1968 بعد 139 من الاستعمار وتم طرد بريطانيا بعد اربع سنوات من الكفاح المسلح.
الوحدة جرت سنة 1990 !!! وتجري المطالبة اليوم بالفيدرالية كبديل للانفصال الذي كان قائماً بحد ذاته (قبل الوحدة) ، والفيدرالية التي يطالب بها بعض الجنوبيين هنا مناطقية وحدودها التاريخية والجغرافية معروفة لم يمضي ربع قرن على ازالتها !!

في سوريا لم يكن هناك دولة في شمال سورية و دولة أخرى اسمها سوريا حتى تتم المطالبة بفيدرالية ! ولم تنجح فدرلة دمشق وجبل الدروز واللاذقية وحلب سابقاً تحت ظل الفرنسيين ، واستقلت سوريا بحدودها المعترف بها بالأمم المتحدة ولم يكن هناك نزاعاً على جزء من اراضي سورية (كتركة) استعمارية يتم أثارة موضوع هويتها اليوم فقط من باب التعصب القومي الأعمى !

الأمر الأهم الفيدرالية التي يطالب بها الأكراد اليوم "منفردين" هي على أساس قومي و يتم تداول تسمية المنطقة التي يشكل الأكراد فيها اقلية لا تتعدى (30 بالمئة) اعتباطاً (مناطق كردية) منذ بداية الثورة السورية سنة 2011، دون وجود مبرر تاريخي أو ديموغرافي أو جغرافي لذلك !!!
ولم يكن نضال الاكراد يوماً في سوريا يندرج تحت أي مسمى قومي أو مشروع كردي في سوريا أبداً ، وأول نشاط سياسي كردي عرفته سوريا كان بداية القرن العشرين ،في إطار جمعية خويبون ، التي كانت تناضل ضد حكم الأتراك الجدد بقيادة أتاتورك ، الذين قاموا بقتل وتهجير الآلاف من الاكراد ، والذين وجدوا في سلطات الانتداب الفرنسي ملجأ لهم من نار الجيش الأتاتوركي الذي أحرق مئات القرى الكردية وقمع انتفاضتهم بقوة . فالمشروع القومي الكردي في سوريا لم يكن موجوداً حتى بداية القرن الواحد والعشرين بحسب كل الأدبيات الحزبية الكردية ، إلا أن الاحتلال الأمريكي للعراق ، وازدهار الشمال العراقي (كردستان العراق) ، وواقع الفيدرالية الذي حققته ، يمكن أن تعطي تفسيراً منطقياً على تطور الخطاب الكردي في سوريا وارتفاع سقف مطالباتهم القومية الذي يعبّر عن حالة تأثر واضح بالتجربة العراقية و فيدرالية الشمال ، التي كانت بوادرها قد اتضحت منذ زمن النظام العراقي البائد عبر الحكم الذاتي وما تم اقراره من قوانين ذات الصلة ، مما يدل بوضوح على أن الشمال العراقي كان يمثل واقعاً لم تستطع حتى الأنظمة الأكثر "دكتاتورية" تجاهله !! ، وهذه الحالة كما أوضحنا تختلف كلياً وجذرياً عن الحالة السورية من النواحي التي ذكرناها (التاريخ و الديموغرافية و الجغرافية) !!!

والحالة السورية اليوم وغداً لا ينفع معها إلا تعريف الشعب السوري الذي يتكون من (العرب والكرد والتركمان و الآشور والسريان والشركس والارمن و الدروز والعلوية والاسماعيلية ..........الخ) من عشرات الآثنيات والمذاهب والأديان .
وليس كما يطالب اليوم بعض الأخوة الأكراد ، ويفرضونه من شروط للتوحد مع المعارضة ، عبر أقرار ما يمكن تسميته الشعب الكردي إلى جانب الشعب السوري !! فوضع السوريين بمختلف قومياتهم ,اثنياهم في خانة(الشعب السوري) وبقاء الاكراد خارج هذا التعريف وبقاءهم ضمن (الشعب الكردي) إلى جانب الشعب السوري ، لا يمكن أن نفهمه على أنه مطلب ديمقراطي يراعي تنوع الحالة السورية ، إنما هو مطلب يصب في إطار أيجاد مدخل في القانون الدولي عبر وضع (شعب كردي) في سوريا إلى جانب الشعب السوري !!! ، لفرض حالة من التشرذم بما تنص عليه قوانين الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الشعوب.
وبغض النظر كانت هناك استجابة دولية أم لم تكن ، فإن التركيز على تمييز مكوّن من مكونات الشعب السوري في الدستور ، دون الاكتراث بالمكونات الأخرى الأكثر امتدادا وتجذراً وتوزعاً ، هو حالة استعلائية لا تؤسس لحالة تعايش مشترك !
و لا داعي للقول : بأن الثورة السورية قامت لكي تتقدم المفاهيم الإنسانية والاجتماعية في سوريا ، وليس لأجل النكوص إلى الخلف.



#مهند_الكاطع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإحصاء الإستثنائي في محافظة الحسكة 1962
- الحركة الكردية في سوريا ... ماضي و حاضر
- مواجهات في مدن الجزيرة السورية .. من المستفيد .. رؤية تحليلي ...
- إرهاصات الخطاب الكردي في ظل الثورة السورية .... وجهة نظر عرب ...
- 12 آذار بين أنتفاضة قامشلو ... وأحداث القامشلي
- ما بعد أحداث القامشلي .... رؤية واقعية
- الرد على ماجاء في مقال السيد اسماعيل حمد الجبوري


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب
- هـل انتهى حق الشعوب في تقرير مصيرها بمجرد خروج الاستعمار ؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مهند الكاطع - الفيدرالية ... رفضها في سوريا .. وقبولها في اليمن !