مواجهات في مدن الجزيرة السورية .. من المستفيد .. رؤية تحليلية

مهند الكاطع

الحوار المتمدن-العدد: 4157 - 2013 / 7 / 18 - 03:09
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

إن تناولنا للأحداث بشكل عقلاني ، و تحليلها بموضوعية قد يعطينا تقسير واضح لأهم أسباب إشتعال الأقتتال بين حزب العمال الكردستاني من جهة ، وبين جبهة النصرة والجيش الحر من جهة أخرى.
وهنا وقبل الحديث في أهم نقاط ذلك الصراع ومسبباته ، يجب أن نشير إلى أن هناك جبهة نصرة (تابعة للنظام) وجبهة نصرة تابعة للجماعات الجهادية ، كما أن الجيش الحر يضم مقاتلين أحرار همهم الوحيد الدفاع عن المدنيين ، وآخرين يحملون أسم الجيش الحر ولا يحملون أي معنى سامي آخر معه .

وللوقوف على ما يجدث في مدن الجزيرة السورية (رأس العين ، اليعربية ، الرميلان ... الخ ) لا بد لنا من الوقوف على بعض النقاط .

أهم الأحداث التي سبقت أشتعال الاقتتال مع حزب العمال :
1- تقدم ثوار الجيش الحر في منطقة الجزيرة
2- سيطرة الجيش الحر على ثلاثة حواجز قبل القامشلي واقترابها الشديد من المطار .
3- شبيحة العرب وشبيحة حزب العمال الكردستاني أثاروا نقمة المدنيين عليهم من خلال تشبيحهم المستمر ضد المدنيين وحملات الأعتقال .
4- تصاعد وتيرة الاصوات المناهضة لشبيحة النظام وسقوط عدد من الضحايا في الأعتصامات والمظاهرات ضدهم.
5- تراجع وتيرة منتسبي الجيش الوطني بعد سقوط العديد منهم قتلى واسرى ، وتسليم بعضهم لأسلحته للجيش الحر او الانضمام للجيش الحر .
6- زيادة التعزيزات لقوى الجيش الحر في الحسكة .
7- تقدم الجيش الحر في محور حلب بوتيرة سريعة امام تقهقر قوات النظام.
8- حملة إعلامية شرسة على القوات ذات الصبغة (الجهادية) ومحاولة الأيقاع بينها وبين الجيش الحر .
9- الاتفاق الذي تم توقيعه بين تركيا وحزب العمال الكردستاني والذي انسحبت بموجبه قوات حزب العمال من تركيا ايضاً يجب اخذه بعين الاعتبار.

هذا ملخص لأهم الأحداث التي يمكن من خلال ربطها ببعض تكوين صورة حية لمسببات أشتعال الصراع الذي يقوم بها حزب العمال ضد القوات المناوئة للأسد والمتمثلة بقوات الجيش الحر او الإسلاميين .

وهنا يمكن أن نلخص مببرات ذلك الصراع المباشرة بالآتي :
1- محاولة حزب العمال الكردستاني إستعادة قاعدته الشعبية بالإيهام بأن معركته للدفاع عن "أراضي كوردية سورية" من الأرهابيين والسلفيين والعروبيين.
2- إشغال القوات المناوئة للنظام بحروب جانبية مع القوات التي تتحرك وفق استراتيجة مشتركة مع النظام ، الأمر الذي يخفف الضغط على النظام ويمكنه من إعادة ترتيب قواته لكي يحمي المطار ومواقع المدفعية في جنوب القامشلي.
3- توافق إرادة النظام وأطماع حزب العمال الكردستاني التوسعية وإستغلال ظروف السياسة الإعلامية التي تتغاضى عما يحدث وتشوه إعلامياً صورة الجماعات الإسلامية.
4- الرغبة الجامحة من قبل حزب العمال الكردستاني بفرض مشروع قومي كردي على الارض (تحت مظلة سياسته الحزبية) و من ثم القيام بإجراء سياسي (كأجراء حكومة مؤقتة ، أو برلمان مؤقت) لفرض واقع سياسي جديد على المنطقة .
5- سقوط النظام في منطقة الجزيرة ينذر بنهاية حزب العمال الكردستاني مباشرة هناك ، وهذا ما يدفعه للمحاربة بالوكالة عن النظام لضمان بقاء المواقع الحيوية بعيداً عن سيطرة الجيش الحر.

لذلك ، نرى أن هناك تجييش إعلامي من قبل أبواق حزب العمال بالإيهام بأن هذه المعركة هي ضد الاكراد ، او بين الاكراد وبين العرب أو بين الأكراد والإرهابيين ....الخ من هذه الدعايات الفارغة .

#مهند_الكاطع (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات