كيف تُنشأ فلسفه

احمد صلاح فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 4262 - 2013 / 11 / 1 - 02:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

يقول اينشتاين" قبل أن أتخصص في الفيزياء درست الفلسفة فوجدها أصعب مما ينبغي فدرست الاقتصاد فوجده أسهل مما يبغي ولهذا اخترت الفيزياء "

وكثيراً من الناس لأسف يعتبرها كذلك ولهم أوجه حديثي بأن أي حقل للمعرفة عموماً لابد لإنسان قبل خوض غماره أن يكون شغوف به حريصاً علي معرفه ( قضاياه ، مشكلاته ، تاريخه ، رموزه ) حتى يشتهي عناءه ، والفلسفة كذلك لابد إن يكون الإنسان شغوف لمعرفه وفهم الوجود والتجربة الأنسانيه والعلاقات بين "أفكارنا والواقع" وماهية الحقيقة وطرق المعرفة وكيفيه الوصول لها ، حتى يقبل عليها بنهم وحب ، أن يمتلك رغبه في جمع شتات هذا الوجود في صوره واضحة المعالم تعطي له الدلالة والمعني ، ولعل الدافع الأكبر لتحمل عناء التفكير الفلسفي هو شعور الإنسان بنزعه فرديه تميل إلي التطرف غالباً ترفض ما توارثه المجموع في فهمه للتجربة الانسانيه و شعوره أن كل شي حتى الله لابد أن يقدم أوراق اعتماده لديه من جديد ، فلفيلسوف عكس العالم ورجل الدين فلعالم يدرس كل ما هو كائن ومجاله تراكمي موضوعي يميل إلي التخصص والنهج الواحد ، ورجل الدين لا يستطيع ان يحلق بعيداً عن النص الذي يؤمن به ولكن الفيلسوف لا يعترف بأي سلطه أو حدود تقيد تفكيره او منهج محدد يسير عليه ، فهو يعيد فهم وتعريف وبناء كل شي من جديد حسب فهمه هو.

فإذا توفر لديك دوافع التفلسف وتريد إن تصنع فلسفه خاصة بك فسوف تجد في هذا الدليل المكون من احدي عشر خطوه الذي ترجمته لك غايتك و إذا كنت حقاً تريد أن تبني نسق فلسفي تحيا به أو تورثه لغيرك

http://www.wikihow.com/Form-a-Philosophy المصدر :

ترجمه المقال

أن وضع فلسفه شخصيه يمكن أن يكون تجربه حياتيه مجزيه ، ووضع نسق فلسفي خاص بك سيساعدك في معرفه من أنت وسيعطيك المعني والدلالة لحياتك ولعل بناء فلسفه شخصيه لأمر يشوبه بعض الصعوبات وخاصة علي المبتدئين وباعتبار أن ذلك امر جدير بلمحاوله فسيجعلنا نتحمل مشاقة بنائه اذا ، وهذا الدليل سيعيننا فيما نصبو اليه:

1- تفهم انك تعيش رحله طول حياتك وهذا يلزمك بأن تكون مرن و واسع الأفق وهدفك أن تكون دائماً علي طريق النمو والارتقاء الشخصي الذي سيزيد حياتك نضجاً وتطوراً.
2- ابدء بلقراءه والتعلم : استمر بقراءة وتعلم ما تهتم به، وفهم المباحث الكبرى التي دار في فلكها الفلاسفة وشغلت بالهم .
3- اختيار فلسفتك : الفكر الفلسفي يدور حول مباحث عامه وكل فيلسوف يأتي و يدلي بدلوه فيها وهم مباحث ( الوجود – المعرفة – القيم – الميتافيزيقا – علم الجمال – الأخلاق – المنطق – النظرية السياسية )
وعليك أن تتبع اهتماماتك في تلك المباحث ولا تنتابك الحيرة والتردد عند اختيارك أكثر من رأي أو فلسفه لأنك بذلك تعمل علي خلق روابط خاصة بينهم التي ستمنحك متعه كبيره وأنت تدمج وتوفق بينهم وبعد أن تختار الفلسفة التي تروق لك قم بقرائه الخلفية التاريخية لها و للفلاسفة الرئيسين فيها وحاول أن تفهم بعمق مفاهيمها والمشكلات التي دارت حولها .
ومن ثم ، حاول أن توسع قاعدة ذهنك وتفكيرك بفهم الفلسفات الاخري و بالطبع ليس باستطاعتك ان تكون ملم بكل شي فيها ولكن عليك أن تكون علي أحاطه بخطوطها العامة التي تكفل لك الفهم بما قام به الفلاسفة الأخريين وما كافحو ودارت مناقشتهم حوله ، ومما لا شك فيه أن هذا سيساعدك في تطوير فلسفتك الخاصة .
وحاول أن لا تتردد في محاوله البناء علي الفلسفات القائمة ، لأنه لآمر جد عسير أن تبدأ من الصفر ، فلا يوجد ما يمنع من أن تأخذ أفكار الفلاسفة وتشيد من خلالها فلسفتك الخاصة ومثال علي ذلك أفلاطون الذي تعلم من مجالسته لسقراط طريقته وهضمها في محاوراته المشهورة واخذ أرسطو من أفلاطون القواعد العامة لمنطقه الصوري .
4: وسع وطور تفكيرك : النسق الفكري الذي وضعته لنفسك يبدأ بنقطه ما ، وهذه النقطة حاول أن تأخذها بعيداً وتختبرها بتجرد وشاهد ما الذي تقدمه لك وما لا تقدمه ، وعندما يتوفر الوقت لك قم بتحليل وتجديد فلسفتك ، ومع مرور الوقت وآنت تعالج المشكلات وتُقيم القرارات التي تتخذها ستشعر انك امتلكت القدرة علي التطور باستقلاليه عن الفلسفات القائمه التي سبق وان أخذتها كأساس تشيد عليه فلسفتك الخاصة وحاول ان تكون مفكر ناقد متتبعاً باستمرار من النقطة التي اكتسبت منها معتقداتك وأفكارك ومواقفك ونظرياتك وان تكون لك القدرة علي التنظير واستخلاص النتائج المترتبة علي فلسفتك وهذا بلاشك سيعطيك قدره أفضل في الدفاع عن فلسفتك وتطوريها من وجه اخري وبإشارتك الي ما يقوله الفلاسفة الآخرين سيعطي لفلسفتك المصداقية وستوضح بذلك عمق معرفتك وفهمك للفلسفات القائمة .
5: كن صبوراً واسمح لأفكارك أن تتبلور مع مرور الوقت وعندما يكون لديك المزيد من الوقت حاول ان تختبر فلسفتك بأن تضع أمامها العديد من المشاكل وتحاول ان تجد الحلول لها في أطار فلسفتك ، واجعل فلسفتك تتطور تدريجياً لان ذلك سيسمح لها بأن تستقل عن الفلسفات الاخري فلصبر شي جوهري وضروري لأنك ستستغرق العديد من السنوات لاستخراج الكنز الدفين لفكرك من أسفل ركام الأفكار المتبعثره أعلاه فلمزيد من الوقت شي صحي لفلسفتك لأنه سيضمن لك الحفاظ علي متنانه وتطوير فلسفتك باختبارها يومياً من خلال المواقف التي تمر عليك ولذلك حاول ان تحتفظ بمفكره تدون علها كل الأفكار التي تطرأ علي ذهنك واِن كانت غير متسقة .

و أسئل نفسك علي سبيل المثال ؟؟

- ما الغرض من فلسفتك ؟ وهل تريد تطبيقها علي المجتمع كله أم قطاع منه ؟
- ما دورك في فلسفتك ودور الأخريين فيها ؟
- كيف ستشرح فلسفتك لأخريين ؟
" ؟Utopian- هل فلسفتك عمليه ام مثاليه "
- ما هي الفلسفات التي تتفق معها ولا تتفق ؟
- هل أنت مستعد لكتابه فلسفتك كطروحه ام في كتاب ؟؟ ام تود ان تكتبها في قصص ورويات بدون عرضها بشكل مجرد ومكشوف ؟ ( وللقاري العزيز ان يأخذ رويات كامو وسارتر وجبريل مارسيل و نجيب محفوظ ومسرح توفيق الحكيم مثالاً واضحاً في ذلك - المترجم )
6- تحدث الي أخريين يهتمون بلفلسفه : فهؤلاء يمكن ان يشيروا لك الي الأخطاء التي وقعت فيها سهواً ويعطوك أيضا الحلول لتلك الأخطاء فأن هذا لهو امر جد مفيد لفلسفتك وهذا بطبع سيتوفر لك عند انضمامك لمجموعه فلسفيه أو نادي فلسفي ، أو باشتراكك في جروبات ومنتديات علي شبكه الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي تستطيع ان تبدي فيها رائيك بكل أريحيه وتتلقي ردود الأفعال والتعليقات عليها ، و يمكنك الذهاب أيضا الي اساتذه الفلسفة في الجامعات وأطلب ان تحدثهم وتناقشهم أفكارك ( ستجد ترحاب وحفاوة شديدة عن تجربه شخصيه - المترجم )
وإذا وجد أشخاص تستوعب تماما ما ترمي اليه فلسفتك حاول ان تستوعب حماسهم ولكن كُن علي حذر ان يكون فهمك وعملك علي فلسفتك مستقل عن حماسهم هذا ، لأنه من الصعب علي احد ان يشاركك فيما تعتقد وهو يمارس ما لا تعتقده أنت وهو، لذلك يمكن ان يكون حماسهم نابع من إعجابهم وثقتهم بك فقط .
7- ابحث دائماً عن تجارب جديدة تمكنك من رويه الأشياء من زاويه مختلفة وهذا ستوفر لك اذا :-
1- حافظت علي ان تكون ذو عقل مفتوح علي الأخريين تستوعب كل من حولك .
2- تعلمت ان تقبل النقد وتهضمه علي شرط ان يكون ذلك النقد بناء و يقوي فلسفتك ويقويك معها .
3- جعلت معك باستمرار قلم رصاص او نوت بوك تدون عليه أفكارك التي تطرأ عليك او المحملة من المواقف التي تمر امامك .
8- قراءه الفلسفة باستمرار وهذا يسمح لك بمعرفه أراء ومحاولات الفلاسفة الأخريين سابقين كانوا أو معاصرين وما عثروا عليه وتجنب المغالطات التي وقعوا فها وبتالي تتقدم فلسفتك بهذا .
9- متابعه الأخبار العالمية : حاول قراءه الجرائد هذا سيساعدك علي التطبيق العملي لأفكارك علي مواقف وأحداث واقعيه خذ علي سبيل المثال المواقف الهامة التي تنطوي علي قضايا تؤثر علي قطاعات من المجتمع ثم قم بتوجه السؤال الي نفسك ماذا كنت لأفعل حيال ذلك مستخدماً فلسفتك في الاجابه وسيظهر لك ما اذا كانت فلسفتك تستطيع الصمود أمام الاحداث الفعلية ام لا ؟ هل فلسفتك تستطيع ان تقدم الشروح والتفسيرات والفهم العميق والشامل لتلك المواقف ام لا ؟ ( مثالاً علي ذلك قيام المفكر التنويري العظيم سلامه موسي بمتاعبه أخبار السكة الحديد علي الدوام وأرابحها ليعمق ويختبر إيمانه بلاشتراكيه وقدره الدولة علي اداره وسائل الإنتاج )
10- اعتبر نفسك فيلسوف : مهنه الفيلسوف قريبه من مهنه الباحثين في مراكز الفكرية والمعاهد والجامعات ، فتأكد من تكريس الوقت الكافي لتطوير فلسفتك ولكن إذا كنت ستعمل كفيلسوف بعض الوقت تأكد من انك ستعطي الوقت الكافي وكل الإخلاص لذلك الوقت ، في الوقت الذي لاتنسي فيه ما عليك من واجبات تجاه أعمالك الاخري
11- حاول قدر الإمكان أن تعيش مع فكرك حتى عندما تعاني من الأشياء التي تبعدك عن أرائك و فكرك ، فستعين بلمذكره التي تدون فيها أفكارك والكتب الملهمة لك فهذا سيساعدك علي البقاء دوما برفقه أفكارك .

#احمد_صلاح_فهمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات