أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - يوميات أولاد البطّه السوداء














المزيد.....

يوميات أولاد البطّه السوداء


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4260 - 2013 / 10 / 30 - 13:27
المحور: كتابات ساخرة
    


قصتان قصيرتان
عنصرية سوداء في بلاد السواد :
سمع أستاذ عباس أنهم يمنحون رواتب وأمتيازات للسجناء السياسيين
ذهب بمعاملته و بدأ بأكمال الأجراءات حتى وصل الى القاضي المختص , ومعه الشهود والمستمسكات , سأله تحت القَسَم :
- عباس , هل أنتميت الى الحزب المقبور
- لم أنتمي فعلا سيادة القاضي , ربما لفترة قليلة أنتميت صوريا , أقل من سنة وتملصّت بعدها , مجرد مؤيد أدفع أشتراكات ,أردت التخلص منهم ففي فترة معينة ضيقوا علينا وكان أحدهم همجيا أميّا يطرق بابي كل يوم تقريبا وأجبرني على تسجيل أسمي لديهم ولم أره بعدها فقد خلّصني منه الربع دينار
- عباس أطلع برّه , أنتَ بعثي ماتستحق أن تكون سجين سياسي صحيح أنت محبوس سنتين ونص بسبب أتهامك بالشيوعية , لكن تبقى بعثي بحسب التعليمات والقرارات ..
أنتهت القصّة لنبدأ التساؤلات , كم من السجناء السياسيين كذبوا تحت القَسَم , وكم منهم لم يحبس لساعة واحده بل كان في قلب النظام , لكنه زمن الترهيم والكذب الأحترافي قد فاز باللذّات من كان ناكثا كذوبا أفّاق, خسر عباس مكرمة السلاطين دون أن يعلم أنه الفائز الحقيقي لأنه لم يكذب بكلمة فحفظ عهود الأنسانية وجنب مبادئها خطر الأنقراض
لايختلف عاقلان على أن منح فئات معينة رواتب وأمتيازات دون أن يفعلوا شيئا" هو أحد أشكال السرقة , بل يفوقها ليكون أسلوبا عنصريا يستبيح المال العام ويجعله حكرا على الخواص , يقسّم الشعب الى وديان وجبال من الطبقية والأقطاعيات , فئة مستفيدة وفئة من العبيد تعاني أشد المعاناة , تتحول بالتدريج الى أعداء يجمهم وطن واحد لينقلب التعايش الى دمار .
(الى كل من يجيد الكذب عليه أن يسارع الى قديم معاملته ليحصل على مكرمة كبيرة تجعله يحتسي قهوته في البرازيل و يقضي لياليه في لاس فيغاس) ..

الأمنية الكبرى قبر لائق و مجلس عزاء :
ماتت المسكينة بمرض خبيث في وقت غير مناسب , زوجها أبو حاتم لايملك درهما واحد , كيف يدبر الأمر فالموت في ربوعنا تتبعه طقوس مكلفة مرهقة عسيرة , كان قد بذل خلال سنتين كل موارده البسيطه عليها , لم يبق لديه سوى قميص باهت وبنطال فقد لونه مع وجه كالح جعله (وهو الأربعيني) أقرب الى شيخ أستهلك كل سنينه , لن نتركه وحيدا , هكذا كان الأتفاق , حاشى أن نكون مشفقين عليه , تناسينا الدافع الأنساني , الخوف وحده جعلنا نسارع في مد يد العون, فبيت رميزان التميمي يدق في أذهاننا بكرة وأصيلا :
لاتامن العين الصحيحة من العمى ولاتامن العقل السليم من الهبال
ومن لم يمت بالمفخخات يموت بالمرض العضال و العاقبة لمن ساهم كي يساهم غيره في تشييعه ودفنه ليقيموا على روحه مجلس عزاء, فالدافع الاكبر لتدخلنا هو خشيتنا أن نمر بنفس المأزق , فشمّرنا عن هواتفنا لنتصل بالمقربين وحضر الكثير , وأغلب الحديث الذي دار كان عن سبب الوفاة , المرض الخبيث منتشر بالعراق , يقتل الناس بصمتٍ , بمجرد أن يصيب أحدهم عافاكم الله يكون مصيره الموت , مارد يفوق الأرهاب و الحوادث الجسام, يبدو أن أخبار الأبحاث العلمية و أكتشاف أنواع جديدة للعلاج مجرد بالونات , الكيمياوي فقط متوفر في العراق , قائمة أخرى تنتظر الموت (أبو عادل) و (رباب) يتلقون علاجا كيمياويا منذ فترة معناها أنهم على شفا القبر , لا نلوم الصحفي (سعدون فهد) حين خرج علينا اليوم ليتبرع بجثته وهو حيّ الى كلية الطب , فالموت مكلّف ربما أكثر من الحياة , فقد تداعى الحد الأقصى لأماني العراقيين ليصل الى مستوى غاية في الخذلان بالحصول على مكان لائق للجثمان فالموتى لا يملكون أي خيّار , والجميع قلقون من أن يلاقوا مصير زوجة أبو حاتم , حين عجز ليلة أمس الأول أن يجد لها قبرا يواريها ,كان بقي تابوتها يطوف في المقبرة لو لم ينجده أحد القلائل ممن يخشون على مصيرهم بعد الممات بعدما يئس الجميع من الحياة .
[email protected]



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مآثر الحجّاج في بلاد الواويّة والدجاج
- سوالف أطفال
- النت رجس من عمل الشيطان
- وعّاظ على خطى نيرون
- عراقيون أم بدون
- مكالمة هاتفية من الجنّه الهويّه
- حين أنقذ أستكان الشاي مدينة بريئة
- رسالة لص متقاعد الى جماعتنا
- فجّر فاتحة وأربح بايسكل
- لولا لحاهم طرّحناهم
- المسودن ماينسى سالفته
- خربشات على مسّلة صماء
- شبعت زبيد وطَرطرَت
- الشعب حي لم يمت .. ياخايبين الرجا
- تساؤلات في ليلة سقوط الفراشات
- أم سعد وحملها الثقيل
- سؤال من صديقتي في بيفرلي هيلز
- بصاق مختارين المحلة
- عراقيون بسرعة الضوء
- تعلولة عراقية تماشيا مع دعوة شيل وشمر


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - يوميات أولاد البطّه السوداء