لطائف من الأشعار المتبادلة بين علماء النجف/ 2

احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4260 - 2013 / 10 / 30 - 11:51
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

بسم الله الرحمن الرحيم
لطائف من الأشعار المتبادلة بين علماء النجف/ 2

بقلم/أحمد الحمد المندلاوي
المقدمة:
ما زلنا نسرد مجموعة أخرى من اللطائف المتبادلة من الاشعار بين علماء النجف الأشرف مدينة العلم و الفقاهة ،وواحة الشعر و الأدب:

رسالة السيد القزويني من النجف
و قال السيد محمد القزويني الحسيني في صدر احدى رسائله الى العلامة السيد ميرزا محمد مهدي الشهرستاني و كان آنذاك في طهران:
لي مقلة ترنو الى ايرانِ وحشاشة تصبو الى طهران
ومدامع تهمي دماء كلما حنَّت مطوّقة على الاغصانِ
شوقا الى الندب الكريم الى العلا المنتمي للشم من عدنانِ
ذاك الذي زادت به شرفا على شرف القبيلة آل شهرستانِ

العلامة النقدي و الشوق العظيم
وأما العلامة النقدي فقد نقل عنه المقطوعتين التاليتين اللتين نظمهما في بغداد و ارسلهما لأحد زملائه في الدراسة في النجف و هما تشيران الى الحديث النبوي الشريف "الارواح جنود مجندة ،ما تعارف منها ائتلف وما تناكر اختلق"و هما:
شوقي اليك عظيم لا شئ اعظم منه
ان كان عندك شك فاسأل فؤادك عنه
و قال:
يا منية القلب رفقا كفاك هذا التجني
هواك اضرم نارا بين الجوانح مني
ان كان عندك شك فاسأل فؤادك عني
افلاس الشيخ الطريحي
كان الشيخ عبود الطريحي ، عائدا الى منزله في شهر تموز وهو يحمل تحت عباءته كيسا فيه خيار،فصادفه احد اصدقائه وسأله عما يحمل تحت العباءة ، فارتجل قائلاً :
قد ذاب قلبي من هوا تَـموزِ من حره قد جف ماء الكوزِ
فِي السوق رقيٌّ ولكن مفلسٌ برَّدتُـه بِـخيارةِ العطـروزِ

من مطارحات محمد جواد الشبيبي
من مطارحات الشيخ محمد جواد الشبيبي الجميلة التي كتبها الى الشيخ محمد حسين المظفر مهنئاً بمولودته (ممتازة) حين يقول:
أتت ممتازة اصلا و فرعاً فحياها عراقك و الحجازُ
حقيقة مجدها ظهرا عياناً و أما ما سواها فالمجازُ
عليها للجلالة عهد فخر و من دول الجمالِ لها امتيازُ"

السيد الغريفي والشيخ آل عصفور
كان السيد عدنان الغريفي يلعب مع الصبيان وعمره يومذاك ثماني سنين ، اذ مر العالم الشيخ خلف آل عصفور بهم فخف الاطفال لتقبيل يده الا عدنان ، فقال له لم تفعل كما فعل اقرانك ، فقال : انا سيد وانت عامي ، فقال الشيخ : انا عالم ، فقال السيد : سأقرأ العلم ، ثم انك مكلف ومن شأنه الذنب ولست بمكلف ، فعجب الشيخ من حدة ذكائه وترحم على أبيه ، وقال : هل تنظم الشعر مثل ابيك ؟ قال وما الشعر ؟
قال تكمل ـ وحدك لا شريك لك ـ فقال السيد مرتجلا :
رأيت بدرا قد بدا يزري ببدر في الفلك
فقال لي هل نظرت عينك كالذي قتلك
فقلت لا و خالقي من بالجمال فضّلك
لم تر عيني ابدا وحدك لا شريك لك
.
الشيخ سميسم بين العصا و المسبحة
اقام الشيخ محمد حسن سميسم مجلسا حسينيا في داره وكان القارىء الخطيب الشيخ كاظم سبتي ،و أثناء المجلس دخل السيد حسن والد السيد عبد المهدي المنتفكي وكان بدينا فاتكأَ على عصاه ليجلس فانكسرت العصا فجاءه صاحب الدار بعصا جميلة وقال :
هذه العصا حبوة ابي وهي لك، والشيخ كاظم ينظر المشهد وكان قد طلب من صاحب الدار في وقت سابق ( مسبحة كهرب ) فاعتذر له فقال الشيخ السبتي اثناء القراءة :
نبئت عصا موسى لقد وهبت بداركم وهي دار بالندى عمرت
فظلتُ أسأل هل عين بها انفجرت لكم وكم من عيون بي قد انفجرت
باتت نبوتكم للناس أمس فسل عن الامامة كل للصاحب ادخرت
بقصد بالامامة ( المسبحة ) ففطن الشيخ سميسم للمعنى وأجَّل الجواب وفي اليوم التالي جاءه بالمسبحة ومعها هذه الابيات :
ابت امامتنا الا ابا حسن اهل لها فلذا عن غيره استترت
وقد رأت كفه البيضاء ساطعة جاءت تقبل تلك الكف وافتخرت
قالت ابو حسن نعم الامام فها إمامة الحق في كفيه قد ظهرت
الشيخ كاظم ( 1258 هـ ـ 1342 هـ ) بن ابي علي الحسن بن ابي الحسن بن علي السبتي السهلاني من اشهر مشاهير الخطباء في عصره .
للموضوع صلة
احمد الحمد المندلاوي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل