أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - احمد الحمد المندلاوي - لطائف من الأشعار المتبادلة بين علماء النجف/ 1















المزيد.....

لطائف من الأشعار المتبادلة بين علماء النجف/ 1


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4260 - 2013 / 10 / 30 - 08:50
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بسم الله الرحمن الرحيم
لطائف من الأشعار المتبادلة بين علماء النجف/ 1

بقلم/أحمد الحمد المندلاوي
المقدمة:
النجف الأشرف مدينة العلم و الفقاهة ،وواحة الشعر و الأدب،و عبر تاريخها المجيد برز من ثناياها علماء أفذاذ و شعراء مبدعون ،حتى قيل أن أحد الادباء المصريين قال يوماً : " أستطيع أن أقول ان الناس في النجف كلهم شعراء "، ففي أوائل القرن الماضي برز في محلة العمارة إحدى محلات النجف الأشرف 17 شاعراً مجيداً في وقت واحد،مما يدلُّ قطعاً إنَّ واحة الإبداع الشعري الأولى في العالم الاسلامي ،و هذا ما يحتاج الى بحث مستفيض لبيان روح الإبداع على كافة الصعد في هذا البقعة المباركة,
ومما لاشك فيه ان العلماء لهم مقدرة على نظم الشعر ولكن لايسمح وقتهم لذلك لانشغالهم بالمسائل العلمية،ورغم ذلك برز شعراء مبدعون أمثال محمد سعيد الحبوبي و السيد رضا الهندي و الشبيبيان و الشيخ محسن الخضري ،والشيخ علي الشرقي و غيرهم ،لان هذه النفحة تبقى كامنة في رفاهة الشعور بشفافية يطلق سراحها في الظرف المناسب بتأثير رسالة رقيقة أو رد جميل ،أو جواب هدية لطيفة ،أوموقف ظريف ،أو رثاء عزيز و غيرها من المواقف الاخوية ،ورغم ما قيل إنَّ هناك بروداً في شعر العلماء ألا إنّ هذه النتف التي نأتي بها هنا تثبت عكس ذلك لما فيها من الرقة و العذوبة و سعة خيال الشاعر النجفي و العالم المتمرس في أواوين العلم ،ولنرى باقة ملونة من تلك الاشعار الرقيقة المتبادلة بين علمائنا الاعلام :

عين الورود بين النراقي و بحر العلوم
يذكر أن العلامة النراقي بعث احد تأليفاته للسيد بحر العلوم في النجف الاشرف وخاطبه بالابيات التالية:
الا قل لسكان ذاك الحمى هنيئا لكم في الجنان الخلود
أفيضوا علينا من الماء فيضاً فنحن عطاشى وأنتم ورود
فأجابه السيد بحر العوم بالابيات التالية على نفس الوزن و القافية:
الا قل لمولى يرى من بعيد جمال الحبيب بعين الشهود
لك الفضل من غائب شاهد على شاهد غائب بالصدود
فنحن على القرب نشكو الظمأ وانتم على بعدكم بالورود

أحبتي قلبي بأرض الغري
وقال السيد رضا الهندي في صدر رسالة بعث بها الى الشيخ محمد علي اليعقوبي :
رسالة صب بعيد الوطن قليل العزاء كثير المحن
بتذكاره للياليكم يكاد يجن إذا الليل جن
يُسِرُّ ويعلن أشواقكم فطاب بكم سرُّه والعلن
ولما تملكتمُ من لذيذ لقاكم هواي بأغلى ثمن
طلبت من الدهر لقياكم فمنَّ قليلا بـِه ثم من
في الترجمة التي أثبتها الشيخ محمد علي اليعقوبي لنفسه في كتابه " البابليات " قال : واتفق مرة للعلامة السيد رضا الهندي أن زار الحلة سنة 1333 هـ ، فكتب الى المترجم ـ يعني نفسه ـ بعد رجوعه الى النجف رسالة صدرها بقوله ، وذكر الأبيات السابقة :
وفي ديوان المرحوم اليعقوبي أثبت جواباً على تلك الأبيات يقول:
أحبة قلبي بأرض الغري سقى عهدكم مستهل المزن
على القرب أهواكم والبعاد وفي السِّـر أذكركم والعلن
حنيني إليك أبا أحـمدٍ حنين أخِـي غربة للوطن
فيا ساكناً بحمى المرتضى ومَـا لك إلا فؤادي سكن
أهلُّ لبثةٍ لي بتلك الربوع سقاها ملتُّ الغمام الهتـن
عسى أجتلي منك وجهاً سناه يفوق الهلال اذا الليل جن
ولم أنس تلك الليالي القصار تقضت بقربك، طول الزمن
ليالي فيها إجتديت الزمان فجاد بـها برهـة ثم ضن

من لطائف السيد رضا الهندي الشعرية
وكتب السيد رضا الهندي هذين البيتين الى العلامة السيد صادق ابن اخيه الباقر معزيا بوفاة طفل له اسمه محمود وكان ذلك في صفر سنة1351هـ ، يطلب منه الصبر:
يقولون صبرا فالنوائب لم تزل تنوب و ان الصبر ما زال محمودا
بلى هو محمود لدى الناس كلهم و لكنه بالرغـم أصبح مفقودا
فأجابه العلامة السيد صادق الباقر قائلا :
صبرت و لم أجزع لفقد ومحنة وسلّيتُ نفسي بالتأسي و بالرضا
و انك ان أمددتني منك بالدعا تيقنت أنِـي فيه أستدفع القضا
فلا زلتَ حرزا للعشيرة واقيا و نورا اذا ما أظلمت أزمة أضا
وما دمنا في رحاب السيد الهندي (رحمه الله) نذكر له أبياتاً أخرى في هذا المجال :
كان الشيخ الخطيب محمد علي اليعقوبي قد نظم مقصورة في فضائل أمير المؤمنين الامام علي (ع) سنة 1344هـ ،فقال السيد الهندي مقرظاً :
مدحت مولاك بمقصورة بـها تغني الحور مقصورة
أتحفت فيها سرَّ قدس على صفاتـه العلياء مقصورة
إن توله منك بمقصورة يجزك فيها ألف مقصورة
و له في تاريخ باب حرم الكاظمين (ع) في الجهة الغربية :
إن جئت ساحل مولى تيار جدواه هائج
أرّخ (ببابـك لذنـا وأنت باب الحوائج)


محفل الشعراء بين الصغير و البستاني
أما الشاعر الدكتور الشيخ محمد حسين الصغير صاحب المدرسة القرآنية المعاصرة فقد ردَّ على الشاعر الدكتور محمود البستاني في قصيدة القاها الدكتور البستاني في مقر جمعية الرابطة الادبية وفيها ينحي باللائمة على الشعراء حيث يقول :
أنا ان أتيت لمحفل الشعراء فلكي ابلغهم كبير عزائي
وكان رد الدكتور الصغير عليه سريعاً وعلى الوزن والقافية :
محمود يا وجه السنا الوضاء يا كوكب الشعراء والادباء
اني ليؤلمني التذمر فارغاً دون الردى وتعانق الارزاء
ماذا تريد من الاديب ولم تزل تغذو العقول عواطف الشعراء
فازحف بجيشك ان أردت قتالهم وارفع صدى الثوار والشهداء
الامر ليس بكفنا يا سيدي الامر للزعمـاء والامراء
للموضوع صلة
احمد الحمد المندلاوي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرفناك نسراً..
- أمثال كردية من مندلي/قسم 3
- تباهي العلب الفارغة..
- فم العذارى..
- يا أمَّ أحمدَ ..
- إنَّما الدنيا لديَّ
- روضة نوروزية
- من آلامِ تفجيرات رمضان
- مُدانٌ ..مُدانْ
- أندرياس
- وأدُ النَّخيل
- مرثيّة الحقوق في بلد القانون
- اعدام مكتبة
- وقفات على أعتاب الألفية الثالثة!!..
- مبدعون من بلادي / مع الفنان الشاعر فرهاد حسن..
- مبدعون من بلادي / مع الدكتور الأديب آزاد الزهاوي..
- مبدعون من بلادي / مع المعمارالدولي عصام غيدان..
- أمثال كردية من مندلي/قسم 2
- طيرٌ صدح ..
- الشمس تعانق سعفنا


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - احمد الحمد المندلاوي - لطائف من الأشعار المتبادلة بين علماء النجف/ 1