أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي - حسقيل قوجمان - هل الماركسية تمر في ازمة ام المنظمات التي تبنتها















المزيد.....

هل الماركسية تمر في ازمة ام المنظمات التي تبنتها


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 1215 - 2005 / 6 / 1 - 13:15
المحور: ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي
    


جاء هذا السؤال في المواضيع التي اقترحها الحوار المتمدن للنقاش في العدد الخاص لليوم الاول من حزيران. ان وضع السؤال ذاته مبهم فيما يتعلق بالماركسية باعتبارها علم طبيعي كسائر العلوم الطبيعية الاخرى.
لنتصور اننا نضع نفس السؤال في مجال علمي غير الماركسية. لنسأل مثلا هل قانون الجاذبية يمر في ازمة؟ او هل قانون تحول الماء لدى تسخينه الى بخار يمر في ازمة؟ لا شك ان قارئ مثل هذا السؤال يعجب حتى من امكانية وضع سؤال كهذا. فكيف يمر قانون الجاذبية بازمة؟
ولكن السؤال يبدو مهما حين يسأل عن الماركسية. وسبب ذلك يرجع الى ان الكثير من المتحدثين عن الماركسية لا يتحدثون عنها وكأنها علم طبيعي ولا يعتبرونها علما طبيعيا. ولكننا اذا اعتبرنا الماركسية علما طبيعيا يصبح هذا السؤال عجيبا كما كان السؤال عن ازمة قانون الجاذبية.
فما سبب هذا التباين في معالجة القوانين الطبيعية كلها من جهة وفي معالجة القوانين الماركسية من جهة اخرى؟
سبب هذا التباين هو ان القوانين الطبيعية كلها تفعل على الطبيعة الخارجة عن نطاق المجتمع الانساني بينما تعمل القوانين الماركسية على المجتمع الانساني. فالماركسية هي قوانين حركة المجتمع الانساني.
لنسأل الان هذا السؤال: هل المادية الديالكتيكية تمر في ازمة؟ ان هذا السؤال يبدو غريبا شأنه شأن ازمة قانون الجاذبية. فالمادية الديالكتيكية هي مجموعة القوانين الطبيعية التي تتحكم في الحركة سواء منها الحركة في الطبيعة ام حركة المجتمع البشري. فقانون التناقض في الحركة هو قانون طبيعي لا يختلف عن اي قانون طبيعي اخر. وقانون تحول التغير الكمي الى كيفي هو قانون يصدق على الحركة في الطبيعة وعلى الحركة في المجتمع. والقوانين الاقتصادية المبنية على قوانين المادية الديالكتيكية هي الاخرى تعمل في المجتمع بالاستقلال عن ارادة الانسان. فقانون ضرورة تطابق علاقات الانتاج مع تطور قوى الانتاج كان يعمل قبل كارل ماركس وقبل اكتشاف القوانين الماركسية. فهذا القانون كان يعمل في تحول المجتمع البشري من مرحلة الشيوعية البدائية الى مرحلة العبودية ومن مرحلة العبودية الى المرحلة الاقطاعية ومن المرحلة الاقطاعية الى المرحلة الراسمالية بدون ان يعرف الانسان قانون ضرورة تطابق علاقات الانتاج مع تطور قوى الانتاج كما كان قانون الجاذبية يعمل قبل ان يكتشف اسحق نيوتن هذا القانون.
اذا اخذنا الماركسية على حقيقتها، باعتبارها قوانين طبيعية تتحكم في حركة المجتمع البشري بالاستقلال عن ارادة الانسان يصبح السؤال "اذا كانت الماركسية تمر بازمة" سؤالا سخيفا لا معنى له. فلماذا اذن يمكن مع ذلك وضع سؤال كهذا؟
ان السبب الاول والاهم هو ان قوانين الماركسية بخلاف القوانين الطبيعية الاخرى لها من يعارضها ولا يرغب فيها لانها تعمل ضد مصلحته. فهناك طبقة معينة في كل مرحلة من مراحل تطور المجتمع يؤدي مفعول القوانين الطبيعية الماركسية الى زوالها. وفي عالمنا الحالي توجد الطبقة الراسمالية التي يؤدي مفعول القوانين الماركسية الى زوالها. والطبقات الحاكمة كما نعلم تمتلك كل القوى المادية والمالية والسياسية والعسكرية والقضائية والاعلامية بينما لا تمتلك الطبقات النامية التي لها المستقبل سوى كون القوانين الماركسية تعمل في اتجاه تطورها وتحولها الى القوة المسيطرة. وفي عالمنا الحاضر فان الطبقة العاملة هي هذه الطبقة التي يؤدي مفعول القوانين الطبيعية الماركسية الى تحولها الى القوة الاساسية في المجتمع. وقد عبر عن ذلك كارل ماركس وانجلز في الفقرة الاولى من البيان الشيوعي الذي صدر في ١٨٤٨:
"هناك شبح يجول في اوروبا – هو شبح الشيوعية. وقد اتحدت كل قوى اوروبا العجوز في حلف مقدس لملاحقته والتضييق عليه، من البابا والقيصر الى مترنيخ وغيزو. ومن الراديكاليين في فرنسا الى رجال الشرطة في المانيا"(منتخبات ماركس انجلز (المجلد الاول، الجزء الاول ص ١٢٢)
وهناك في المجتمع الراسمالي الذي نعيشه عناصر بتي برجوازية يزيد عددها على عدد الطبقة العاملة في جميع بلدان العالم ربما عدا بريطانيا. وطبيعة هذه العناصر المتوسطة بين الراسمالية والطبقة العاملة تجعلها عناصر متذبذبة لا تستقر على سياسة واحدة معينة. فكونها مراتب متوسطة يجعلها تحلم بالتحول الى مستوى الطبقة العليا اي ان تتطور الى راسماليين، ولكن ظروف المجتمع الراسمالي وفوضى الانتاج فيه تدفع هذه العناصر الى الهبوط الى مستوى الطبقة العاملة. هذا التناقض يجعل من هذه المراتب المتوسطة عناصر متذبذبة سياسيا لا تعرف ان كانت مصلحتها الاتجاه كليا الى البرجوازية ام الاتجاه كليا الى الطبقة العاملة ولهذا تحاول الامساك بالطرفين. وتعامل الطبقة العاملة مع هذه العناصر البتي برجوازية هو من اهم واجباتها في مسيرتها نحو الثورة والاطاحة بالراسمالية. وهذه العناصر هي مبعث دائم للانتهازية التي تشكل اشد الاخطار على حركة الطبقة العاملة. والانتهازية هي حركة تعمل باسم الطبقة العاملة وتتظاهر بالثورية ولكنها تعمل على جر حركة الطبقة العاملة وفقا لمصلحتها الثانية، مصلحة التوجه الى الراسمالية. ان الانتهازية تعمل جاهدة على تحويل حركة الطبقة العاملة الى حركة ذيلية للطبقة الراسمالية. والطبقة الراسمالية تعرف جيدا ان الطبقة العاملة تعمل على الاطاحة بها وتعتبرها العدو الاساسي. ولهذا تبذل الطبقة الراسمالية كل ما بوسعها لتشجيع الحركات الانتهازية وتربيتها وارشائها لكي تساعدها على تثبيط الحركة الثورية للطبقة العاملة لان الانتهازية اقدر على خدع الطبقة العاملة من الراسمالية ذاتها.
والراسمالية قادرة بما تربحه من الاموال عن طريق استغلال الطبقة العاملة والكادحين ما يسمح لها بالقاء شيء من فتات موائدها الى عناصر عليا من الطبقة العاملة وخلق ما يسمى اريستقراطية العمال وهؤلاء اشد خطرا على الطبقة العاملة من الراسمالية ذاتها لانهم يعملون في داخل الطبقة العاملة وحرامي البيت اخطر من حرامي الشارع.
اكبر مثل على ذلك هو الاتحاد السوفييتي. فالاتحاد السوفييتي استطاع فور نشوئه بعد ثورة اكتوبر ان يقاوم ١٤ دولة راسمالية والقوات المحلية التي عملت على خنقها وهي في المهد كما قال تشرتشل في حينه حين كان الجيش الاحمر والشعب الروسي يحارب حافي القدمين ويكاد يموت جوعا. واستطاع الاتحاد السوفييتي ان ينمو ويتطور رغم الحصار الاقتصادي والسياسي الذي فرضته عليه جميع الدول الامبريالية ويبني اول مجتمع اشتراكي ويسير خطوات واسعة نحو المجتمع الشيوعي. واستطاع ان يدحر جحافل الجيوش الهتلرية وينقذ العالم من العبودية النازية. ولكن الانتهازية داخل الحزب هي التي استطاعت ان تحطم الاتحاد السوفييتي وتعيد الراسمالية اليه. فخطر الانتهازية داخل الحزب وخارجه هو اعظم الاخطار التي تواجه حركة الطبقة العاملة. وقد بين الرفيق فهد ذلك بوضوح في كراسه الشهير "حزب شيوعي لا اشتراكية ديمقراطية".
فمن الذي يمر في ازمة اذن؟ ان من يمر في ازمة هم الذين يتبنون الماركسية. ولا اقصد هنا اولئك الذين يتبنون الماركسية كلاما فقط ولا يتبونها فعلا، يتاجرون بالماركسية لخدع الطبقة العاملة وتحطيم حركتها الثورية. فهؤلاء لا يمرون في ازمة بل انهم يمرون في اوج انتصاراتهم ليس بتدمير الدولة الاشتراكية وحسب بل بما خلقوه من مفاهيم طوال نصف قرن حشيت بها ادمغة خيرة المناضلين الحقيقيين في حركة الطبقة العاملة. اورد على سبيل المثال مفهوم امكانية الانتقال الى الاشتراكية سلميا وعدم ضرورة الثورة ومفهوم الطريق اللاراسمالي صوب الاشتراكية ومفهوم جواز تحالف الطبقة العاملة مع السلطات الراسمالية في جبهة ومفهوم عدم ضرورة دكتاتورية البروليتاريا ومفهوم التعددية في صفوف الطبقة العاملة الى اخر ذلك من المفاهيم التي اصبحت شائعة حتى لدى اكثر الثوريين اخلاصا للطبقة العاملة وحركتها.
انما اقصد اولئك الذين يتبنون الماركسية فعلا ويريدون الاستفادة منها في قيادة حركة الطبقة العاملة. اولئك المناضلين الثوريين الصادقين والمثابرين والمستعدين للتضحية وتكريس حياتهم لخدمة الطبقة العاملة. هؤلاء هم الذين يمرون في ازمة. وسبب ذلك يرجع الى انهم يتبنون الماركسية بدون ان يدرسوها دراسة حقيقية وبدون ان يتعلموا تمييز القوانين الطبيعية الماركسية التي تتحكم بحركة المجتمع وقيادة حركة الطبقة العاملة في اتجاهها. فهؤلاء يناضلون ويصمدون لكل المصاعب التي تواجه المناضلين الحقيقيين الى حد التضحية بارواحهم امام السجون والتعذيب والاضطهاد والمشانق والطرد من الجامعات والوظائف والمعامل. هؤلاء هم الذين يمرون في ازمة.
هؤلاء عليهم ان يتغلبوا على ازمتهم والتخلص منها بدراسة الماركسية في مصادرها الاساسية وفهمها فهما عميقا بحيث تصبح الماركسية اسلوب تفكيرهم العادي في كل الظروف وجميع الاحوال. عليهم ان لا يشغلهم النضال اليومي عن الدراسة الماركسية وان يخصصوا بعض وقتهم في جميع الظروف لمواصلة دراسة الماركسية كما علمنا اياها ماركس وانجلز ولينين وستالين. عليهم ان يتقنوا الماركسية بحيث انهم يستطيعون تمييز القوانين الطبيعية المحركة للمجتمع في كل لحظة من لحظات الحركة وهي قوانين متغيرة ومتطورة وليست قوانين ثابتة يمكن معرفتها مرة واحدة والى الابد. ان حركة المجتمع تخلق دائما قوانين جديدة تحل محل القوانين القديمة وعلى الماركسي ان يميز هذه القوانين الجديدة فور نشوئها وان يميز القوانين القديمة التي يختفي مفعولها في سياق تطور الحركة الاجتماعية.
ان اكثر الحركات والاحزاب التي تسمي نفسها شيوعية او ثورية او عمالية وتتبنى الماركسية لم تدرس الماركسية بصورتها الحقيقية بل تعرفها بصورها المشوهة الكثيرة التي شاعت في ايامنا. وقد كان تأثير التحريفية الخرزشوفية منذ ١٩٥٣ وحتى انهيار الاتحاد السوفييتي تأثيرا مدمرا للحركات الثورية في العالم كله. وقد نشروا مفاهيم انتهازية وتحريفية كثيرة على انها ماركسية خلاقة ولينينية نقية. وهذه المفاهيم والشعارات الزائفة البعيدة عن الماركسية راسخة ومتغلغلة في ادمغة هؤلاء المناضلين الحقيقيين على انها ماركسية. على هؤلاء المناضلين الثوريين المتفانين في خدمة الطبقة العاملة ان يدركوا ذلك وان يزيحوا من ادمغتهم جميع هذه المفاهيم والشعارات التي حشيت بها ادمغتهم خلال نصف قرن من الحركة التحريفية التي شملت جميع الاحزاب الشيوعية في العالم تقريبا.
ايها المناضلون الصادقون في رغبتهم في خدمة الطبقة العاملة وحركتها ازيلوا هذه المفاهيم التحريفية والانتهازية من ادمغتكم عن طريق دراسة الماركسية في مصادرها الاساسية في كتابات ماركس وانجلز ولينين وستالين.





#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجوم على ستالين هجوم على الماركسية
- البحث عن الطبقة الوسطى
- هل تستطيع الطبقة العاملة قيادة الحركات الثورية؟
- عيد العمال العالمي
- حول مقولة لينين -الامبريالية اعلى مراحل الراسمالية-.
- أزمة اليسار- التكوين الطبقي لحزب الطبقة العاملة.
- أزمة اليسار (من هو الشعب؟) الجزء الثاني
- أزمة اليسار (من هو الشعب ) في جزأين
- الاخ العزيز سلامه كيله
- ازمة اليسار - صنعة ماركسية عربية
- أزمة اليسار - تعاريف
- جواب سريع الى الاخ سلامة كيله
- من كراس ستالين حول القضايا الاقتصادية للاشتراكية - القسم الا ...
- ملاحظات حول رايي في الحزب الشيوعي الاسرائيلي سنة 1962
- من كتاب ستالين حول القضايا الاقتصادية للاشتراكية
- عودة الى قرار تقسيم فلسطين - 2
- عودة الى موضوع قرار تقسيم فلسطين 1
- حول الطبيعة التقدمية لحزب البعث السوري
- من كراس ستالين حول القضايا الاقتصادية - جواب الى الرفيق الكس ...
- الجالية اليهودية في العراق سابقا


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- الدين/الماركسية نحو منظور جديد للعلاقة من اجل مجتمع بلا إرها ... / محمد الحنفي
- اليسار بين الأنقاض والإنقاذ - قراءة نقدية من أجل تجديد اليسا ... / محمد علي مقلد
- الدين/الماركسية من اجل منظور جديد للعلاقة نحو أفق بلا إرهاب / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي - حسقيل قوجمان - هل الماركسية تمر في ازمة ام المنظمات التي تبنتها