أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سماح عادل - بين خانتين














المزيد.....

بين خانتين


سماح عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 26 - 19:52
المحور: الادب والفن
    



قصة قصيرة

1- عند الاستعداد للكتابة من جديد , تتردد ماذا تكتب, كل شيء مشوش ومتبعثر,فجوة السنين المنقضية أوسع من أن تتخطاها بسهولة, ليس هذا فقط وإنما تغير كل تفاصيلها الحياتية ومرور السنين ,انتقلت لخانة أخرى طالما تمنتها .الآن تهرب منها ذهنيا النضج, الأمومة, كبر السن ,أصبحت تشتاق لشقاوة الشباب والفراغ الذهني والخيال.


2- في الشارع , رغم اتساعه , لم يعد يملؤها ذلك بالفرح , والإحساس بالحرية, كما كان في السابق , أصبح مخيفا بعض الشيء, ترصد اقتراب أي شخص وترتعب من احتمالية عنف , بالإضافة إلى إحساس الالتزام الذي يفرض عليها الذهاب سريعا إلى البيت , فتيات أصغر سنا يظهرون , تنظر في زجاج المترو وتتأكد أنها أصبحت في خانة لطالما نفت أنها ستذهب إليها, تحاول تصديق أنها ما زالت طفلة ,كما قالت لها إحدى زميلات العمل ,تملأ عينيها بنظرة جادة, ولم تجتهد في منع الابتسامة التي طالما سكنت وجهها , لأنها رحلت منذ زمن بعيد.

3- تتأمل ملامحهما , براءة وحب , اقترابهما يمسح أي ألم ذهني, طالما تلذذت به ,اكتشفت- في الواقع مرارا- أنها تميل إلي الكآبة وتفسير الأمور بمنظور تشاؤمي, عند اقترابها منهما – طفليها الحبيبين- تتبعثر كل أفكار الكآبة وتحتل الفرحة مكانا , تغدو طفلة ثالثة , وأحيانا كثيرة أما مجنونة. تتشبث باحتضان احدهما لضمان السلام النفسي ,وتضمهما الاثنين لتشعر أنها في جنة الأمان.

4- لماذا ننظر دوما إلى الذي لم نحصل عليه, أو نشتاق لماض طالما ناضلنا للخروج منه, في كل الأحوال مرور الزمن ليس مبهجا لأحد.

5- تفتش عن أية شعرة بيضاء, تقصفها في عنف وهي تحدثها كأنها ندا , تكرر مرارا داخل ذهنها أن مرور العمر به ايجابيات أكثر , أهمها النضج الشعوري ,وتجاوز أشياء كثيرة ,ربما كانت تصيبها بأزمة قلبية في السابق, والهدوء النفسي تجاه الآخرين والاتزان ,وفهم الأمور,وتستمتع أكثر حين ترى شابة تتصرف بطيش ,وتفرح أنها تجاوزت ذلك .

6- تسدل شعرها , تستمتع به , تؤكد أن لعينيها قدرة على الاحتفاظ بالشقاوة المعهودة , رغم الإجازة الطويلة, تفكر أن الخانة السابقة لم تفرغ تماما منها , تستطيع العودة إليها متى شاءت, الشابة المرحة الحالمة والمجنونة, التائهة بروحها في شوارع وسط البلد ومقاهيها, فقط بذهنها , لأن علامات السنين لن تتركها تتمادى .



#سماح_عادل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية رائحة كريهة صوت البرجوازي الصغير المهمش
- ...............!!!
- يوم عادي لفتاة ليست عادية بما يكفي
- تضامنوا معنا ضد إفقار ال مصريين تضامنوا معنا لإلغاء تجارة ال ...
- عرض كتاب السيرة الهلالية لمحمد حسن عبد الحافظ
- لا ألم في حوض الماء
- بورترية لجسد محترق...أنة وجع من عفن الحياة المعاشة
- -العالم لنا- اشكاليات تجذر حركات مناهضة العولمة النيوليبرالي ...
- الحركة النسائية العالمية ..محاولة للاستلاب وتفريغ المضمون ال ...
- اروى صالح مناضلة احبطها العنت الذكوري
- في ظل تأريخ متشابك للحركة الشيوعية يضلل أكثر مما يكشف محاولة ...
- تنويعات ملل بشري
- الجهاز قصة قصيرة
- كل الهواجس حوله
- إشكالية المثقف في المجتمع
- يتحسس
- موت الاب الاخير
- خليل عبد الكريم مفكر ثوري
- الاخوان المسلمون البعد التاريخي
- سيد قطب مفكر الاخوان وملهم الجماعات


المزيد.....




- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سماح عادل - بين خانتين