أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - لا بد من تعلم ثقافه السوؤليه و المواجهه مع الذات!














المزيد.....

لا بد من تعلم ثقافه السوؤليه و المواجهه مع الذات!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 06:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




ان اردت وصف التاريخ العربى او جانبا مظلما منه, لقلت انه تاريخ طويل من التهرب من الاعتراف بالاخطاء . و الهروب من الاعتراف بالاخطاء و لوم الاخرين على الدوام بات جزءا من التاريح العربى و فى لبنان كان يطلق عليه تعبير (الحق على الطليان !).و هذا حسب اعتقادى من ابرز ملامح الشخصيه العربيه كما فهمتها من سياق دراسه التاريخ العربى قديما و حديثا.

دعنا نستعرض بعضا منها قبل ان اسعى لتفسير هذه الظاهره التى جرت علينا الويلات.و نحن هنا بطبيعه الحال لا نقوم بحكم اخلاقى و ايديولوجى اذ ليس هذا من اختصاصنا و كما انه لا يتعلق بالموضوع. نحن نتحدث فى موضوع سياسيى بالدرجه الاولى .و السياسه ان اردت ان اعطيها تعريفا اوضح للفهم: هى حياتنا و حليب اطفالنا و حاضرنا و ماضينا و مستقبلنا و هى التى تحدد كل شىء فى حياتنا من روضه الاطفال الى المدرسه و العمل و الحياه الاجتماعيه و الاقتصاديه و باختصار كل شىء.
و الامر الاخر هو ان الطبقه السياسيه فى بلادنا هى مثلنا نحن الافراد العادين منتج ثقافى مجتمعى بامتياز .اى ان المنظمومه القيميه التى تربى عليها جمال عبد الناصر او صدام حسين او حافظ الاسد هى التى تربى فيها اى مواطن عادى.و قد سالت مره مجموعه من الطلبه العرب كم استخدم اهلهم و مدرسوهم كلمات مثل( اعتذر لقد اخطات او اتراجع عن خطائى الخ من التعابير المشابهة, كانت الاجوبه محزنه و مقلقه فعلا!
و انا ازعم هنا ان من اسوا الموروثات فى الثقافه العربيه هى عدم مواجه الحقيقه و الواقع و الهروب منه بشتى التبريرات و الوسائل.

الحشد العسكرى الاستعراضى الذى قام له عبد الناصر و ادى ما ادى اليه (و اثبتت الوثائق انه قدم فرصه ذهبيه لاسرائيل للقيام بهجومة كانت تتمناه و تريده و تنتظر فرصه للقيام به ) من كارثه لم يتم مواجهته تحت شعار لقد اخطات! .دعك عن محاوله الرجل الاستقاله و لا اعرف ان كان ذلك صحيحا ام وسيله لكسب العطف الشعبى .لكن المهم انه لم يتم الوقوف على ما حصل و مواجهته بصراحه و الانطلاق نحو المستقبل بالاستناد الى الحقيقه الاعتراف بالخطا!

.و صدام حسين قام بذات المغامره فى الكويت و لم يبقى زعيم عربى الا و نصحه بالتراجع و لم يفعل لانه لا يريد مواجه الواقع بشجاعه و يعترف بخطاءه. و من المحزن حقا انه كان اسهل عليه ان يجر البلاد للدمار على ان يعترف و يتراجع عن الخطا .و بشار الاسد كان بوسعه من بدايه احداث درعا ان يذهب الى الاولاد الذين عذبوا هناك. يقيل المحافظ حسب طلب الاهالى و يحمل قطعه شوكولاته الى كل ولد. و يعتذر لللاهالى و لو فعل ذلك لربما لما راينا كل هذا الدمار .
و ياسر عرفات كان بوسعه ان يعتذر عن دعمه لللاحتلال العراقى للكويت و لكنه لم يفعل و كانت النتيجه خساره اضافيه للقضسه الفلسطينيه.

خالد مشعل كان من المطلوب منه ان يتصرف كزعيم لمنظمه تقاوم الاحتلال. لكنه تصرف و كانه عضو فى جماعه الاخوان المسلمين اكثر منه لزعيم يسعى لتحرير وطنه. خاصه عندما وقف الى جانب علم الثوره السوريه و كان المطلوب منه ان يقف موقفا حياديا . ثم جاء زميله ابو مرزوق ليزيد الطين بله عندما حاول تبرير الامر و يا ليته لم يفعل, عندما قال ان مشعل الذى عاش لاعوام فى سوريا اختلط عليه الامر بشان العلم السورى و هو بصراحه امر يثير القلق الحقيقى الى المستوى الذى وصلت اليه قياداتنا .انه يفعل ذلك لانه لا يريد ان يواجه حقيقه خطاءه و كان من الافضل لفلسطين ان تبقى محايده فى الصراعات العربيه الداخليه.

اما لماذا هذا الخلل الخطير فهو او بعضه على الاقل, فهو من وجهة نظرى غياب روح النقد و روح الثقافه العقليه و بالتالى ضعف او غياب روح المسوؤليه فى الثقافه العربيه.و احد الاسباب فى راى هو غياب او ابعاد الفلسفه من التعليم و الفضاء العام بكل ما تسهم به من تكوين عقل ينقد الذات و يواجه الواقع و الاخطاء بصدق. و ادى حسب راى الى كسل ذهنى و وهن عقلى الامر الذى ادى الى ثقافه الهروب من المسوؤليه . لقد تم ضرب الفلسفه تاريخيا من قوى التزمت الدينى تحت شعار من تمنطق تزندق ! و بات كل صاحب فكر حر غير امن على حياته و لا على رزقه من الملاحقات و الضغوط على انواعها. و على هذا النحو مات ابن رشد فى الاقامه الجبريه تحت ضغط الفكر السلفى المتزمت الذى وقف و مايزال امام اى سعى لتحرر فكرى حقيقى يقوى من ثقافه المسوؤليه بدلا من التهرب و عمل المستحيل لتبريرها !



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاجل مجد كنعان
- منزل فى منتصف الطريق!
- لقد حل عصر جديد على البشريه!
- ألاهم هو التصدى للثقافه المنتجه لللاستبداد !
- الاعوام التى سبقت انفجار الشرق الاوسط!
- لا قيمه تعلو على قيمه التسامح!
- بانتظار التغيرات الكبرى فى المنطقه العربيه!
- الحقيقه التى على الفلسطينيين مواجتها
- حرب امبرياليه صهيونيه بمعاونه قوى التصحر العربى!
- بيان صادر عن مجموعه من المثقفين العرب و الغربيين المناصريين ...
- انا القاتل و انا القتيل!
- غابه الامل
- لا مناص من الثقافه العقلانيه فى التغيير السياسى
- لاجل وقف النزيف الاثنى و الثقافى فى المشرق العربى
- حان الوقت للتفكير جديا بكيفيه التعامل مع فكر الاحاديه الديني ...
- لا بد من احياء قيم عصر التنوير العربى
- ميشيل ايوب يرد من فلسطين على طروحات الطائفيين !
- لاجل وقف حمله اليمين المصرى ضد الفلسطيين!
- حول التعايش المجتمعى و بناء الدوله الديموقراطيه!
- المنطقه العربيه فى حاله تصادم كبرى!


المزيد.....




- -مازلت أسمع أصواتكم-.. نانسي عجرم تشارك متابعيها لحظات من حف ...
- قطر: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران أنتج -زخما- لاستئناف ...
- البرلمان الإيراني يمهّد لقطع التعاون مع الوكالة الدولية للطا ...
- الحكم الثاني على القيادي الطلابي معاذ الشرقاوي بالسجن عشر س ...
- كيف انتهت مواجهة الـ12 يوماً بين إيران وإسرائيل؟
- أطفال سيفورا ـ الهوس بمستحضرات العناية بالبشرة رغم المخاطر
- الجيش الإسرائيلي يقتل المزيد من الفلسطينيين المحاصرين والجائ ...
- البرلمان الإيراني يوافق على مشروع قانون لتعليق التعاون مع ال ...
- ضبابية موقف ترامب بشأن الالتزام ببند الدفاع المشترك يلقي بظل ...
- مدينة تبريز موطن الأذريين شمالي غربي إيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - لا بد من تعلم ثقافه السوؤليه و المواجهه مع الذات!