أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - لا جهاد إلا في القدس














المزيد.....

لا جهاد إلا في القدس


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4254 - 2013 / 10 / 23 - 22:34
المحور: كتابات ساخرة
    


لا كثر الحديث في هذه الأيام وعبر الصحف العالمية عن الجهاد، تلك الكلمة التي هزّت أركان الامبراطورية الأمريكية وحطّمت آمالها في أن تكون هي الأقوى على الإطلاق، ويبدو أن تنظيم القاعدة الذي ظهر على الساحة كندّ قويّ للولايات المتحدة الأمريكية قد تغيّر شكله وطعمه، فبعد أن كان يختبئ في جبال تورا بورا ومنها يوزّع أعماله في الدول الأوروبية والعالمية التي تؤذيه بين الحين والآخر أصبح اليوم يصرّح بأنه تنظيم يسعى إلى إثارة البلبلة في كافة أرجاء الأرض.
ولعلكم تذكرون الدعم الكبير الذي كان يلقاه التنظيم من أمريكا بعد أن سيطرت طالبان على الحكم في أفغانستان وخروج القوات الروسية، كانت طالبان حليفا قويا للولايات الأمريكية حتى فتحت لها مكتبا في واشنطن وكان سير العلاقات حسنا بين التنظيم وأمريكا، وكانت أمريكا في ذلك الوقت تدعم الجماعات المسلّحة كما تدعمها اليوم في سوريا، وما إن خرجت روسيا من أفغانستان حتى تغيّرت المفاهيم ودخلت لعبة السياسة القذرة إلى النفوس وما يعرف أمس بالعدو صار صديقا اليوم ويحظى بالاستقبال في البيت الأبيض، لكن زعيم طالبان لم يحظ بمقابلة الرئيس الأمريكي، ولو بقي حليفا لطار بجلده ولحمه إلى البيت الأبيض، وهاهو اليوم وهو يصاحب أسامة بن لادن ويوفر له المأوى يضحي بما لديه من قوة الملك والمال في سبيل أن يبقى التنظيم حيا.
وعندما سيطر الخوف على بلاد الكفر كما يقولون وبدأت أمريكا وغيرها من البلدان تفقد الأمن داخلها، ارتعدت فرائصهم وقامت قيامتهم ففكروا وقدروا ونظروا وقرّروا تصدير الإرهاب إلى الشرق الأوسط وعقدوا حلفا مع الجماعات المسلحة أن يتركوا أمريكا وغيرها آمنة مقابل مدّهم بالسلاح والفتك بالحكام الذين لا يروقون لهم، بدأوا بالأضعف وهو بن علي لأنه لا يملك شيئا وأظهر أنه يخاف حتى من ظلّه، فلا شعب ولا جيش سانده ففرّ هاربا بجلده كالنعامة يوم الحرب، ثم تدرّجوا إلى أن وصلوا إلى سوريا العتيدة بعدّتها وجيشها الباسل الذي ما زال يحقق انتصارات رغم مرور سنوات على الحرب مع الجماعات المسلحة.
فالجهاد بمفهومه الحالي لا يعني إقامة العدل والمساواة، فهو إصرار على تدمير البلاد والفتك بأرواح الناس والاعتقاد بذلك أن الجنة تنتظرهم يوم القيام، ولا يعيرون اهتماما للمبادئ والأخلاق والقيم والتصورات، لم يقرؤوا التاريخ الجهادي النبوي ولم يتصفحوا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أعدائه قبل أصحابه، فقد ضرب المثل الأعلى في الحروب ضد الكفر والشرك وحرّم الاعتداء على أنفس المسلمين وأموالهم، فهاهم اليوم الذي يسمون أنفسهم جهاديين يقطعون السبيل ويدمرون البلاد قاعا صفصفا ويقطعون الرؤوس في مشهد مأساوي وبشعٌ لم نر مثله إلا في التاريخ الأسود، وكل من قَتَل مؤمنا متعمّدا فجزاؤه جهنم والعياذ بالله.
الجهاد معناه بذل الجهد قدر الاستطاعة وهو يحمل معاني جليلة، لا يقتصر على القتال، فمحاربة النفس الأمّارة بالسوء جهاد، والدفاع عن النفس والمال والوطن جهاد، والانشغال بطاعة الله جهاد، والعمل على خدمة الناس جهاد، والابتعاد عن المعصية بكامل صنوفها جهاد، أما القتال ويقصد به محاربة العدو فلا عدوّ للمسلمين إلا العدو الصهيوني، ولا جهاد إلا في القدس الشريف وتحريره من أيدي الصهاينة المجرمين، لا جهاد إلا ضد اليهود، المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه أين هؤلاء من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم؟ كيف يسوّغون القتل والتدمير والخراب؟ وما معنى الجهاد في سوريا؟ وهل الشعب السوري كافر حتى نجاهد هناك؟ ما هذه الخرافات؟ وما هذه الترّهات يا عرب؟ يا مسلمين يا من تدّعون الإيمان على جبهات القتال وعلى شاشات المرتزقة والخائنين؟ ويا علماء الفتاوى الباطلة كالقرضاوي وغيره ممن تلوّثت فتاويه بالحجة الباطلة فيسوغ الجهاد في سوريا ويحرّمه في مصر وقطر، لا جهاد إلا في القدس.
ويا أيها الجماعات المسلحة كونوا رجالا صناديد كما فعل صلاح الدين حينما أقسم أن لا يبتسم إلا بعد فتح القدس الشريف، توجهوا إلى هناك إلى ثالث الحرمين إنه يستغيث، وسترون كيف تثور الشعوب الإسلامية على المارد الصهيوني، وسترون الشهادة على أبواب الحرم القدسي، مبتسمين فرحين والكل يهلل ويكبر في وحدة بين المسلمين.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى أوباما لعله يتوب
- سوريا تنتصر مرة أخرى
- الطفولة تنتهك حرماتها
- تونس تبحث عن حل
- الزهايمر يضرب الدوحة
- السعودية تعاقب الشعب التونسي
- الصراحة في زمن المجاملة
- قناة العربية في الهاوية
- أردوغان... كما تدين تدان
- معذرة ... الأشياء في أماكنها
- أمريكا تمارس الإرهاب الخفي
- سوريا على خطى النصر
- كل من تآمر على سوريا وقع في الجُبّ
- العربية قناة تافهة
- ماذا تفعل العربية وأختها الجزيرة؟
- رؤساء بلا هيبة
- بكاء الطفل .... متعة
- أمي... قرة عيني
- أمي .. قرة عيني
- في رحاب الفكر


المزيد.....




- -يجعلني بأفضل حالاتي-.. شاهد ما قاله الكاتب والكوميدي بيل ما ...
- ناشطة بيئية تضع ملصقا احتجاجيا على لوحة (حقل الخشخاش) لكلود ...
- قصة -انقلاب كوهين- الذي كلف ترامب إدانة تاريخية بقضية الممثل ...
- ترددات قنوات أفلام أجنبية 2024 على النايل سات: هتلاقى كل الل ...
- اللجنة الفنية لكأس السعودية تكشف عن أفضل لاعب في موقعة النصر ...
- بعد الإدانة التاريخية لترامب.. نجمة الأفلام الإباحية لم تنبس ...
- الحلقة 27 من مسلسل صلاح الدين الايوبي مترجمة للعربية عبر ترد ...
- “الآن نزلها” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة جميع أفلا ...
- تردد قناة بانوراما فيلم 2024 حدث جهازك واستمتع بباقة مميزة م ...
- الرد بالترجمة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - لا جهاد إلا في القدس