أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - وتريات الحب والحرب : رواية 37














المزيد.....

وتريات الحب والحرب : رواية 37


حبيب هنا

الحوار المتمدن-العدد: 4248 - 2013 / 10 / 17 - 20:18
المحور: الادب والفن
    


- 37 -
وأما تالا، إمعاناً في الحب والمصادفة، كانت تجلس ذات مساء مع جميع أفراد العائلة أمام التلفاز يتابعون نشرة الأخبار، عندما صرخت يا إلهي . هذا الوجه أعرفه..
سألت الأم:
- أي وجه؟
- الشاب الذي يقف أمام المبنى المدمر المتكئ على دراجته الهوائية .
كانت الصورة ما تزال ظاهرة على شاشة التلفاز رغم أن كاميرات المصورين تجوب المكان، وكان المذيع يواصل تقديم الأخبار حول تاريخ المبنى والغاية من تدميره بطائرات ال ف 16 عندما سألت إسراء :
- من أين تعرفينه ؟
لقد جاء ذات يوم ليس ببعيد إلى المؤسسة التي أعمل بها وشرح لنا كيف كان المحقق يتلذذ بتعذيبهم بطرق وأشكال مختلفة ..
قاطعتها إسراء :
- كيف يعذبونهم ؟
- حسب روايته، رسم المحقق على الجدران دراجة هوائية ثم طلب منه امتطاءها والخروج من الزنزانة المحتجز فيها . وعندما تساءل كيف أخذ يضربه قائلاً :
- سأستمر في ضربك حتى تمتطيها وتخرج بها .
ضحكت إسراء وهي تقول :
- لابد لهذا الشاب أن يكون فاقداً للعقل .
- ليس فاقداً للعقل وما يؤكد حديثة تكرار الصور الممائلة .
- كيف؟
- جاء أشخاص آخرون وتحدثوا عن أن بعض المحققين طلبوا منهم الزحف من تحت الخط الذي رسموه على البلاط وحين تساءلوا كيف ؟ :
إنها لوا عليهم بالضرب.
- أمعقول ! وآخرون قالوا رسموا لنا نافذة على الحائط وطلبوا منا القفز منها إلى الشارع، وعند الاعتراض إنها لوا عليهم بالضرب . إنهم يتفننون في التعذيب . ولهذا فهو عاقل تماماً وروايته صحيحة رغم إنكار أصحاب الاختصاص عند مراجعتهم، لكن ثبوت الشهود على أقوالهم يؤكد هذه الحقيقة .
- وماذا عن هذا الشاب ؟
- أعتقد أن من يومها وهو يركب الدراجة الهوائية . ولكن ما هو لافت للنظر لماذا جاء إلى هذا المكان ؟
- ربما مثل باقي المواطنين ، جاء لمشاهدة الدمار .
- لا ، ربما من أجل أن يؤكد للمحقق أنه الآن يسير بدراجته الهوائية على الجدران التي تهاوت على الأرض ، في إشارة إلى أنه الآن فقط بإمكانه السير على الجدران بعد أن أصبحت كومة من التراب ، تأكيداً على انتصاره على المحقق الذي أوسعه ضرباً عندما رفض في التحقيق السير على الجدران !
- يا إلهي . كيف تفهمين الأمور ؟ أمعقول أن تذهبي بالتفكير إلى هذا العمق ؟ ألا يوجد شيء بريء في الحياة من وجهة نظرك !
- أنا لا أنظر لأية مسألة ، مهما كانت، تبعاً لنظرية المؤامرة التي أشبعت بحثاً عند السياسيين وعلماء الاجتماع ، ولكني أنظر بمنطق تسلسل الأحداث وربطها موضوعياً الواحد بالآخر وصولاً إلى النتيجة بغض النظر عما إذا كانت هذه النتيجة متفقة مع آراء الآخرين . وأحسب أنني دائماً وحسب التجربة كنت على صواب فيما أذهب إليه .
كان المذيع ما يزال يقدم نشرة الأخبار . وكانت الكاميرات تجوب عدساتها في مختلف الاتجاهات بحثاً عن لحظة موفقة يمتطيها الصحفي للصعود بها إلى القمة . وكان الصحفيون كلٌّ منهم يتبارى في تقديم أكثر اللقطات مواتاة ويعرضون بالتالي أفضل ما عندهم كأن بهم يتبارون في فيلم وثائقي يسجل بدقة مختلف التفاصيل حتى يصل بالمشاهد إلى ذروة المتعة في عرض متواصل لإمكاناته . وكانت الصور تتوالى الحضور على شاشة التلفاز . وجوه مشوية ولهيب مرتفع في قميص أحد الأشخاص لم تتحدد ملامحه أكان ذكراً أم أنثى ، شرر يتطاير من بنطال أحد الهاربين من بين ركام النار وبخار يتصاعد من كوة انفجر أنبوب الماء بجوارها وحاول إخماد الحريق فشكل غيوماً من البخار. خصلات من الشعر تتبعثر في الهواء . وصوت المذيع يوقظ آلاف الذكريات النائمة منذ زمن الحرب السابقة يدفعنا إلى طرح الأسئلة بأفضل النوايا ولكنها لا تشفع لها أن تكون قاسية لدرجة الصورة التي نشاهدها في أعقاب كل قصف طائرات تجعل من المباني السكنية كومة من الدمار فوق رؤوس سكانها .
ولم يعد بوسع أحد الاختباء في أي ركن من أركان الدنيا الأربع المحيطة بغزة، أصبح كل واحد تحت رحمة السماء، والسماء لا تبشر بقرب توقف هطول القذائف الصاروخية .
ضحكت تالا وهي تراقب التلفاز ثم قالت في الوقت الذي أخذ فيها أفراد العائلة ينظرون إليها باستغراب :
- يكفي أن يكون المرء ماراً من جوار هذا الدمار وتلتقط له صورة ووجهه مغبّر بعض الشيء حتى يصبح من مشاهير الفضائيات التي لا تتوقف عن إعادة المشهد المرة تلو المرة حتى يمله المشاهد!
صمتت لحظة وهي تنظر إليهم ثم قالت:
-لا مفر من حالات الملل والرعب وتعاقب الأيام التي تشبه نسيج العنكبوت



#حبيب_هنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وتريات الحب والحرب : رواية 36
- وتريات الحب والحرب : رواية 35
- وتريات الحب والحرب : رواية 34
- وتريات الحب والحرب رواية : الفصل 33
- وتريات الحب والحرب رواية : الفصل 32
- وتريات الحب والحرب رواية : الفصل 31
- وتريات الحب والحرب رواية : الفصل 30
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل29
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل28
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل27
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل26
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل25
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل24
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل23
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل22
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل21
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل20
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 19
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 18
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 17


المزيد.....




- “القط بيجري ورا الفأر”.. استقبل Now تردد قناة توم وجيري الجد ...
- الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر ...
- تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق ...
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...
- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - وتريات الحب والحرب : رواية 37