خبيب هنا
الحوار المتمدن-العدد: 4242 - 2013 / 10 / 11 - 19:47
المحور:
الادب والفن
- 35 -
كان الرجل مهيب المنظر، طوله يتلاءم مع انتصاب قوامه ويوحي بالطمأنينة. يلبس جلباباً من التل الفاخر، باهظة الثمن، حليق الذقن، حلو الكلام، يداه مجدولة العضلات قويتان، يضع على رأسه لفحة تقيه البرد في الشتاء وربما الحر في الصيف. عيناه ثاقبتان توحي بقدرته على سبر غور الأشياء لمجرد النظر إليها، فطين يتمتع بذكاء قل نظيرة بحيث يعرف الجملة التي ستتلفظ بها بعد أن يسمع الجملة الأولى . ومع ذلك، فهو قليل الكلام، لا تنفرج شفتاه إلاّ عندما يتطلب الأمر الإدلاء برأيه في الموضوع محور الحديث . يعرف كيف يجير الأمور بما تخدم مصالحه ولا يظهر عليه أي نوع من الجشع الذي غالباً ما يترافق مع جني الأموال الطائلة. كريم ولكنه غير مسرف، كرمه منسجم تماماً مع حفظ ماء الوجه ولا يتناقص مع الطابع الاجتماعي للمحيط الذي يعيش فيه. حريص على أن تبقى سيرته طيبة بين الناس .
بعد أن أوصل الرجل خليلاً وشريفاً إلى الفندق على أمل اللقاء في غد اليوم التالي، صعد خليل إلى غرفته كي يرتاح قليلاً، ولكنه لم يصمد كثيراً داخل الغرفة. غادر الفندق عازماً على السير في الشوارع حتى يصيبه التعب الجسدي باعتباره أقل خطورة من البقاء في الغرفة تضرب به الأفكار على غير هدى بعد أن بات الوقت آيلاً للنفاد والعودة إلى غزة.
#خبيب_هنا (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟