أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد صالح - أزمة الحزب أم حزب الأزمة














المزيد.....

أزمة الحزب أم حزب الأزمة


محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4247 - 2013 / 10 / 16 - 01:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


************************
مرة شهور على تقديم وزراء حزب الإستقلال لاستقالتهم الجماعية، والتي جعلت من الحكومة الأولى بعد الإصلاح الدستوري حكومة لتصريف الأعمال الجارية، ومنذ ذلك الحين ونحن نسمع عن قرب ميلاد حكومة بنكيران في نسختها الثانية، لا يكاد يمر يوم واحد دون أن نسمع خبراً في وسائل الإعلان عن التنصيب الحكومي، فتارة نسمع أن لائحة الوزراء جاهزة و ستقدم اليوم إلى الملك، وتارة أخرى نسمع أن المفاوضات متوقفة، وهناك من يقول أنها إجتاز المرحلة الصعبة، ولم يبقى أمامها إلا بعض الإجراءات الشكلية، وبين الفينة والأخرى يطل علينا أحد المسؤولين الحكوميين لتصريحات غريبة جدا، كالتصريح الأخير لرئيس الحكومة ولذي قال بأن أمر الحكومة هو بيد الله، أي أن أعلى سلطة في الهرم الحكومي، أهم طرف في المفاوضات لا يعرف متى سيتم التوصل إلى اتفاق بشأنها أو الإعلان عنها، أو ما صرح به مؤخرا السيد وزير الإسكان الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أحد مكونات الأغلبية الحكومية، حينما سأله احد الصحفيين عن التاريخ المعلوم لتنصيب الحكومة، أجاب " اخبرني بعض الصحفيين ان التنصيب سيكون اليوم أو غدا...."؟؟؟؟؟؟ أمورا غربية حقا تجري في بلد قال انه تفاعل إيجابيا مع مجريات الربيع العربي وانه قطع أشواطا كبيرة في إتجاه إحقاق الديمقراطية.

لنترك كل ذلك جانب، فهي ما هي إلا مواد دسمة توجه إلى الاستهلاك الإعلامي، دورها لا يتجاوز دور "السكاتة" التي تعطيها الأم لطفلها حتى يكف عن الصراخ، فلا شيء من هذا حصل، وهذا أمر طبيعي جدا، فهده الأحداث لا تعدو أن تكون إحدى الإستراتيجيات الجديدة التي أصبح ينهجها النظام في تمرير مخططاته وقراراته المصيرية، وقد أتضح ذلك جليا، ظهر الخميس الماضي، حينما عين الملك الحكومة الجديدة، لا شيء من كلام الإعلام كان صحيحا.
فبعد أزيد من ثلاثة شهور بدون حكومة، عين الملك، يوم الخميس حكومة جديدة حملت العديد من المفاجئات، فإلى جانب ارتفاع عدد الوزراء إلى 39 وزيرا، وتفريخ عدد كبير من الشبه وزارات حاملة لأسماء سخيفة، لدرجة أن الوزير المسؤول عن الوزارة لن يستطيع حفظ اسم وزارة، (مثلا: مامون بوهدهود : الوزير المنتدب لدى وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي المكلف بالمقاولات الصغرى وإدماج القطاع غير المنظم، أو شرفات أفيلال : الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالماء) فبالأحرى معرفة اختصاص وزارته، نجد أن هذه الحكومة مرة في ظروف دستورية غريبة، حيث خضعت للتعيين من طرف الملك بناءا طبعا على الفصل 47، وذلك بحضور كل الوزراء، حتى القدماء منه، بالاستثناء الشرقي أضريس المتواجد بالديار السعودية لتأدية مناسك الحج، مما يحملني إلى القول أننا أمام حكومة جديدة بما للكلمة من معنى، ولا علاقة لها بالحكومة السابقة، اللهم استمرار رئاستها وقيادتها من طرف الحزب الذي حصل على الأغلبية في الانتخابات السابقة، لكن كما هو معلوم فبعد التعيين تأتي مرحلة التنصيب، حسب مقتضيات الفصل 88 من الدستور، الذي يلزم الحكومة بأن تتقدم أمام المجلسين لتقديم برنامجها، أمام مجلسي البرلمان ويكون موضوع مناقشة أمامهما، يعقبها تصويت أمام مجلس النواب لمنحها الثقة، وبعد استكمال هذه الإجراءات فقط يمكننا القول أن الحكومة بات منصبة، إذن هل ستتقدم هذه الحكومة أمام البرلمان لعرض برنامجها الحكومي؟؟؟؟ على إعتبار أنه سيعرف تغييرا ولا بسيطا من أجل عرض اختصاصات الوزارات الجديدة، ومراعاة لمقتضيات البرنامج الانتخابي للوافد الجديد، مما يطرح إشكالا دستوريا حقيقيا، التصويت على برنامج حكومية سيستمر إلى ثلاث سنوات فقط؟؟ إذا ما حدث هذا سنكون أمام وزارات إستمرت حياتها السياسية لخمس سنوات فيحين هناك وزارات أخرى حياتها السياسية لن تتجاوز الثلاث سنوات !!! مما قد يفرض على هذه الحكومة أن تلجأ إلى تقديم طلب الثقة بشأن تصريح عوض عرض برنامج حكومي، وفي هذه الحالة كيف ستتعامل السلطة التنفيذية مع الوزارات الجديدة؟؟؟ فهل يعقل أن يقدم طلب الثقة لمواصلة تحمل المسؤولية فالعلاقة مع وزير جديد؟؟؟ هذا من جهة.
من جهة ثانية، تميزت الحكومة الجديدة بعودة قوية للتكنوقراط، مما يدفعنا إلى التساؤل عن الطرف الثاني الذي كان يتفاوض معه بنكيران؟؟ لا أعتقد أن مزار هو من طالب بدخول حصارا إلى وزارة الداخلية أو رشيد بلمختار إلى وزارة التربية الوطنية ...... أو غيرهم من التكنوقراط؟؟؟؟ الذين سيطروا على أهم الحقائب الوزارية ستمكنهم من إدارة البلاد فعلا وليس قولا.... ولا نفهم كيف يضحي بنكيران بأحد أهم قيادي في حزبه، سعد الدين العثماني، إن كان فعلا الطرف الرئيسي في المفاوضات هو مزوار؟؟؟
إننا الآن أمام حكومة سيطر عليها من كان ينعتهم بالتماسيح والعفاريت، الآن وأكثر من أي وقت مضى لن يلعب العدالة والتنمية غير دور المدافع والمبرر للقرارات التي ستتخذ والتي لن تخدم بطيعة الحال غير مصالح كبار المستثمرين، ضدا على الشعب المغربي، كيف لا واحد الرؤساء السابقين لأكبر لوبي في المغرب أصبح وزيرا؟؟
إن هذا الأمر سيربك كثيرا أعضاء وقيادات العدالة والتنمية، ربما ستجد نفسها فوضع مشابه لما عرفه حزب الإستقلال خلال نهاية الخمسينيات، حين تحمل المسؤولية الحكومية في ضرفية سياسية صعبة وفي شروط قبل بها رغما عن أنفه، لكنه في النهاية دفع الثمن غاليا، وعرف إنشقاق قاده الجناح اليساري للحزب، وخرج الإتحاد الوطني للقوات الشعبية إلى الوجود في 1959.
فهل يوجد من العدالة والتنمية أناس قادرة على التمرد ضد بنكيران وإعلان الإشقاق؟؟؟؟؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.



#محمد_صالح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى الله
- هل حقا ستعود؟؟؟؟؟؟
- الفصل 47 والأزمة الحكومية
- بين الشرعية وشرعية... !
- طيور الظلام مرسي سقط ... بنكران يترنح
- تزويج الضحية للجلاد، مكافأة وليس عقاب
- ملهمتي
- صرخة
- إلى رفاقي المعتقلين
- هناك كنت أتواجد..
- دور جماعات الضغط في صناعة القرار السياسي في الولايات المتحدة ...
- عودة من الموت
- كابوس اللاكابوس
- حلم غير مشروع
- مسار سياسي
- عودة الحلم
- تقرير اولي حول اليوم الدراسي
- تعييم الحكومة وإعفائها بين دستزري 1996و2011
- قراءة في النظام الداخلي لمجلس النواب (الجزء الثالث)
- قراءة في النظام الداخلي لمجلس النواب (الجزء الثاني)


المزيد.....




- ناصيف زيتون ودانييلا رحمة يحتفلان بذكرى زواجهما الأولى
- فرنسا: قضية -المجوهرات المخفية- للوزيرة رشيدة داتي تعود إلى ...
- قضية اختطاف وقتل الطفلة الجزائرية مروة تثير تساؤلات عن ظاهرة ...
- تقارير: قرار واحد لترامب قد يُفضي إلى أكثر من 14 مليون وفاة ...
- من العزلة إلى الإعمار... هل ستفتح واشنطن أبواب سوريا للعالم ...
- قتيلان على الأقل في موجة حر شديدة وفيضانات تجتاح إيطاليا
- دعم خليجي متجدد للبنان.. تأكيد على الأمن والاستقرار والتنمية ...
- شبهة تجسس ـ برلين تستدعي السفير الايراني وطهران تنفي ضلوعها ...
- ماكرون يبحث مع بوتين الملف النووي الإيراني وحرب أوكرانيا في ...
- عاجل| ترامب: رفعت العقوبات عن سوريا من أجل منح البلاد فرصة


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد صالح - أزمة الحزب أم حزب الأزمة