أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد صالح - مسار سياسي














المزيد.....

مسار سياسي


محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3720 - 2012 / 5 / 7 - 01:38
المحور: الادب والفن
    


رن هاتف مكتبه، و أخذ السماعة ليجيب، وإذا به يقفز من مكانه، فأطلق العنان لعبارات الإحترام والتقدير والولاء، نعم سيدي ... لا تقلق.... أمرك ... إطمئن ....، ثم وضع السماعة في قرف وأخذ يجفف العرق المتصبب من جبينه، وإرتمى على كرسيه الدوار، و رفع رأسه إلى السقف، ثم يدأ يتحرك ذات يمين وذات الشمال، قبل أن يكلم نفسه: يا لسخرية القدر!! بقائي خلف هذا المكتب مرهون بتقديم فروض الطاعة والولاء لمثل هذا الكلب الأجرب!!.... هذا هو الواقع الذي لن ينفلت من قبضته أبدا، فان ثقلت موازينه عند "الباشا" فسيعلو شأنه وتتلاشى من أمامه العقبات و تفك له ألغاز خرائط الخزائن السمينة، أما إن خفت موازينه فسيهوى به إلى الأرض دفعت واحدة، لتطأه الأقدام ....!! جال ببصره في أنحاء مكتبه الفخم، فغمره إحساس عارم بالزهو والافتخار، أخذ نفس عميق ثم إسترسل في مخاطبة نفس: من كان ليصدق.. أن هذا الطالب الفاشل سيلج يوما ما حصن البرلمان المنيع ويصبح وحشا كاسرا لا يجرأ أحدا على مجابهته..... !! ففتح كتاب حياته، لتصفح الماضي بحلوه ومره...، لقد كان ولا يزال إنسانا ذكيا ولامعا، فأساتذته في ميدان الاحتيال يشهدون له بذلك، فقد تمكن بدهاء فريد ومكر عجيب من اللعب على جميع الحبال والاصطياد في جميع البرك سواء كانت صافية أم عكرة، عارض الحكومة... شجب وندد بسياستها، كما صفق وهرج لأفعالها غرد وأنشد فوق المنابر الموسمية فأشعل النيران في صفوف المتظاهرين، تذلل وتملق للمسؤولين....، ولم يقف هنا فقط بل دخل عالم الأعمال واستثمر في شبكات الدعارة والمخدرات والأسلحة ....، وماهي إلا أعوام معدودة، حتى راكم ثروة هائلة لو رآها قارون لفغر فاه متعجبا.. !! ورغم ذلك سيبقى عبدا لحفنة من الكلاب يأتمر بأمرهم ويرد صدى رغباتهم... !!، طأطأ رأسه، وكرر لنفسه سؤاله المعهود، لماذا يخشى الكلاب وهو على جانب كبير من الغنى والجاه؟..بل وصار منصبه أهم من منصبهم؟... قبل أن يجيب، ما بك يا هذا؟..انه الخوف.. الخوف ...من انبعاث شبح الماضي الملوث فينكشف المستور وتسقط ورقة التوت عن عورة جرائمه فيصبح مرما للحاقدين عليه ...، ضاق عليه صدره، فأحس بالظمأ يغزو جوفه فاتجه صوب الثلاجة وأخرج قنينة خمر فاخرة وبدأ بتجرعها وعيناه تتأملان الصورة المتوسطة لأحد الجدران.. من هذا الذي يخطب في الجموع المحتشدة فيثير عواصف من التهليل والتكبير؟ أحقا هو؟ فأدار ظهره للصورة والابتسامة الخبيثة لا تفارق شفتيه: الشعب !!… وما أدراك ما الشعب !!… هؤلاء الأوباش الرعاع....، ثم عاد ليتسائل من جديد !! ... ترى كم ومرة ضحك على ذقونهم بكلامه المعسول؟؟؟؟ كان يتفنن في تطعيمه بالأساليب المزخرفة المزركشة التي تسحر الألباب وتذهب العقول، ولا بأس طبعا من بعض الحركات البهلوانية، لتكتمل فصول المسرحية، الشعب... !! كان في نظره مجرد دابة يعلفها ثم يركبها للوصول إلى الينبوع الذي لا يجف قط، فان بلغ مبتغاه فلتذهب الدابة إلى الجحيم وليملأ بطنه بالماء الزلال حتى توشك أن تنفجر!! وربت على كرشه المنتفخة المكتنزة وكأنه يحجز مكانا للولائم القادمة.... !!! ثم وضع كأس النبيذ جانبا، وقال إلى العمل فالإنتخابات على الأبواب



#محمد_صالح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الحلم
- تقرير اولي حول اليوم الدراسي
- تعييم الحكومة وإعفائها بين دستزري 1996و2011
- قراءة في النظام الداخلي لمجلس النواب (الجزء الثالث)
- قراءة في النظام الداخلي لمجلس النواب (الجزء الثاني)
- قراءة في النظام الداخلي لمجلس النواب بالمغرب
- الإطار القانوني للعلاقات المغربية الأوروبية
- مثالب وعيوب الدستور المغربي الجديد
- مضمون الوضع المتقدم للمغرب في الإتحاد الأوروبي
- نداء ((حق العودة)) في مرحلة أولى خمسون ألف لاجئ فلسطيني يو ...


المزيد.....




- الكاتب لوران موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية عن روايته - ...
- وفاة ديان لاد المرشحة لجوائز الأوسكار 3 مرات عن عمر 89 عامًا ...
- عُلا مثبوت..فنانة تشكيليّة تحوّل وجهها إلى لوحة تتجسّد فيها ...
- تغير المناخ يهدد باندثار مهد الحضارات في العراق
- أول فنانة ذكاء اصطناعي توقع عقدًا بملايين الدولارات.. تعرفوا ...
- د. سناء الشّعلان عضو تحكيم في جائزة التّأليف المسرحيّ الموجّ ...
- السينما الكورية الصاعدة.. من يصنع الحلم ومن يُسمح له بعرضه؟ ...
- -ريغريتنغ يو- يتصدّر شباك التذاكر وسط إيرادات ضعيفة في سينما ...
- 6 كتب لفهم أبرز محطات إنشاء إسرائيل على حساب الفلسطينيين
- كفيفات يقدّمن عروضًا موسيقية مميزة في مصر وخارجها


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد صالح - مسار سياسي